وجوه مسرحية
الكاتب شاذلي فرح السمطي يكتب للمسرح نيوز: “واحـــة الجـنوبي”..وفيق محمود.. الأميــر
الواحــة تهتـم بفناني الأقاليم.. المظاليم
المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية
ـ
تراه لأول وهله . تشعر إنك أمام أمير وقد هرب من كتاب الحواديت . الوجه صافي كصفاء البحر العينان سودوان كالليل . وثمه إبتسامة دائماُ ما تغلف الوجه اليرئ الممزوج بالطيبة والسمو . أمير منحوت في قصة بطلها هو . وفيق محمود . القابع للأن في معشوقته ( الزقازيق ) – في عام 1965 يضج منزل حضره الناظر بالزغاريد الممزوجه ببكاء المولود الذي يريد أن يعلن عن وجوده . مرت السته أعوام وكأنها ثواني فوجد وفيق نفسه في المدرسة . لمحه أستاذ الفصل يبدو إنه لقط بريق الفن يلمع في عينين الأمير .
فجعل الأمير يمل لطلبه الفصل بعض الدروس . ومنها قد جعلها يمثل في حفله أخر العام ( لا حظ إن هذه الحفلة وقتها كانت متواجده في كل مدارس مصر ) ولفت الأمير إليه الأنظار بفطرته الرائعه في التمثيل . في تلك اللحظة وجد الأمير ضالته وتشبث بحبال الفن . الأب حضره الناظر قاسي ولكن قسوه الخوف علي إبنه وكان كثيراُ ما يتصح الأمير بجملته الشهيرة : إبن الناظر لابد وأن يتخرج ضابط حربية أو شرطة ومن الممكن مهندساً . ويرفض رفضاً قاطعاً بإن الأبن يكون فناناً . ولكن هيهات . الأمير يعي جيداً إن الفن وروحه قد أمتزجوا وذابو كلاهما في الأخر .
يسير الأمير ليلاً قلقاً بسبب ظهور نتيجة الثانوية . وينجح الأمير ويأخذ ملفه ويذهب للقاهرة وحضرة الناظر ترتسم علي شفتية إبتسامة رضا وسعادة والفخر يملأ عينية لأن الأب سيقدم ملفه للكلية الحربية . ولكن عشق الفن وجه أقدام الأمير إلي المعهد العالي للفنون المسرحية وقدم ملفه بالمعهد . وكان لحضرة الناظر صديق في مكتب التنسيق بالكلية الحربية وسأله عن إبنه الذي قدم أوراقه بالكلية ولكن الصديق يخبره بإن لا أحد تقدم أوراقه بهذا الأسم . جن جنون الناظر وأقسم بأغلظ الأيمانات بإن الأبن لن يكمل في المعهد ولا في الجربية فقد قدم أوراق الأمير بكلية التجارة . وفي الكلية ساق القدر الأمير والتقي مع أثنين من نجوم الإخراج ( الدكتور هاني مطاوع والأستاذ فهمي الخولي ) وعمل معهم الأمير وتتلمذ علي أيديهم وقام بالتمثيل في أكثر من 18 عرضاً ( مغامرة رأس المملوك جابر / النسر الأحمر / المهرج ) .
والأمير أيضاً تتلمذ علي يد أساتذته بالشرقية وهما ( علاء وهدان / فوزي عبد الله ) . الأمير يلتقط أنفاسه ويسرح وترتسم علي وجهه إبتسامة صافية ويقول : في كلية التجارة عاودني الحنين مره أخري أن أقدم أوراقي في معهد فنون مسرحية بالدراسات الحره . كانت جوايا رغبة عارمة إني دخل سور الأكاديمية وفعلتها مثلما فعلها نابليون بونابرتا عندما فشل في أقتحام أسوار عكا فقد ألقي بقبعته داخل عكا وقال جملته الشهيرة يكفي فخراً وشرفاً إن قبعتي دخلت لعكا . الأمير يتذكر وهو يضحك في سعادة عندما حضر له حضرة الناظر عرض كان يمثل فيه بالكلية .
وقتها فرح الناظر وربت علي كتفه في حنو بالغ وأعلن سعادته وموافقته بإن يسلك طريق الفن . ومن التمثيل دخلت عالم الإخراج وقتها كنت أراقب مشروع نوادي المسرح تلك الفكرة التي أعجبت بها ورأيت فلسفتها تناسبني . فقدمت عرض ( تحت الشجرة ) عام 1996 اامؤلف وحيد حامد – الأمير يقابل توأمه الفني الكاتب الرائع خالد بكار فقدما عرض ( فيديو كليب ) عام 1998 وفاز العرض بجوائز أول تأليف ومخرج ثاني وعرض ثاني . الفنان سامي طه شاهد الثنائي فقرر دعمهما وقدم لهما نجربة إنتاج مميزة داخل نوادي المسرح بعرض ( القلب المفتوح ) في عام 2000 وعرضت في المهرجان الختامي لنوادي المسرح ببورسعيد . الأمير وفيق يستريح عام ويقرر مع توأمه الفني خالد بكار خوض تجربة ويقدمون عرض ( مهملات مسرحية ) في عام 2002 .
ويستريح مره أخري ويعود مع توأمة ويقدمان عرض ( برديه مقلوبه ) في مهرجان الختامي لنوادي المسرح بالزقازيق في عام 2004 ويحصد العرض علي جوائز ( أول سينوغرافيا / أول ممثلة / مخرج ثالث ) ومنها توجه الأمير وبدأ يخرج في فرق الأقاليم ( الإسكافي ملكاً قصر أبو كبير 2008 / أيوب قصر الزقازيق 2009 – مغامرة رأس المملوك جابر قصر الزقازيق 2010 ) . كما عمل عضوا بلجان التحكيم والندوات بالإدارة العامة للمسرح تقديراً لدوره في نوادي المسرح .
ولم يترك نوادي المسرح فقد قام الأمير بعمل العديد من الورش التدريبية داخل قصر تقافة الزقازيق للشباب وقدم الدعم لهم طوال مشواره فــــلاش أخــير :- الفنان الحقيقي هو الذي يجعل فنه في خدمة الناس . يحترق ليكون شمعة تضئ لهم الطريق . عروضه تصبح مؤثرة في عقول الناس . وفيق محمود واحد من هؤلاء الفنانين المخلصين .. أراك أيها الحبيب . أيها الأميرإنك أقوي من أي مرض . إنك تحارب مرضك بفنك . صديقي وأخي الأمير وفيق محمود كم أنت رائع . كم أنت
شــاذلـي فـــرح السمطي أمـــير الجــنوب