نصوص

“المترجم “.. مسرحية من فصل واحد تأليف: حامد شهاب الجيزناوي


المسرح نيوز ـ القاهرة: نصوص

ـ

المترجم

مسرحية من فصل واحد

تأليف: حامد شهاب الجيزناوي 

 

المشهد الأول:

( موسيقى بصوت واطئ قبل ان تفتح الستارة . يظهر المترجم شابا بملابس رثة وشعر أشعث وهو يمتطي عصاه ويتجول في مقدمة المسرح وكأنه فارس همام. يتوقف. يترجل. يؤدي التحية للجمهور ثم يلتفت نحو الستارة ممسكا بعصاه ويؤدي دور ( قائد اوركسترا تخفت الموسيقى ثم تعود مع تحريك المترجم لعصاه) .

 

تفتح الستارة على مهل مع تحول الموسيقى تدريجيا الى صاخبة مع اصوات سياط وطبول . الانارة عبارة عن ومضات و قطع الديكور تشكل محلات لمهنٍ مختلفة في عمق المسرح وأصحاب المهن عند محلاتهم ورجل اشبه بالتمثال يقف ساكنا يسار المسرح. (يدخل الجلاد مع اثنين يدفعان حاوية كبيرة حتى وسط المسرح) .

 

الجلاد و تابعاه يقومون بمطاردة الرجال واصطيادهم ورميهم في الحاوية تباعا ثم يتحولون نحو المترجم الذي لازال يمثل دور ( قائد اوركسترا) ويحملانه ويرميانه داخل الحاوية . يدوران بالحاوية ومع صخب الموسيقى و اضطراب الانارة يقلبانها. فيخرج منها الرجال زحفا وحبوا و على ذراع كل واحد منهم علامة او شارة واضحة وهم متجهون نحو قطع الديكور التي تمثل مهنهم ليتحولوا الى جزء من الصورة .

 

أما بالنسبة للمترجم عندما يخرج ينزع الشارة من على ذراعه ويلف طرفها على عصاه وينطلق نحو الشيخ الذي وقف عند يسار المسرح وكانه تمثال و يدور حوله بينما الجلاد يغادر وتابعاه اللذان يجران الحاوية يتبعانه وهم يضحكون بشكل هستيري والموسيقى تتحول الى ما يشبه الانين. الشيخ يُخرج اوراقا يدون على عجل ثم يخفيها بين طيات ملابسه..

 

المشهد الثاني

تدريجيا الموسيقى تتحول الى قرع طبول مرة ثانية والإنارة فيضية ينكمش الرجال في اماكنهم خائفين منكسرين وهم يتلمسون الشارات التي تطوق اذرعهم  . المترجم مضطجع يسار المسرح عند الشيخ المسن . ينتبه. ينهض. يمثل دور ( قائد اوركسترا ). يدخل الجلاد مع تابعيه احدهم يحمل دكة منتهية بنتوء يضعها وسط المسرح ).

الجلاد : (وهو يلوح بسوطه) أيها الناس . أيها الشعب العظيم . بعد لحظات سيكون أميرنا المبجل بيننا من اجل التواصل والاطلاع على الاحوال. فاستعدوا للترحيب والظهور بما يليق بأميرنا الهمام وكما عهدناكم وعلمناكم هيا (يلوح بسوطه بينما الرجال وبحركة متتابعة ومنسقة يهرولون نحو النتوء وينحنون عنده وعيونهم الى الارض) .

المترجم : هيا .. أسرع .. رصوا صفوفكم .. انت ايها الشيخ لا تكن مثل تمثال او شجرة ميتة لا نفع فيها (الشيخ يتحرك متكاسلا ) لتكن حركتك اكثر رشاقة هيا . (الى الرجال ) اجعلوا المسافة بينكم متساوية هيا اسرعوا …

الجلاد : (وهو يقترب من المترجم وبسخرية ) شكرا لك (يضربه بالسوط) ولكن اين شارة الوفاء ايها المعتوه .

المترجم : (وهو يتدحرج على الارض يخفي الشارة الملفوفة على طرف عصاه .) نسيتها وربما هربت مني والاحتمال الاكبر ابتلعتها فرسي المجنونة (الجلاد يلوح بسوطه ليضربه ) سأشق بطنها لأبحث عنها .

الجلاد : اسرع ايها المعتوه وانظم للرجال سيكون حسابك في وقت اخر . (المترجم يهرول نحو الرجال الذين شكلوا خطين متناسقين وعندما يحاول الانضمام اليهم يرفضونه ولكنه ينجح في المرور ويجلس عند الدكة ).

الجلاد : ايها الناس امير البلاد المفدى . ( مع اصوات الطبول والسياط يدخل الامير محمولا على عرشه يلفه البياض وكانه تمثال من رخام بعينين واسعتين جدا . يضعونه على رقاب المنحنين و ينسحبون ويشكلون خطا خلفه .  تخفت الاصوات ويبقى صوت انين وكأنه ات من بعيد. الامير يدعو الجلاد اليه بإشارة من يده (بشكل آلي ) ويهمس في اذنه . الجلاد ينحني للأمير ويلتفت نحو الجمهور ) .

الجلاد : ايها الناس (بصوت حزين ) ايها الناس .. الامير حزين .. حزين جدا وقلبه الرقيق يعصره الالم. لأنكم جاحدون و خاملون . و عديموا الوفاء .( ينظر الى الامير و يشير الى عينيه  ) ايه… لقد جفت دموع عينيه الكريمتين كمدا و لوعة ( ترتفع اصوات الانين ) فمزيدا من الطاعة و الوفاء و مزيدا من الولاء والعطاء … لعل عينيه الكريمتين  تذرفان الدمع فترحمنا السماء وتنقذنا من هذا الجفاف و الجدب المخيف ( الامير يلوح بيديه . الجلاد يشير الى حاملي العرش برفعه.. يرفعونه و يغادرون مع اصوات الطبول والسياط ) .

الجلاد : ( و هو يلوح بسوطه في الهواء ) هيا تحركوا ..تحركوا (يتحرك الرجال حبوا نحو أماكنهم بينما المترجم يمرق من بينهم ويقوم بحركاته السابقة وكانه غائب عن الوجود والشيخ يذهب الى مكانه ويقف وقفته الأولى ) الويل لمن تهاون او تكاسل ( يتقدم نحو المترجم ويضربه بالسوط عدة مرات ويركله  فيسقط  على الأرض في هذه الاثناء يلتفت الرجال نحو محلاتهم وينحنون فتختفي رؤوسهم وترتفع مؤخراتهم .)

الجلاد : تعطي الاوامر ايها المعتوه القذر ..تشق عصا الطاعة ايها المجنون الويل لك ..الويل لك .

رجل 1 : انه معتوه اعف عنه .

الشيخ : الرحمة … الرحمة …

الجلاد : اسمع .. يطلبون لك الرحمة .. (يضربه ) لماذا لا تطلبها انت ( يركله ) سأسحق لك عظامك .

الشيخ : اعف عنه يرحمك الله .. الرحمة …

( صوت من خارج المسرح ) ايها العزيز . ايها العزيز ( ينتبه الجلاد ) اجب البلاط  (الجلاد يهم بالخروج ).

المترجم : سألقي الحجر ..في…. (يتوقف الجلاد ويلتفت ليعود اليه .  ولكن يسمع الصوت مرة اخرى ) ايها العزيز اجب البلاط .

الجلاد : سأمزقك ايها الكلب الاجرب . ( يخرج ) .

(عندما يتأكد الرجال من ذهاب الجلاد يتجمعون حول المترجم . بينما الشيخ يخرج الاوراق من بين طيات ملابسه ويدون ثم يخفيها . )

احدهم : لقد اذوك ايها المسكين .

اخر : ( وهو يتلمسه ) الم يكسر لك عظم. ؟

المترجم : (ضاحكا )لا تخافوا علي . لدي جلد اسمك من جلد حمار عجوز ( يضحكون ) ( ينتفض المترجم من بينهم ) هل رأيتم شيئا .. ( ينظر احدهم للآخر ) .

2: ماذا تقصد … ؟

3 : رأينا من .. ؟

المترجم : الامير الحزين .

الرجال : ( مندهشون ينظر احدهم في وجه الاخر ) ماذا قلت … ؟

المترجم : ( وهو يُهلوس ) فرسي هذه اكلت عشب غيرها ولم يرها احد , فتحولت الى هذه العصا التي بين يدي  وانتم أيها القطيع البائس لم تروا شيئا وفي اذانكم وقر اصمها .تكدون ليل نهار . ولا احد يسمع لكم او يستجيب . يسمحون لكم بالموت فقط وذاك عندما يستنزفون اخر نبضات قلوبكم .( يضحك ) وليس هناك من يحولكم الى عصي لتصبحوا خالدين كفرسي هذه . انا حزين لأجلكم ولكن ( يبتعد قليلا ) لا استطيع ان ابكي .

4: اسكت ايها الاحمق ولا تنطق بهذه الكلمة .

3 🙁 الى 4 ) ماذا قال.. انا لم اسمع ولم افهم شيئا.

4: ايها الاخرق الم تسمعه يقول ابكي (يقولها بهمس) .

3: انا اخرق ايها الاخرق .. (يتخاصمان) هاك , خذ. ملعون . احمق.

المترجم :(وهو يرفع عصاه ) اللعنة توقفا (يخافانه فيتوقفان) ما بكما …فجأة تتخاصمان  .. ماذا حدث ؟

2 : (ينظران اليه بريبة ويبتعدان عنه ) لا شيء

المترجم : لا شيء.

4: هل انت اصم قلنا لا شيء .

المترجم : ( يضحك ) تتخاصمان على لا شيء . هذا جميل (يضحك مرة ثانية.. الرجال يتجمعون ويتهامسون والشيخ لازال يراقب . الرجال وبشكل مفاجئ يهجمون على المترجم ويضربونه ضربا مبرحا ).

3 : لقد عرفنا مراميك ايها النتن .

2 : خائن عميل.

4: بسببك ومن على شاكلتك رفعت عنا الرحمة.. اللعنة عليك (يهرب منهم الى الجانب الاخر عند الشيخ الذي كان يدون).

المترجم : سوف لن يبكي عليكم احد و لا حتى الابناء .

2: انت تسوقنا الى الهاوية .

1 : كيف تجرؤ وتقول _ هل رأيتم شيئا _ وما شاننا بالبكاء ( يقولها مترددا ) ألا تعلم ان قول مثل هذه الكلمات محرم علينا .

المترجم : انا لم اطلب منكم ان تنظروا اليه  او تبكوا. انا سألت ايها التعساء هل رأيتم الأمير (يهرولون نحوه ليضربوه يهرب الى الجهة الأخرى يتبعونه )

الشيخ: انا رأيته (يتوقفون ثم يهرعون نحو الشيخ، بينما المترجم يقف عند الطرف الاخر)

1: من ؟ .

4 : رأيت .. من ؟ .

الشيخ : عندما كنت صغيرا كنت العب مع الصبية عندما جاء مع والده الى الحقول حيث كان الاباء يعملون .

4 : ايها الشيخ بالله عليك … من رأيت ؟

الشيخ : الامير .

3  : يالله .. ( ينظرون الى الشيخ منبهرين )

الشيخ : ترجل من العربة واقترب منا نظر الينا  ونحن ننظر اليه  منبهرين بوسامته وجمال ملابسه . وبينما نحن مندهشون صرخ والده من مكانه في العربة وهو يقول _لا تدعهم ينظرون في عينيك , استخدم سوطك كي تنحني رقابهم ولا ترى عيونهم غير الارض _ . عندها هجم علينا بسوطه يلسع اجسادنا .. ولم يشفع صراخنا وفزعنا .. و والده يشجعه ضاحكا _ اقوى ..اقوى .. اقوى _ وآباؤنا كأنهم لم يشاهدوا او يسمعوا ذلك الصراخ الذي كان يشق عنان السماء وظلت الرقاب منحنية والاعين لا ترى إلا الارض . وهكذا استمرت الاحوال. الاباء يعلمون الابناء طاعة الامير في كل شيء .. لان رحمة السماء لا تنزل إلا اذا روت دموع الامير هذه الارض اولا. اليس هذا ما تعلمناه من الإباء؟؟

المترجم : وها نحن كذلك يا فرسي العزيزة  لا نستطيع ان نقترب منهم او المشي على نفس الطريق التي يسيرون عليها , , ولا يحق لنا البوح بأبسط المطاليب ويباح لهم كل شيء وعلى مر العصور حولونا الى قطعان تسوقها ذئاب لا تعرف الرحمة الى حيث يشاؤون. قولوا لي ما الفرق بيننا وبين الأموات (لا احد يجيب) بالله عليكم ما الفرق ؟(يجلس على الأرض منكسرا بينما الشيخ يتقدم نحوه ببطء ) .

1 : معتوه .

3  : مجنون والله العظيم مجنون .

الشيخ : اسكتوا ايها المساكين ( ينهض المترجم .الشيخ يمسك به ) لا تخف ( المترجم يحاول الافلات من

قبضته ) لا تخف يا رجل .

المترجم : ماذا تريد .. ها .. ماذا دهاكم .. ( يهلوس ) فرسي جائعة وعطشى .. وأنا لم انم لليلتين من لسع البعوض وشغب البراغيث وحفيف السياط التي توشوش في اذني .

الشيخ : ( وهو يهزه برفق ) من انت .. كلامك خطير وذو مغزى ..( يهمس في اذنه ) من انت بحق السماء .

(المترجم يفلت من بين يدي الشيخ ويقف في الطرف المقابل. بينما الرجال يتجمعون وهم يتلصصون )

المترجم :  عندما تنظر في المرآة ستراني.

الشيخ :  من عرف نفسه صادقا عرف الاخر وعرف ربه .

المترجم : وعندما تتشابه الأيام تبور كما تبور السلع .

الشيخ : اذا .

المترجم : اذا .(وكانه يلقي حجرا ).

1 : ما هذه الالغاز . وهذه الحركات ؟

4 : هل اصابتك حمى الجنون يا شيخنا ..

3 : ( ساخرا ) اذا اذا .

الشيخ : انه ليس مجنونا او معتوها كما تتوهمون انه يصرخ ليعبر عما في صدورنا لماذا لا تعترفون بذلك اليس ما يمنعنا من الصراخ مثله عجزنا وخوفنا..ايعقل ان نهان صباح مساء على كلمة ربما همسنا بها همسا.. نحن لم نخرق نظاما ومع ذلك حرمونا من حرية الكلام وهي اعظم ما وهب الله للانسان وعندما تعودنا ان نسمع ونطيع تحولنا الى مسوخ وبهائم .

المترجم: على مر العصور غدروا بنا ويغدرون .

2  : انك تسوقنا نحو الهاوية …(يشير الى المترجم )

الشيخ : الا تنظرون الى ما نحن فيه ما الفرق اذا كنا فوق التراب او تحته ؟

2 اخر: لقد تعودنا على الطاعة .

4: وهذا كلام مخيف وخروج على الطاعة . رحماك يا رب أي مصير ننتظر .

3 : ( مترددا ) ما قاله الشيخ وهذا المجنون ربما يكون صحيحا لقد حرمونا من كل شيء وسلبوا منا كل شيء.

2  : سيسحقوننا كما تسحق الحادلة الحصى ( وهو خائف ) .

1 : الحل (احد رجالات البلاط يتلصص عليهم ) .

3 : اجل الحل .

الشيخ : نرجوا الامير ونتوسل اليه كي تذرف عيناه الدموع . كي نخرج من هذه المحنة وإلا سيعم المدينة الخراب.

1  : كيف السبيل الى ذلك ؟

الشيخ : نخبر رجالات البلاط بذلك ( الرجل الذي يتلصص عليهم يغادر متوعدا  ) .

المترجم : الحاكم مثل الوالد والا ما نفعه.

الشيخ : والانسان مرآة الانسان كما يقولون ونحن بشر مثلهم .

1: هذا جنون وانتم تسوقوننا الى المجهول .

3 : ومن يجرؤ ان يقترب من سور قصر الامارة .

الشيخ : نحاول  .

4- (متهكما) .نحاول ..

2 اخر : هراء ما تقولانه هراء .

المترجم : اللعنة فرسي هذه تفكر افضل منكم ( يقبل عصاه. الاخرون يهجمون عليه )

الشيخ : توقفوا . .توقفوا ( يتوقفون ) هذا الرجل ينطق بالحقيقة .

3  : رحماك يا رب وسعر جحيمك ما دامت الحقيقة تخرج من افواه المجانين .

المترجم : انا مجنون حسنا . انا ابله ليكن . وانتم من تكونون ( يخاطب فرسه ) يا فرسي قولي ايتها البهيمة لهؤلاء الذين جفت عقولهم كما جفت مآقيهم. و لم يبق فيها سوى البريق الذي يسبق الموت قولي لهم انتم ملح الارض والدم الذي يجري في عروقها . وانتم غافلون . ايعقل ان تعرف حاشية الامير كل شيء ( ينظر اليهم ) اجل … يعرفون ماذا نأكل ونشرب وما هو عمل كل واحدا منا و بماذا نتحدث حتى لو كان همسا يعرفون ما يدور في البلاد وبين العباد ويعرفون ما يدور خلف الجدران و في غرف المنازل وحتى المخادع وانتم لا تريدون ان تعرفوا من انتم ايعقل هذا . (يهلوس ) وأنت يا فرسي العزيزة اعدك ستبكين فرحا. اجل ستبكين فرحا .. وستنهمر عيناك مطرا..

الشيخ : نريد ان نراه لنجد حلا وإلا نحن هالكون .

( نسمع قرع الطبول وحفيف السياط . يهرول الرجال كل الى مكان عمله . بينما الشيخ يبقى واقفا . يهرول نحوه المترجم وينظم اليه ).

2 : نحن لا نريد أي شيء . نريد رحمة السماء .

( يدخل الجلاد ويتبعه تابعاه )

الجلاد : ومالك والسماء ايها الحقير .

المترجم : ( يتقدم بخيلاء نحو الجلاد ) انا وهؤلاء نتمنى عليك يا حضرة العزيز ان تسهل علينا  مقابلة  الامير لنكحل اعيننا ببهاء طلعته . لنتوسل اليه ونرجوه ان يرأف بنا , كي تنزل دموعه الكريمة و ترحمنا السماء مطرا يروي ظمأنا وظمأ الارض وفرسي هذه .

الجلاد : الم نقل لكم ان اميرنا المبجل حزين وغير راضٍ….

الشيخ : ( يقاطعه ) نريد ان نراه .

المترجم : اجل نريد ان نراه ( الجلاد يلوح بسوطه المترجم يتراجع ) نتوسل اليه ونرجوه . اليس كذلك يا فرسي العزيزة .

الجلاد : ( يهجم على المترجم يضربه بالسوط ثم  يركله . المترجم يسقط على الارض ) اتدري بأي شيء تتحدث انك تشق عصا الطاعة ( المترجم يهرب خارج المسرح وهو يتوعد )

المترجم: اللعنة على من لا يعرف قدر نفسه .

الشيخ : دعه يرانا ربما تأخذه الرأفة بنا  .

الجلاد : ( يلتفت ويهاجم الشيخ ) وأنت ايها الشيخ الخرف من اين لك هذا الحديث! ( يضربه. يتململ الاخرون في اماكنهم . ينتبه اليهم الجلاد )

1 : اميرنا ونريد ان نراه ( الجلاد يضربه  )

2  : نرفع مظلوميتنا اليه ( الجلاد يضربه )

الجلاد : ( يتوقف يتراجع قليلا يهمس لاحد تابعيه التابع يخرج مسرعا  ) هذه سابقة ستغضب السماء عليكم ستصب جام غضبها على رؤوسكم .

الشيخ : نحن نصر .. ساعدنا ايها المحترم .

الجلاد : ( وهو يلوح بسوطه ) اسكتوا ايها الاغبياء .. ستصاب المدينة بزلزال يجعل عاليها سافلها . ستلد نساؤكم جراءً تعيسة. ستزحف العواصف وتنزل الصواعق فلا تذر منكم احدا . كيف تجرؤون .. رحماك يا رب .. رحماك وعفوك انهم قوم جاحدون ولا يفهمون ما يقولون  .

( يدخل التابع الذي ارسله الجلاد . يهمس في اذن الجلاد . تتعالى اصوات الطبول . ينتبه الجميع ويصمت . يتحرك الجلاد ملوحا بسوطه )

الجلاد : الامير المبجل قادم اليكم رغم حزنه العميق وعدم رضاه على ما تفعلون . استعدوا استعدادا يليق بمقامه الكريم .(  يشير للرجال بالتحرك . يتقدم اثنان منهم نحو النتوء . الشيخ لا يحرك ساكنا . الجلاد يحث الاخرين و هو يلوح بسوطه ويضرب احدهم . يهرولان نحو النتوء . ويفعلان ما فعل الاخران . يدخل حاملوا العرش ومع قرع الطبول ينحني الرجال فيضع حاملوا العرش العرش على ظهور الرجال . يدخل المترجم ممتطيا عصاه وهو يحمل سلة يتعثر فيسقط وتسقط السلة على الارض يتدحرج منها رؤوس بصل كبيرة . ينتبه الجلاد ويندهش )

المترجم : ( وهو ينهض ) لماذا تتعثرين اهو الجوع ام الجنون …

الجلاد : هذه دعابة ام ماذا ايها الابله المعتوه .( الشيخ  يضحك ضحكا مجلجلا . تثور ثائرة الجلاد ) .

المترجم :  على مهلك ايها المحترم عليك ان تسمعني

الجلاد : ( تثور ثائرته ) ماذا اسمع ايها المجنون .

المترجم : ( يشير الى البصل ) انه مدرر للدمع . نقشره ونقطعه قطعة قطعة و على مهل . عندها ستنزل الدموع حتى اكثر الاعين قساوة لا تصمد امامه وسأختار افضل الرؤوس لأميرنا العزيز .

الجلاد : ( وهو في حالة هستيرية ) اتحسبون دموعنا مثل دموع الامير . كيف سولت لك نفسك .

الشيخ : اذا لم ينزل المطر سنموت وستموت المدينة وستموتون ايضا .

الجلاد : ماذا .!

الشيخ : لقد نفدت المؤن ولم يبقى في بيوتنا شيء .

الجلاد : ايها البلهاء انتم لا تدركون ولا تفهمون .

الشيخ : نحن لا نسأله سوى الرحمة .

الجلاد : لكن دموع الامير المبجل هي الرحمة أيها التعساء . انها اثمن من  الماس واللؤلؤ . عندما تصل الارض تغور وتختفي لتصير لكم خبزا انها رضا السماء . واكسير حياتنا.

المترجم : لماذا يوقفها اذا ..لماذا لا يتكلم معنا وهوبيننا ؟

الشيخ : اطعنا وعملنا فوق طاقتنا ولم نبخل بشيء قدمنا  كل ما لدينا هذا ظلم …

الجلاد : كيف تجرؤ ايها الخرف (يهوي بسوطه على الشيخ يعترضه المترجم يمسك طرف السوط يدوران حول بعضهما وكل يسحب الطرف الذي بيده )

المترجم : (( لا وطن مع الظلم )) ( يضربه بعصاه فيطرحه ارضا وعندما يتقدم تابعاه يلوح المترجم بعصاه فيتوقفان يحاول الجلاد النهوض يركله ركلة قوية تعيده الى الارض عندها يلتقط راس بصلٍ ويتقدم نحو الامير) ايها الامير المبجل هذه حصتك خذها انه بصل شهي وسنبكي معا تحرك قل شيئا ( يلتفت الى الشيخ ) أي عذرٍ بقى ( يلتف نحو الامير ويضربه براس البصل فيصيبه . تتهشم اجزاء من الامير وتسقط ارضا يندهش الجميع ويتعجب. حاملوا العرش ( رجال الأمير ) ينكمشون خائفين المترجم يقف وسط المسرح يأخذ دور قائد اوركسترا ) اخرجوا ايها التعساء انظروا الى اميركم ( يخرج الرجال المنحنون أصحاب المحلات من تحت العرش فيسقط العرش على الارض فتتهشم اجزاء اخرى من الامير . يحرر الرجال أيديهم من الشارات وهم مندهشون ينظر احدهم للاخر . الشيخ يخرج الأوراق التي كان يدون عليها وينثرها في الهواء. ثم يلتقط كل منهم راس بصل عندها يلقي كل من حاملي العرش ( رجال الأمير ) والتابعين انفسهم على الارض . وعندما يهم الرجال برمي البصل تبرق السماء وينهمر المطر فيتوقفون عن الحركة . المترجم يؤدي دور قائد الاوركسترا . يتوقف هو الاخر ويلتفت نحو الجمهور ويؤدي التحية بينما الستارة تسدل ).

 

النهاية

حامد شهاب الجيزناوي


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock