المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
بقلم : أميرة شوقي
كتب المؤلف المسرحي الفرنسي الرومانى أوجين يونيسكو فى مقال منشور عام 1959 بعنوان ” ميلاد المغنية ” وقال :لم اكن أعتقد أن هذه الكوميديا حقيقة الواقع … وأنا لم اعلم أن شحصياتك هي الواقع، أي إنها لم تكن بلا تقليد تهكمى للأعمال المسرحية كنت اقرؤها على بعض …. الأصدقاء ..
ويشكل الإنسان من التجربة والمفاهيم وبشكل لا إرادى ويتأثر بالفنون كل أنواع الفنون التى من علينا بها الله … فالفنون بألوانها لونت كل معانى الحياة وجعلت لنا توازن حسى مع معرفتها وإدراكها وكذلك بتلك المعانى سواء كان عن شعر ونسر أو حتى مقال أدركنا معانى العديد منها وأولها القرآن الكريم هذا الإعجاز الفنى العظيم فى شرح وسرد وخيال ومعانى وبعد درامي وحبك لتلك المعانى بكل الآيات واري أنه فن جامع .
فمثلاً عندما نتذكر قصة سيدنا نوح
أنا عن نفسي لا ادركها إلا وهي
” خيال ظل ” فى عيوني وأسمع الأهوال والبحر وصرخات ومن يتحدث هنا وهناك إنه الخيال الذى أنعم به الله علينا لكي نجد أنفسنا ونبحث عن وجودنا
وكان لنا تجربه في مختبرنا الدائم ان نجسد هذا المشهد في العرض المسرحي (أتوبيس اللعب) حيث كان الاتوبيس عبارة عن مسرح داخل مسرح ومن خلال شاشات خيال ظل جسدنا طوفان في واحده من حكايات العمل تاليف وإخراج أميرة شوقي عن مجموعه قصص قصيرة للكاتب نادر قطب (هلاوس سمعية بصرية) اشعار احمد زيدان ألحان حازم الكفراوي …
ولان عشقي المسرح العبثي والحداثي وما بعده وفكرة اللامعقول فى حد ذاته للمسرح يعبر اساساً عن اختفاء مثل هذا النظام الشمولي من القيم المرتضاة ولهذا لإن مسرح اللامعقول يكتفى بالتعبير عن القلق والحيرة التى يحسها الإنسان قبل الحقائق البكماء المطلقة وبإختصار كما نعلم جيداً .. إنها محاولة فنية للإجابة عن أسئلة للإجابة ميتافيزيقية تؤرق روح الإنسان فى بحثه عن معنى للوجود … هو نفس الحال مع تجارب الأشخاص ذوىالإعاقة
وخاصة ” التوحدى ” فالتوحد هذا العالم الذي يمتليء بالأسرار والمعانى الفنية السامية التى نراها من أكثر من منظور هذا الشخص المنطوى المنغلق على ذاته لديه عالمه الخاص ويعمل به للكثير فهو قنبلة موقوتة عبقري فى استخدام تفاصيله من لا يدرك الحياة بدون شك ولكن لديه مساحة من الخيال والابداع لا نظير له فمثلاً استيفن البريطانى مثل هذا الشاب المصاب بالتوحد بقوة العقل الباطن رسم مدينة نيويورك فقط عندما ركب طائرة هليكوبتر لمدة 20 دقيقة إنها البحث عن الذات وجد نفسه ووجد نفسه بين رسم تلك التفاصيل الدقيقة الهائلة .
بنفس أسلوب دون الاعاقة” يونسكو ” لم يدرك أنه كاتب عظيم وانه ممكن أن يكتب كوميديا فالتوحدى لا يدرك قدراته ومهاراته وكان علينا البحث واثناء هذا البحث نجد علاقة تطورالاشخاص ذوى الإعاقة وخاصة الذاتوي بالفنوان ” هي علاقة خاصة جداً ” فتأثير الألوان والموسيقى وغيرها كل منها بحر في التفاصيل والصور ..فمثلا في احدي الورش التي قمنا بها كان بيننا مؤدي ذاتوي لدية إضطرابات حسيه مابين اللمس والسمع والنظر..الذاتوي او التوحدي اوالنمائي بوجه عام لدية وجهه نظر مختلفه عن الأشياء والاشخاص.وعلاقته بالأشخاص تأتي بعد تواصل وفترة ذمنيه وارد جدا ان تكون ابسط الأصوات تزعجه وارد ان يكون اقل إضاءة تؤثر سلبا او إيجابي وارد، وبطلنا كان لدية الاضطراب الADHD مصاحب للذاتوية
ولعشقي للتعامل مع المؤدين من هذا التشخيص..لانه يرضي غروري كامطورة وباحثه بالفنون مع الاشخاص ذوي الإعاقة خاصة في التدخل المبكر الذي دائما نتائجي تورضيني واستطيع أن اجد لغة مشتركة تجمعنا إن لم يكن الخيال فيها فتكون الصورة وإن لم تكن الصورة فهو مفتاح المفاتيح الصوت … لإادات آخر دراسة أمريكية فى كلية ” البرت اينشتاين ” أن قياس مدى سرعة عمليات دماغ الشخص من خلال الأصوات تساعد فى تحديد شدة مرض التوحد لأن التوحد درجات … ومن الممكن تحديد أماكن القوة والضعف … وكانت الدماغ تأخذ وقتاً أطول لنجد الأصوات والمشاهد والمعلومات الحسية على سبيل المثال التوحدى او النمائي او الذاتوي يستطيع سماع دقات قلبك وصوت أمعائك و50 صوت بجوارهم كلا منهم مع بعضهم البعض ومن ضمن اهم برامج التأهيل التكامل الحسي بصري سمعي وهنا نعمل علي تنقية الأصوات وان يتسطيع فرزها … وكانت الموسيقى هي اول الحلول اول مفتاح المفاتيح البيانو و الكمان وايقاعات .. تؤثر فيه بشكل جديد ويجد نفسه.
وكل اله لها تأثيرها الخاص ومع مرور
اربع عشر عاما عمر ابني وانا اكتشف كل يوم الجديد في قدرة الذاتوي السمعية والقدرة علي التميز والتفوق الفني والتأثير بالكلمات ومعانيها علي الرغم أن الذاتوي احيانا لايعلم معاني الكلمات ويحس ويحفظ اللحن رغم انه لم يكن عازف يوما وكذالك في المختبر مع بطلنا الذاتوي كان للموسيقي والكمان تأثير يشعر بالالم والشرودويختلف عن اقرانه من المؤدين الذاتوين او الدون سيندروموالفكرية.علي عكس المتعارف عن الكمان اصلا وهياله من الالات المصنفه كلاسيكية وتعتبر هذا النوع من الموسيقي يؤثر علي نمو الدماغ خاصه في المراحل الاولي من عمر الانسان ولدينا اهم وانجح وأشهر عازفي ومؤلفي الموسيقى علي الكمان موزارت فولفغانغ اماديوس التوحدي طبعا.
وفي المختبر الخاص بنا وجدنا ان تطور اداء المؤدين الذاتوين وتكفل أرطفوني وذلك فى إطار برنامج تأهيلى وبدرجات محددة بيننا أي إعادة تأهيل علي الاصوات وسماع الصوت والتدريب عليه بشكل مختلف..وهنا اري ان الذاتوي لديه لغه لاتختلف عن اسلوب مؤلفات المؤلف لفرنسي يوجين يونسكو الكثير يخرج عن المألوف ويبدو علي كمثل الكثير من شخصيات يونسكو وكأنها فقدة القدرة علي التفكير وتتحدث بعبارات لامعني لها احيانا.وعبثية كثيرا وتفقد شخصيات يونسكو اسباب التواصل فيما بينها.ومع العمل داخل مختبرنا علي الارطفوني والسيكودراما ومنهجنا الخاص بنا تتضح ملامح شخصية المؤدي الذاتوي كشخصيات يونسكو في ملامحها ونري ذالك في مسرحيه (الدرس) مثلا وكذلك في( الخرتيت) نري حوارالشخصيات متوازية ويتحاورون ولكن كلا منهم يتكلم في امر يخصه ويخص عالمه الخاص. وفي عالمه ودراما الا معقول لايختلف في استقبال وفكر وادراك الذاتوي لعالمه الخاص. ويتفق كلا من الذاتويه وشخصيات يونسكو بقوتها وتأثيرها وعمق تفكيرها وتركيبها الفكرية وتأثيرها الدرامي.ويتفق الذاتوي والأشخاص ذوي الإعاقة خاصة الدون سيندروم والفكرية في المشاعر والتعبير بالأداء الصدق والبساطة هو سيد الأداء. رغم تعقيد وتركيب شخصية المؤدين الا ان هناك اء رائع يعبر برقي شديد كاشخصيات يونسكو.
(الصور خاصة بورش المختبر الدائم)
