المسرح نيوز ـ القاهرة |حوار| علي راشد
ـ
أكدت المخرجة مروة رضوان أن مؤسسة Gilder/Coigney International Theatre Award هي مؤسسة دولية تعني بمسرح المرأة وتقدم احتفالية كل ثلاث سنوات خاصة بالمخرجات المسرحيات، وتختار المؤسسة 20 مرشحة وفي النهاية مخرجة واحدة هي التي تفوز في كل دورة من دوراته، وجاء الاختيار في البداية بترشيح مروة رضوان وعبير علي من مصر وتم قبولهما، وخلال الفعاليات يقيمون يوما للمرشحات العشرين كل واحدة منهن تقدم أعمالها وتتحدث عنه وعن مجالها لمدة عشر دقائق، ويلي ذلك مائدة مستديرة مفتوحة للجمهور وفيها يكون النقاش والأسئلة حول المشاكل التي تواجه المسرح لديهن، وفي هذا الإطار كان السؤال حول أزمات المسرح في الشرق الأوسط، ، ولفتت رضوان إلى أن إحدى الحاضرات أشارت إلى أنها شاهدت مسرحية في مصر تتحدث عن الحجاب انتهت بجريمة وإن لم توضح ما حدث بالضبط، فكان رد رضوان عليها بأنه في مصر لا توجد محاذير على الفن بهذا الشكل لكن نحن من يضع هذه المحاذير فلا نتحدث فيما يخص الدين ولكن فيما عدا ذلك فكل شخص حر في اختياراته.
وأشارت رضوان إلى أنه كان هناك حديث حول المسرح المستقل وهو الذي تحدثت عنه المخرجة عبير علي واتضح في الكثير من النقاشات أن هناك أزمات متشابهة تقريبا بين مصر وغيرها من الدول المشاركة ، كأزمة الحكومة التي لا تريد أن تمنح دعمها للمستقلين، ففي أمريكا يوجد مسرح برودواي التابع للحكومة والذي يراه المستقلون مسرحا ربحيا بالدرجة الأولى في حين أنهم يبحثون عن التمويل والإنتاج، وبعض الدول أيضا كانت لديها معاناة مع الحريات مثل رومانيا وكوسوفو.
فيما أجواء الاحتفالية أشارت إلى أنه كان هناك يوما لتكريم الحضور، وكان العدد 19 امرأة من حضر منهن 8 فقط من بينهم 4 مخرجات عرب 2 من مصر و2 من الأردن وتونس، وفاز معها من مصر المخرجة عبير علي وكان هناك يوم آخر بعد إعلان الفائزة كان عبارة عن حوار بينها وبين الجميع ، ووزعت شهادات تكريم على المخرجات اللواتي حضرن، وبالرغم أنه لم تكن هناك ورش عمل إلا أن الجلسة الحوارية التي دارت بين المخرجات كانت بمثابة ورشة لأنها مزجت بين العديد من الخبرات المسرحية.
أما عن إمكانية وجود إنتاج فني أو مؤسسي مشترك بين المشاركات بعد التكريم قالت: “بالفعل نفكر في عمل مشترك لأكثر من دولة، كما أن هناك مشروعا تم طرحه بشكل غير رسمي وبدأ الحديث فيه مع المخرجة عبير علي ثم معي حول إمكانية فتح فرع للمؤسسة في مصر، ومن مشاهداتي هناك اكتشفت أنماط مختلفة من المسرح، وليس لدينا في مصر مخرجات كثيرات، وهناك حالة كبيرة من الاحتراف في المسرح ليس فقط مسرح برودواي الذي أعتبره حالة خاصة فقد تجد إمكانيات بالمسرح تتكلف أكثر من 10 مليون دولار فهم يتحدثون عن إمكانيات دولة والشارع نفسه به مسارح بشكل هيستيري ولا يجد أحد مكان بالرغم من أن تذكرة العرض ليست في متناول المواطن الأمريكي أصلا، فإمكانيات هذا المسرح لا حدود لها وتتراوح تذكرته بين 150 إلى 400 دولار، بينما المسارح الأخرى عادية ولدى برودواي حرفية شديدة وانضباط واضح، وما يقدم من مسرح هناك يقترب من الشكل الذي أقدمه من حيث الشو والرقص ومن يحضر عروضهم في الأغلب أجانب على نيويورك وليسوا المواطنين الأصليين لأمريكا، ومع هذا فالمسرح كامل العدد طوال الوقت وهناك أعمال مسرحية تقدم منذ عام 2004 حتى الآن، وبالطبع لو أتيحت لي الفرصة لعمل مسرح بهذا الشكل سأفعل فورا بالإمكانيات المتاحة”.
وأشارت إلى أنها حضرت ورشة يقومون فيها بالتدريس للأطفال بشكل رائع، فهم مهتمون بتعليم الثقافة نفسها وقد لا يكون ذلك بشكل عام ولكن هذا رأيته، كما أن لديهم فكرة الاعتماد على النجوم في الكثير من الأعمال كما يحدث في مصر بالاعتماد على عادل إمام مثلا في عمل مسرحي.
أما عن المؤسسة ففي حال تنفيذ الفكرة بالفعل فإنها ترى أن الأمر يحتاج معرفة ما تقوم به المؤسسة وأن هذا سيجعل المرأة المخرجة أكثر جرأة وتدخل نطاق الاحتراف، ومن المهم أن يكون هناك تدريبات وورش عمل ، والتجمع في حد ذاته سيقوم بالترويج للمخرجة المسرحية وليس في هذا عنصرية – والتي ترفضها رضوان تماما – لكن المرأة بسبب الظروف الاجتماعية كالأمومة والتقاليد فإن 75 % من النساء لا يستطعن الجري وراء العمل ، ومن الممكن أن تكون مثل هذه المؤسسة سبيلا لخلق حالة جديدة من العمل والنشاط، مؤكدة أنها ضد الاهتمام بالمرأة بعمل يوم عالمي لها فالهدف ليس يوما وإنما الهدف هو البحث عن المواهب سواء أكانوا رجالا أو نساء فلسنا في النهاية نؤسس لجمعية “المرأة المتوحشة” على حد قولها.
وأضافت أنه لا يجب أن يقتصر الاهتمام على المخرجات المسرحيات فقط ، لكن هذا يحدث لصعوبة العمل المسرحي ولكن هناك نساء كثيرات يعملن في مجالات الكتابة والإخراج السينمائي لديهن لغة مختلفة وهو ما ظهر في مسلسل “حلاوة الدنيا” الذي كتبه ثلاث كاتبات ، لذلك من الضروري أن يكون الاهتمام بالكاتبة والمخرجة والممثلة والراقصة والاطفال والسينما المستقلة.
وعما تتمناه بعد هذه الزيارة قالت :” أصبح لدي الحلم بأن يكون لدي مؤسستي الخاصة التي تضم قاعة مسرح وقاعة تدريبات سواء أكان ذلك تحت مظلة القطاع الخاص أو الدولة، ولن أستهدف جمهورا معينا ولكن جمهوري في الأغلب يكون جمهور غرباء فليسوا جمهور شارع ولا جمهور الأوبرا فمسرحياتي يدخلها أطفال وكبار وعمال وأنماط مختلفة من الجمهور، وقد يكون هذا المكان في وسط القاهرة مثلا أو التجمع الخامس ليس مهما المكان بقدر ما يهم أن يكون سهل الوصول إليه، ويمكن خلق أماكن جديدة كالدراسة فهناك مسرح الفردوس المغلق ومسرح قصر النيل وغيرها من المسارح التي أتمنى أن يتم فتحها ويعرض عليها المستقلون برعاية رجال أعمال أو فنانين وتجهز تلك المسارح، وهذا الأمر سهل ولكن يحتاج إلى تركيز فقط، وحينها سأقدم ورش مسرح وكتابة وغنا وحفلات موسيقية”.
ـــــــــــــــ
بوابة المال