مقالات ودراسات
المخرج الجزائري عقباوي الشيخ يكتب: الماستر خلاص..في هواية الاحتراف واحتراف الهواية!
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
عقباوي الشيخ*
مخرج جزائري
من الجيد والجميل.. ان تفكر المسارح في تكوين الشباب الهاوي.. وتزوده بمعارف ومعلومات عن عناصر اللعبة المسرحية.. ومن الصحي جداً مرافقة ودعم من يرغب في تطوير موهبته بالطرق العلمية والاكاديمية المتعارف عليها.. لكن يجب أن لا نغفل مجموعة من الشروط والاعتبارات لنجاح هذا المشروع.. ومن بينها أن مسرح الهواة هو شكل مسرحي له خصوصيته وتاريخه وأسلوبه ومهرجاناته وفعالياته.. وليس بالضرورة أن ينسلخ الهاوي من كينونته وان يشك في الممارسة المسرحية حبا وعشقا.. و يعتبر أن المرور في إنتاج مؤسسة مسرحية محترفة هو المعيار.. فهناك الكثير من ممارسي مسرح الهواة رفضوا أن ينزعوا معطف الهاوي وبقوا يمارسون تجربتهم ويطورونها دون الحاجة ليكونوا محترفين…
كما أن التكوين تحت مسمى الورشة أو الماستر كلاس لا يجعل منك محترف مسرح.. فالتكوين لأيام وأسابيع وحتى أشهر.. لا يعني أنك احترفت المسرح.. بل وحتى الدراسة في معاهد واقسام الفنون لسنوات والحصول على الشهادة لا يكفي وحده لولوج عالم الاحتراف.. إذا لم يتوج بممارسة على الأرض..وتترجم تلك المعارف والخبرات المحصل عليها في تلك المدارس..مع امتهان المسرح.. لكن سياسة بعض المسارح التي تستقطب هؤلاء الشباب بعد تكوين قصير ومبتور في الانتاجات المسرحية.. برواتب زهيدة تحت مسمى الأتيلي.. أوهمت الكثير أن الأمر سهل ومقدور عليه.. ويكفي أن تمر في الماستر وخلاص…
علما ان الإحتراف بالمفهوم الدقيق خاطئ عندنا.. فهو لا يعني بالضرورة أن تمر في عمل المؤسسة الحكومية وفقط.. إنما الإحتراف أن تمتهن تلك المهنة وتكون مصدر دخلك.. مثل باقي المهن والصنائع.. وهنا نفتح هلالا ونسأل.. كيف يمكن إلحاق صفة المحترف.. بمبدع يخوض هذه السنة تجربة في مسارح الدولة بعقد محدد ومحدود.. ثم يعود السنة القادمة بتجربة في مسرح الهواة مع فرق أو جمعيات وتعاونيات مسرحية.. ويبقى يجول بين المسارح تارة والجمعيات تارة أخرى.. وأغلب الوقت عاطل عن العمل وبلا توصيف مهني… لذلك نحتاج للكثير من المراجعات والجدية في تنظيم السوق المسرحية.. بقانون واضح المعالم.. والفصل بين المحترف والهاوي.. وتوضيح من يكوّن من.. وكيفية ذلك التكوين وقواعده.. مع التنسيق مع مؤسسات التكوين الفعلية والمنوط لها تنظيم الماستر كلاس والورك شوب.. بعيداً عن الاستهتار والتجارة في محبي السباحة في فلك أبي الفنون…