المركز القومي للترجمة يصدر كتاب.. «شكسبير فنان لكل العصور» تأليف: «ستانلي ويلز» وترجمة عصام عبد الرؤوف بديع
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ إسلام نور
ـ
أصدر المركز القومي للترجمة كتاب «شكسبير فنان لكل العصور» من تأليف «ستانلي ويلز» وترجمة عصام عبد الرؤوف بديع، وتقديم د. محمد عناني، وهو كتاب جديد، يتناول تطور صورة شكسبير في القرون الأربعة الأخيرة، بعد الحديث المجمل عن فنه وعصره، ودراسة تطور الصورة ومعناها، رصد تطور نظرة القراءة ومشاهدي المسرح لأعمال شكسبير الدرامية، ولشعره بطبيعة الحال، وهو ما ينتمي في الدراسة الأدبية إلى ما يسمى «التلقي» أي كيف كان الناس في كل عصر يتذوقون أدب الأديب ويحكمون عليه، وهو مبحث راسخ نسبيا، وإن لم ينشأ إلا في القرن العشرين، ويستند اليوم في صورته الحديثة الى ما يسمى نقد استجابة القارئ الذي ازدهر في القرن الحادي والعشرين، ويتوسل بعض ممارسيه بمذاهب النقد الثقافي والدراسات الثقافية عموما، ويتوسل البعض الآخر بمداخل لغوية لا تنفصل عن تلك المذاهب والدراسات، وللكتاب مقولة يجملها عنوانه ألا وهي أن شكسبير خالد ما دام كل عصر يحتفل به، مهما يكن من اختلاف نظرة كل عصر إليه، وهذا الكتاب لا تنحصر قيمته فيما يقدمه من معلومات تاريخية، على أهميتها، بل يرجع جانب من أهميته إلى القضايا التي يثيرها الكتاب، ومنها اختلاف صورة شكسبير عبر العصور، لا بين اللغات التي يترجم إليها فقط، بل بين المترجمين أنفسهم.
يتناول الكتاب بالتفصيل حياة شكسبير وكتاباته، وأيضاً فترة ما بعد وفاته، ويحتوي على دراسة قصيرة لجميع مسرحياته تقريباً، بالإضافة على ادعاءات ويلز المتحررة بأن شكسبير كان كاتباً دينياً، ولم يكن مؤيدا لدين بذاته، بل كان كاتباً واعياً، كما جعل المشاهد واعيا أيضا، بالمعنى الخفي للأشياء وبالدافع البشري للسعي إلى فهم كيفية مجيئنا إلى الأرض، وقد نجح الكاتب في دراسة نمو أسطورة شكسبير خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بفضل كلمات الممثلين والنقاد والمحررين مثل دافيد جاريك وصامويل جونسون، بالإضافة إلى صعوده الحالي في شتى أنحاء العالم في أسواق النشر ووسائل الإعلام.
ويشير الكتاب إلى أن مسرحيات شكسبير عانت تغيرات كبيرة مع ظهور الفاشية، من أجل خدمة الدعاية والتعليقات السياسية، وقامت بعض العروض المسرحية في ألمانيا بمهاجمة النظام النازي ضمنيا وكانت مسرحية «كوريو لانوس» عرضة للتأويلات السياسية بسبب الصراعات بين طبقة العامة الرومانية والطبقة الأرستقراطية، وفي ألمانيا اعتبرت المسرحية نقدا للعسكرية، وقامت القوات النازية بنفي معد المسرحية للإذاعة في عام 1932، وعقب ذلك أصبحت المسرحية في المناهج الدراسية من أجل توضيح إفساد الديمقراطية لشباب هتلر الصاعد.