المسرح تحت دوى القنابل في ندوة لجاستين جون حول الأداء الجسدى وصراع الهوية بجنوب السودان بالمعاصر والتجريبي
المسرح نيوز ـ القاهرة| أحمد زيدان
ـ
في ظل الوجود المركب والتحولات الدراماتيكية التي اجتاحت العالم بأسره في السنين الاخيرة، وتمظهر الصراعات في اشكالها المختلفة؛ سياسية وثقافية واقتصادية، وايدولوجية في افريقياء جنوب الصحراء بصورة خاصة في علاقاتها مع العالم، لايمكننا ان نفصل بين العملية الابداعية والتساولات الجوهرية فيما يخُص علاقة الفنون والثقافة كحالة وجود ابداعي جمالي وصراع الهُوية والتحولات التي يمكن تلعبه الفنون بشكل عام في سياق هذه العلاقات المعقدة التركيب، من ثم العمل علي طرح فنون الأداء كبدائل لقيادة الحوار الثقافي بين الشعوب، وتعزيز فرص جديدة لحياة انسانية افضل؛ اذا هذه الدراسة تمثل بحثاً في تساولات جوهرية لتفكيك واعادة فهم الرموز والنواياء والاهداف الاجتماعية والسياسية والثقافية لفن الاداء في السُودان كجزءٌ من تاريخ حركة الفنون المسرحية في السودان – قبل انفصال الجنوب كجمهورية مستقلة – في تسعينات القرن الماضي وبدايات الالفية الجديدة قُبيل توقيع اتفاقية السلام الشامل وايقاف حرباً ضروساً تُعد من اطول الحروب الاهلية في افريقياء، والتي امتدت الي مايقارب ربع قرن من الزمان،منذالعام 1983 الي 2005 بين الحركة الثورية في جنوب السودان والحكومة المركزية في الخرطوم والتي انتهت بالتوقيع علي اتفاقيةالسلام الشامل بين الحركة\الجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومة المركزية في الخرطوم .
الجسد هو الفضاء الاول الذي تُفرض فيه الحدود الاجتماعية والنفسية، وهو الرمز الذي تنقُشُ عليه الثقافة علاماتها (كما يقول ميشيلا مارزانو بكتاب فلسفة الجسد) ، انطلاقا من هذه العلاقة الوجودية بين الجسد والهوية الثقافية فإن الدراسة تسعي الي تفكيك الايقونات الثقافية والايدولوجية لجسد الممثل الجنوب سوداني النازح في فترة الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، كاطار معرفي ايدولوجي لصراع الهوية متناولةً جسد المؤدي في علاقته مع الاخر وصراعه لاعادة تعريف وتخطيط الهوية القومية، وكشف القناع عن طبيعة الصراع الثقافي في السُودان وعلاقاتها؛ طارحاً العديد من التساؤلات الجوهرية؛ كيف استطاع الممثل النازح التعبير عن هويته الثقافية في ظل الصراع السياسي؟ كيف عَبَر حدود معسكرات النزوح بخطابها الايدولوجي معبرا عن نفسه كمرتكز معرفي للصراع؟
انطلاقا من مرتكز فلسفي ان الممثل النازح استطاع بقدرته ان يكشف فضاءات جديدة لمفهوم الهُوية القومية السُودانية، والجسد لذاكرة ثقافية عقائدية له القدرة علي عبور الزمن الحاضر والتعبير عن التراكم الثقافي؛ تغطي الدراسة تسعينات القرن الماضي قبل استقلال جنوب السودان، يقسم الباحث دراسته الي اربعة مباحث؛ المبحث الاول يتناول الجسد كحالة ثقافية في جنُوب السُودان ودوره القاموسي، المبحث الثاني يتناول لغة الجسد كحالة جمالية،
اما في المبحث الثالث يتناول تجربة الاداء في معسكرات النازحين وكيف عبرت عن مفهوم الصراع الثقافي والايدولوجي مع التركيز علي بعض النمازج التي ساهمت في كشف ابعاد الصراع وهي فرقة كواتو الاهلي، فرقة اورباب للفنون ومجموعة الجذور الفنية،المبحث الرابع يتناول الرموز الثقافية والفكرية وجسد الممثل كساحة لصراع الهوية ومحاولة لاعادة استكشاف ابعاد القومية السودانية التي امتزجت فيها الاجناس والثقافات والاديان واللغات عبر قرون عديدة من التفاعلات ، من ثم ملحق لبعض الصور التي تمثل الشاهد علي هذه العروض وقدرة الجسد للتعبير .