مقالات ودراسات
الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: شاعرية الواقع في مسرح الكاتب العراقي سعد هدابي
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات
ـ
بقلم: علاوة وهبي
عند الحديث عن الحركة المسرحية في العراق الراهن هناك اسماء لا يمكن عدم ذكرها او نسيانها .لنها صانعة ومساهمة في هذه الحركة بما قدمته وتقدمه من نصوص لها ارتباط شديد بواقع العراق وانسان العراق وهمومه ولما لا نضالاته من اجل حياة افضل .فالمسرح عند هؤلاء هو الواقع المعيوش والهم الذي يثقل كاهل الانسان المهمش والمهضوم الذي سحقته الة المجتمع التي لا ترحم. ثلاثة من هؤلاء يشكلون المثلث الذي تقوم عليه حركية المسرح في العراق حاليا .
هكذا اقراها شخصيا وقد يكون هناك من يخالفني الرأي في قراءة الكتابة المسرحية في العراق الان. اضلاع هذا المثلث هم. علي عبد النبي الزيدي صاحب الكم المتميز من النصوص المسرحية .وعبد الامير شمخي الذي رغم انني لم اقرا له الا اربعة او خمسة نصوص ويعد هدابي المتنوع الكتابة من مسرح ودراما تلفزية وسيناريو افلام .والذي توج بالكثير من الجوائز مسرحيا وسنيمائيا كذلك . وسعد في الواقع يمثل ظاهرة متفردة في المثلث المسرحي الحالي في العراق .وربما هو اكثر الاعضاء نشاطا ونشرا .وقد قرات له الكثير من النصوص وسبق لي الكتابة عن البعض منها ..
وقبل ايام وصلتني مجموعة نصوصه الجديدة التي صدرت في كتاب عن دار نيبور للنشر والتوزيع لتؤكد لي من جديد ان سعد واحد من اهم الاسماء في الكتابة المسرحية في العراق الان. تضم المجموعة سبعة نصوص هي. 1..الوقاد 2.شرفات 3.ارواح جائحة 4..النباشة 5. نساء في عاصفة 6..صهيل 7.قصة حب وثنية بعض هذه النصوص سبق لي الكتابة عنها وبعضها سبق ان قراته دون الكتابة عنه .هنا لن اتحدث عن كل نص ل حده ولكن ساقدم بعض الاستنتاجات مما قراته في نصوصه وعن المسرح عنده بشكل عام .وهدفي من ذلك ان لا افسد علي القارئ او اوجهه بما قد اقوله عن نص معين من هذه النصوص .
كذلك لانني اري ان الحديث عن المسرح عند سعد بشكل عام انسب وافيد.. وابدأ بقول له.(المسرح معني بمواكبة الواقع بكل انفصاماته وتحولاتها)هكذا يفهم ويري سعد المسرح وهي رؤية وفهم ينطبق علي نصوصه وهو كذلك فهم يشترك فيه مع عديد الكتاب .فالنص اي نص مسرحي او روائي او قصة هو ابن الواقع وابن بيئة الكاتب لكن يعد يري بان هذا الواقع(ملغوم بالتناقضات والتحولات) وذلك شيى طبيعي وهو ما بعطي الكاتب مجالا اوسع لحركة ابداعيته وحركة تنقل شخصياته الي جانب التفرد ان هو امسك فعلا بباطنيتها وعرف همومها. والحقيقة إن سعد هدابي قارئ متميز وقارئ واع كذلك بواقع المجتمع العراقي وعارف بخفاياه ومخفياته
كذلك لذا تاتي قراءته لهذا الواقع في شكل اعادة صياغة له ودون تدخل منه هو ككاتب يفعل ذلك بلغة شاعرية فيرسم شخصبات نصوصه بدقة متناهية وعمق في ايحاؤاتها واحالاتها وفي نفس الوقت مقتضبة اذا هو لا بسهب انما يكتفي بما يقول الحقيقة ويوصل تلفكرة تلي القارئ. المتفرج. . وتجده واقفاعن بعد منها ولا يتدخل في مصيرها بل يترك لها حرية التحرك ولكنه يرصد ويوثق افعالها .و الانسان في نصوصه هو ذلك العبد المقهور لكنه الانسان المقهور ليس في العراق وحده انما قد تجده في اماكن اخري غير عراقية .بمعني ان اهتمامه بالانسان وان كان في ظاهره انسان العراق الذي طحنته الة الظلم والقهر لسنوات ثم زادت قهره الة الحرب التي سلطت علي العراق ..لكنه الانسان في اي مكان كان ان شخصيات اعمال الكاتب سعد هدابي في غالبها من المنسيين اولائك الذين يعيشون علي هامش الحياة شخصيات يلتقطها من الاماكن المعتمة.
من اماكن الظل يكتشفها ويسلط عليها الضوء ويعطيها الكلمة لتقول لنا نحن القراء .المتفرجون احزانها وتعرفنا علي همومها وتطلعاتها الي الافصل..تقول احلامها ليس بالخطاب السياسي المباشر والفج .انما تقوله بلغة الشعر وعمقه لتحدث فينا التاثير المرغوب وتدفعنا الي التعاطفةمعها ومع قضيتها.ليس لي اكثر من هذا لاقوله عن كاتب لا يقل ابداعا مسرحيا عما قرأناه من نصوص لكتاب يسمونهم كبار وعالميين .ان سعد واحد من اعمدة المسرح في العراق والوطن العربي واحد الاسماء الكبيرة التي اضافت وستضيف للمتن المسرحي في البلاد العربية الكثير.