مقالات ودراسات
الناقد الجزائري “علاوة وهبي” يكتب عن.. قصيدة الدراما ..
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
علاوة وهبي *
ناقد ومترجم جزائري
القصيدة المقصودة هنا هي للشاعر الكبير بلند الحيدري(1926بغداد1969لندن) من اصلي كردي عراقي تحد المجددين من الروادعنوان القصيدة هو حوار الابعاد الثلاثة وقد نشرتوفي ديوانه بنفس العنوان سنة 1946 يبدأ بلند قصيدته بنقولة الكاتب تلروسي الكبير دوستويفسكي. (حذار..حذار فان قتل الاب اكبر جريمة في التاريخ).
ورغم ان بلند لم يكتب قصيدته هذه للمسرح ولا قال انها نص مسرحي الا انها قصيدة مسرحية درامية تحمل في داخلها دراميتها .وتشتمل القصيدة علي الصراع اادرامي مستفدا فيها بلند من الكتابة الملحمية عند الكاتب الالماني برتولد بريخت ومن التحليلل النفسي عند فرويد ومن الكاتب الروسي الكبير دوستويفسكي في اشكاية قتل الاب موضوع القصيدة الدراما هو هذا .قتل الاب وفيها يتخلي بلند عن الغنائية التي امتاز بها شعره .تغلي عن الغنائية لصالح الدرامية مستخدما الجوقة المتعددة الاصوات ثم الصوت الواحد السارد المتحاور .والجوقة فيها جوقتان واحدة رحالية واخري نسائية مستخدما الجدل الدرامي .وقد اقر هو ذاته الاستفادة من كتابات بريخت في حوارمطول له مع ااسنيماى قاسم حول حول الابعاد الثلاثة . هذه القصيدة المسرحية هكذا اراها وهكذا قرأتها .
نص مسرحي تجسيده علي الركح ايس بالامر الصعب وجماليته الفنية وايقاعاته الشعرية تعطيه قوة .ومأساويته تجعله نصا من نصوص هذه الخانة الفنية .نقله الي الركح ليس بالامر الصعب لانه يحتوي في روحه الفنية عناصر دراميته التي تقربه من الركح ومن ان يؤدي مسرحيا وقليلة هي القصائد في الشعر العربي الحديث التي تشبه قصيدة بلند في بنائها وفي دراميتها .وموضوع قتل الاب سواءوفي الادب وهي نزعة وجدت لها دعاة وسواء في الواقع لها مجراها الماساوي . لم يشأ بلند القول بانه كتب نصا دراميا في حواره عبر الابعاد الثلاثة .ولكنه احتار كما اتصور في القول انه نص درامي او انه كتب نصا مسرحيا فترك الامر لتقدير القارئ ولرجل المسرح والمخرج بالتحديد .
لكنني اعتقد ان تركه الامر هكذا للتقدير حرم نصه من التجسيد علي الركح .لان الاكثرية تكتفي بقراءته قصيدة وفقط. خاصة وانه منشور في كتاب به وصف ديوان شعر.لقد خاض بلند في هذا العمل تجربة جديدة ومستخدما الملحمية الدرامية .
ما اعطي للعمل تفردا كيفما كانت قراءتك له .قصيدة او عملا دراميا مسرحيا. كم يكون جميلا لو ان احد المخرجين المسرحيين يقترب من هذا النص ويضع له خطة انجازه مسرحيا. وفق رؤية ملحمية.بابعاد غنائية وكوريغرافية.