الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: “نعمان عاشور” أبو المسرحية الواقعية في مصر و العالم العربي

اسمه نعمان عاشور ولد بميت غمر سنة1918 توفي بالقاهرة سنة1987 كما يذكر في مذكراته التي تحدث فيها عن جوانب عديدة من حياته . احب المسرح منذ صغر سنه ويذكر ذلك في مذكراته (المسرح حياتي) حب المسرح زرعه فيه الاب الذي كما يقول كان كثير التردد علي مسرح الريحاني في شارع عماد الدين

أما نهمه بالقراءة فقد ورثه عن جده الذي كانت له مكتبة كبيرة تزخر بامهات الكتب .وقد تحدث عن كل ذلك بشيء من التفصيل احيانا وبشيئ من الاقتضاب احانا اخري .

نعمان عاشور كاتب قصة وكاتب مسرحي .كان يكتب بشغف كبير منذ ان اكتشف في نفسه قدرته علي كتابة النص المسرحي فابدع فيه والتزم منذ انطلاقته الاولي بالواقع المصري اليومي .جاءت جل نصوصه واقعية ماخوذة من الواقع اليومي للعائلة المصرية . شارك في الحياة السياسية وعاني الكثير في حياته كما يقول هو عن نفسه في مذكراته .كما عاني من الرقابة الفنية التي تحفظت علي بعض اعماله او علي بعض ما جاء فيها مطالبة اياه اما بالحذف او بالتغيير ولكنه كما يذكر كان متشددا في هذه المسائل ويرفض الحذف او التغيير .

يذكر نعمان انه احيانا كان يكتب بسرعة وانه غالبا ماكان ينزوي في سطح السكن العائلي ليكتب كما يذكر انه كانت له محاولات الكتابة مبكرا مع مجموعة من اصدقائه الذين كون معهم فريق مسرح كان هو كاتبه.

اصدر نعمان عاشور عدد كبير من الاعمال تم عرض اغلبها نذكر منها. 1..المغماطيس 2..الناس اللي تحت 3..الناس اللي فوق 4..عائلة الدوغري 5..اثر حادث مؤلم 6..بلاد بره 7..سيما اونطة 8..وابور الطحين 9..برج المدابغ وغير هذه الاعمال هناك اعمال لم نذكرها له كما صدرت له اعمال في القصة . الي جانب الكتابة للمسرح اشتغل نعمان في الصحافة مثل بقية ابناء جيله الذين اعطوا الحركة المسرحية المصرية منذ الستينات دفعا جديدا وقدموا اعمال رائعة منها الواقعية كما عند نعمان ومنها التجريبية كما عند سرور ودياب ومنها الملتزم بالهم والحكايا الشعبية كما عند شوقي عبد الحكيم وغيرهم ممن لم نذكر.يمثل نعمان عاشور وحده مدرسة الدراما الواقعية في الحركة المسرحية في مصر وقد عمل علي ان ينهج في اعماله نهج معلمه الاول نجيب الريحاني الذي كثيرا ما كان يذهب رفقة ابيه لمشاهدته .

كانت معاناة نعمان عشور مع الرقابة شديدة وقد كان كافرا بها وكثيرا ما ادخلته في مجادلات معها وقد ابان عن سخطه منها ومن تصرفاته في مذكراته ولا يذكرها بخير ابدا .كما يذكر انه عاني في البداية من تقديم اعماله وعزوف بعض المسارح عنها وحتي ما ععاناه من بعض المخرجين والممثلين الذين لا يترددون في الخروج عن النص والارتجال بما يخدمهم هم فوق تلركح ولا يخدم العرض ككل ويذكر بعضهم بالاسماء لا نري ضرورة لان نذكرهم نحن هنا وعلي الذي يريد الوقوف علي ذلك العودة ااي مذكرات نعمان عاشور(المسرح حياتي) وهي تشتمل علي الكثير من الامور والكثير من اراء نعمان عن المسرح والواقعية وطريقة كتاباته لنصوصه واشياء اخري..

اذكر انني التقيت نعمان عاشور سنة 1975 بمناسبة مؤتمر الأدباء والكتاب العرب في الجزائر وكنت قد قرات بعض نصوصه المسرحية كما كنت قد قرات عنها بعض عرضها في مسارح القاهرة وكانت لي جلسات معه والحديث عن نصوصه وعن المسرح في مصر بشكل عام وكانت رحلتنا من العاصمة جوا نحو مدينتي قسنطينة فرصة أطول لي مع نعمان والحديث عن المسرح في مصر وفي الجزائر ودول عربية اخري وقد وجدته متفائلا للغاية بما كان يتم من عروض في مصر وانه كذلك متابع جيد للحركة الحركة المسرحية العربية.

يعتبر نعمان عاشور ابو المسرحية الواقعية في مصر وحتي في العالم العربي لقد كان اكثر واقعية من الاكثرية واغلب اعماله كتبها بلهجة مصرية ليكون اكثر قربا من المتفرج المصري البسيط ومعتقدا ان ذلك يجعل فهمه افضل عند الرجل البسيطة والمراة البسيطة والفلاح ممن لمةيحصلوا قسطا من التعليم والثقافة .كما كان يري بان الواقعية هي اقرب وانسب للحركة المسرحية العربية عامة وليس المصرية فقط. كم اسعدني كثيرا ذلك اللقاء الذي جمعني به في الجزائر وكم قربني ذلك من نصوصه التي سعدت بعدها بمشاهدة البعض منها في قنوات تلفزية بعد ان سعدت بقراءتها.