مقالات ودراسات
الناقد الجزائري “علاوة وهبي” يكتب: نوكان.. كتابة الالتزام!
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
للمسرح في افريقيا السوداء خصوصية ومسار يختلف عنه عند الشعوب الاخري .اذ غالبا ما تخرج النصوص المسرحية التي يكتبها كتاب زنوج من افريقيا السوداء عن العادات الطقوسية وحتي الدينية التعبدية المنتشرة في هذه المجتمعات الزنجية مما يجعل كتاباتهم مختلفة ولها نكهة خاصة لا تشترك فيها مع نصوص المسرح في جهات عديدة .ورغم ان بعض المجتمعات الزنجية في القارة السوداء تشترك في كثير من العادات والطقوس مع سكان الشمال الافريقي .غير ان الكتابة المسرحية تختلف عنها في دول الشمال الفريقي..فالاشتراك في الجذور اوالبدايات الاولي لا يعني ابدا انها تتشابه في الطرح .ومعالجة القضايا سواء الاجتماعية او السياسية ..
تركز اغلب الدراسات التي تحدثت عن المسرح في افريقيا الزنجية انه مسرح طقوسي .وان الافارقة عرفوا المسرح في اشكاله الاولي في ممارسة الطقوس الدينية والرقص ومظاهر الاحتفال الامر الذي جعل البعض يذهب الي القول بان المسرح في هذه الدول هو مسرح احتفالي وفي ذلك تشترك هذه الدول الزنجية مع دول افريقيا الشمالية تلتي عرفت هي الاخري المسرح في هذه المظاهر البدائية والتي قد يري البعض انها مظاهر لا تختلف عن تلك التي كانت ممارسة عند الاغريق مثل احتفالات ديونيسيوس والتي ولد المسرح من رحمها.
ان قراءة المسرح المنتج في القارة السوداء سواء العروض او النصوص المنشورة تعطيك انطباعا بانك امام نصوص تختلف حقا عن تلك المنتجة في الغرب رغم انها اي النصوص الافريقية المكتوبة تلتزم البناء المسرحي كتابة كما هو عند الغرب لكن جوهره ومضمونه يختلف طبعا ولا يخلو من اللمسات الاحتفالية .لان طبيعة الانسان الافريقي احتفالية بالفطرة .وربما للطبيعة دور في ذلك او للمعتقدات المنتشرة بشكل كبير في هذه القارة .التي عانت الكثيرة من عنف الاستعمار الغربي الذي عمل ما استطاعه من جهود لمحو الهوية الافريقية وزرع فكرة التخلف ..تخلف الانسان الافريقي عن نظيره الاروبي بشكل عام.
ومن الاسماء التي حفرت لها مكانا في الحركة المسرحية في القارة السوداء وتجاوته الي القارة الاروبية وفرضت نفسها بقوة في الاوساط المسرحية نجد وول سوينكا الذي دخل الي عمق مسرح الروايال شكسبير اعرق المسارح الانجليزية .والشيخ نداو الذي قدمت نصوصه علي ركح المسارح الاروبية .ونقف اليوم عند اسم من هذه الاسماء الذي عرفت نصوصه انتشارا كبيرا وفرضت نفسها ودخلت رحاب الجامعات الاروبية.
الكاتب الكبير .كبير بنصوصه طبعا شارل زيغوا جبيسي نوكان .كاتب من ساحل العاج ويمثل مع رفاقه حملة مشعل الشعر والرواية والمسرحية في افريقيا بعد جيل الرواد الاوائل. شارل نوكان من مواليد28ديسمبر1936 بساحل العاح وهو جامعي لشارل نوكان مجموعة كبيرة من الاعمال الادبية المنشورة في الغرب اعمال شعرية وروائية ونصوص مسرحية .ولقد حاز نوكان علي جائزةالادب الوطنية الكبري سنة2014 واحتفي بها كما نظمت حول اعمال عدة ملتقيات وندوات ادبية في الغرب وتدرس اعماله في جامعات اروبية اصدر نوكان عدد كبير من الاعمال المتنوعة في مجالات مختلفة ..يقول نوكان ان الكتابة. بالنسبة له(كتابة سياسية وادبية في ان واحد. فهي معركة وغناء)ومن هذا المفهوم تاتي غنائيته الاحتفالية في اعماله المسرحية والقضايا السياسية كذلك فيها وفي رواياته واما الغنائية فنلمسها اكثر في اشعاره لشارل نوكان في المسرح.
1.الشمس نقطة سوداء 1962
2.مأساة تشاكو1968
3..ابراهيوكو متبوعة بالصوت القوي لدوفيموي1970
4.عبور الليل او رقص العمال الافارقةفي فرنسا متبوعة بصرخة حمراء1972
5..جوهري متبوعة بخمسة نصوص 2014
6..فاكو وضميره2015
اما في الشعر فقد صدر له علي سبيل الذكر لا الحصر.
1.الاودية الصغيرة1983
2. صرخة 1989
3..رائحة الوجود2014
واصدر في الرواية .( كانت الرياح عنيفة) وهي واحدة من اجمل الروايات الافريقية شارل نوكان كاتب ملتزم واسم من الاسماء المهمة في القارة الافريقية ومسرحي متميز بنصوصه التي يلتزم فيها طقوسية الاحتفال الافريقي . مطعما اياه بالوان افريقية وعاداتها فالكتابة عنده كما قال سياسية وادبية في وقت واحد ولكنها تحتاج الي الغنائية حتي تمون مختلفة عن الحكاية اليومية التي يحكيها الراوي او الحكواتي في حارات ومقاهي وساحات واسواق القرية لان النص المكتوب يقرا ولا يسمع الا اذا جسد علي الركح ولان الاذن تعشق اللحن توجب ان تكون الكتابة لا تخلو من الغنائية وذلكذ لانها كتابة يفترض انها تتحدث عن الشعب وهمومه كانت كتاب سياسية ومونها كذلك في ملتزمة بالشعب وهمومه وقضاياه المصيرية هكذا يفهم نوكان.الكتابة ويعرفها وكهذا يمارسها ويعكسها فيما يكتبه من شعر ومسرح ورواية .كاتب ملتزم بكل ما يخص الشعب والوطن. ونجد ذلك بشكل جيد في مسرحيته القطيعة وهي واحدة من روائع نصوصه .في هذه المسرحية يتحدث نوكان عن الحرية النموذجية التي يصعب بلوغها والوصول اليها الا بعد تحقيق مستمر ومؤلم فالمعركة مبدأية وتحتاج الي التزام تجند القلوب اليقظة التي يناضل كل سيفوي وياكيلي وهما من شخصيات المسرحية يناضلان من اجل هذه الحرية وضد الديكتاتورية المتحكمة في سلطة البلاد يناضلان من اعادة الحرية للشعب واعادة الحق له حقه في ثروة البلاد .والنضال ضد الديكتاتورية هو القضية الجوهرية في اغلب اعمال كتاب القارة السوداء التي تعاني من هذه الظيكتاتوريات التوليتارية المتسلطة والمسلطة علي رقاب الشعب.
شارل ريغوا جبيسي نوكان كاتب مسرحي افواري افريقي ملتزم بالنضال ضد الديكتاتورية .والعسكرية في افريقيا والداعي الي اعادة الحرية للشعب واعادة الثروة التي سلبت منه اعادتها له . شارل نوكان الكاتب المتميز بنصوصه لا يعرف للكتابة من تعريف سوي انها سياسية ادبية تحتاج الي الغنائية اسلوبا
اسم لنا نجد ترجم لاعماله الي اللغة العربية رغم اهميتها ادبيا ومسرحيا .وكم نحن في حاجة الالتفات لمثل هؤلاء الكتاب الافارقة وقراءة نصوصهم بدل اللهاث وراء النص الاروبي انها دعوة موجهة للجميع لاثراء المكتبة العربية باعمال كتاب افارقة امثال نوكان.