الناقد السوداني السر السيد يكتب للمسرح نيوز: المسرح السودانى 1960 -1978 إشارات عامة (1 ـ 2)
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
السر السيد:
ناقد مسرحي من السودان
1ـ2
المسرح السودانى 1960 -1978
اشارات عامة
مستخلص:
لا تطمح هذه المقالة إلى أكثر من تقديم إشارات عامة ذات طبيعة وصفية حول فترة يعتبرها دارسى المسرح السودانى من أخصب الفترات فى مسيرته التى تجاوزت حتى الآن المائة عام وهى فترت الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى..
ستغطى اشاراتنا موقع المسرح كفن له مقوماته وستتعرض تعرضا عاما الى بعض ماقدم نصا وعرضا والى المساهمات النقدية والى بعض الفرق والجماعات المسرحية وبعض العروض وبعض الاعلام.
مدخل:
هناك أكثر من إشارة لبداية المسرح بمفهومه الغربي في السودان عند دارسى تاريخ نشأت وتطور المسرح في السودان الا ان الذي يجمع بين هذه الإشارات جميعا هو ارتباطها بالمؤسسات المدنية التي جاءت مع الاحتلال كالمدارس والأندية ثم ارتباط هذه البدايات بالدعوة إلى التنوير..مثل اى ظاهرة من الظواهر تطور المسرح وشهدت مسيرته مدا وجزرا ومع نشأت المدينة السودانية وتبلورها اتسعت دوائره فهو مع انفراده بأنه كان اول الاشكال الابداعية الحديثة السودانية التى جاءت ثمرة للحداثة عبر ما يمكن تسميته بالمثاقفة.
إلا انه استطاع وفى وقت مبكر ان ينهل من تراث وثقافة الشعب وان يعبر عن همومه واحلامه السياسية والثقافية والاجتماعية من تحرر وتعليم وعدالة اجتماعية واعلاء من شأن المرأة ومحاربة للمحسوبية وللمفاهيم التى تحط من كرامة الانسان وتفتحه كالقبلية والعادات الضارة وانماط السلوكيات السالبة ولعل موقعه هذا هو ما جعله بمرور الايام يتغلل فى حياة الشعب ويصبح عنصرا حيويا فى نسيج ثقافته وملمحا بارزا فى مكونات المدينة السودانية بل يصبح مرفقا من مرافق الدولة ومنشطا تحكمه (ميزانيات وتقسيمات وظيفية ونظم رقابية) “1”
بعد ان كان طيلة السنوات قبل انشاء المسرح القومى عام 1959 وبداية مواسمه المسرحية عام 1967 نشاطا تقوم به وتموله المؤسسات الاهلية وهى خطوة تعد ايجابية فى كل الاحوال وكيف لا وهى من مهدت لكل ما اتى بعدها سلبا وايجابا فيما يتصل بموقع المسرح.
تاريخ جديد للمسرح السودانى: لا يمكن الحديث عن المسرح السودانى فى الفترة الممتدة من الستينيات الى السبعينيات دون الاشارة اولا الى فترة الستينات كفترة نهوض وتحرر وبحث عن القيم الجديدة والافكار الجديدة ليس فى السودان فقط وانما فى كل العالم ودون الاشارة ثانيا الى ثورة اكتوبر 1964
وما خلقته من مناخ وما طرحته من أسئلة وتحديدا حول الهوية وحول ماهية الفنون ودورها الامر الذى ادى الى ظهور جماعات ومدارس ثقافية كمدرسة الغابة والصحراء ومدرسة الخرطوم وجماعة ( اباداماك ) وادى كذلك الى ان يتحول مبنى المسرح القومي من مكان للحفلات والمناسبات الرسمية إلي مكان يتنفس فيه فن المسرح وكان هذا في العام 1967م… العام الذي ستبدأ بل وبدات فيه الحياة المسرحية بالفعل تارخياًَ جديداً كما اشرت انفا…
تعتبر الفترة الممتدة من 1967م تاريخ انشاء المسرح القومي الي نهاية السبعينيات هي فترة التأسيس بجدارة وفترة توطين المسرح في الحياة السودانية بلا منازع فقد شهدت هذه الفترة بداية المواسم المسرحية المنتظمة.
اذ استطاع الاستاذ الفكى عبدالرحمن أول مدير مدير للمسرح القومى فى ميلاده الثاني وأول من ابتدع فكرة المواسم المسرحية..استطاع بعبقرية فريدة أن يأتي في موسمه الاول برموز بدايات التأسيس في الثلاثينيات كالاستاذ خالد أبو الروس والشاعر الكبير ابراهيم العبادي وبرموز الخمسينيات وبدايات الستينيات كالأستاذ الفاضل سعيد وذلك عندما قدم مسرحية (المك نمر) للعبادي و(ابليس) لابو الروس و(أكل عيش) للفاضل سعيد بل استطاع أن يأتي بالفرق المسرحية الطليعية في مواسمه المختلفة
كجماعة المسرح الجامعي في مسرحيات (مأساة الحلاج) و(ما راصاد) و(حفل سمر من أجل 5 حزيران) فكما يقول الدكتور سعد يوسف متحدثاً عن المسرح القومي في عام 1967م و ما بعده ( خلال نهضة الستينيات والسبعينيات انفتح الباب على مصراعيه لتقديم الواناً مختلفة من العروض المسرحية فكانت مواسم المسرح القومي الأولى تجميعاً لبعض عروض الثلاثينيات ومسرح الكوميديا جنباً إلي جنب مع اتجاهات الواقعية والوان المسرح المعاصر) “2”
نقول أن إنشاء المسرح القومي وبداية مواسمه في عام 1967م هو ما شكل أساس النهضة المسرحية مستقبلاً فعبر هذه المواسم بدأ حضور المرأة واضحاً خاصة في مجال التمثيل كما شهد العرض المسرحي تطوراً في شكله بمساهمات خريجي كلية الفنون الجميلة والتطبيقية الذين تم استيعابهم في مؤسسة المسرح القومي يضاف لهذا المساهمات النوعية التي قدمها الذين ابتعثهم المسرح القومي بمختلف تخصصات فن المسرح إلي مصر وفرنسا والمانيا الشرقية ورومانيا ودول اخرى فى المعسكر الاشتراكى آنذاك على سبيل المثال.. باختصار لقد شكل المسرح القومي أساساً متيناً للنهضة المسرحية في السودان فهو من فتحها على تجارب المسرح المختلفة والمتنوعة إقليمياً ودولياًَ …
أيضاً شهدت هذه الفترة إنشاء معهد الموسيقى والمسرح 1969م الذي تطور مع الأيام ليصبح كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا مشكلاً خطوة متقدمة في تأسيس المسرح وتوطينه كما شهدت هذه الفترة انتخاب اول لجنة تنفيذية لاتحاد الممثلين السودانيين عام 1975 وكذلك افتتاح اول مسرح في السودان على مواصفات عالمية هو مسرح قاعة الصداقة 1976م كما تم ايضا إفتتاح قصر الشباب والأطفال الذي أصبح مسرحه فيما بعد متنفساً للنشاط المسرحي الشبابي خاصة عندما بدأت فيه كورسات الدراما عام 1977م وأنشأت كذلك مراكز للشباب في مختلف ولايات السودان بدأ من العام 1974م .
حيث أتاحت هذه المراكز فرصاً مقدرة لهواة المسرح كما تم تكوين فرقة مسرح العرائس بالسودان عام 1976 بناء على الاتفاقية الثقافية بين السودان وجمهورية رومانيا الاشتراكية..ايضا تم فى نفس هذه الفترة (انشاء مسارح اخرى فى بعض المدن السودانية الكبرى فاسهمت هذه المسارح الاقليمية بدورها فى نشر الفن المسرحى)
فترة الستينيات والسبعينيات..خارطة عامة للمسرح:
فى هذه الخارطة العامة نحاول الوقوف على الملامح العامة التى وسمت هذا الحراك المسرحى من خلال العناوين الاتية:
فى العرض:
نجد انه قد تعامل مع مختلف اشكال العروض المسرحية التى كانت سائدة انذاك فقد تعامل هذا الحراك مع المسرح الملحمى ومع مسرح العبث ومع مسرح الشارع ومع المسرح التسجيلى وتعامل مع مسرحيات الفصل الواحد والمسرحيات الطويلة.
فى النص:
نلاحظ ان هذا الحراك كان منفتحا للغاية فقدم نصوصا سودانية ونصوصا عربية ونصوصا مترجمة كما عرف الاعداد والسودنة كصيغ اخرى فى التاليف بل عرف الترجمة ونذكر هنا النور عثمان ابكر عندما ترجم مسرحية “الاسد والجوهرة” وسلمى بابكر عندما ترجمت “السلالة القوية” وحبيب مدثر عندما ترجم “سكان المستنقع” والمسرحيات الثلاثة كما هو معروف للنيجيرى شوينكا ,اما على صعيد المضامين فقد قدم مختلف القضايا والموضوعات من سياسية واجتماعية.
كما افرد حيزا مقدرا لتوظيف التراث والتاريخ السودانى كما فى مسرحيات “ريش النعام” و”حصان البياحة” و”سنار المحروسة” و”المهدى فى ضواحى الخرطوم” واذا اردنا التوسع والتحديد اكثر يمكننا القول ان المسرح فى تلك الفترة ناقش قضايا تتعلق بالسلطة ووضعيتها كما فى مسرحية “نبتة حبيبتى” ومسرحية “خراب سوبا” وناقش المحسوبية والفساد فى الخدمة المدنية كما فى “اكل عيش” و “رمى الصاجات” وناقش قضايا المراة وحقوقها كما فى مسرحيات “السيل” و”على عينك يا تاجر” و”خطوبة سهير” وناقش التحولات المجتمعية على الصعيد القيمى و الثقافى كما فى مسرحية “الرفض”
فى النقد:
تمثل فترة الستينيات والسبعينيات نهوضا نوعيا خاصة فى الحقل الابداعى فهى فترة المدارس الادبية والفنية بجدارة وهى فترة الاصدرات التى تعنى بالانتاج الادبى والنقدى والفكرى ونعنى هنا المجلات كمجلة الثقافة السودانية ومجلة الخرطوم ومجلة الاذاعة والتلفزيون والمسرح ونعنى الملاحق الثقافية والادبية فى الصحف اليومية هذا اضافة الى المنتديات والصوالين الادبية..فى فضاء كهذا كان لابد ان يكون للنقد المسرحى حضور فقد وفرت هذا الاصدارات والتى تأتى فى مقدمتها مجلة الاذاعة والتلفزيون والمسرح حيزا للمساهمات النقدية التطبيقية لاخبار المسرح والمسرحيين فى العاصمة وفى مدن السودان المختلفة.
وظهرت اسماء كثيرة فى هذا المجال نذكر منها د.خالد المبارك ومحمد شريف على وبدرالدين حسن على وحمد البيلى وصلاح التوم من الله، من جانب اخر وفى ذات السياق اشير الى بعض الاطروحات والتى لم تكن تخلو من بعد تنظيرى كدعوة عثمان النصيرى الى ضرورة البحث عن شكل سودانى للمسرح بعيدا عن الشكل الأرسطى أو اطروحة يوسف عيدابى الموسومة بمسرح ل “عموم السودان” .
كما اشير كذلك الى كتابات د.حسن عباس صبحى حول المسرح العربى والمسرح المترجم والى البحوث والدراسات التى قدمها طلاب المعهد العالى للموسيقى والمسرح او طلاب الجامعات والمعاهد العليا الاخرى وتحضرنى هنا رسالة الماجستير الى انجزها بشير عباس بشير فى جامعة القاهرة الام والتى كانت بعنوان “الادب المسرحى فى السودان-نشأته وتطوره” والتى كانت تحت اشراف الدكتورة سهير القلماوى وقد نشرت مؤخرا فى العام 2012 ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح.
فى الفرق والجماعات المسرحية:
هذا تقليد قديم عرفته الحركة المسرحية منذ عشرينات القرن الماضى مع فرقة “نادى الخريجين” وقيمة هذا التقليد هو توفره على روح المدنية والحداثة التى يحملها المسرح فى جوفه بحكم طبيعته كفن جماعى وكفن يقوم على الحوار وفى الحيز العمومى مع اناس حقيقيين وباناس حفيقيين..
هذا الارث العتيق وهذه الضرورة الفنية وجدت حضورها فى الفترة موضوع مقالتنا فكانت تلك الفرق والجماعات هى المنصة التى انطلقت منها المواسم المسرحية بل انطلق عبرها وبها المسرح فى مختلف مدن وقرى السودان فكانت “فرقة الفاضل سعيد” التى قدمت مسرحيات “عم صابر” و”ما من بلدنا” و”النصف الحلو” وغيرها,وفرقة “اضواء المسرح” التى قدمت مسرحيات “التمر المسوس” و”الكرباج” و”اسطى احمد” وفرقة “الارض” التى قدمت مسرحيات “سقوط بارليف” و “المهدى فى ضواحى الخرطوم” اضافة الى فرقة “المسرح الحر” بقيادة الكاتب والمخرج حسن عبدالمجيد وفرقة “المسرح الحديث” بقيادة انور محمد عثمان وفرقة ” عزة ” بقيادة المخرج الكبير مكى سنادة و الممثل الرائد احمد عبدالكريم.
ختاماً لا يكتمل هذا الجزء من اشاراتنا العامة من دون الإشارة إلي أن فترة التأسيس هذه وما صحبها من نهضة مسرحية لم تكن على سوية واحدة وهي تسعى لتمكين المسرح في الحياة السودانية لا على مستوى العروض ولا على مستوى التنظير ولا على مستوى السياسات التي حكمت المسرح شأنها كأي ظاهرة مجتمعية بالضرورة محكومة بالشروط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي تحيط بها ومحكومة بشرطها الخاص المتمثل في وضع الظاهرة نفسها من حيث الموقع الذي يحتله المسرح ويحتله المسرحي في اللحظة التاريخية المعينة وهو موقع بالضرورة قابل للمد والجزر.
من هذه الفترة نستخلص الآتي :
1) تحول المسرح من حالة كونه نشاطاً أهلياً تدعمه مؤسسات المجتمع المدني إلي نشاط مؤسسي تدعمه وترعاه وتراقبه الدولة.
2) اتساع دائرة العمل المسرحي ليشمل العاصمة ومدن السودان المختلفة.
3) التحول النوعي فى مهمته ودوره فلم يعد منحصراً في دعم الأعمال الخيرية وموضوعات البعثة بل تعداها ليعبر عن مجمل قضايا اجتماعية ووجودية وفكرية.
4) تحول من حالة كونه فعلاً يقوم به الهواة ومحبي المسرح إلي علم تنشأ له المؤسسات الأكاديمية.
5) انفتح المسرح بصورة لم تكن موجودة في الفترات السابقة على تيارات المسرح العالمي المختلفة فقد عرفت التجربة المسرحية السودانية مسرح الشارع والمسرح الوثائقي كما في تجربة جماعة اباداماك فى مسرحيات “تصريح لمزارع من جودة” للدكتور عبدالله على ابراهيم والمخرج المصرى صلاح قولة وغيرها وكذلك عرفت المسرح الملحمي ومسرح العبث والمسرح الاحتفالي وغيرها من التيارات الطليعية التي عرفها المسرح عبر مسيرته الطويلة.
6) تصعيد الأسئلة المركزية حول هوية المسرح السوداني ووضعيته في سياق التجربة الإقليمية والدولية.
أعلام في المسرح السوداني :
فى سيرة لمسرح يتجاوز عمره المائة عام تبدو اى محاولة للحديث عن اعلامه من الصعوبة بمكان لذلك ساكتفى فى هذا المبحث بانتخاب بعضا من الذين ارى ان مساهماتهم شكلت اضافة نوعية لهذه المسيرة الطويلة مع الاشارة الى اننى ساكتفى بالقليل من سيرهم دون الدخول فى التفاصيل كما اننى سارتبهم حسب الابجدية.
1. الممثل ابراهيم حجازي:
مواليد مدينة أم درمان 1940…خريج المعهد العالى للموسيقى والمسرح وهو من الجيل الذى ساهم فى توطين المسرح فى الحياة السودانية فقد بدا ممثلا منذ النصف الاول من الخمسينيات كما يعد من اميز الممثلين السودانيين فهو صاحب حضور اسر كما ونوعا فى الاذاعة والمسرح والتلفزيون ومن اهم الاعمال المسرحية التى شارك فيها مسرحية المك نمر ومسرحية ابليس ومسرحية “سنار المحروس”ة ومسرحية “السلطان الحائر” و “نبتة حبيبتى” و “فى انتظار عمر” وغيرها وغيرها.
2.الممثلة بلقيس عوض:
من مواليد مدينة الخرطوم 1945م…خريجة جامعة القاهرة فرع الخرطوم وتعد واحدة من اهم طليعيات النساء اللائى اقتحمن مجال التمثيل فقد شاركت فى وقت مبكر جدا فى انشطة المسرح الجامعى بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ومنذ ذلك الوقت بقيت حاضرة وناشطة ومثابرة ومصادمة فهى حاضرة فى دراما الاذاعة ودراما التلفزيون وفى المسرح.. من اهم اعمالها فى المسرح نذكر مسرحية “زهرة النرجس” ومسرحية “وادى ام سدر” ومسرحية “مركب بلا صياد” و “مسرحية ضرة واحدة لاتكفى” وغيرها.
3. الممثلة تحية زروق:
تخرجت من المعهد العالي للموسيقى والمسرح في العام 1975 تخصص تمثيل وخراج..
من الجيل الذى بدا معه الاعتراف المجتمعى نوعا ما بمشاركة النساء فى المسرح
شاركت فى اهم الاعمال الاذاعية والتلفزيونية والمسرحية طيلة فترة السبعينيات والثمانينيات
من اهم اعمالها فى المسرح “مسرحية خطوبة سهير” و “مسرحية الرفض” و “نبتة حبيبتى” و “الاسد والجوهرة” و “هو وهى” و “مدفع الدلاقين” وغيرها
فى مطلع التسعينيات هاجرت الى كندا واستقرت هناك.
4. الاستاذ خالد عبد الرحمن أبو الروس:
مواليد مدينة امدرمان 1908م… تلقى تعليمه الاولى بخلوة الشيخ حاج خلف
ثم مدرسة العباسية ثم المدرسة الانجيلية التى حوله عنها عمه المتدين الى المعهد العلمي… يعد من أهم رواد الحركة المسرحية فمع ظهوره بدا تاريخ ظهور النص المسرحى السودانى وبدا ميلاد الفنان المسرحى.
كما يحسب له ا نه اول من وظف التراث الشعبى المحلى وجعله مصدرا من مصادر الكتابة المسرحية فى السودان كما ان ميلاد المسرحية الشعرية بدا منه لذلك لاغرابة ان يطلق عليه ابو المسرح السودانى.. يعتبر من الرواد المؤسسين الذين دفعوا ثمنا غاليا جراء تعسف التقاليد وتعسف المستعمر.. كان مؤلفا وممثلا ومخرجا وكان من اوائل الذين اسسوا الفرق المسرحية.. احدث نقلة كبيرة فى موضوعات المسرح التى كانت سائدة خلال فترة العشرينيات… نذكر انه من شعراء الاغنية المؤثرين جدا فى السودان.. توفى فى العام 1985
الف للمسرح ومثل واخرج مسرحيات “تاجوج والمحلق” و”خراب سوبا” و “السبعة الحرقو البندر” و “ابليس” و “الصديق الخائن” و “امات طه” و “البعاتى” و “الضحية” و “الحب والمال”.
5. صالح الأمين:
مواليد مدينة ود مدني 1948م وقد تخرج فى كلية الفنون الجميلة – تصميم ايضاحى ويعتبر من اهم مصممى السينوغرافيا فى السودان بل ارتبطت به النقلات التى تمت على مستوى العرض المسرحى وذلك عندما قام بتصميم سينوغرافيا مسرحية ماساة الحلاج التى انتجت فى الموسم المسرحى الثانى بالمسرح القومى 1968 فقبل ماساة الحلاج كانت المناظر ترسم على الخلفية معبرة عن المكان الذى يدور فيه الحدث فمع صالح الامين تغير مفهوم الصورة المسرحية بل مفهوم المخرج وموقعه من بقية التخصصات كالاضاءة والديكور والموسيقى وغير ذلك من عناصر العرض المسرحى ونذكر هنا ان صالح الامين يحمل درجة الماجستير فى السينوغرافيا من احدى الجامعات الفرنسية، اما اهم اعماله فى مجال السينوغرافيا والديكور فهى مسرحية “مأساة الحلاج” و مسرحية “احلام جبرة” و مسرحية “الرفض” ومسرحية “ناس السماء الثامنة” و “سفر الجفا” و “اللحظات الاخيرة” و “الاسد والجوهرة”و “وادى ام سدر” و “عينك فى الفيل” و “احلام الزمان”.
مواليد مدينة امدرمان فى العام 1934م.. بدا حياته المسرحية فى مطلع الخمسينيات فى فرقة “رواد ود نوباوى” ثم فى “الكشافة” وبعد ذلك كون مع اخرين فرقة “الشباب الكوميدى” وقد تاثر فى هذا المجال كما يروى هو بالمسرحى السودانى خالد ابوالروس وبما كان يشاهده من مسرحيات كانت تقدم فى مدارس البعثة التعليمية المصرية فى الخرطوم… يعتبر الفاضل سعيد من اهم الاسماء المسرحية وبلا منازع فهو صاحب لقب صانع جمهور المسرح فى السودان وهو ممثل ومؤلف ومخرج وكاتب تجول بمسرحه فى جهات السودان الاربعة فى الريف والحضر… ابتدع الفاضل سعيد ثلاثة شخصيات نمطية عبر من خلالها عن رؤيته المسرحية والفكرية هى شخصية (بت قضيم) وشخصية (العجب) وشخصية (كرتوب) و من اهم اعماله مسرحية “اكل عيش” و”عم صابر” و”الكسكتة” و “رجعيهن” و “بت الحلال” و “جارة السوء” والتى هى من تاليف الدبلوماسى الكويتى الراحل عبدالله السريع.
توفى الفاضل سعيد فى مدينة بورتسودان اثناء عرضه لمسرحيته (الفى راسو ريشة ) فى العام 2005.
7.فتحية محمد أحمد:
مواليد الأبيض 1948م… بدات نشاطها المسرحى فى العام 1964 مع تيار الكوميديا ثم واصلت مسيرتها لتشارك فى اهم الاعمال الاذاعية والتلفزيونية والمسرحية ولتشكل حضورا فى اول موسم مسرحى للمسرح القومى لتصبح بعدها علما فى مسيرة المسرح السودانى ومن اعمالها المسرحية مسرحية “المك نمر” ومسرحية “على عينك يا تاجر” و مسرحية “ابليس” ومسرحية “الرفض” ومسرحية “حالة طوارئ” ومسرحية “مبروك عليك” ومسرحية “عينك فى الفيل” ومسرحية “عايزة عريس” ومسرحية “العروس فى المطار”.
8. الفكي عبدالرحمن:
مواليد كورتي الغربية 1933م فى شمال السودان..من اهم محطات حياته الثرة انه درس فى معهد التربية فى بخت الرضا ثم بمعهد التربية جامعة لندن عام 1956 ثم المدرسة المركزية للدراما فى لندن عام 1958 لذلك يعد الفكى عبدالرحمن واحدا من اهم المخططين للثقافة والفنون فى السودان فقد شارك فى التخطيط لانشاء اول فرقة للفنون الشعبية فى السودان واول فرقة للاكروبات السودانية كما شارك فى التخطيط لانشاء المعهد العالى للموسيقى والمسرح الا ان اكثر ما انفرد به الفكى عبدالرحمن هو ابتداعه لفكرة المواسم المسرحية عندما اصبح مديرا للمسرح القومى فى العام 1967 لذلك ارتبط اسمه بالنهضة المسرحية التى انتظمت ستينيات وسبعينيات القرن الماضى.. اخرج عددا من الاعمال نذكر منها مسرحية “المك نمر” ومسرحية “على عينك يا تاجر”.. توفى فى العام 2002.
8. مكي سنادة:
مواليد الابيض 1943 وهو علم على راسه نار..درس فى معهد المعلمين وكذلك تخصص فى الديكور المسرحى فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة.. من رموز الثقافة فى السودان ومن ابرز المخططين لها خاصة على صعيد المسرح وقد تولى مهام ادارية كثيرة فى مجال الثقافة فقد كان مديرا للمسرح القومى ومديرا لمصلحة الثقافة وامينا للهيئة العامة للثقافة والفنون بدا هذا منذ ان تقلد فى بداية حياته نائب مدير المسرح القومى وكبير المخرجين عام 1968 … مكى سنادة الممثل والمخرج الحاضر دوما فى الشان المسرحى اداريا ومبدعا هو ممثل من طراز خاص ومخرج من طراز فريد ..
قدم عشرات الاعمال الدرامية فى الاذاعة والتلفزيون ويعتبر من اكثر المخرجين الذين اخرجوا اعمالا للمسرح كما يعد صاحب اول مبادرة فى المسرح الخاص الذى يقوم بتمويله شخص او جهة دون تمويل من الدولة ومن اعماله مسرحية “خطوبة سهير 1971م” ومسرحية “نبتة حبيبتي” ومسرحية “سفرالجفا” ومسرحية هذا لا يكون وتلك النظرة ومسرحية “المنضرة” و مسرحية “جواهر” ومسرحية “ريرا” ومسرحية “الدهباية” ومسرحية “الخفافيش” ومسرحية “جزيرة العجائب” ومسرحية “سقط لقط” ومسرحية “الصقر”.
كما انه شارك بالتمثيل فى عشرات المسرحيات كما قام بتصميم ديكور العديد من المسرحيات ويضاف لهذا انه صاحب فكرة قيام فرقة قومية للتمثيل وهو الذى انشاها بعد ذلك بالفعل.
9.نعمات حماد:
مواليد مدينة كوستى جنوب الخرطوم فى نهايات الاربعينيات.. من الطلائع النسائية الاولى التى ساهمت فى حركة الفنون خاصة فى المسرح… ممثلة لا يشق لها غبار كما لها بعض المساهمات فى التاليف والاخراج…ناشطة فى مجالات المراة وحقوق الانسان ولها مساهمات فى الصحافة ومن اهم اعمالها فى المسرح مسرحية “الذوبعة” للمصرى محمود دياب و “حصان البياحة” و “تاجوج” و “الشماسة” و “سقوط بارليف” و “بامسيكا” و “ابوفانوس”،
كما كتبت واخرجت مسرحيات “لعنة المحلق” و “المطر والحصاد” و “زيارة لفريق تحت” … ايضا شاركت مع مجموعة من طلاب المعهد العالى للموسيقى والمسرح فى تاسيس (جماعة مسرح الشارع) فى العام 1976 التى قدمت مسرحيات “السبت اخدر” و حب على الطريقة السودانية” و “ماتى وتابعه قفة”.
يتبع..