الناقد الكبير محمد الروبي في زاويته بجريدة مسرحنا “مشهد”.. يستضيف الناقد أحمد خميس الذي يتساءل عن النقد ودوره!
المسرح نيوز ـ القاهرة | متابعات
ـ
الناقد الكبير محمد الروبي في زاويته بجريدة مسرحنا “مشهد”.. يستضيف الناقد أحمد خميس الذي يتساءل عن النقد ودوره!
مشهد
الناقد أحمد خميس يسأل :
ما النقد؟ وما دوره؟
تفاعلا مع مقالي فى العدد السابق عن النقد ودوره والنقاد ومواصفاتهم ،والذى عنونته بـ ” .. ويظنون أنهم يحسنون صنعا ” أهداني الصديق الناقد أحمد خميس هذه المداخلة التى أشرف بأن أنقلها إليكم كما هى ، مثمناَ هذا التفاعل ، ولعلها بداية لمشاركات أخرى ننتظرها . ( محمد الروبي )
( أثارتني الأسئلة المهمة التي أعاد طرحها علينا الأستاذ محمد الروبي حول النقد ودوره وأدواته والشخص المؤهل لتلك المهمة ووجدتني أعود معها لأيامي الأولى كناقد مسرحي متخصص فلقد قابلت السؤال المروع الذي ينبغي أن يجيب عنه كل ناقد مسرحي قبل الشروع في الكتابة (أي الكتابات تصلح لأي الأماكن) ؟ فهل ما يمكن نشره كمقال رأي في صحيفة عامة يمكن أن يصلح للمجلة المتخصصة في المجال الفني وهل تستقيم الأدوات والمفاهيم التي يمكن أن تطرحها لو أنك تناسيت الفارق الكبير بين أن تطرح موضوعك علي قارئ متخصص وقارئ عام ؟ قد يبدو السؤال بديهياَ ولكن الكثير منا يقع في شباكه الواسعة.
أظن من هنا تبدأ الحكاية ..سؤالي البديهي.. لا أخجل إن قلت لكم إنني فشلت في الإجابة عنه أثناء كتاباتي الأولي في مجلة المسرح، فقد كنت نسخة كاربونية من بعض نقاد الصحف العامة أصحاب التحليل البدائي الباهت عن العرض المسرحي وكانت لغتي ركيكة لا تمتلك شخصية ولا قميصاً يخصها ولا حتى منهجاَ يمكن الاعتماد عليه , فقط كنت سعيداَ باستجابة المجلة لي ولمقالاتي البائسة . ومع مرور الوقت وجدتني أصارح نفسي :ما الذي تفعله بالضبط وما هي سبل التطور الذاتي وكيف يمكن أن تتحول لناقد يفتش بحق في تفاصيل العمل الإبداعي ويعرف أين يقف ؟ بمعنى آخر لا يمكنك كناقد أن تعطي رأيا له قيمة إلا حال امتلاكك لرؤى مبدئية عامة لفهم العمل الفني (أساليبه ووظائفه) وتحليل كل عنصر فيه ومدي ارتباطه العضوي ببقية العناصر , وعلي جانب آخر امتلاكك لمنهج يتصالح مع المكان الذي ستوجه له موضوعك ففقدان البوصلة يصنع رسائل مشوهة ويعطي انطباعا سيئا لدي متلقي الرسالة النقدية
مع الأسف الشديد معظم ما ينشر عندنا من نقد مسرحي ما هو إلا انطباع سطحي عن العرض أو قل انطباعا مشوها لا يلتفت لفلسفة اللعبة المسرحية ودورها الجمالي والاجتماعي. وبعض المقالات ما هي إلا ثرثرة ملفقة تأخذ من نسيج الحكاية المقدمة وتحتفي بصناعها وحتي الكتابات التي تنتقد التجارب الإبداعية وتقف علي الجانب الأخر لا تحقق الحدود الدنيا وتتمسك بأسئلة و شذرات تبدو كفلاشات تضيىء وتخبو.
في ظني أن أحد الأدوار المهمة للنقد المسرحي هو إثارة الأسئلة حول العمل الفني وهو أمر قليلا ما يمكنك أن تراه سواء في “مسرحنا” أو حتي في “مجلة المسرح ” قبل توقفها , ومن يتقلد دور الناقد عليه بداهة أن يوقن أن امتلاك الحقيقة الكاملة أمر فاسد فكل تجربة تحتمل وجهات النظر المختلفة وعلى كل منا أن يدافع عن قناعاته أثناء التصدي لها ولا مانع أبدا أن نصل لنتائج عكسية طالما كانت أطروحاتنا مبررة جماليا وتستند لمفاهيم علمية مناسبة لطبيعة العمل .
مؤخرا جمعتني سهرة مسرحية مع مجموعة بارزة من النقاد العرب وكان النقاش يدور حول عرض يقدم الآن في القاهرة وبينما كنت أرى أن العرض رغم أطروحاته الجمالية المميزة يفتقد لبوصلة التوجه الأساسية التي كان يسعي إليها، حيث تعارض المضمون مع الشكل، كان الأصدقاء على الجانب الآخر يرونه كأحد العلامات المهمة في المسرح ما بعد الدرامي , صدمني رأيهم وصدمتهم وجهة نظري, لكننا اتفقنا على أنها وجهات نظر.
أحمد خميس