مقالات ودراسات

الناقد ذوالفقار البلداوي يكتب: مسرحية ” GPS “.. تموضوعات فكرية بالمجتمع عبر اللعب المسرحي

شاهدتها الجماهير عبر مهرجان بغداد للمسرح في دورته الثالثة.


 

 

مسرحية ” GPS ” تموضوعات فكرية بالمجتمع عبر اللعب المسرحي ال ” Gps” نظام التموضع نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية يرتكز على المكان والزمان فيأتي عنوان مسرحية ” GPS ” للاشارة على ملاحة العرض الفكرية عبر المسرح لتسلط الضوء على الأفكار المتطرفة والعادات والتقاليد المجتمعية البالية القديمة والانية التي شغلت الإنسان و غرق بها ال ” GPS ” عمل مسرحي من الجزائر إخراج وتاليف محمد شرشال ، يصنف العمل من الاعمال التي تنتهج الحداثة العالمية الواعية ، فرجوي يقترب من البانتومايم لكنه يبتعد عنه كثيرا بحداثة محترفة جدا ليشكل نوع منفردا وأسلوب خاص . يرتكز العرض على الايماءة والحركة والهمهمات الصوتية التعبيرية ، كوميدي مركب بين الكوميديا السوداء والكوميديا التي اسميها( البيضاء ) النقية وهو يقترب ان يكون مرأة عاكسة لأغلب المجتمعات عبر الملاحة المفترضة التي اسس لها (شرشال) المخرج المؤلف ويعالجها بطريقة ذكية جدا وكأنه يقول للمتلقي الجمهور ( إياك أعني واسمعي ياجارة ) إضاءات سيمياء العرض

وبما ان العرض قد اعتمد على الايماءة والحركة والهمهمات التعبيرية هذا يعني انه مليء بالعلامات والدلالات الرمزية لايصال الفكرة والمضمون فأستخدام صوت القطار بالعرض هو دلالة الفرصة التي ينتظرها الفرد لنقل أحوال المنتظرين الركاب من حال إلى آخر اما رمزية المحطة في ال ” GPS ” لشرشال فيها قصدية رائعة وتشبيه (الدنيا) إنها محطة قطار وذلك من خلال الأيقونات الدلالية المعرفية التي اثثت المشهد الحقائب ، الساعة ، مسطبة الانتظار ، وحتى العلامات المرورية وأسلوب تصميم الإضاءة بفضاء المشهد والفارق الزمني للشخصيات حتى وصولها اثناء العرض الى الكهولة والالتفاتة الجميلة من شرشال المخرج الواعي هو افتراض صورتين فانتازيتين الأولى هي عملية الولادة الجميلة الكوميدية بابداع متكامل متجانس. الثانية صورة الدهس والموت .

وكلا الصورتين اعتمدت الغريزة اما ثيمة ملكية المرأة وشرائها فهو تطرف موروث ركزت عليه ملاحة العرض باظهار التطرف اولا عن طريق تقييد المرأة والمبالغة بحجابها وكأنها جبل من القماش الأسود لا يظهر منها شيء محملة بالهموم ، و تشنج زوجها بعلاقته مع الآخرين ومعها من جانب ومن جانب اخر كيف استطاع شرشال ان يبين ازدواجية المتطرفين بالتعامل مع غريزتهم ولهاثهم النفعي من خلال مغادرته المكان والإشارة بجهاز الريمونت لقفل زوجته وكأنها سيارة و من خلال ارتكابه الخطيئة مع إمرأة عابرة . والمعالجة الجميلة جاءت بانتفاضة الزوجة العرض اراد ان يشير بان المجتمع بعدة أقنعة ليضيء فارق النفاق و الحاجة بالتعامل الانساني مع الاخر رغم المه .

الاضاءة الأخرى هو لمشهد المدرسة والية استخدم صفات الشخصية بسلوكها من خلال الغور بابعادها على سبيل المثال شخصية المعلمة الرحومة الطيبة بانت وكأنها ممرضة تتعامل بكل طيب ومحبة وامومة مع الأطفال المفترضين اما المعلمة الثانية فقد بانت متشددة حاقدة قاسية وهذه صفات مشوهة و فيها إعاقة فكرية لشخصية المعلم لذلك كانت الشخصية معاقة بساقها وهذه الإعاقة ترجمت صفاتها بالكامل ثيمة العرض بنيت بناءا سايكلوجيا عموديا مرتكزا على الرغبة و المتعة للفرد ( ذكر ، أنثى ) والغرق بها وعدم استثمار الفرص فهذا يقودنا بان مرجعية ال ( GPS ) اعتمدت نظرية ( فرويد) الذي يرى بان جميع دوافع الانسان يمكن ارجاعها الى غريزتين اساسيتين هما: 1-غريزة الحياة / الجنس 2 -غريزة الموت / العدوان

ذوالفقار البلداوي ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٣


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock