الناقد محمد الروبي يكتب فى ” مسرحنا ” عن آفة جديدة من آفات المسرح المصرى!
المسرح نيوز ـ القاهرة| محمد الروبى
ـ
يعود الناقد محمد الروبي لتكملة سلسلة مقالاته الهامة عن المسرح المصري ومسرحييه..وهو يكتب اليوم عن الناقلين بالمسطرة.. النحاتين!
الى نص المقال
“فى العدد السابق كتبنا عن ذلك الموقف غير المفهوم من بعض أولئك الذين لا يفوزون فى مسابقة مسرحية فيسارعون بإلقاء الحجارة على لجنة التحكيم ، مبررين عدم فوزهم بـ ” جهل من قاموا بالتحكيم ” لأنهم لم يرتقوا لفهم مغامراتهم التى كانت ستغير وجه المسرح المصرى ومن بعده العربى وربما العالمى أيضا!
واليوم نناقش قضية أخطر– من وجهة نظرى – تخص أخرين ممن يدّرسون المسرح ويمارسونه فى الوقت نفسه. فالبعض من أولئك ستجدهم يتحدثون نظرياً عن المسرح وأسسه وأنواعه واختلافاته و..و… ويحفظون عن ظهر قلب الفوارق بين ” الإعداد ” و” الاقتباس ” و” السرقة ” و..و…. إلا أنهم حين يشرعون فى الإبداع سيفاجئونك بعمل أو أعمال منقولة بالمسطرة من أعمال عالمية يضعون عليها بتجرؤ مثير للدهشة وصف ” تأليف ” ، وحين تواجههم بذلك سيصدعون رأسك بأحاديث عن ” الكتابة على الكتابة ” وكيف أنها إبداع خالص، بل سيتزيدون بذكر بريخت و” أوبرا الثلاث بنسات ” و” شكسبير ” و” والحكايات التاريخية ” و..و..
أولئك – من وجهة نظرى – هم آفة المسرح المصرى ، فهم وبما أنهم معلموا مسرح ، يرسخون فى أذهان من يعلمونهم مبدأ أن السرقة إبداع ، وأن مقاومة ذلك جهل أو على أقل تقدير حقد . وأن ” الفهلوة ” هى الطريق الأسهل للنجومية والشهرة .
لكن يبقى أن أخطر ما فى هذه القضية الخطيرة ، أن بعضاً من أولئك باتوا الآن مسئولين عن تسيير مسيرة المسرح المصرى ، وأنهم وبما لهم من سلطة ( إدارية ) يتحلق حولهم مستفيدون لا يتورعون فى التهليل لكل ما يقوله أسيادهم، فى انتظار أن تلقى إليهم ( نحتة ) إخراجية هنا أو هناك، ويا حبذا إن كانت تلك ( النحتة ) من تأليف أحد الأسياد.
فأن تكون ( النحتة ) من تأليف ( السيد ) فذلك رزق كبير ، إذ ستنهال عليهم دعاية يمتلك مفاتيحها ( السيد ) . ومع مرور الوقت سيصدق ( الناحتون ) أنهم حقا مبدعون ، وأن الحقدة فقط هم من يرونهم غير ذلك. بل وسيشنون حربا ضروسا على كل من تسول له نفسه ويصرخ بأن ( الملك عار ).
ولأولئك ( السادة ) ولأتباعهم من ( الناحتين ) نقول : راجعوا مسيرة المسرح المصرى ، بل والعالمى ، لتكتشفوا بأنفسكم كم من ( سادة وناحتين ) ظهروا على الساحات وتصدروا الدعايات ، ثم اختفوا اختفاء الفقاعات بمرور الزمن ولم يعد يتذكرهم أحد . راجعوا التاريخ لعلكم تهتدون .