المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
محمد الروبي
في وداع الاستاذه الغاليه الدكتوره عايدة علام من لها كثير من الفضل طيب الله ثراها واسكنها جنات النعيم
في بيت عايدة نضجنا
قد لايعرف الكثيرون أن بيت عايدة علام الذي هو نفسه بيت رفيق رحلتها وحبيبها وزوجها حسن عطية كان بالنسبة لي وعدد كبير من جيلي وأجيال بعدي بمثابة الدوحة التي نستريح بظلها . بل إننا كنا نقطف من شجرة مكتبتهما ما يحلو لنا من الكتب والابحاث نستعين بها على دراسة زاد حبنا لها بسبب هذين الشابين حسن و عايدة( كان حسن عطية آنذاك معيدا بالمعهد وكنت ومازلت اعتبره على رأس أساتذتي ).
كنت دائما اصف البيت ب ( بيت عايدة ) وحين استفسر أحد الأصدقاء عن سر التسمية قلت له لأن البيوت نساء . فمهما كان الرجل كريما أو مرحبا لن يكون لذلك معنى أو أثر إذا لم تكن صاحبة البيت ومديرته على نفس القدر أو أكبر . البيت مملكة الست. وكانت عايدة نموذجا للست التي وهبت نفسها للعلم ومساعدة كل من يحتاج له.
كانت لنا الأخت الأكبر بل وأحيانا كثيرة الأم. على كتفها بحنا بهمومنا وقصص حبنا وعلاقاتنا بأهالينا. معها ومع الاستاذ ذهبنا جماعة إلى السينما ونعود منها لنتغدى معها ثم ننزل بعدها إلى المسرح. في بيتهما عايدة وحسن تعرفت على كبار موسيقي العالم في جلسات استماع يسودها الصمت ومن بعدها تنفجر أسئلتنا عن المؤلف والأوركسترا .و يجيبانا بحب و بسعادة والدين فرحين بنضج ابنائهما.
منذ سنوات رحل الاستاذ والأخ والأب حسن. و التففنا نحن حول رفيقة دربه نحاول أن نعوضها عن فقد نعرف أنه لا يعوض.وإذا بها تخفي حزنها في قلبها وتستكمل مسيرة الرفيق ليظل البيت مفتوحا والمكتبة متاحة و حقيبتها لا تفرغ من هدايا الحلوى التي صارت عنوانا لها.
اليوم صفعني الصباح بخبر رحيلها المفاجيء.فمنذ ثلاثة أيام فقط تحدثنا عن المسرح وعن شبابه وعن ضرورة استكمال الدور وعن وعن وعن… و اليوم رحلت بهدوء لا يليق إلا بروحها… تلك التي كنا نصفها دوما ب البلسم.
ياااااااه يا عايدة ..يا شقيقة الروح .. سلام عليك وسلام إليه .. و انعمي بصحبته فمعه أفضل كثيرا. ولنا نحن الصبر حتى نلقاكما.فلا تنسيانا
