مقالات ودراسات
بالصور.. أعضاء مجموعة المسرح ثقافة يضعون “لجان التحكيم في المسرح”.. تحت مجهر النقد!
المسرح نيوز ـ القاهرة| رصد مشرف المجموعة: ناصر العمري
ـ
لجان التحكيم في المسرح.. هذا هو العنوان الذي وضعته إدارة مجموعة “المسرح ثقافة لهذا الأسبوع على حائط مجموعة المسرح ثقافة -والذي أداره مؤسس المجموعة سامي الزهراني -على الدور الهام والحيوي الذي تلعبه لجان التحكيم في أي فعالية أو مهرجان مسرحي كما أتفقوا على أهمية قراراتها في تكريس المسرح كظاهرة. طرح المشاركون كماً كبيراً من الاراء والمقترحات والتجارب، البعض منها كان يستنجد المهنية ويلوذ بمعايير النزاهة والنظرة للفنان كإنسان كوني ونزيه متسامي عن الأهواء، فيما أتجهت بعض الاراء نحو العلمية والمنهجية بُغية الوصول إلى واقع أفضل عبر المنهجية العلمية والدراسات، كما لم تخل الاراء التي طرحها الأعضاء من الدعوة إلى الغاء لجان التحكيم لصالح الظاهرة الفنية والجمالية وهنا مجمل تلك الاراء :
المسرحي السوري كنعان البيني قال:
إأن موضوع لجان التحكيم معقد وشائك لحساسية عملها وأهمية قراراتها، وتطرق لأهمية وجود معايير تساهم في تكريس الذائقة الجمالية مشيراً إلى أن الفن بطبيعته نسبي ورأى بأن الأمر بحاجة لحوار موضوعي وحيادي للتوصل إلى خيار مسرحي جيد.
الكاتب السعودي عباس الحايك:
فرأى أن لجان التحكيم هي الاكثر اثارة للجدل الدائم وموضع السجال المستمر الذي يبدأ من لحظة إعلان اسماء اللجان حتى مابعد إعلان الجوائز، ويبدي الحايك رأياً واضحاً بأن الفوز بالجوائز تحول غاية وأن فكرة الجوائز أضرت بالحراك المسرحي حيث لم يعد الشغف والتجريب والابتكار هي الغايات من المسرح مضيفاً ان قرارات لجان التحكيم تخضع للانطباع والرأي الشخصي وليس ثمة معايير واضحة، وسرد الحايك طرفاً من تجاربه الشخصية مع اللجان التي كانت تبدأ بالاجتماع القبلي ثم الاتفاق على معايير ولكن هذا بحسب رأيه لايخفي الجدل، ولايخفي الحايك عدم رضاه عن آليات عمل تلك اللجان حيث تلجأ احيانا للتصويت واحيانا لوضع أرقام من قبل كل عضو ثم جمع الدرجات وقسمتها على عدد الاعضاء، مستدركاً أن هذه الآليات غير صالحة للفن وذلك لأن الفن ليس معادلات رياضية، كما أنتقد مشاركة فناني الدراما والتلفزيون في لجان التحكيم كونهم لاعلاقة لهم بالتيارات الجديدة والتجارب المستحدثة في المسرح.
الكاتب السعودي فهد ردة:
رأى أن تنوع خبرات الاعضاء مهم لنجاح لجنة التحكيم، مشيراً إلى صعوبة عمل اللجان كون الأمر تفرضه الطبيعة التنافسية، وأكد على ضرورة أن يكون اعضاء اللجان قضاة عقلانيين. وأستعرض تجارب شخصية مريرة مع لجان التحكيم حين يغيب التجانس والنزاهة وتظهر بعض أمراض المشاركين في لجان التحكيم.
الفنان وائل الحربي:
فيرى أنه لطالما ولدت لجان التحكيم البغضاء والكراهية حين لاتكون نزيهة، ويرى(الحربي)أن المحكمين حين يسيرون بطريقة غير احترافية وحين لاتوجد آليات معلنة لاختيار الفائزين تحدث المشكلات مؤكداً غياب التنوع في معظم المهرجانات.
المخرج زكريا المومني:
استعرض تجارب شخصية يعتقد جدواها حيث تشكل لجان تحكيم سرية رديفة وموازية من المسرحيين الحاضرين للمهرجان تقوم باختيار الفائزين بجوائز المهرجان ويقول أن نسبة التوافق بين اللجنة الرسمية والرديفة تتجاوز ٩٠٪ .
الدكتور محمود سعيد مشرف مجموعة المسرح ثقافة:
يؤكد على أهمية توفير جو مناسب وأهمية الاختيار الموضوعي والواقعي وأهمية تغييب الاعتبارات الخاصة ويرى في أن الكارثة في لجان التحكيم هي محاولة إرضاء الجميع.
الدكتور عبدالله العابر (دولة الكويت) :
تحدث عن البيئة الجيدة وكيف تتحقق من خلال المعلومات الوافية عن العروض وتوزيع فايلات بالتفصيل عن كل عرض، كما أكد على أهمية المكان الذي تتخذه اللجنة لمشاهدة العروض، وأماكن النقاش، كما تطرق لأهمية أن يكون الاحتكام باللجنة طبيعيا وعاديا، واعترف العابر بأنه يحدث أن يوجد ضغوطات على اللجنة أحيانا مطالباً بصلاحيات أوسع وحرية أكبر للجان التحكيم، وشدد هلى أهمية أن تكون جميع العروض تحت مسطرة واحدة وشمول جميع العروض بالمشاهدة والمناقشة وتحييد الذاتي والاعتبارات والمواقف الخاصة، كما أشار إلى أن خلط الاشكال المسرحية في مهرجان واحد يعقّد من مهمة لجنة التحكيم، ويعتقد العابر بخطورة أن تكون اللجنة دون المستوى والحساسيات الخاصة وتصفية الحسابات، ويختم بالقول ( المهرجانات خلقت للتنافس الشريف الذي يخلق عروض مسرحية متميزة ).
الكاتب السعودي ناصر بن محمد العُمري:
يعتقد أن لجان التحكيم تصبح جزءاً من المشكلة حين ترضخ للضغوط التي تمارس عليها وحين تقبل الإملاءات أو تغلب الأهواء على الشرط الفني ودعى إلى تبني ميثاق عربي مهني مسرحي يؤكد على أحقية لجان التحكيم للمهرجانات في العمل بإستقلالية.
الفنان البحربني عبدالله ملك :
ركز على تهيئة البيئة الجيدة والسليمة وجودة إختيار العناصر كشروط مهمة جدا لنجاح عمل اللجان، ثم تطرق للتباين بين المحكمين وخلفياتهم المعرفية وأثر ذلك على أداء اللجنة، وتعرض من خلال مشاركته في النقاش للتباين بين العروض أسلوبيا أو شكليا (تعبيري-ملحمي-واقعي) وكيفية تعامل اللجان مع تلك المتغيرات، وشدد على ضرورة أن تلتزم لجنة التحكيم بمعايير اللجنة المنظمة واحترامها والالتزام بها، كما شدد على أهمية أن يكون عمل اللجنة بمنأى عن الأمور الادارية والتعقيدات السياسية والاهواء الشخصية،
ولم يفت الفنان عبد الله ملك الحديث عن الاليات المختلفة لدى لجان التحكيم من حيث اعتماد الرؤية الاكاديمية لبعض اللجان أو الانطباع والدهشة لدى البعض الآخر، كما أشار إلى أن التباين في النوايا والافكار والذاتية والحسابات الخاصة وإنتفاء الروح والعقلانة تعد من المعضلات التي تؤدي للفشل، وحدد مواصفات اللجان الجيدة بقوله أجمل اللجان هي التي تجمع بين الاحترام الشديد والاختلاف الواسع بين أعضائها، كما استعرض تجربة مسرح أوال في منح جوائز للمتميزين دون تصنيف.
الدكتورة وطفاء حمادي من لبنان:
طالبت الدكتورة وطفاء حمادي من لبنان بإعادة النظر في تقسيم مكونات العرض والتي ترى أنها وضعت لإرضاءات معينة لاعلاقة لها بالفن كما تطرفت إلى أن الاختيارات لاعضاء لجان التحكيم يجب الا تخضع للسيرة الذاتية بل يجب أن يكون هناك اختيار لذوي المعرفة بالعمل الابداعي والمتابعات والنتاج المنشور والتطوير الذي أضافته الشخصية المختارة خلال مسيرتها وعدم الاعتماد على عدد المشاركات فقط.
المغربي عزيز ريان:
أكد أن لجان التحكيم في العالم العربي تحتاج شروطاً علمية لكي تكون أكثر دقة كما أشار إلى أهمية أن يكون هناك شيء مكتوب ومدون يحدد عملها.
الدكتورة عزة القصابي :
ذهبت إلى صعوبة التحكم بعمل اللجان، لذا فهي بدت متسائلة عن إمكانية إلغاء اللجان مستقبلاً والاكتفاء بالمشاركات والتنافس الابداعي مستشهدة بالمهرجانات العالمية الكبرى.
المغربي عبدالجبار خمران:
يرى وجوب وجود مسطرة لتقييم الأعمال هدفها الحد من الأهواء والاعتبارات الخاصة والمرجعيات غير الموضوعية ومع هذا يعلي خمران من مكانة الذوق في اصدار حكم وتأثير ذلك في الحكم على الاعمال ويرى أن الجوائز هي رأي نقدي يجب أن يتحمل مسؤولية الادلاء به كل عضو في اللجنة بوعي ومسؤولية.
اما الفنان المختار العسري:
فتحدث عن الشروط الواجب توفرها في المحكمين من حيث التخصص والممارسة وعدم الارتباط بأي علاقة مع أحد المشاركين، ومهمة اللجان عند المختار تتجاوز إختيار الفائزين إلى تقريض العروض وتقديم توصيات من أجل التطوير، ويستشهد بأحد المهرجانات التي فشلت فشلاً ذريعا بسبب كون المحكمين موظفين لاعلاقة لهم بالمسرح.
الدكتور عجاج سليم من سوريا:
أشار إلى شروط نجاح عمل لجان التحكيم ومنها:اللائحة الداخلية للمهرجان شاملة التعليمات، كما يرى أهمية عمل لجان المشاهدة واختيار العروض في ابراز سمات المهرجان، مشدداً على أهمية الاختيار بعيداً عن العواطف والعلاقات الشخصية ودون التأثر بالظروف السياسية مع مراعاة التنوع في خلفيات المحكمين ، وأهاب بتحكيم الضمير والنزاهة والصدق والابتعاد عن المجاملات والانحياز للفن.
وعاود كلاً من السعودي فهد ردة والدكتورة عزة القصابي التداخل فأشار (ردة) إلى وجود مهرجانات لايوجد فيها جوائز واكتفت تلك المهرجانات بتكريس القيم الجمالية والتجارب، وقال هنالك مهرجانات وضعت مراكز فقط لافضل عرض وثاني افضل عرض وثالت أفضل عرض، وهناك من اختار عرضاً واحداً مثل ما يحدث في مهرجان الهيئة العربية للمسرح، وختم بالقول حتى في حالة هذا التصنيف للجائزة اول وثاني او تميز ، تظل الحالة القائمة هل أجادت اختيار اللجنة أم لا؟
فيما تساءلت القصابي عن البديل الممكن للجان التحكيم، كما أكدت أنه ليس كل لجان التحكيم مجحفة.
الكاتبة والإعلامية المسرحية الاستاذة صفاء البيلي:
ترى ان عمل لجان التحكيم سواء في المهرجانات المسرحية او حتى مسابقات تقييم النصوص عمل شاق ومهم، وقالت أن على الادارة اي ادارة لاي مهرجان مراعاة اختيار اعضاء تحكيم متكافئين ومختلفي الخبرات عدم وجود شبهة تنافر بين اي عضو والاخر.
المسرحي العراقي د. جبارخماط:
أشار إلى مشكلة حالة الرتابة المسرحية كونها تعمل بمبدأ المناقلة بين العروض والوجوه المألوفة في لجان التحكيم ورأى أن هذا الواقع ألقى بظلاله على المسرح وعلى منسوب التطور المسرحي، وأقترح خماط الغاء لجان التحكيم لمدة (٥) سنوات ومراقبة النتاج المسرحي ودرجات التميز ومن ثم إصدار الحكم، كما أقترح وجود لجان تحكيم من أسماء غير عربية.
الدكتور شادي عاشور من المملكة العرببة السعودية:
لايرى الموضوع شائكا ولا جدليا ولكن كل ما ذكر من مداخلات يعتبر وصفا للواقع في قضية الجوائز المسرحية ولجان التحكيم، كما دعى لتحويل ماطرح من آراء احترافية من قبل اعضاء المجموعة إلى دراسة أكاديمية تتحول فيها الاحتمالات لأرقام إحصائية لينتج عنها نتائج علمية تعتبر حقائق أكاديمية عن لجان التحكيم والجوائز المسرحية، الدكتور شادي رأى أنه كلما زادت الجوائز الثانوية والتشجيعية في أي مهرجان أضعفت من قيمة الجوائز الرسمية، كما دعى إلى عمل دراسة أخرى تعني بتقييم المحكمين باستبيان احترافي مدروس يطبق عليهم قبل وأثناء وبعد انتهاء العروض لكي نتعرف على عاملي الحياد والإنحياز في النتائج النهائية، مشيراً إلى وجود دراسات مماثلة في أمريكا وكندا.
في ظل ماتم طرحه من آراء أتسمت بالعمق والثراء والتنوع والشمولية يمكن القول أن هناك إجماعا كبيرا على أهمية عمل لجان التحكيم، كما أن هناك صعوبة كبيرة في التحكم في عملها ووجود معوقات تعترض سير عملها، وأن هناك الكثير من الأسئلة التي تدور حول عملها والتي تحتاج الى المزيد من البحث والطرح والتنقيب وجمع الاراء حولها بُغية الوصول إلى حلول ناجعة ترفع من مستوى عمل تلك اللجان،
كما تؤكد مجموعة المسرح ثقافة يوماً بعد آخر أنها قد نجحت فعلياً في طرح موضوعات مسرحية مهمة تشغل بال المسرحيين على طاولة النقاش في أجواء حوارية مميزة، خصوصاً وأن المشاركين في المجموعة أسماء مسرحية وازنة ومن مشارب مختلفة تجمع بين المهتم والممارس والأكاديمي والمتخصص على طاولة واحدة مما يرفع من أهمية أطروحاتها.