مقالات ودراسات

بالصور.. الفنان علي عليان وقراءة في العرض الأردني “هاملت بعد حين” ..وضوح الرؤيا في دائرة الحياة!


المسرح نيوز ـ الأردن| علي عليان*

مسرحي أردني*

ـ

إن يتقاطع نص المسرح افقيا مع الخيال لينتج عرضا عاموديا بمثلثات رقعة الضوء ومستطيلات قبر الحياة في انتظار الموت لتشكلا معادلا بصريا متوازنا ..اكون او لا اكون …هاملت الان او بعد حين، المسرح المثقف القادر الغوص في النفس البشرية والبحث في غريزتها وان كانت نتيجة للعواطف التي هي محصلة لأية غريزة .

شكسبير حاضرا بروح ممدوح عدوان بتلاقح الغوص في المعرفة وتلاقي فكري لصاحب هذا التناول الاخراجي الرشيق الى حد الجمال انما هو نتاج عملي لفريق مسرحي استثنائي بعيدا عن اشتراطات المال وعقبة الانتاج .

في الأفق حياة مسرحية غلافها موسيقى دمرجيان بخياله الواسع بيانو وما يعنيه من حضور وكلارنيت وما تحسه من ذكورية في العرض المسرحي وآلة الكمان بروحها الانثوية لتشكل معادلا سمعيا..في الصورة ايضا هناك جروترود الملكة صاحبة الحضور القوي ومحور الحكاية وان كانت هي وكلوديوس شقيق الملك اصحاب الجريمة التي ذهبت بهاملت الى حد الجنون، وهنا ان تكون ممثلا مغنيا فتمزج بينهما بمعرفة دقيقة فانت متوافق مع ذاتك في الموهبة الخلاقة الى حد التماهي مع جروترود ..وفي الغيب هناك كلوديوس وان لم يذكر بل حضر بالته الموسيقية (الكمان) وان بدا واهيا امام جبروت هاملت فتلك حكاية انثوية فرضت سطوتها على العرض.

مسرحية “هاملت بعد حين ” تجربة مسرحية اردنية متفردة اعلنت عن ذاتها بقيمة عرضها بعيدا عن كافة الاشتراطات والمعيقات لتشكل مبادرة فنية لكل المشتغلين بالحقل المسرحي بهدف تصويب القائم والتقاطع مع الاخر والاخذ بوجهة النظر الاخرى بدلا من الالغاء من اجل اثبات الذات ، واذا لجأنا الى اسلوب القراءة والتحليل للعرض المسرحي لوجدنا الحل في قيمة كل عرض سواء الصواب ام الخطأ لكن الانانية تذهب بصاحبها الى فكرة استقبال الرأي الصواب فقط اما السلب في العرض المسرحي يجب ان تقفز عنه بالمراءاة ،

اما في “هاملت بعد حين ” للمخرج زيد خليل لفرقة مسرح عالخشب فهو قابل للتحليل بكل جوانبه من اجل خلق حالة مثقفة وهذا ما اثبته هذا العرض الذي قدم على المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي بحضور جماهيري لافت . فريق منسجم لنص مسرحي واضح المعالم طرح قضايا بخيال واسع بمعادل بصري انيق ومعادل سمعي موسيقي مرهف وتمثيل مغنى وتمثيل مؤدى فكان الوقع راقيا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock