مسرح طفل
حصريا.. الكاتب السوري أحمد اسماعيل اسماعيل يكتب: سلسلة “مملكة المسرح”.. (10)المخرج المسرحي صاحب العصا السحرية!
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل
ـ
بقلم: أحمد اسماعيل اسماعيل
كاتب مسرحي سوري
الحياة نشاط وفعل وعمل، ولكل نشاط قائد وموجه ومنظم.
وللمسرح أيضاً قائد منظم وموجه هو المخرج، فقد شهدت مسارح العالم منذ الانطلاقة الأولى لهذا الفن قادة ومنظمين وموجهين للعروض المسرحية، وكان رئيس الجوقة أو المجموعة التي كانت تغني وترقص وتتحاور على منصة العرض المسرحي اليوناني القديم، هو أول مدرب ومنظم للعرض، بعدها قام بأداء هذه المهمة أعضاء آخرون مثل الممثل الأول في الجوقة والكاتب المسرحي وغيرهما.
وكان الكاتب الألماني غوته أول من استعمل مصطلح المخرج، وذلك في القرن الثامن عشر، وأعطى أهمية لدوره في بناء العرض المسرحي من خلال جملة من التعليمات والتطبيقات العملية. غير أن الميلاد الحقيقي للمخرج كان أيضاً في ألمانيا، في مقاطعة ساكس مايننجن، وعلى يد جورج الثاني (1826-1914) دوق أو حاكم المقاطعة الذي أحب المسرح، وقاد بنفسه فرقة مسرحية توجه بها في الأول من أيار سنة 1874 إلى برلين فقدم أول عمل يُعرف من قدمه: باسم المخرج.
بعد ذلك الرائد، بات المخرج هو مهندس العرض وصاحب الفضل الأكبر فيه، ويعود الفضل في ذلك إلى سلسلة من المهمات والإجراءات تبدأ عملياً قبل العرض، بل منذ لحظة البحث عن نص مسرحي مناسب، وإعداده إعداداً مناسباً من جميع النواحي الفكرية والفنية والجمالية، تليها مرحلة اختيار الممثلين وتوزيع الأدوار عليهم بشكل ملائم، لتبدأ بعدها مرحلة التدريبات أو البروفات المنظمة لتدريب صوت وجسد الممثل بشكل جمالي وعلمي، يتناغم مع الأحداث والشخصيات الأخرى، ومع الديكور والإضاءة والموسيقا أيضاً، بما يجعل العالم المعروض على الخشبة عالماً متكاملاً من الأفعال والأصوات والألوان المتناسبة والمتناغمة، كأنها ألوان أو أنغام تتهادى أمام عصا قائد الفرقة الموسيقية.
وهذا الفعل الذي يشبه السحر لا يتوفر إلا لمخرج أحسن اختيار النص واستوعب تفاصيله وأهدافه، وأتقن التعامل مع المسرح بأبعادها المتعددة، وامتلك مقدرة فنية وفكرية يستثمرها في التعامل مع عناصر العرض المسرحي والجمهور أيضاً، وهذا ما يجعل واجباً على المخرج أن يعرف واقع الجمهور واحتياجاته ومعاناته وزمنه.. ليحسن التعبير عنه بشكل لائق ومناسب وحقيقي.
لذلك يتحمل المخرج، مثل كل قائد، مسؤولية نجاح أو فشل عمله.
والإخراج، مثل الكثير من الفنون الأخرى، له أساليب وطرائق ومناهج، ولكل مخرج طريقته أو أسلوبه الخاص في إخراج النص المسرحي.