نصوص

حصريا.. “المسرح نيوز” ينشر النص المسرحي” هدف امني” للكاتب العراقي: مثال غازي


المسرح نيوز ـ المسرحية

هدف امني …

تأليف: مثال غازي*

كاتب مسرحي من العراق

ـ

ثمة اثنان من رجال الأمن يحاولان التـخفي جـهد الإمـكان ,حـيث يراقبان من خلال فتـحة صغيرة في الجريـدة التي يحمـلها كلاَ منهما  , كل ما يبدر من  الشخص المشتبه به ,حيث نراهما من بعيد وهما يراقبان شخصا كبيرا في السن جالسا علـى كرسيه على رأسه قبعة يحاول التنعم بأغفـائة قصيرة  دون ان يحـرك ساكنا منذ فترة طويلة .

الرجل الاول : هل تعتقد انه يستطيع رؤيتنا وهو جالس في مكانه .

الرجل الثاني :لا اعتقد انه يستطيع ذلك ,فالقبعة تغطي راسه وعيناه بشكل كامل .

الرجل الاول :لا تكن غبيا فالقبعة مجرد حركة ذكية منه كي يرصدنا من بعيد .

الرجل الثاني  :ماذا لو يترصدنا بالفعل.

الرجل الاول: هذا يعني انه استمكننا , وبالتالي سيتحفظ في تصرفاته . فلا  نستطيع ان نرصد

منه شيئا يعيننا في كتابة تقاريرنا عنه.

الرجل الثاني : وهل هو بهذا الذكاء

الرجل الاول :  يجب ان تعرف ان كل الذين نراقبهم لابد ان يكونوا خطرين واذكياء وبالتالي يجب  علينا مراقبتهم , فهم مسجلين خطر على  امن الدولة .

الرجل الثاني :  ( ببرود ) اذن يا اخي لماذا لا نلقي القبض عليهم وينتهي الامر ونستريح ,فجدتي كانت تقول الباب الذي ياتيك منه الريح اغلقه واستريح.

الرجل الاول: ( بغضب) اولا _ انا لست اخا لحمار مثلك , وهذا لان رتبتي رئيس عرفاء ولي من الخدمة عشرون عاما , اما انت فمجرد عريف مستجد تافه لا خبرة له .

 وثانيا_ انا وانت مكلفين من قبل الدولة بالمراقبة فقط وتزويد رؤسائنا في الامن العامة بالمعلومات

وثالثا _وهذا هو الاهم انت لا تستطيع ان تقترح على دولتنا الحديدية  مقترحات فاشلة مثل مقترحاتك

رابعا_ عليك  الان ان تقف باعتدال كالعصا عقابا لك مع رفع قدمك اليمنى ساعة كاملة على الاقل كي لا تنسى احترام من هم اعلى منك رتبة  ومقاما .                   (1)

 الرجل الثاني: ( يخاف , حيث يقف كالتمثال دون ان يحرك راسه او حتى عينيه) .

الرجل الاول : ( يصرخ ) راسك الى الاعلى.

الرجل الثاني : اعلى

الرجل الاول: قدمك الى الاعلى

الرجل الثاني : اعلى

الرجل الاول: ولا حركة

الرجل الثاني : ولا حركة

الرجل الاول: ولا نفس

الرجل الثاني : ولا نفس

( بعد مرور فترة )

الرجل الثاني : ماذا لو اعتذرت يا سيدي .

الرجل الاول: لا اقبل

الرجل الثاني : ماذا لو توسلت

الرجل الاول : ولا كلمة

الرجل الثاني : ماذا لو رآني احدهم وانا بهذا  الشكل الا يفتضح امرنا وتفشل المهمة

الرجل الاول: حتى هذه اللحظة الشارع فارغ , وحالما يظهر احد  المارة ستنتهي فترة عقوبتك

الرجل الثاني : ولكن لا احد يمر

الرجل الاول : مشكلتك

الرجل الثاني : انت تنسى هو موجود هناك ينظر الينا  من تحت القبعة

الرجل الاول : قد يكون نائماَ ولا يرانا

(2)

الرجل الثاني : ( بخبث )لا اعتقد ذلك فالقبعة مجرد حركة ذكية منه كما اخبرتني سابقا

الرجل الاول : ( بغضب) اللعنة على تلك القبعة , ليتني اقترب منها لانتزعها من راسه ثم ادوس   عليها بقدمي .

الرجل الثاني : هذا الرجل ليس سهلا بالمرة

الرجل الاول: حسنا قف مثل الاوادم وحاول ان تفتعل قراءة الجريدة كي لا يشتبه بك

الرجل الثاني : هو سؤال واحد يا سيدي  , ترى ما تكون تهمة رجل عجوز مثله

الرجل الاول: هذا ليس من شانك … شغلك تراقب وبس

الرجل الثاني : ولكني لا بد ان اعرف ما يكون ذلك الرجل كي اركز اكثر في مراقبتي اياه ويزداد                                                                                                                  اهتمامي به .

الرجل الاول: ( يتململ) يا اله الكون

الرجل الثاني : ما به

الرجل الاول : يعني لا بد ان تعرف

 الرجل الثاني : نعم لا بد , كي  يرتفع حجم ادائي في العمل

الرجل الاول : ( يلتفت ثم يهمس )  انه …انه…

الرجل الثاني : انه ماذا

الرجل الاول : ربما لا استطيع , فهذا خطر على اية حال

الرجل الثاني : اذا دعني اخمن   ( يفكر) هل هو لص

الرجل الاول: كلا

الرجل الثاني : مختلس

الرجل الاول: ربما اخطر

الرجل الثاني: قاتل ماجور

الرجل الاول: قد لا يبدو عليه ذلك

الرجل الثاني : جاسوس

(3)

الرجل الاول:  لم يثبت عليه ذلك

الرجل الثاني : اذا ما يكون عليه ذلك الرجل

الرجل الاول : انه .. انه

الرجل الثاني : صدقني لن اخبر احد بذلك

الرجل الاول: ( بهمس) انه .. شيوعي

الرجل الثاني :  ( يصرخ) هل انت متأكد من ذلك

الرجل الاول : ( يغلق فمه) أش  أش  ….. على الاقل هذا ما ورد في التقارير

الرجل الثاني : ولكن حسب علمي ان امن الدولة  قضت على جميع الشيوعين في البلاد فلا وجود لهم هنا .

الرجل الاول : انه اخر ما تبقى منهم

الرجل الثاني : ولماذا لا نقضي عليه هو الآخر كي ينتهي الامر

الرجل الاول:    غبي

الرجل الثاني : هو ام انا

الرجل الاول: بالتاكيد انت

الرجل الثاني : شكرا لاحترامك الدائم لي

الرجل الاول: ( بغضب) انت تسخر اليس كذلك؟

الرجل الثاني : ( يقف باعتدال ) لا والله لم يكن قصدي ذلك , فأنت اعلى رتبة مني وما تقوله هو الحق والصواب .. غبي …غبي .. المهم ان اقتنع بالجواب.

الرجل الاول: ليس االمهم ان تقتنع .. المهم ان تنفذ اوامر من هم اعلى منك رتبة.

الرجل الثاني : وماذا عنك .. اليس هناك من هو اعلى رتبة منك .

الرجل الاول: اعرف ما ترمي اليه ايها الماكر الخبيث

الرجل الثاني: لا زلت مصر على ان اسالك ذات السؤال , هو لماذا لا نقضي عليه كما الاخرين

وينتهي الامر ما دام هو اخر من تبقى منهم .

(4)

الرجل الاول: ان كان لا بد من  القضاء عليه وهو اخر ما تبقى من زملاؤه الشيوعيين , فهذا يعني ايها الغبي نهايتنا نحن , فما دام هو غير موجود اذن نحن غير موجودين وما دام نحن غير موجودين فهذا يعني ان هناك آخرين وآخرين غير موجودين في هذه الحالة اما ان نطرد من الوظيفة كفائضين عن الحاجة او نحال على التقاعد كما العجائز بمرتبات بخسة لا تكفي ان تعيل عصفورا واحدا.

الرجل الثاني : انا اراقب اذا انا موجود , فنحن احياء بفضله وكرمه اللامتناهي ذلك الرجل الجالس ذو القبعة حفظه الله ورعاه .

الرجل الاول: احمق

 الرجل الثاني : ماذا لو شكرناه لمجرد وجوده بيننا

الرجل الاول: ربما عليك ان تصمت قليلا

الرجل الثاني : ( يفكر) حسنا.. ماذا لو اصابه سوء

الرجل الاول: ارجوا ان لا تنطقها مرة ثانية

الرجل الثاني : كأن يكون مرضا او اي عائق

الرجل الاول: قلت لك لا تعيدها مرة  اخرى ,فأننا جميعا حريصين على ان يعيش اطول مدة ممكنه وان يكون بصحة جيدة.

الرجل الثاني: وماذا عنا نحن اليس من المهم ان نعيش اطول مدة ممكنه وان نكون بصحة جيدة.

الرجل الاول: ليس المهم نحن المهم هو فقط , على الاقل من اجل مرتباتنا التي يدفعونها لنا في  نهاية الشهر.

الرجل الثاني : ليته يعلم ان كل من يتحدثون اليه او يقتربون منه يتم القبض عليهم بتهمة الماركسية

الرجل الاول: علينا ان نفكر بانفسنا , فطالما هناك متهمين فهناك مشتبه بهم, علينا ان نلقن الناس

درسا بان هناك اعين تراقبهم واذان تسمعهم وسجون تودعهم حتى يعرفوا قيمة قوة الدولة وعظمتها

الرجل الثاني: الا تخاف الدولة غضب الناس.

الرجل الاول: بل على الناس ان يخافوا غضب الدولة

(5)

 ( فجأة يبدي الرجل العجوز من بعيد حركة يحرك فيها القبعة من على رأسه قليلا ثم يعيدها مرة اخرى على رأسه)

الرجل الثاني: انه يحرك رأسه يا سيدي

الرجل الاول: حاول ان تفتعل شيئا كي لا يشك بك

الرجل الثاني : ترى هل انتبه الى وجودنا

الرجل الاول: لا اعرف

الرجل الثاني: ماذا لو انتبه بالفعل

الرجل الاول: لا اعرف

الرجل الثاني: ما الذي تعرفه اذن ( مع نفسه) اين مضت العشرون سنه يا كثير الخبرة بالنسبة الى شخص مثلي قليل الخبرة .

الرجل الاول: ما الذي تثرثره مع نفسك

الرجل الثاني: لا شئ  صدقني

الرجل الاول: ولكني سمعت شيئا

الرجل الثاني: هل تعرف سيدي ان امثالي لا يعرفون القراءة والكتابة

( يتحدثان وهما خلف الجريدة يركزان )

 

 

الرجل الاول: ليس المهم ان تعرف القراءة و الكتابة بل المهم ان تسمع وترى ايها العريف وذلك جل    ما نطلبه منك .

الرجل الثاني: وماذا عنه

الرجل الاول : عله يعرف كل شئ

الرجل الثاني : وهل من الخطر ان يعرف الانسان كل شئ

(6)

الرجل الاول: ليس المهم ان تعرف كل شئ

الرجل الثاني: حتى القراءة والكتابة

الرجل الاول: حتى القراءة والكتابة

الرجل الثاني : ولكن ماذا لو تعلمت كل شي

الرجل الاول: ربما عليك ان تتعلم كيف تأكل .. كيف تشرب..كيف تحب..كيف تنجب..كيف تطيع من هم اعلى منك رتبة …وكل هذا من اجل الوطن

الرجل الثاني : اذن الوطن بحاجة الى من لا يعرفون القراءة والكتابة اكثر من الذين يعرفون القراءة والكتابة

الرجل الاول: انت تسخر اليس كذلك

الرجل الثاني : انا اعتذر ..هي ملاحظة واحدة اود ان اخبرك اياها

الرجل الاول: وما هي

الرجل الثاني:الا ترى انه مسالماَ

الرجل الاول: يتهيأ لك

الرجل الثاني: ولا  يبدو خطرا كما نعتقد

الرجل الاول: الدولة هي  من تقرر ذلك وليس نحن

الرجل الثاني: ولكننا نحن من نراقبه وليس هم

الرجل الاول: وهم من يقررون ما يتوجب علينا فعله

( يتحرك الرجل العجوز من بعيد ليخرج كتاب ما من تحت ليقرئه )

(7)

الرجل الثاني: انظر اليه يا سيدي … انه يخرج شيئا  يخفيه في ملابسه

الرجل الاول: الم اخبرك من قبل ان هذا الرجل ليس سهلا بالمرة , فطيلة المدة الماضية لم نكن نعرف ما يخفيه من اشياء تحت جسده  ولا نعرف حقيقة ما يخفيه من اشياء بين ملابسه …ربما علينا ان نكثف المراقبة عليه اكثر.

الرجل الثاني: ترى مالذي يقرأه ذلك الرجل

الرجل الاول: مادام شيوعيا لا بد ان يقرأ ماركس اولينين او انجلس

الرجل الثاني : ومن يكونوا هؤلاء

الرجل الاول: انهم الخطر بعينه

الرجل الثاني:وهل يملك رؤسائنا فكرة عنهم وعن مدى خطورتهم

الرجل الاول: بالتأكيد

الرجل الثاني: اذن دعنا نبلغ عنهم كي يلقوا القبض عليهم وينتهي الامر

الرجل الاول : لا نستطيع ..بل مستحيل

الرجل الثاني: لماذا

الرجل الاول: هذا لانهم قد ماتوا منذ زمن  طويل

الرجل الثاني: ( متأسف ) ياللخسارة … مع الاسف

الرجل الاول:  ( بغضب ) على ماذا تتأسف ايها اللعين

الرجل الثاني: لانهم لو كانوا أحياء لوضعت الدولة جائزة كبيرة لمن يلقي القبض عليهم ولربما كان لنا نصيب في ذلك لو بلغنا  عنهم او حتى عرفنا مكان تواجدهم.

الرجل الاول: ربما

الرجل الثاني: ترى ما تفعله لو كانت لك حصة من تلك الجائزة المالية الفخمة يا سيدي

(8)

(    يحلمـــــــــان  )

 

الرجل الاول: سأشتري بيتا

الرجل الثاني: وسيارة فارهه

الرجل الاول: واثاث فاخر غالي الثمن

الرجل الثاني: وسنأكل في ارقى المطاعم

الرجل الاول: وسنلبس اجمل الثياب

الرجل الثاني: وسوف نعيش عيشة الملوك

الرجل الاول: ولا نكون بحاجة الى مرتبات الدولة القليلة

الرجل الثاني: ولا الى الدولة نفسها

الرجل الاول: ولا الى الدولة ذاتها

الرجل الثاني: ولتسقط الدولة

الرجل الاول: ولتسقط ( بصمت )

الرجل الثاني: انه حلم يا سيدي حلم ولا شئ غير ذلك

الرجل الاول:  حلم …حلم..فقط …يجب ان ننتبه لذلك

الرجل الثاني: اذن عندي فكرة يا سيدي

الرجل الاول: وما هي

الرجل الثاني : مادام الله وحده يحيي العظام وهي رميم لماذا لا نطلب منه ان يعيد من ماتو من قبورهم احياء وخاصة مؤسسو الحزب الشيوعي ماركس وانجلس ولينين .

(9)

الرجل الاول : ولكن هذا مستحيل

الرجل الثاني : هي محاوله فقط (يدعو) يا رب اخرجهم من قبورهم سالمين

الرجل الول : سالمين (من بعده)

الرجل الثاني : وغانمين

الرجل الاول : وغانمين

الرجل الثاني : وليحيا ماركس

الرجل الاول : وليحيا

الرجل الثاني : ولتحيا الشيوعيه

الرجل الاول : ولتحيا

الرجل الثاني : ( يندفع ) وليسقط كل عملاء الامبرياليه الامريكية ( يصرخ )   وطن حر وشعب

                    سعيد

الرجل الاول : ( يهجم عليه ليسكته ) اللعنه عليك ايها العريف لقد تماديت كثيرآ حتى بدأت تتمرد على الدوله ذاتها .

الرجل الثاني : انه مجرد حلم … حلم يا سيدي , صدقني يا سيدي لا  ضير من القليل من الأحلام فالشمس حاره حيث بدأت تأكل رأسي اما قدماي فبدأتا تنهاران تمامآ من الوقوف الطويل والمراقبه …
كما انني بدأت اشعر بالجوع والعطش .

الرجل الاول : ولكن حلمك بدأ بريئآ وانتهى بمظاهره تدعو فيها لاسقاط النظام

الرجل الثاني : ( يرتعب ) انا يا سيدي . ادعو لاسقاط النظام , حاشا ان اتفوه في ذلك وهل اجرؤ فأنا

مجرد عريف تافه لا خبرة له كما اسلفت سابقآ (مع نفسه) وطن حر شعب سعيد .. سعيد .. سعيد يا سيدي (يحاول رسم ابتسامه على وجهه باصابعه) سعيد هكذا .. حلم يا سيدي حلم

الرجل الاول : دعك من الاحلام وانتبه جيدآ للهدف ولا شيء غير ذلك

الرجل الثاني : وهل تعدني يا سيدي

الرجل الاول : بماذا

الرجل الثاني : ان لا تخبر احدآ من الرؤساء بما تفوهت به قبل قليل                                                 (10)

الرجل الاول : كان هذا خطرآ على اية حال سأحاول نسيان الامر شرط ان تكون اكثر انضباطآ وطاعة بعد الان .

الرجل الثاني : ( يؤدي التحيه بسعادةَ بالغة ) حسنآ يا سيدي الرئيس

الرجل الاول : رئيس (يتلفت) اين هو ؟

الرجل الثاني : انه انت يا سيدي الرئيس وهل يوجد غيرك رئيسآ هنا

الرجل الاول : (بخوف) ولكني مجرد رئيس عرفاء

الرجل الثاني : ولكن من الاجمل ان تكون رئيسآ

الرجل الاول : ارجوك ان لا ترفع صوتك

الرجل الثاني : (يهمس له ) وهل حلمت مره يا سيدي ان تكون رئيسآ

الرجل الاول : ربما

الرجل الثاني : وهل هذا تم بخطه او بدون خطه

الرجل الاول : الاحلام عادة لا تحتاج الى مخططات مسبقه

الرجل الثاني : اذآ هي مجرد ثوره بيضاء خاليه من الدم والبيانات والشعارات والدسائس والمؤامرات والاطاحه بالخصوم والمعتقلات السريه , وهذا يعني انه انت وهو تتفقان على ذات الطموح بالرئاسه والزعامه وقيادة هذا البلد .

الرجل الاول : ( لا يستطيع الكلام بالمرة )

الرجل الثاني : حسنآ ماذا لو كانت اللعبه تسير بالعكس

الرجل الاول : مذا تقصد

الرجل الثاني : اقصد انه هو  من يترصد تحركاتنا ليرفع التقارير الى رؤسائه عن مستوى ادائنا ومدى خطورتنا على امن ونظام الدوله .

الرجل الاول : هذا مستحيل

الرجل الثاني : صدقني ليس هناك مستحيل بالمره

الرجل الاول : وهل تعتقد انه يعرف كل ما يدور بيننا الان                                            (11)

الرجل الثاني : لعله يعرف اكثر من ذلك

الرجل الاول : مثل ماذا

الرجل الثاني : مثل الاحلام التي تراودك عن حتمية التغيير وجدوى الثوره واسقاط النظام وتحرير الشعب من اضطهاد الدوله وقمعها

 الرجل الاول : يبدو اني تورطت بانقلاب او ثوره او ما شابه ذلك

الرجل الثاني : لا بد انهم غدرو بك كان عليك ان تنتبه اكثر

الرجل الاول : سأنتبه صدقني في المره القادمه حين احلم او اتمنى شيئآ , لقد كانت حينها مجرد امنيه

الرجل الثاني : كل شيئآ يبدأ بالاحلام والاماني

الرجل الاول : مذا لو توسلنا اليه ان لا يشي بأية كلمه الى رؤسائه

الرجل الثاني : وهل يقبل ؟

الرجل الاول : لا بد ان يقبل , على الاقل من اجل اطفالي وزوجتي المسكينه فأنا لا املك سوى هذه الوظيفه وهي الوحيده التي تبقيني حيآ كسائر الناس .

الرجل الثاني : مذا لو اقمنا معهم حوارآ من اجل ان نضع بيننا وبينه اتفاق او هدنه او ما شابه ذلك

الرجل الاول : ولكن من الواجب ان لا نقترب منه اكثر من هذه المسافه

الرجل الثاني : الا ترى انهم يحاولون اذلالنا بهذا المرتبات القليله

الرجل الاول : هذا يتوقف على ما نبذله من جهد اثناء المراقبه

الرجل الثاني : العجيب انه لا يبدي اية حركه غريبه حتى الان رجل كبير في السن في السبعين يجلس طوال النهار على كرسي بمسندين يعتمر قبعه على رأسه .. هذا كل شيء .. اذآ اين مكمن الخطوره في هذا .

الرجل الاول : ربما علينا ان نبالغ في كتابة تقاريرنا عنه , حتى نقنع من هم اعلى منا رتبة بخطر هذا الرجل والا بدت تقاريرآ تافهه لا نفع منها من ما يستوجب انهاء خدماتنا .

الرجل الثاني : تقصد مثلآ انه يخفي بين طياته اشياء خطره ومضره على امن الدوله مثل ذلك الكتاب الذي يخفي بدوره هو الاخر بين طياته افكارآ تضم بين طياتها التحريض على الثوره وقلب نظام الحكم القائم .

الرجل الاول : لا بد ان نركز اكثر على طيات ذلك الرجل تحديدآ                                      (12)

(نراهما يخرجان رأسيهما من فتحات الجريده للمراقبه والتركيز اكثر )

الرجل الثاني : هل هذا جيد

الرجل الاول : نعم هكذا افضل كي لا تفوتنا لا شارده ولا وارده

( يقوم الرجل فجأه باخراج شيئآ من ردائه )

الرجل الثاني : اترى ما أراه

الرجل الاول : ماذا

الرجل الثاني : انه يخرج شيئآ

الرجل الاول : لقد اخرج قلمآ على ما ارى من ردائه

الرجل الثاني : كما انه يحاول ان يؤشر شيئآ على الكتاب ترى ماذا يكتب

الرجل الاول : ربما فكره طرئت على باله

الرجل الثاني : بل ربما يحاول ان يكتب شيئآ عني وعنك                                          (13)

الرجل الاول : تعتقد انه يعد تقريرآ عن نشاطاتنا اذآ هذا يثبت بما تفوهت قبل قليل في انه  بالفعل مكلف بأعداد التقارير حول مستوى أدائنا  (يخاف)  ترى ماذا لو كانت تقاريره فيها شيء من المبالغة ساعتها ربما نحال الى محكمه الدولة بتهمه التقصير في الواجب وخيانة امن الدولة والشعب .

الرجل الثاني : ساعتها سنعدم اليس كذلك .

الرجل الاول : هذا ما سيبدو عليه الامر

الرجل الثاني : ونموت

الرجل الاول : ونموت

الرجل الثاني : شنقآ ام رميآ بالرصاص ؟

الرجل الاول : وما الفرق

الرجل الثاني : على الاقل سوف نختار ميتة سهله

الرجل الاول : ولكنهم هم من سيختارو  وليس انا وانت

الرجل الثاني : وما الحل الان

الرجل الاول : لا اعرف

الرجل الثاني : مذا لو اقتربنا منه لنعقد معه صلحا او اتفاقا او ما شابه ذلك

الرجل الاول : فكره جيده , ولكن ماذا لو كان هناك طرف ثالث يحاول تقييم ادائنا نحن الاثنين كمخبرين وهو  كمعارض مهم نحاول من خلاله اصطياد الآخرين.

 

(يهمس)

فأمن الدوله اكثر ذكائآ من الدوله نفسها انهم كما اللاعبين الماهرين وانا وانت مجرد بيادق شطرنج يحركونها وقت ما يشائون ويسقطونها متى ما يشائوا

(14)

الرجل الثاني : لقد بدأت الامور تتعقد فكل شيئآ يحيلنا الى الاهمال والتواطؤ والخيانه والتقصير المتعمد وخيانة امن الدوله

الرجل الاول : لعل السبب في تلك القبعه والتي لولاها لعرفنا ما يظهر ذلك الرجل وما يخفيه عنا وما يفكر به

الرجل الثاني : لمذا لا نطلب من الله ان يرسل ريحآ صرصرآ عاتيه ليطيح تلك القبعه

الرجل الاول : هذا مستحيل فألجو ساكن بصوره كليه كما انني لا اعتقد ان دعوات المخبرين تحديدآ باستطعاتها  ان تصل الى الله سريعآ

الرجل الثاني : وهل نحن كفره يا سيدي

الرجل الاول : كلا ولكننا نقوم باعمال سيئه غير مستحبه قد تودي بحياة الاخرين او قد تزجهم في غيابات السجون

الرجل الثاني : يعني ان الله غير راض عنا

الرجل الاول : لا اعرف

الرجل الثاني : وكيف لا تعرف وانت رئيس العرفاء ولك من الخبرة عشرون عامآ في سلك الامن

الرجل الاول : ارجو ان تصمت قليلآ

الرجل الثاني : وهل هذا امر

الرجل الاول : نعم

الرجل الثاني : يبدو ان تسلطك علي لا ينتهي حتى في الاوقات الصعبه

الرجل الاول : علينا ان نفكر في كيفيه الخروج من هذا المصيبه

الرجل الثاني : لدي مقترح

الرجل الاول : مقترح ماذا

الرجل الثاني : مقترح ينجينا من كل هذه الاشكالات

الرجل الاول : وكيف

(15)

الرجل الثاني : ان نرتدي القبعات فحسب

الرجل الاول : يبدو انك ماهر في صنع النهايات السهله والسريعه

الرجل الثاني : اذآ دعني احاول القضاء عليه

الرجل الاول : ولكنه اخر الخيوط المتبقيه لدينا لاثبات وجودنا كما انه يمثل رمز وجودنا

الرجل الثاني : ان بقائه هادئآ بهذا الشكل دون نشاطات مريبه يقودنا الى الجنون

الرجل الاول : ربما هو ينصت الينا بكل جوارحه

الرجل الثاني : وقد يتقن فن قراءة الشفاه عن بعد وهذه هي مصيبة المصائب

الرجل الاول : لذلك كنت انبهك دائمآ ان لا تتكلم الا وانت تضع الجريده امام وجهك كي لا يكتشف ما نتحدث به بسهوله علينا ان نلتزم الحذر اكثر .

الرجل الثاني : منه او من الطرف الثالث الذي لا نعرفه

الرجل الاول : المشكله بدأت تتعقد

الرجل الثاني : علينا ان نعرف من هو الطرف الثالث

( يكثر في التلفت والبحث عن الطرف الثالث )

 

قد يكون احد المارة المستطرقين او ربما ثمة هناك من يكمن خلف احدى النوافذ في البنايات المحيطة بنا  , انا على ثقه تامه انه اخطر من ذلك الحصان العجوز ( يتلفت )

هو  في مكان لا نتوقعه

الرجل الاول : ارجو ان لا تكثر التلفت كي لا يفتضح امرنا

الرجل الثاني : سوف اجن

الرجل الاول : عليك بالهدوء .. الهدوء فقط

(16)

الرجل الثاني : ماذا لو القينا القبض على كل الذين يرتدون القبعات على رؤوسهم بتهمة اخفاء الادلة عن عدالة الدولة بل سنبالغ في تشريع القوانين حتى لنأمر كل الرجال بحلق رؤوسهم كي نعرف ما تخفيه رؤوسهم من افكار غير واضحه .

( يتوسل )

ارجوك يا سيدي

الرجل الاول : ماذا .

الرجل الثاني :  دعني اقتلع رأسه عن جسده كي لا تجد القبعه ملاذآ تركن اليه بعد الان , لإنه لا بد انه يحلم تحت ظلها بموتنا وعذابنا ونهياتنا على يده . كما انه لا بد ان يهزء بنا بل ولربما يخفي تحتها ابتسامه صفراء تنم عن شماتته بنا .

الرجل الاول : هل علي ان اكرر الف مره في ان حدود واجبنا يقتصر على المراقبه عن بعد .. اي الابتعاد عن التماسات المباشره مع الاهداف . فالمفروض انه لا يعرفنا ولا يرانا ولا يسمعنا ..

هذا هو صلب عملنا كمخبرين سريين .

الرجل الثاني : لعله استسلم الى اغفائة طويلة بينما نحن نستشيط غضبآ وغيضآ … وقد يكون قد مات من زمن طويل فقد انقطعت حركته منذ زمن طويل .

الرجل الاول : هذا مستحيل

الرجل الثاني : وكيف تجزم بهذا الشكل بعدم موته ما دمنا لا نستطيع التحقق من ذلك … فالنفترض انه اسلم روحه للخالق فما موقفنا نحن هل نضل طويلآ نرقبه من بعيد … اذآ لا بد لهذه المهمة من حدود

الرجل الاول : ليس من صالحنا جميعآ ان تنتهي هذه المهمة سريعآ فالمهمة يجب ان تستمر لحين ورود اوامر جديدة

الرجل الثاني : لقد اصبحنا كما جن وشياطين نبي الله سليمان نعمل ونعمل خوفآ من سليمان لسنوات طوال في بناء الهيكل , فأذا به يموت جالسآ على كرسيه كما ذلك الماركسي العجوز دون ان نجرؤ او تجرؤ الشياطين على التحقق من موته او عدمه

الرجل الاول : ولكن الامر مختلف الان ذلك الماركسي ليس نبيآ كما اننا ليس شياطين كي تجمع في الشبه بيننا وبينه

الرجل الثاني : ترى هل تعرف ما مر من وقت ونحن هنا

الرجل الاول : طويلآ على ما اذكر                                                               (17)

الرجل الثاني : هل تذكر اخر مره ذهبت بها الى البيت

الرجل الاول : لا اعرف

الرجل الثاني : هل تذكر اخر مره تمتعت بها بأجازة ما

الرجل الاول : لا اذكر … وانت

الرجل الثاني : اما انا فلا املك شيء اتذكره , فأنا غير متزوج وليس لي اطفالا الشيء الوحيد الذي يجب عليه ان اتذكره هو ايجار الشقه ودواء امي المصابه بالزهايمر وهذا كله يرتبط بالمرتب الذي لم اقبضه حتى الان .

الرجل الاول : (يذكره)  ربما عليك ان تضع الجريده امام وجهك وانت تتحدث كي لا يشك بك الاخرون

الرجل الثاني : حسنآ يا سيدي ارجو ان تكون قد سمعتني جيدآ

الرجل الاول : اكثر من ما تتوقع

الرجل الثاني : وكيف

الرجل الاول : وهل امك في السبعين

الرجل الثاني : نعم ! ( مستغربآ )

الرجل الاول : هي وحيده في شقه تطل على الجانب الاخر من النهر

الرجل الثاني : انها هي .. وما ادراك  ؟

الرجل الاول : لقد

الرجل الثاني : لقد ماذا

الرجل الاول : لقد ماتت منذ زمن طويل حيث عثروا على جثتها من قبل الجيران وقد فارقت الحياة .. هذا ما مكتوب في الجريده .

الرجل الثاني : (يصمت قليلآ) كان هذا سيحدث كما توقعته آجلآ ام عاجلآ

الرجل الاول : ولكنك لم تحزن كثيرآ على موتها

(18)

الرجل الثاني : المسكينه لطالما توهمتني رجلآ غريبآ يدخل شقتها فتحاول طردي دائمآ وهي تصرخ , لذلك يلجأ الجيران دائمآ الى التدخل بيني وبينها في محاولة منهم لتوضيح العلاقه التي تربطني وأياها , كنا كما الغرباء نعيش معآ . كانت تتحفظ مني في كل شيء في

   مأكلها ملبسها عندما تخرج من الحمام فكانت تصرخ حالما تراني الا ترى ان الامر يبدو مضحكآ (يصمت) حتى لو مت ما كانت لتحزن علي لان من المستحيل ان تتذكر باني ولدها … على اية حال .. لقد انتهى كل شيء (يحاول الرحيل) اعتقد ان مهمتي قد انتهت فما دامت امي قد ماتت فلا وجوب لوجودي هنا

الرجل الاول : ولكن المهمه لن تنتهي حتى هذه اللحظة

الرجل الثاني : لم اعد أأبه لأي شيء ربما هذه النهايه التي ابحث عنها

الرجل الاول : ارجوك , ان الوطن بحاجه اليك

الرجل الثاني : اما انا فلست بحاجه اليه , لطالما اعتبرني الجميع غريبآ عنه كان علي ان اصدق امي دائمآ بأني غريب . فالغرباء عادة لا يملكون شيئآ غير الرحيل لقد عجزت وانا اشرح دائمآ لكل من حولي بأني لست غريبآ عن امي . حتى استسلمت اخيرآ لهذا الشعور كي اعيش انا وهي والاخرون بسلام .

الرجل الاول : (يمنعه) لا اعتقد انك تستطيع ذلك فالرجل لا زال هناك في مكانه

الرجل الثاني : وانت

الرجل الاول : ماذاعني

الرجل الثاني : ماذا عن زوجتك واطفالك وحياتك التي تركتها خلفك

الرجل الاول : هذا ليس من شأنك

الرجل الثاني : كان عليك ان تعرف ماذا حل بهم على الاقل

الرجل الاول : (يصرخ) يجب ان تصمت فكل شئ بخير

الرجل الثاني : ولكن الجريده تقول اشياء قد لا تحبها

الرجل الاول : ولكنك لا تعرف القراءة والكتابه

الرجل الثاني : سوف اقرآ لك (يبدأ بالقراءة)

الرجل الاول : ايها الكذاب المخادع الحقير , لقد اخبرتني من قبل بأنك لا تعرف القراءة

(19)

الرجل الثاني : افادت الصحيفه ان احد ابنائك قد اصابه الادمان وقد القت الدوله القبض عليه مع عصابة مخدرات وهو الان قيد التحقيق .

الرجل الاول : ( يحاول خناقه) ايها التافه المخادع

الرجل الثاني : (يقاوم) اما زوجتك يا سيدي .. يا رئيس العرفاء يا من يحتاج اليك الوطن جدآ جدآ . فقط هربت من البيت بصحبة عشيق لها شابآ يصغرهآ سنآ , هذا كله بسبب غياباتك المستمره عن البيت , هذا كله من اجل ان يحيا الوطن طويلآ طويلآ بينما نحن نموت بطيئآ بطيئآ … هذا على الاقل ما ورد هنا .. في هذه الجريدة .

الرجل الاول : ( ينهار) انت تكذب .. تكذب فلا يمكن لاحد ابنائي ان ينحرف بهذا الشكل كما ان لي زوجه مخلصه ووفيه ولا يمكن لها ان تخونني بهذا الشكل , (يحاول خناقه مره اخرى) لا بد انك تكذب .. تكذب ..

الرجل الثاني : والجريدة الا تكذب … (بهدوء) كيف لها ان تكذب وهي الجهة الرسمية الوحيدة الناطقة بأسم الثورة والشعب والقائد المبجل والرجل الضرورة

الرجل الاول : ( يستسلم )

الرجل الثاني : انت لا تجرؤ على اتهام الدولة بالكذب .. اليس كذلك

الرجل الاول : (يصمت)

الرجل الثاني : (يصرخ به) انت لا تجرؤ .. هذا لانك جبان ترى كم من الوقت بقينا هنا . هذا كله من اجل ان نزج اكبر عدد ممكن من الناس داخل السجون , بدأت اشك ان لا احد سوانا قد بقي في هذا البلد , هيا انظر حتى الطريق بدا فارغآ منذ زمن طويل , فلا احد يأتي ولا احد يمر من هنا .

الرجل الاول : كان علي ان اعرف قبلآ في أنك تخفي اشياء كثيره عني , لقد بدوت تافهآ حالما رأيتك لاول مره , وها انت تعلن عن نفسك امامي وبكل وقاحه

الرجل الثاني : لقد خذلتك سنواتك العشرون في ان تتعرف علي وعلى ما اضمره من افكار اتجاهك .. اليس كذلك  , يبدو انك ما عدت تعرف كل شيئآ كما السابق

الرجل الاول : انت تخدعنا جميعآ

الرجل الثاني : وفي هذه الحاله , عليك ان تفعل ما يمليه عليك الواجب هو اتهامي بالاساءه والتضليل لامن الدولة , وبشيء من المبالغه عليك ان ترفع تقاريرك الى الرؤساء

الرجل الاول : اذآ هذا ما تجرني اليه . علي ان افعل ما تريده انت وتقرره لاما اريده انا واقرره

(20)

الرجل الثاني : بل هذا ما اريده منك بالضبط

الرجل الاول : واذا اخبرتك اني لا افعلها , فقط كي لا ابدو في أنني أأتمر بأمرك

الرجل الثاني : (بهدوء) بل ستفعلها

الرجل الاول : لن افعلها

الرجل الثاني : بل ستفعلها والا

الرجل الاول : والا ماذا .. هيا اخبرني والا ماذا, يبدو ان هذا التهديد ينم عن اشياء تخفيها تجعلك تتقاوى فيها علي حتى  لتكون واثقآ في تهديدي

الرجل الثاني : ربما عليك ان تكتب هذا فأنا اخفي اشياء ما كان يجب ان اخفيها اثناء الواجب (يصرخ) هيا اكتب

الرجل الاول : انت لن تملي علي ما يجب فعله فأنت مجرد عريف متمرد وخائن

الرجل الثاني : ارجو ان تسرع في كتابة تقريرك في الحال

الرجل الاول : لقد عرفت الان ما تجرني اليه . فأنا لن امنحك الفرصه في ترك الواجب

الرجل الثاني : ماذا لو استقلت

الرجل الاول : لن اقبل

الرجل الثاني : (يتنازعان) بل ستقبل رغما عن انفك

الرجل الثاني : ماذا لو ضربتك على مؤخرتك

الرجل الاول : لن اقبل

الرجل الثاني : (يتنازل) مذا لو توسلت

الرجل الاول : لا اقبل

الرجل الثاني : ماذا لو صارحتك في شيئآ سيعيد البهجة والسعادة الى حياتك

الرجل الاول : ومالذي تملكه من شئ كي يعيد السعادة الي

الرجل الثاني : (يضحك) لقد كذبت عليك

(21)

الرجل الاول : هذا ليس بالشيء الغريب عنك

الرجل الثاني : فأنا لا اعرف القراءة والكتابه حقآ

الرجل الاول : (يضحك) حقآ , حتى قراءة الجريده

الرجل الثاني : حتى الجريده

الرجل الاول : وماذا عن زوجتي التي هربت مع عشيقآ لها وولدي الذي تم القبض عليه

الرجل الثاني : لا اعرف , مجرد حكايه اختلقتها كي اغيضك

الرجل الاول : يا لي من ساذج

الرجل الثاني : ولكن ماذا عن امي فلابد انك كذبت علي ايضآ

(يضحكان)

الرجل الاول : هل تصدق , لقد كان الامر حقيقيآ وليس مزاحآ ولا كذبآ

الرجل الثاني : لطالما تم الزج بي في السجن بتهمة التحرش بأمي وهذا كله بسبب الزهايمر فحالما اقترب منها تصرخ (يا ناس .. يا عالم .. ثمة من يتحرش بي وانا في هذا السن)

(يضحكان)

الرجل الاول : كان من الافضل ان تسمع خبر موتها

الرجل الثاني : كانت امي على اية حال

الرجل الاول : لقد عانيت طويلآ

(22)

الرجل الثاني : اكثر من ما تتوقع فأحيانآ افكر في الهرب لاتركها وحيدة واختفي , الا اني اعدل في قراري حزينآ لاجلها

الرجل الاول : مسكين

الرجل الثاني : بل المسكين هو انت .. ربما عليك ان تفكر بزوجتك التي هربت بعيدآ عنك

الرجل الاول : ولكنك قبل قليل قلت ..

الرجل الثاني : (يضحك) انا امزح صدقني لا شيء من ذلك قد حدث .. هل تعرف كل الذي اتمناه ان تنتهي هذه المهمه سريعآ

الرجل الاول : لقد انتهى وقت المزاح وعلينا بالمراقبة من جديد

 ( يعودان الى المراقبه , لنجد فجأه في خضم مزاحهما ان الرجل قد اختفا ولا وجود الا للكرسي والقبعه فقط)

الرجل الثاني : (غير مصدق) علي ان اعترف بشيء

الرجل الاول : ماذا

الرجل الثاني : ان نظري بدأ يضعف حتى وكأنني لا ارى الرجل امامي وهو جالس على الكرسي وهو يعتمر القبعه

الرجل الاول : (يصرخ) ولكنه ليس هناك بالفعل

الرجل الثاني : لا اصدق

الرجل الاول : بل عليك ان تصدق ذلك , لقد اختفى تمامآ وهذا كله بسببك . لابد انك تمنيت شيئآ بأتجاه ذلك الرجل , هيا اخبرني ماذا كان يدور في عقلك حتى تحقق في الحال

الرجل الثاني : صدقني لا شيء

الرجل الاول : بل كنت تتمنى دائمآ ان تنتهي هذه المهمه سريعآ فحدث الذي حدث

(23)

الرجل الثاني : الا تشك في نظرك الذي ضعف او ربما قد اصابك العمى مثلي , الرجل هناك لا زال جالسآ في مكانه هيا تمعن في النظر انه هناك

الرجل الاول : تقصد بأني ماعدت ارى جيدآ كما السابق

الرجل الثاني : انه هناك يا رجل

الرجل الاول : (يحاول فرك عينيه) وكيف نتأكد من ذلك

الرجل الثاني : ربما عليك سؤال من يمر من هنا

الرجل الاول : انت تعرف جيدآ ان لا احد يمر من هنا منذ فتره طويله فالشارع اصبح خطرآ على

                الاخرين حتى اصبح من الجنون المرور من هنا طالما هو هناك وطالما نحن هنا

الرجل الثاني : انا متأكد انه هناك

الرجل الاول : اما انا فأشك في ذلك

الرجل الثاني : اذآ لابد الاقتراب منه اكثر لنتأكد في انه لا يزال هناك ولا نزال نحن هنا

الرجل الاول : انت تعرف القواعد جيدآ من المستحيل الاقتراب منه

الرجل الثاني : هذا فقط من اجل استمرار المهمه , اليس هذا ما تريد

الرجل الاول : الحفاظ على المسافه الامنيه ضروره من ضرورات العمل الامني

الرجل الثاني : لكل قاعده استثناء

الرجل الاول : حسنآ علينا بالمحاوله

(يحاولان الاقتراب من الهدف اكثر)

الرجل الثاني : ربما عليك ان تمد يدك لتتحسس وجوده الغير مرئي

( يمرر يده في مكان الرجل الفارغ )

هل تشعر بشيء ؟                                        (24)

الرجل الاول : كلا لا يوجد شيء , لقد ترك كل شيء عدا القبعه

الرجل الثاني : قد يكون بداخل القبعة فهو دائمآ ما يخفي المفاجئات عنا كما السحرة ربما علينا البحث بداخلها

( يبحثان عنه داخل القبعه )

الرجل الاول : الم اقل لك انه ليس هنا .. لقد اختفى تمامآ ولا اعرف مالذي سيحدث بعدها , فلابد انه هرب بينما نحن لاهيان في الحديث والمزاح والاحلام لقد كان تصرف سيئآ منا .

الرجل الثاني : علينا ان نبالغ في الامر

الرجل الاول : هو ليس هنا فعلام المبالغة

الرجل الثاني : ترى مالذي يتوجب فعله في هذه الحالة

الرجل الاول : ان اقتلك وينتهي الامر

الرجل الثاني : هذا ليس حل

الرجل الاول : اذآ مالحل في نظرك

الرجل الثاني : ان نفترض وجوده كي تستمر المهمه والى الابد مادامت القبعه موجوده هناك فهذا يعني انه موجود تحتها . فالوطن لا يخلو من الاعداء الذين يتربصون بأمن هذا البلد فهم من الذكاء بحيث لا يمكن ان نراهم ونسمعهم ولكننا نستطيع ان نشعر بوجودهم هم في كل مكان فهم ينتشرون في كل مكان

الرجل الاول : ولكننا لا نراهم

الرجل الثاني : ولكنهم يروننا

الرجل الاول : هل تعتقد ذلك

الرجل الثاني : انا متأكد من ذلك وعلينا ان نؤكد  ذلك في تقاريرنا القادمه , سيضل هاجس وجوده بداخلنا لا يستطيع مغادرتنا وكأننا ولدنا على تتبع اثار الطرائد

(25)

( يحاول ان يشم شيئآ )

الرجل الاول : ماذا هناك , هل تشم شيئآ

الرجل الثاني : لقد بدأ يدخن سيكارآ كوبيا

الرجل الاول : وهذا ما يثبت تورطه مع جهات خارجيه معاديه

الرجل الثاني : لقد عاد يقرأ من جديد اشياء اكثر خطوره

الرجل الاول : اصبح الهدف اكثر ذكائآ من ذي قبل يجب ان نكون على حذرآ اكثر

(من خلف جريدة كلآ منهما)

الرجل الثاني : المهم ان لا يرانا

الرجل الاول : لا يرانا

الرجل الثاني : ولا يسمعنا

الرجل الاول : ولا يسمعنا

الرجل الثاني : وماذا عنا نحن

الرجل الاول : ليس المهم ان نرى ونسمع بل المهم ان نشعر . هل تعرف .. لقد بدأت اشك بوجوده                          اصلآ

الرجل الثاني : المهم نحن موجودون

الرجل الاول : هل انت متأكد

الرجل الثاني : لا أعرف     ( يضحكان )

(وتستمر المهمة)

النهاية

( 26)


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock