حوارات
خلال مشاركته في مهرجان الكويت لمسرح الشباب.. د عمرو دوارة يعترف لـ “المسرح نيوز”:المهرجانات المسرحية العربية تحتاج إلى تنسيق وتحديد هوية.. وارتباطي بالمسرح الكويتي قديم ووثيق
المسرح نيوز – الكويت – عماد جمعه امام
ـ
خلال زيارته ضيفا على مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب التقينا المخرج الدكتور عمرو دوارة ليحدثنا عن انطباعه عن هذه الزيارة وعلاقته بالمهرجانات المسرحية الكويتية وأحدث عروضه المسرحية التي ستعرض بعد أيام في العراق وكيف نحمي شباب المسرحيين من بريق السينما والشهرة حتى لا يهجروا المسرح وآراء وقضايا أخرى رصدناها في هذا اللقاء .
* حدثنا عن زيارتك للكويت وانطباعاتك عنها ولقاء الأصدقاء من المسرحيين ؟
ارتباطي بالمسرح الكويتي ارتباط قديم بدأ منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي حينما كانت تتكرر زيارات الرائد الكبير/ زكي طليمات لوالدي بمنزلنا، تلك الزيارات التي كان يحدثنا خلالها عن جهوده بالمسرح الكويتي وعن تفاؤله بالمستقبل الواعد للمسرح الكويتي بصفة عامة، ثم تكرر الموقف خلال النصف الثاني من السبعينيات حينما انضم والدي الناقد الكبير/ فؤاد دوارة إلى أسرة التدريس بالمعهد “العالي للفنون المسرحية” وقضى أربع سنوات به. وتوثقت علاقاتي بالمسرح الكويتي من خلال مشاركة عدد كبير من فرقه ورموزه بفعاليات الدورات المتتالية لمهرجان المسرح العربي – أاذي شرفت بتأسيسه وإدارة دوراته الخمسة عشر، حيث تم استضافة عدد كبير من الفرق سواء من فرق الهيئة العام للشباب أو من طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، وأعتز بالفعل بتكريم نخبة من كبار المسرحيين الكويتيين بالمهرجان العربي ومن بينهم الأساتذة: عبد الحسين عبد الرضا، فؤاد الشطي، عبد العزيز السريع، د.حسين المسلم، د.فهد سليم، د.فهد الهاجري، منقذ السريع.
وبدأت مشاركاتي الفعلية بالمهرجانات المسرحية بالكويت بمهرجان الشباب عام 2004، ثم باحتفالية فرقة “مسرح الخليج العربي” بمرور أربعين عاما وذكرى الرائد/ صقر الرشود، وبعض دورات المهرجان “الوطني للمسرح الكويتي”، وأخيرا مشاركتي بفعاليات المهرجان الأكاديمي الذي نظمه المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2013.
*ما هو تقييمكم لحفل الافتتاح والعرض المسرحي ياسادة ياكرام ؟
– كانت سعادتي بحضوري حفل افتتاح المهرجان لا توصف، سعدت أولا بتلك اللقاءات الحميمة التي تجددت مع نخبة رائعة من المسرحيين بمختلف الأقطار العربية الشقيقة، وثانيا بهذا الوعي الكبير من جميع الحاضرين وإصرارهم على تحية جميع أعلام الدول العربية الشقيقة بكل الحماس مؤكدين أن الخلافات السياسية بين الحكومات لا يمكنها التأثير على عمق الأخوة بين جميع المواطنين وفي مقدمتهم مجموعة المثقفين والفنانين. فكرة عرض الافتتاح “يا سادة يا كرام” فكرة جيدة جدا، وقد نجحت الكاتبة في إلقاء الضوء على أهمية المسرح وأيضا على بعض رموز الإبداع المسرحي بكل الدول العربية الشقيقة، فكان هناك الرواد: محمد النشمي (الكويت)، يوسف العاني (العراق)، سعد الله ونوس (سوريا)، المنصف السويسي (تونس)، يوسف وهبي وأمينة رزق ومحفوظ عبد الرحمن (مصر)،
وكنت فقط أود ولو تم ذكر أسماء بعض الرواد الآخرين كالطيب الصديقي وثريا جبران (المغرب)، محمد بن قطاف وعبد الرحمن ولد كاكي (الجزائر)، منير أبو دبس وأنطون ولطيفة ملتقى (لبنان)، وهاني صنوبر (الأردن)، وهكذا بباقي الدول العربية الشقيقة.
*كيف ترون مثل هذه المهرجانات الشبابية المسرحية ومدى أهميتها في الارتقاء بالمسرح العربي ؟
– المهرجانات المسرحية فرصة حقيقية لتأكيد الروابط والصلات العربية، وتبادل الخبرات وأيضا التعرف والاستمتاع بأحدث العروض والإبداعات العربية، وبالنسبة للشباب هي فرصة حقيقية للتحصيل وتنمية المعلومات والخبرات وصقل الموهبة من خلال المشاركة بمختلف الفعاليات ومن أهمها الندوات والورش الفنية. لكم تجربة كبيرة في العمل المسرحي الشبابي وتأسيسكم للجمعية “المصرية لهواة المسرح” فهل تلقى لنا الضوء على هذه التجربة ؟ تأسست الجمعية لتصبح الممثل الشرعي والوحيد لجميع فرق الهواة بمصر وبجميع الأقاليم بعضويتها بالإتحاد العالمي لجمعيات الهواة بالدنمارك، وهي تضم حاليا أكثر من سبعة ألاف هاوي لمختلف مفردات العرض المسرحي،
وقد أشهرت عام 1982، أي مر على تأسيسها 35 عاما، وقدمت ثلاثين مهرجانا مسرحيا متميزا، وكان لها السبق في الوطن العربي بتنظيم مهرجانات للمونودراما (عام 1984)، والمسرح التجريبي (1986)، والاستعراضي، والطفل، وذلك بخلاف خمسة عشر دورة للمسرح العربي بدءا من عام 2001 (مع بداية الفية الجديدة)، ويحسب لها أنها صقلت موهبة وقدمت عددا كبيرا من النجوم لأول مرة ومن بينهم: ممدوح عبد العليم، عبلة كامل، خالد صالح، خالد الصاوي، عمرو عبد الجليل، محمد رياض، حنان شوقي، ماجد الكدواني وغيرهم كثيرين في مختلف مفردات العرصض المسرحي.
*بين المسرح والسينما تجذب السينما والشاشة الصغيرة كثير من الشباب بعد نجاحهم فى المسرح خاصة مع فارق الشهرة والعوائد المادية التى يحققانها للشاب فكيف يمكن معالجة هذا القضية ؟
– ستظل هذه المشكلة قائمة طالما كانت الفروق في كل من العائد الأدبي والمادي كبيرة جدا بين المسرح وباقي القنوات الفنية وخاصة في السينما والدراما التلفزيونية، فليس من المعقول أن يكون أجر بعض النجوم في الحلقة الواحدة (التي قد يقوم بتصويرها خلال يوم) عشرة أضعاف أجره عن ثلاثة أشهر بروفات وشهر عرض ويجب على الدول العربية ممثلة في وزارات الثقافة أن تتدخل لدعم وحماية المسرح. كما يجب على الفرق المسرحية أن تسعى بصفة مستمرة لخلق نجوم جدد وإلقاء الضوء إعلاميا على أعضاء فرقها والنزول بعروضها إلى أماكن التجمعات الطبيعية للجمهور انتشرت المهرجانات المسرحية في ربوع الوطن العربي فكيف يمكن أن يحدث تكامل فيما بينها وتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التظاهرات الفنية؟ – يجب بالفعل التنسيق بين المهرجانات المسرحية بكل دولةـ وأيضا بين جميع الدول العربية الشقيقة، وذلك ليس فقط لتنظيم المواعيد وعدم تداخلها ولكن أيضا بهدف عدم تكرار العروض وكذلك عدم تكرار دعوة نفس الضيوف بجميع المهرجانات. وأؤكد أيضا على ضرورة حرص كل مهرجان على تحديد هويته الخاصة والمحافظة عليها، حتى يتم تحقيق الاستفادة القصوى من كل مهرجان ولا تصبح كثرة المهرجانات مجرد تظاهرات إعلامية وضجيج بلا طحن.
*علمنا أنه بعد أيام ستقدم أحدث عروضك المسرحية في بغداد فهل تحدثنا عن هذه التجربة ؟
– اضطررت لظروف قاهرة ومن بينها قيام ثورة يناير 2011 وعدم استقرار الظروف السياسية والحياتية، وأيضا لضرورة التفرغ للانتهاء من المرحلة الأخيرة لموسوعة “المسرح المصري المصورة” أن أبتعد عن مجال عشقي الأول الإخراج المسرحي، خاصة أنني وصلت إلى مرحلة من الخبرة والعمر والخبرة لا تسمح لي بالتنازل عن المستوى الفني الذي وصلت إليه وأشاد به النقاد. والحمد لله أن شباك التذاكر وجميع القاد قد أجمعوا على تميز بعض العروض المهمة التي شرفت بإخراجها وفي مقدمتها/ السلطان يلهو لمحفوظ عبد الرحمن، ويوم من هذا الزمان لسعد الله ونوس، ملك الأمراء لفكري النقاش، خداع البصر لأمير سلامة.
وهذا العام عدت للإخراج المسرحي وبقوة حيث قمت بعرض وتصوير مسرحية “الألوان الطبيعية”، وإخراج حفلي الافتتاح والختام للمهرجان الأفروالأسيوي للسينما والفنون، وأخيرا انتهيت من إخراج العرض رقم ستين في مسيرتي الفنية بعنوان: “شرف الكلمة” (أو لو ترك القطا لنام) لكل من الكاتب الكبير/ عبد الرحمن الشرقاوي، والكاتب العراقي/ عبد الكريم سعدي، وهو العرض الذي أختير والحمد الله لتمثيل “مصر” بمهرجان “بغداد لمسرح التعزية الدولي الثالث” والذي ينظم خلال الفترة من الخميس 19 إلى الأثنين 23 أكتوبر. وجدير بالذكر أنني أعتز جدا بأن نصف عروضي التي قمت بإخراجها كانت بمسارح الدولة والنصف الآخر بجميع تجمعات الهواة بلا استثناء.