المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
دكتور: أبو الحسن سلام ـ مصر
للمسرح دور سياسي غالبا ما يتخذ من فنيات التورية والشخصية القناع تقنية يحملها خطابه الأيديولوجي وسواء برز هذا الدور في النص المسرحي عبر لغة الحوار الصائت أو حملته بنية العرض المسرحي تعبيرا بالحركة والإشارة والإيماءة الملغزة ذات الدلالة الإسقاطية .
وفي اتجاه آخر نري للأيديولوجية دورا مهما وفاعلا بفنيات مراوغة حاملة لخطاب سياسي فيه من المباشرة الملتبسة عبر تقنيات التناص المتألف مع المغزي السياسي أ التناص المتخالف الملتبس التباس الظاهر بالباطن عبر تقنية معني المعني ( لغةٍ قول أو لغة غير كلامية ) تجد من بين الجمهور من هو قادر علي فك شفرتها .
علي أن هذا اللون من المسرح يمنحنا في نهاية الأمر فكرا موشحا بالفرجة المسرحية ، وقد سار المسرح المصري والعربي في مرحلة مابعد الاستعمار شوطا طويلا امتد من الستينيات حتي بعد حرب ٧٣ مرورا بمرحلة ما عرف بالانفتاح – سئ السمعة –
فمال المسرح نحو الخطاب الاسقاطي شبه الانتقادي المباشر عند المسرحيين الحقيقيين من كتاب اليسار
ومن ناحية ثانية فإن رجل المسرح مدعوم دائما بالتفاعل الحياتي مع مجتمعه من ناحية ومع محيطه الأوسع مرتقبا عند المسرحي الأيديولوجي إلي الانخراط في السياسة متفاعلا عن بعد أحيانا وعن قرب أحيانا ،
ذلك ليس مقصورا علي مسرحنا المصري او العربي بل كان فاعلا في مسير المسرح العالمي وقد رأيناه عند الملحنين والتسجيليين ورأيناه في ما عرف بمسرحيات أوتوشرك ، وفي الكتابة المقالية المباشرة خلوا من الدراما ، ولكن تعبيرا عن موقف سياسي بكتابة سياسية مباشرة لصاحبها موقف من العالم
