مقالات ودراسات
د. جبار خماط حسن يكتب: مهمات الاتصال المسرحي وشبكاته
بالرسوم التوضيحية.. من سلسلة من سيبرنطيقا المسرح
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
د. جبارخمط حسن*
- أكاديمي عراقي
إن الممثلين ملزمون -اتصاليا – بأداء مهمات متعددة أثناء فعل الكلام على خشبة المسرح، إذ يتفق علماء الاتصال على تزامن تلك المهمات مع العملية نفسها ، وعلى انها متداخلة غير منفصلة عبر تسلسلها البنائي أثناء مزاولة الاتصال ، لذا يتحتم على الممثلين القائمين بالأداء التمثيلي ، التعرف على مهمات الاتصال ، بغية الوصول إلى أداء اتصالي مقنع ومؤثر يتفاعل معه الجمهور. والتعرف على مهمات الاتصال ، توفر وعيا وتحكما بالعملية الادائية ، والنتائج على حد سواء. ولمعرفة تلك المهمات، لأنها تتوزع على اربع :
1-المهمة الإعلامية للاتصال المسرحي: وتظهر هذه المهمة ، من قابلية الاتصال المسرحي ، على تدفق معلوماته من مستويات الاداء ، داخل العرض المسرحي ، إذ نجد أن العاملين والقائمين بالأدوار ، بحاجة إلى الكثير من المعلومات الواردة من النص والمعالجة الإخراجية ومقترحات الممثلين والتقنيين ، للوصول الى أداء وظيفي متقن داخل العرض المسرحي.
2- المهمة الانضباطبة للاتصال : إن سير الأداء داخل العرض المسرحي ، يأتي من مزاولة الكثير من العمليات الإدارية ورقابة وتنسيق بين الأنشطة المختلفة المكونة العرض المسرحي، من خلال وجود مخطط إخراجي مدروس ، تمثل سير عمل الاتصال بشكل فعال داخل التنظيم المسرحي.
3- المهمة الاقناعية للاتصال : الإقناع هو غابة الإرسال البصري والسمعي والحركي للعرض المسرحي. من خلاله تتحقق قوة التأثير على المتلقي/ الجمهور، أو حسب تعبير أرسطو، خلق الإقناع باي وسيلة من خلال التأثير عن طريق الفكر والعاطفة ” فالرموز المستخدمة كرسالة في العرض المسرحي ، تكون حاصل جمع الفكر والعاطفة معا .
4- المهمة التكاملية للاتصال المسرحي : تنبع أبعاد هذه المهمة التكاملية، من كونه تعبير عن الاداءات المختلفة داخل العرض المسرحي، حيث يتفاعل الممثلون من أجل التكامل الذاتي والاجتماعي، وتساعد المهمة التكاملية للاتصال المسرحي، على سيادة روح الوحدة العضوية بالنسبة للعرض المسرحي ، عن طريق ما يعرف بالأداء الطاقمي أو الفرقي. ان الاتصال المسرحي تقنية داخلية تتمثل في عناصر وقنوات تنقل المعلومات البصرية والسمعية والحركية ، مما يعطي نمطا العلاقات بين أطراف الاتصال الداخلية/ الممثلون، والاتصال الخارجي/ الجمهور ،
وتتباين هذه الاتصالات تبعا لأسلوب المعالجة مفتوحة الحلقة / التجريبي او المغلق الحلقة / المسرح التقليدي، للحصول على نتائج مسرحية ناجحة ، أو مخالفة للتخطيط المسرحي، بسبب انحراف الأداء او سوء الفهم لدى الممثلين والطاقم التقني، أو الاستجابة غير الفاعلة من الطرف الآخر/ الجمهور،
ويمكن إجمال شبكات الاتصال تبعا لنوع المعالجة او الأسلوب الإخراجي – سواء أكان تمثيلا او تقديميا او ما يجمعهما من عرض مسرحي- الى اربع شبكات تكون على النحو الآتي:
1- شبكة اتصال السلسلة وهو ما نجده في العرض الطرازي، إذ نجد اتصال المشاهد المكونة العرض على نحو سلسلة مشهدية متداخلة لكنها غير معقدة ، تشبه مفهوم الحبكة في النص التقليدي. مثال العرض اليوناني ( اوديب ملكا) نجد اوديب يتصل بتريسياس مع وجود طرف ثالث لا يتواجد مباشرة ، إذ نجد في شبكة اتصال الترسيمة، شخصية مركزية تستطيع الاتصال بشخصيتين، لا يلتقيان مباشرة .
2ـ و في العجلة تكون القدرة على الاتصال مع المركز فقط دون الأطراف، مثل مسرحية مثل مسرحيات المونودراما ، إذ نجد الجمهور يتواصل مع شخصية مركزية من دون الاتصال مع شخصيات أخرى تحملها الشخصية المركزية لفظا او حركة.
3ـ اما الاتصال المسرحي الدائري، يمتاز بأنه لامركزي ، فكل شخصية بإمكانها الاتصال مع أكثر من شخصية، كما في مسرحية كنا في نصوص تشيخوف او تينسي وليامز، او ارثر ميلر وغيرهم من كتاب المسرح الحديث. وتتحول بعد شبكة الدائرة الى
4ـ شبكة اتصال العرض المسرحي ذو الترابط التام او المركب ، وهو اتصال نجده في المسرح المعاصر والتجريبي .
اتصال السلسلة
اتصال العجلة
شبكة اتصال الدائري
شبكة الاتصال المركب