سينما وتليفزيون

د. خالد عاشور يكتب: بيني وبينك.. عن النفوس الحائرة.. والمقموعة!


المسرح نيوز ـ القاهرة| سينما وتليفزيون

ـ

د. خالد عاشور| القاهرة

 

 

 

أجمل الهدايا التي تأتيني هي الأفلام المستقلة لجيل الشباب.. جيل ارى انه مختلف عن جيل النحت والأستسهال والفراغ العقلي والفني والمهني.. وعندي أمل في هذا الجيل ان ينتشل السينما المصرية من بركة الوحل التي تعيش فيها الآن.
شاهدت اليوم فيلم “بيني وبينك” للمخرج الشاب عمرو السيوفي وسيناريو أحمد إيهاب عبد الوارث وبطولة فنانة شاطرة واعدة “مارينا فيكتور” رغم صغر سنها الا انها قدمت دور في غاية القوة والأداء الطبيعي الصادق تفتقده كثيرات من عاهات ونجوم الصف الأول من النجمات المصريات التي ربما تصيبهم النجومية بثمنة مفرطة في الحركة وشلل رباعي في التمثيل الحقيقي.. مع نجوم آخرون وقت بينهم الشابة الفنانة في مبارزة حقيقية لمعنى التمثيل الطبيعي وهم “صلاح ماجد” و “عماد غنيم” و”مايكل تاودرس”.
فيلم قصير لا تتعدى مدته 14 دقيقة بدون التترات.. ولكن بمنتهى الأيجاز استطاع بحركة كاميرا ذكية خاطفة وديكور غاية في الأبداع والتعبير عن الحالة الأجتماعية والنفسية لحكاية الفتاة الحالمة التي تدخل الى عالم مواقع التعارف عبر الأنترنت.. عالم من الزيف والأمراض النفسية حال ميع مواقع التواصل التي أما ان يقدم فيها مقدمي المحتوى ملائكية مزيفة.. او ينفجر منها ماسورة من الأمراض النفسية لمجتمعات مقهورة تعاني من الكبت والأزدواجية وامراض الدين.. فيلم بدأ بذكاء و “SoundTrack” من المخرج مستعينا بصوت مصر “شادية” واغنية:
“قالي كلام.. احلى كلام.. وطبطب الهوى علينا وفتح الهوى عينينا.. قالي كلام..احلى كلام “
يقطعه فيما بعد صوت الآذان لمجتمع يرى ان الله مجرد باترون “يلبسه ما يوافق مصلحته وهواه… تليه تداخلات “ساوند تراك “
لجزء من اغنية لوردة:
“واستنيناك.. أستنيناك أنا والليالي.. استنيناك.. بشوق ولهفة .. في صوت خطاك..” لشعب يطالب دائما ان ينتظر كما تنتظر بطلة الفيلم ليفيق دائما على واقع كابوسي.
الفتاة الحالمة تتجول في صفحات التعارف بين مجتمع من الرجال المتحرشين.. لتفاجئ ان والدها نفسه أحد هؤلاء.. رغم ادعاءه الفضيلة والتقوى.. جميع من قابلتهم من الرجال سفلة او جبناء او مرضى بذات امراض المجتمع لأنهم ببساطة شريحة منه.
كادرات جميلة وذكية وديكور واكسسوار واضاءة وزوايا تصوير تخبرنا اننا أمام مخرج مختلف جرئ يمتلك رؤية بعيدة عن امراض مخرجي السبوبة والمناطق الأمنة والتافهة في ما يقدمون.
فيلم جاء كنوع من الطبطبة السينمائية التي اشجع عليها دائما طلابي من طلبة صانعي الأفلام القصيرة.
الفيلم فاز بمسابقة مهرجان اسوان لسينما المراة للافلام القصيرة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock