وجوه مسرحية

د. هشام زين الدين يترجم سيرة المسرحي “أناتولي فاسيلييف” صاحب كلمة اليوم العالمي للمسرح للعام 2016


ترجمها عن الروسية : د. هشام زين الدين

كاتب مسرحي وأكاديمي ـ لبنان

ـ

من هو المسرحي أناتولي فاسيلييف صاحب كلمة اليوم العالمي للمسرح للعام 2016
ترجمها عن الروسية : الدكتور هشام زين الدين – لبنان
أناتولي فاسيلييف ممثل ومخرج مسرحي روسي ولد عام 6/11/1946 في مدينة “تاغيل السفلى” الروسية، في شبابه المبكر كان موسيقياً قام بإحياء العديد من الحفلات والسهرات الموسيقية والغنائية عازفاً على آلة الغيتار، وكان يغني أغاني الفرقة العالمية “البيتلز” (beatles) خلال فترة الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفياتي. بعد إنهاء دراسته المتوسطة التحق بمعهد تقني ثم درس الكيمياء في جامعة روستوف الحكومية وتخرج منها عام 1969، لكنه سرعان ما بدّل اختياره لمهنة المستقبل وقرر مغادرة مدينته إلى موسكو لكي يدرس التمثيل، والتحق بأهم أكاديمية مسرحية في الاتحاد السوفياتي آنذاك هي “أكاديمية موسكو للفنون المسرحية” (GITIS) لكي يدرس فن التمثيل على أيدي أهم فناني المسرح في روسيا وتخرج منها عام 1973.
بعد تخرجه عمل كمخرج في مسرح “ساتيري” المعروف وفي “مسرح الفن” الشهير في موسكو، ثم انتقل عام 1974 للعمل في “مسرح الجيش السوفياتي” العريق، ولمع اسمه كممثل شاب كونه كان يتمتع بحضور قوي تميّز برجوليته الجذابة وبصوته الجميل في الغناء والاداء التمثيلي. وتابع عمله في التمثيل بين المسرح والسينما فعمل في “مسرح ستانسلافسكي” حتى عام 1982 عندما قرر تركه مع مجموعة من الممثلين، وفي العام 1985 تلقى دعوة من المخرج السوفياتي الكبير يوري لوبيموف للعمل كمخرج في مسرح “تاغانغا” الشهير حيث حصل على لقب أفضل مخرج خلال الموسم المسرحي 1985-1986، في العام 1987 يقوم اناتولي فاسيلييف مع مجموعة من رفاقه الممثلين الذين خرجوا معه من مسرح ستانسلافسكي بتأسيس مسرحه الخاص القائم على التجريب والبحث المسرحي والذي سماه “مدرسة فن الدراما”، وفي هذا المسرح انتج أعمالاً مسرحية جال فيها على مسارح العالم في برلين وروما وباريس وبروكسل وبلغراد وبودابست وهلسنكي ولندن وميونخ وغيرها من المدن الاوروبية، كما حصل على وسام ستانسلافسكي عام 1988 عن اعماله المسرحية، وفي العام 1989 حصل على وسام من رتبة فارس في مجال الادب والفن من الحكومة الفرنسية، في العام 1995 تلقى دعوة للعمل في مسرح “موس سوفيات” الشهير في موسكو الذي قدم للمسرح أهم الاعمال المسرحية وعمل فيه أبرز المخرجين والممثلين الروس.
أخرج للمسرح السوفياتي والروسي اكثر من خمسة عشر عملا مسرحياً على خشبات اهم المسارح الروسية، وفي الخارج قام باخراج تسعة اعمال مسرحية بدءًا من العام 1992 وحتى العام 2016، وفي السينما عمل أناتولي فاسيلييف كممثل في أكثر من خمسين فيلماً سينمائياً، كان أهمها دوره في فيلم درامي بعنوان “الفريق” ( L’Equipage) الذي نال عليه أهم الجوائز السينمائية.
بين العامين 2005 و2006 تعرض اناتولي فاسيلييف لتضييق الخناق عليه إدارياً من قبل السلطات الادارية في بلدية موسكو حيث صدر قرار عن رئيس بلدية موسكو يمنع فاسيلييف من إدارة المكان الذي يشغله كمركز لمؤسسته المسرحية “مدرسة الفن الدرامي” وتحويله إلى إدارة أخرى وبذلك تم عزله وحرمانه من متابعة العمل في مشروعه المسرحي فما كان منه إلا أن غادر بلاده ليستقر في باريس بشكل نهائي.
في السنوات الأخيرة اتجه اناتولي فاسيلييف للعمل البحثي والأكاديمي وجال في المدن والجامعات ومراكز الابحاث الاوروبية المتخصصة بالفن المسرحي حيث أقام العديد من المحاضرات وورش العمل البحثية كان أهمها عمله في “معهد غروتوفسكي” في بولونيا، وفي برنامج البحث والتدريب المسرحي للدول الاوروبية في فينيسيا – ايطاليا. وبعد سنوات طويلة من التمثيل والاخراج والبحث والمحاضرات في روسيا وأوروبا يعود المسرحي الكبير في العام 2016 الحالي الى الاخراج في عمل من إنتاج مسرح “الكوميدي فرانسيز” في باريس بعنوان” La Musica Deuxieme” (الموسيقى الثانية).
خلال مسيرته المسرحية والفنية حصد اناتولي فاسيلييف العديد من الجوائز والتقديرات في البلدان الأوروبية كما في بلده، كان أهمها حصوله مع المخرج الروسي الكبير إيغور بوبوف على أرفع وسام روسي يمنح للفنانين والمبدعين في روسيا هو الوسام الوطني الاكبر في الفن والادب.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock