سوسنة المسرح الأردني.. الفنانة “دلال الفياض” : المسرح.. هو آخر مساحات الصدق في الفن الأردني.
المسرح نيوز الأردن | حاورها محمد بدوي
ـ
فنانة مُثقفة….أحبت المسرح وأخلصت له كثيراً…. فنانة جريئة بطرحها وآرائها ……. انها الفنانة دلال الفياض”سوسنة” المسرح الأردني ….. حيث كان لـ”الحياة” لقاء حصري معها حول اهم القضايا التي تعنى بالحركة الفنية الأردنية وتالياً نص اللقاء :
* كيف تصفين مشهد الحركة الفنية الأردنية؟
– هو عبارة عن بناية وُضع فيها حجر الأساس من رواد الحركة الفنية الاردنية الذين لهم كل احترام وفضل في تأسيس الحركة الفنية في البلاد ففي تلك الفترة أي بدايات الحركة الفنية الاردنية كان لدينا فنانون وفنانات مهمين ليس فقط على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى الحركة الفنية في الوطن العربي ومن ثم انتقلنا الى مشهد آخر وهو الجيل الذي جاء بعد ذلك وتحديداً في بداية التسعينات وهي فترة حرب الخليج حيث توقفت الحركة الفنية بسبب ما وصفه البعض وهي “حجة العاجز”بأزمة الخليج ولم يتمكن الجيل الجديد من دخول الحركة الفنية حيث لم يكن هناك اي استيعاب لهذا الجيل الا بفكرة التبعية لجيل الفنانين السابق…. نعم علينا ان لا ننسى الجيل السابق من الفنانين لكن لا ان يكون لدرجة التعظيم وفي النهاية لم يكن هناك اي استيعاب لجيل الفنانين الشاب الا بالتبعية فقط.
في هذا الوقت وفي وظل استمرار نمطية المواضيع التي كانت تُعرض في الحركة الفنية الاردنية كان هناك فترة نهوض حركة فنية في سوريا في فترة التسعينات التي كانت في مرحلة الفضائيات وليس فقط في الدراما السورية بل في مصر وفي لبنان ايضاً ، في الوقت الذي كان فيه استمرار نمطية المواضيع التي تُقدم عبر الدراما الاردنية حتى وصلت الحركة الفنية السورية الى مصاف الدول العربية بل وتفوقت على الدراما المصرية ولم نستطع مع الاسف الشديد ان نواكب السرعة او التطور الذي جرى في الحركة الفنية في سوريا او مصر او لبنان، وأشبه المرحلة حينها بمرحلة سباق ما بين السلحفاة والارنب فلربما أصابنا الغرور واعتقدنا بأننا سنسبق السلحفاة الا ان السلحفاة قد سبقتنا وفازت في السباق. فالدراما السورية لم نرَ بها النمطية في المواضيع ابداً بل كانت تحاكي الواقع بعيداً عن السطحية بل على العكس تماماً كان هناك جرأة في الفكر وحرية الفكرة.
حتى وصلنا الى مرحلة ضرورة حركة الانعاش للدراما المحلية التي كانت عن طريق المسلسلات البدوية ولا شيء آخر ، عموماً كان تواجداً مهماً عبر شاشات الفضائيات العربية من خلال وجود فنانين وفنانات مهمين لكن ليس هذا المطلوب.
* ما هوالمطلوب اذا؟
– ان نكتب عن حياتنا وواقعنا ، كالكتابة عن حياة الناس والعباد في سقف السيل وحي الارمن على سبيل المثال لا الحصر وعلي أن أؤكد هنا ايضاً بأن لدينا احياء شعبية شبيهة بأحياء شعبية في مصر فلماذا لا يكون هناك نصوص او مواضيع تتحدث عن الواقع الذي يعيشه الناس والمواطن العادي. والمطلوب ايضاً نحن هذا الجيل الجديد من الفنانين الشباب ان لا نكون مجرد اكسسوار في الاعمال الفنية … ام ان المطلوب ان يكون هناك فنان كبير مع الاحترام للجميع وان اكون معه حصرياً وغيري مجرد منظر لا اكثر ولا اقل وان نكون نحن جيل الشباب على الهامش.
* أين المشكلة في الدراما الاردنية وكيف تقدم الادوار للفنانين؟
– المشكلة هنا عدم وجود تجارب للأداء في المسلسلات الضخمة (نسبياً) حيث تتم الجلسات في منازل فنانين كبار وبناء على هذه الجلسات يتم فيها توزيع الادوار من خلال اقصاء فلان على حساب فلان واقصاء فلانة على حساب فلانة ونقل دور فلان هام او رئيسي الى دور ثانوي والبحث عن فنانة لا تتقاضى اجرا كبيراً.
والبحث عن فنانة تتقاضى أجراً متواضعاً. واعيد القول مرة اخرى المشكلة هي عدم وجود تجارب للأداء في المسلسلات الضخمة (نسبيا) وانوه هنا الى مسلسل كنت قد شاركت به قام مخرج العمل وبطل العمل بتهميش وإفشال الجميع والمبالغة في تجميل ذاتهم حتى ظهر العمل بأبشع صورة وهذا ما كان ” فالعمل الفني بصفة عامة يكون بالجميع لا بالأنا أي يوجد نحن وليس أنا ” هذا هو الواقع.
* أين نقابة الفنانين الأردنيين من هذا كله؟
– اكتفي فقط بالاجابة بأن نقيب الفنانين الاردنيين وبعد الجائزة التي حصلت عليها من خلال مشاركتي بمهرجان “الدن” المسرحي في سلطنة عمان لم يتكرم نقيب الفنانين الاردنيين بالمباركة لي ، وأتساءل هنا هل يُصنف النقيب الانجاز الفني بانجاز نقابي للنقابة فقط ام ماذا واتمنى الاجابة عليه.
* هل لدينا مسرح؟
– نعم لدينا مسرح جميل مُحترم وهو الشيء الاجمل الذي تبقى للحركة الفنية الاردنية ، وهناك اعمال مسرحية تنافس منافسة واضحة في الوطن العربي ولها حضور كبير ورائع .. المسرح باختصار آخر مساحات الصدق في الفن الأردني.
* كيف تنظرين الى المسرح؟
– اراها انها بقعة طاهرة جميلة بل اطهر بقاع الفن.
* لماذا الفن المسرحي لا يُطعم خبزاً في بلدي؟
– لان هناك من يمتلك رغيف الخبز ويقوم بتوزيع “الفتافيت” على الآخرين.
* لماذا اذاً أنت مًصرة على الاستمرار في العمل على خشبة المسرح؟
– لأن المسرح حياة وروح بالنسبة لي المسرح جميل وراقي وفكر لكن ما استغربه هو ان زملاء فنانين يأتون لحضور عرض مسرحي لزملاء لهم ينتظرون أية اخطاء ولو كانت حتى اخطاء صغيرة فقط لغايات الانتقاد لا اكثر ولا اقل او للشماتة بك ويكون الخطا بسيط للغاية ربما يكون وراءه خلل فني لا يُذكر. او يأتي هذا الزميل او الزميلة لدقائق ثم يذهب لتناول القهوة والسجائر.
* رسالة الى من يهمه الأمر بالنسبة للحركة الثقافية والمسرحية؟
– لم نعد نجد من يهمه الأمر فلم يعد الامر يهمهم.
*سنُقدم امامك عدداً من الاسماء لفنانين معروفين ونريد الاجابة بكلمة واحدة فقط؟
– نقيب الفنانين الاردنيين ساري الاسعد : نقيب الفنانين
– الفنان حسين طبيشات : له متابعة شعبية.
– الفنانة عبير عيسى : لها تاريخ يُحترم.
– الفنانة دلال الفياض : انتظر الاخرين لكي يتحدثوا عنها.
– الفنانة أمل الدباس : هي بنت البلد الجدعة وهي فنانة حقيقية بكل ما تحويه الكلمة من معنى.
– الفنان موسى حجازين : حبيب الشعب.
الفنان زهير النوباني : له كاريزما خاصة.
الفنان نبيل صوالحة : من اعمدة الفن الاردني يمتلك جمال الروح وهو فنان حقيقي.
الفنانة سهير فهد : متجددة انسانيا وهي ممثلة مسرحية مهمة.
الفنان ربيع شهاب و هشام يانس : لقد شكلا حالة مهمة في الحركة الفنية الاردنية.
الفنانة جولييت عواد : هي استاذة وهي معلمتي.
الفنان جميل عواد : القدير.
*كلمة اخيرة للفنانة دلال الفياض؟
– حاولي أن تبقي كما انت وحافظي على مساحات الصدق فما يُميز اي فنان هو الصدق.