“صائب وبوابة العجائب” مسرحية الأطفال.. تأليف: عبد الله جدعان
المسرح نيوز ـ نصوص | مسرح الطفل
ـ
مسرحية الأطفال{ صائب وبوابة العجائب }
تأليف :عبد الله جدعان
الشخصيات :
صائب
الأب
الأمير
الملك
قائد الجند
أرنوب
دبدوب
الساحرة شم شم
المساعد
ملك الجان الأزرق
الأفعى ذات الرؤوس
المشهد الأول المنظر (حديقة قصر الملك )
الأب [ يعمل بجد في الحديقة بينما صائب متذمر ويعمل ببرود ودون مبالاة]
أن العمل بين الزهور يدخل السرور إلى النفس. وما أريده منك هو أن تتعلم متى تسقي الزهور ومتى تعزق تربتها
صائب :إني اشعر بالملل ، كلما مرت لحظة وأنا اعمل كبستاني.
الأب :ما قصدك من وراء ذلك؟
صائب :لقد وصلت حالتي حد اليأس من هذا العمل
الأب :حسبتك محبا للعمل, لأنه وسيلة لإدخال السرور إلى النفس
صائب :لكن يا أبتي أحب أن أكون مقاتلا. فارسا. لا بستاني
الأب [بغضب] تتطلع إلى المجد والثراء والنفوذ من ذلك
صائب :كلا. لان المقاتل يصنع النصر لوطنه ويسحق أي معتد!
الأب :ها قد وصلوا أصدقائك- لدي عمل في الجهة الثانية [يخرج]
أرنوب [يغني] مـا أجمل النهـار
لنقطف الأزهــار
في بلـد الأخيــار
دبدوب [يعني] يا أصحابي يا أحبابي
هيـا نعمل هيا نبنـي
الكل صفق وأنا الشادي
طق.. طق.. طقـطق
صائب [يغني] أهـلا أهـلا يا سـلام
اسمعوا أحلى الكــلام
وطني الأغلى هو ردائي
وطني الأحلى هو دوائي
دبدوب [يغني] أنــا اعشق السـفر
في الســهل والجبل
حتــى أكل العسل
مهـما كان الخـطر
هـم.. هـم.. هـم
صائب [يقوم بقطع بعض الزهور]
أرنوب :ما أجمل تلك اليدان التي قطفت تلك الزهرة.
صائب :لكن. أحق لهما بحمل السيف.
دبدوب :حقا للأيدي شان كبير في التعبير عن المشاعر والرغبات.
أرنوب:مثلا للمصافحة عندما نلتقي بصديق.
دبدوب :فعلا فهي أداة للعمل والرسم والكتابة والزراعة.
صائب :نصفق للتعبير عن الإعجاب والحماس لشيء ما.
أرنوب :فنجد اليد تكيل صفعة [يضرب سنجوب]
دبدوب:[يضرب أرنوب وأرنوب يضرب دبدوب]
صائب :تمهلوا ! هذه عند الغضب. لأننا جميعا كنا نتحدث عن فوائد الأيدي.
أرنوب:[غاضب] لكن دبدوب صفعني دون سبب. لن أسامحه.
دبدوب :بل كنت اضرب مثالا على ذلك.
صائب :حسنا [يعطي وردة لأرنوب] خذ هذه لك.
دبدوب :أنا. أنا. أ أ أ
صائب :بل لك كل الزهور تمهل سأطرح عليك سؤالا وإذا كانت إجابتك صحيحة
سوف أعطيك أجمل زهرة
دبدوب: كلي آذان صاغية.
صائب :من أبطال العروبة والإسلام أسمة يبدأ بحرف الميم.
دبدوب:محمد بن القاسم الثقفي.
صائب :محرر بلاد السند وحقق انجازات عسكرية مهمة.
أرنوب :وهو شاب لم يتجاوز العشرين من عمره دخل مدينة الديبل عاصمة بلاد
السند وأصبح واليا عليها.
{يدخل الأمير سلام مع قائد الجند}
الأمير :ما هذه الفوضى
دبدوب :كنا نمزح ونتسلى.
أرنوب :ونتحاور.
قائد الجند: وتقطفون الأزهار كما يحلو لكم [ثم يأخذ الزهور من الحيوانات بقوة].
صائب :دعهم فانا من قطف هذه الزهور.
الأمير [باستهزاء] تمزح وتتسلى وتترك عملك.
صائب :عفوا لن يتكرر هذا.
الأمير : لن أصغي مرة أخرى.
المشهد الثاني:
المكان: أمام كوخ صائب
صائب[ممسك بالسيف ليتدرب على حركات القتال, ممكن أمامه بعض أغصان
الأشجار ليقطعها دلالة على إتقان المبارزة مع بعض الحركات البهلوانية]
( يدخل دبدوب وأرنوب خلسة دون أن يراهما صائب ثم يدخلان الكوخ وبعد لحظات يخرج أرنوب وقد اعتلى على رقبة دبدوب بعد أن ارتديا ثياب الأب وكأنه رجل يهم لمقاتلة صائب)
أرنوب [شاهر بيده السيف] هل من مبارز.
صائب :من تكون؟
( تحدث مبارزة بين الاثنين، صائب جاد وحازم في حركات السيف إلى أن يسقط أرنوب ودبدوب أرضا )
أرنوب [يضحك ثم يهرب بعيدا] لا شان لي بما حدث
صائب [يترك السيف على الأرض ويحاول أن يساعد دبدوب على النهوض بينما
الجميع يضحكون بشكل متواصل]
أرنوب :أصبحت فارسا لا تهاب!!
دبدوب:وكل معتد سيحسب لك حساب!!آه رجلي. إنها تؤلمني بعض الشيء
أرنوب :يا لك من عنيد.ألم أحذرك من هذا [ثم يقلد صوت دبدوب:دعني أقوم
بذلك ] حينما شاهدت صائب يصول ويجول ولم استطع أن امنع نفسي
من مبارزته .
دبدوب :فعلت هذا كي نتسلى قليلاً
صائب :بل أنا سعيد بلقائكم أيها الأصدقاء، ماذا كنتما تفعلان ؟
أرنوب :كنا نتحاور في أسئلة وأجوبة حتى يحصل كل واحد منا على قلادة من
الزهور
صائب :بالأمس حصل كل واحد منكم على زهرة واليوم تطمعون بقلادة.
دبدوب :سألني أرنوب. أيهما الأسرع من الطيور والحيوانات؟ فكان جوابي أسرع
الطيور (النهاب) وأسرع الحيوانات (الفهد).
صائب :جواب صحيح.
دبدوب [قفزات على البقعة من الفرح]
أرنوب :أما أنا سألني دبدوب: ما الفرق بين عرش والعريش؟
صائب :وما كان جوابك؟
سنجوب:العرش سرير الملك أما العريش هو البيت الذي نستظل به.
صائب :أحسنت جوابا يا أبا السناجب
أرنوب [حركة جانبية تعبير عن الفرح في الإجابة]
أرنوب [يتحدث ببطء وينظر إلى دبدوب وسنجوب]أما أنا سوف أسألك سؤالينً
صائب :وما هما يا أبا الجزر.
أرنوب :السؤال الأول, ما هو النهر الذي لا يحتوي على قطرة ماء؟
صائب [بعد تفكير قصير] حقا! أين يقع هذا النهر! لعل في جزيرة الأحلام .
أرنوب [وقد انتصب كهيأة قائد للجند] كلا.
صائب [ممكن الاستعانة بالأطفال المتفرجين على المسرحية]
عرفت انه النهر على الخارطة.
أرنوب [يصفق] أحسنت جوابا.
صائب :وما السؤال الثاني؟
أرنوب :ما هو الشيء الذي يجري دون أن يتعب أبدا .
صائب [يلتفت إلى دبدوب ويسأله بهمس] هل تعرف الإجابة
دبدوب [بصوت منخفض] أنا أقول الأسد .
صائب :أما أنا.. أنا[بعد تفكير] أقول الزمن.
أرنوب :كلا بل الجواب الصحيح هو النهر
صائب :وجوابك فيه العبر
المشهد الثالث:
المكان: مملكة الساحرة شم شم
[ينبعث دخان ملون للدلالة على أجواء مخيفة كما ويغلب عليها طابع الظلام ، هياكل عظمية توزعت في اليمين واليسار، جماجم وعظام تتدلى من الأعلى في الوسط، عين كبيرة معلقه في الخلف ، وفي مقدمة المسرح كرة زجاجية]
الساحرة (تغني): أنا .. أنا
ههـا.. ههـا.. ههـه
أن الساحرة شـم شـم
أشـــع كالنــجوم
بالشـــر أدوم. أدوم
ممـلكتي فيها أســرار
في الأرض وعمق البحار
لكن سمــائي من نـار
سـتحرق كـل الأزهار
ههـا.. ههـا.. ههـه
الساحرة [تجلس وأمامها الكرة الزجاجية ثم تنظر إليها مع ضحكات متقطعة]
آه . انه صيد ثمين. أصبح شابا ولي العهد. يا للخبر السار.
(تضحك مرة أخرى وهي ترفع يديها للأعلى وتتصاعد الأبخرة مع الموسيقى]
المساعد :خبر سار [بفضول] لا ادري ماذا يدور في راسك.
الساحرة :آن الأوان ليكون لي سلطان مطلق عندما احصل على الحزام.
المساعد [بكل برود] قوتك السحرية تفوق الخيال. ما حاجتك للحزام.
الساحرة :منذ الآن لا أريد أن اسمع حكاياتك البلهاء. يا غبي!
إذا حصلت على الحزام الأزرق من بوابة العجائب. تزداد قوتي.
المساعد [ضحكة خفيفة] هل لي أن اسأل كيف تنوين التصرف.
الساحرة [بغضب] أوه كف عن الهراء. هذا ما ستعرفه فيما بعد.
المساعد :عفوا مولاتي. أنا المساعد وأمين أسرارك.
الساحرة :حسنا. أيها الماكر. إنني ابحث عن شخص يجلب لي الحزام.
المساعد :لا بد أن يكون فارسا همام.
الساحرة :لهذا أفكر في شخص ذو مقام.
المساعد :الملك همام.
الساحرة :ليكن ابنه سلام.
المشهد الرابع:
المكان: حديقة الملك
[دبدوب وأرنوب يعملان على تنظيف الحديقة وجمع الأوراق التي سقطت من
من الأشجار على الأرض]
أرنوب :ما أجمل الشجر والزهور لأنها تطفئ حرارة الأرض وتلطف الجو.
دبدوب :إنني متعب. أريد أن ارتاح قليلا.
أرنوب :انك تبحث لنفسك عن عذر حتى لا تعمل.
دبدوب :لا أحدا التمس منه النصيحة.
أرنوب [يحمل مجموعة من الأغصان]
دبدوب :حسنا [ يختفي خلف جذع الشجرة ويحاول إعثار أرنوب ثم تحدث مشاجرة بينهما]
صائب [يدخل] ما هذا الصراخ. كفاكما مشاجرات.
أرنوب :دبدوب أسقطني أرضا0
دبدوب :بل كنت امزح معه.
صائب :لكن يا أصدقاء. عند العمل علينا أن نترك المزاح. نسيتم ما اتفقنا عليه.
أرنوب :أن نعمل جميعا كيد واحدة.
دبدوب :لان العم أبا صائب متعب اليوم.
أرنوب :هذا ما يسمى العمل الجماعي.
[الجميع منشغلون بالعمل في الحديقة بينما صائب يقوم ببعض الحركات
البهلوانية أثناء المبارزة ]
[الأمير يدخل مع قائد الجند فجأة]
الحيوانات [تحية جماعية بحركة واحدة] مرحبا بالأمير.
الأمير :أنت ابن البستاني؟
صائب :عفوا مولاي. كنت منشغلا بالعمل
الأمير :تختلق الأعذار [باستهزاء] تريد أن تصبح فارسا
صائب [بتحدي] فارسا وأرحب بمنازلتي
الأمير [بعصبية بالغة مع قائد الجند] أعطني سيفك.
[ تبدأ المبارزة بين الأمير وصائب والحيوانات تشجع صائب بينما قائد الجند يوبخهم إلى أن يسقط الأمير على الأرض والحيوانات تضحك]
قائد الجند [يوبخ الحيوانات] بل اعتذروا وشجعوا الأمير.
الحيوانات [بحركة جماعية] مرحى للأمير.
الأمير :كفى لا أريد رؤيتكم في الحديقة بعد الآن. هيا.
قائد الجند:نعم هيا.
صائب :عفوا مولاي, أصدقائي ويساعدونني في تنظيم وترتيب الحديقة .
الأمير :كفى هراء, أنت وأباك من يهتم بالحديقة فقط.
قائد الجند:مولاي.أطمئن سينفذ ما تطلبه, هيا لا تشغل بالك [يخرجان].
صائب :أحسست اليوم بعمق الكراهية التي يحملها الأمير تجاهي.
أرنوب :بل غرور يصل حد الكراهية لأنك أصبحت مبارزا.
دبدوب :علينا أن نرحل إلى مكان بعيد خوفا عليك من غضب الأمير مرة ثانية.
أرنوب:نعم. كانت صداقتنا كجدار صلب.
دبدوب :لنبقى سويا لكن ما السبيل.
صائب :بالحب والعمل الطويل.
المشهد الخامس:
المكان: مملكة الساحرة شم شم
الساحرة [تحدق في النظر على الكرة السحرية وقهقهات عالية متقطعة]
آن الأوان – أحس كأن الحزام في يدي
المساعد :أحقا ما تقولين! لا أرى شيئا في يدك
الساحرة [توبخه] أيها الأبله. ما سأطلبه منك هو مفتاح الوصول إلى الحزام
المساعد :أنا طوع أمرك
الساحرة :حسنا [تنظر إلى الكرة ] الأمير سلام, ابن الملك نختطفه
ونحتجزه في مملكتي هنا! ومن يتقدم لإنقاذه سأشترط حياته مقابل الحزام لأزرق.
المساعد [بخوف] و. و.. ولكن كيف استطيع اختطاف الأمير وقد أحاطه الجند
والحرس من كل مكان؟
الساحرة :كفى. كفى. لا أريد سماع المزيد من هذه الثرثرة [تعطيه منديل] خذ هذا
المنديل.
المساعد :لي… سأرتديه.
الساحرة :يا غبي! تنتحل صفة احد الجند وبمجرد أن تضع هذا المنديل على جسد
الأمير وتقول بصوت عال (أمبا شم شم) سيختفي في الحال ويحل ضيفا عندنا.
المساعد :الآن فهمت ما انوي صنعه.
المساعد :يا لها من فكرة بارعة.
الساحرة :بل ناجحة ومدبره.
المشهد السادس:
المكان: حديقة الملك
أرنوب [يفتش في الأرض عن شيء ما وما أن يشاهد دخول الأمير وخادمه
يختفي خلف جذع شجرة]
الأمير [مع قائد الجند] لنجلس تحت ظل هذه الشجرة.
قائد الجند:حقا يا سيدي.. نستظل بفيها من حرارة الشمس.
الأمير : ربما نصطاد طيرا أو أرنبا [يجلس على الأرض]
أرنوب [خائفا يرتجف دون أن يراه احدهما]
قائد الجند:لو نذهب إلى وادي الرمان ونصطاد الغزلان.
الأمير :فكرة طيبة كالريحان.
[ مساعد الساحرة يتقدم منهما وقد تنكر بزي جندي من القصر]
الأمير [ينهض].
الجندي [يعترض طريقهما] مولاي أخاف عليك من حرارة الشمس خذ هذا المنديل
[يضع المنديل على جسد الأمير ليختفيان]
قائد الجند[حائرا مرتبكا] مولاي!.. أين أنت؟ أين اختفيت؟
أرنوب [تظهر من خلف جذع الشجرة] حقا لقد اختفى الأمير.
قائد الجند:نعم. وهذا أمر خطير لأخبر الملك [يركض مسرعا خارج المسرح].
-إظلام-
المشهد السابع:
المكان: غرفة الملك
الملك [منزعجا يتحدث مع نفسه، يصغي إليه بارتباك قائد الجند]
أيعقل ما اسمع. بالسحر اختطف الأمير.
قائد الجند:عفوك مولاي. هذا ما شاهدته بأم عيني فهي ساحرة شريرة لديها من
الأشياء ما يفوق الخيال
الملك :أرسل جيشا جرارا إلى قلعة الساحرة شم شم وليكن ما يكن.
قائد الجند [برجاء] مهلا.. مهلا سيدي. لا تتعجل في القرار.
الملك :هل أنت خائف.
قائد الجند:كلا. لان الساحرة ستلتهم جنودنا بسحرها وبصراحة أنا أخاف
عليك وعلى عرشك.
الملك [يجلس منهارا على عرشه] إذا خسرت ابني ماذا سيفيدني العرش.
قائد الجند:بالحكمة والعقل. ربما سنجد الحل.
الملك :ابني في قلعة الساحرة شم شم وأنت تقول لي سنجد حلا.
قائد الجند:ما أريد أن أقوله يا مولاي هو أن نرسل شخصا أو اثنين وحتى ثلاث
لإنقاذ الأمير سلام
الملك:هذا ما تراه حلا.
قائد الجند:اجل لان الواحد أو الثلاثة أهون من مئة أو مئات من الجند لأننا
لا نعرف ما تنوي هذه الساحرة الملعونة من وراء اختطاف الأمير
الملك [بعد تفكير قصير] حسنا لينادي المنادي و يعلن للناس كافة أن من
يستطيع إنقاذ الأمير سلام له ما يشاء من الأكياس المملوءة بالذهب
والمال.
قائد الجند:حالا يا مولاي [يقدم التحية].
المشهد الثامن:
المكان: أمام كوخ صائب
الأب :النار تتأجج في قلبي منذ سماع الخبر.
صائب :لو تعلم يا أبي كم كان الأمير يحمل كراهية تجاهي.
الأب :يا بني أنت واهم. نحن فلاحين بسطاء وهو الأمير.
صائب :فلاح بسيط ولكنني أجيد فنون المبارزة والأمير يجهلها.
أرنوب [يدخل ويقدم التحية] سمعتم الأخبار.
صائب :ما هي؟
أرنوب :الملك يعلن عن مكافأة لمن يجلب الأمير.
صائب :أبي هل سمعت ما قاله أرنوب.
الأب :ماذا يجول في عقلك يا بني.نحن نعيش حياتنا البسيطة الهادئة وفجأة
تريد أن تحولها إلى سوء طالع أو نحس .
صائب :أبي الوقت يمر بسرعة ونحن عاجزون عن صنع شيء.
الأب :قبل قليل تشكو من سوء معاملة الأمير لك. والآن ترغب بالبحث عنه.
صائب :بل أريد أن أبين له ولكل الآخرين بان مهما كان الإنسان مقامه!
بالتواضع يكسب محبة الآخرين لا بالغرور.
دبدوب [يدخل يقدم التحية] هل سمعتم أن الأمير في مملكة الساحرة شم شم.
لكن من يستطيع الاقتراب من سور مملكتها.
أرنوب :كما يقال أن كل من دخل مملكتها لم يخرج سالما.
الأب :سمعت بإذنك يا بني كل هذا الكلام فهناك المجهول المحفوف بالمخاطر.
صائب :ليست الشجاعة أن يخلو القلب من الخوف إنما السيطرة على الخوف.
أرنوب+ دبدوب+ :لا تخف نحن معك.
أرنوب :كن ذو قلب شجاع يا صائب.
الأب :ما دمت عازما على ذلك لنذهب للعراف.
صائب :إذن ليكن دليلي هو الشيخ مناف.
المشهد الثاني:
المكان: غرفة العراف
[يدخل الأب مع صائب بينما العراف يقرا في كتاب ويقدمان له التحية]
العراف [يرد التحية] ماذا جاء بكما؟
الأب :جئنا نطلب المساعدة لأنك عارف في أبعاد الأشياء.
العراف:ما الذي ينبغي مني أنا افعله لكما بالضبط؟
صائب :أن ترشد أبني إلى كيفية الدخول إلى مملكة الساحرة شم شم.
العراف:نعم. نعم. وما هي غايته من الدخول؟
الأب :عفوك أيها الشيخ الجليل مناف الم تسمع ما حل بالأمير سلام.
العراف:تقول الشائعات انه اختفى.
صائب :صحيح ما تقوله لكن سبب اختفائه كان بفعل الساحرة شم شم.
العراف:وما أدراكم بان الساحرة شم شم وراء اختفائه؟
صائب :لان صديقي أرنوب شاهد بعينه حادث الاختطاف بواسطة منديل الإخفاء
السحري.
العراف [يهز رأسه قليلا وبعد لحظات تفكير] أمر سهل للغاية!
صائب : وما الذي ينبغي أن افعله؟
العراف:أن تكون مستعدا لكل الاحتمالات وان تتذرع بالصبر والقوة.
صائب :أنا ذاهب إلى مملكة الساحرة الشريرة ولا بد لي أن أحسن استخدام ذهني
للحواس الخمس (السمع والبصر والشم والذوق واللمس)وأتحسب لأي طارئ
العراف:أحسنت فعلا. ولا تنس أن تستخدم فن المبارزة بالسيف.
الأب [بفرح وسرور] بل يمتلك المهارات والفنون في استخدام السيف.
العراف [بفرح يربت على كتف صائب]أن أفضل طريقة للتغلب على الصعاب اقتحامها. اسمعني جيدا! عند اختلاط الظلام تقف أمام المغارة بمحاذاة الجبل الملتوي عند الصخرتان. لكن حذار أن يغلبك النعاس وتقول: اططموش. ططمش: دعني أرى الباب –افتح- افتح يا ططموش. ستسمع أصواتا مخيفة هادرة بعدها يسود هدوء عميق ثم يعلو عويل طويل وصياح عندها ترفع سيفك للأعلى بيدك اليمنى ولا تلتفت أبدا وأغمض عينيك للحظات حتى يفتح الباب لتجد نفسك في مملكة الساحرة شم شم
الأب :نقدم لك الشكر الجزيل.
صائب :هذا يكفي لمعرفة الأمر.
المشهد العاشر:
المكان: أمام المغارة
[أرنوب ودبدوب ينتظران قدوم صائب, ممكن سماع نقيق الضفادع]
دبدوب [بخوف] الظلام حالك وأخشى أن يكون قد غير وجهته.
أرنوب :إن كنت خائفا فالطريق أمامك وليس بالبعيد.
صائب [يدخل وكأنه تأهب للحرب يحمل سيفه] ما الذي جاء بكما في هذا الوقت.
أرنوب :نخشى عليك من الساحرة شم شم.
صائب :سأفعل كلما بوسعي من اجل استعادة الأمير سلام
دبدوب:حينئذ سنكون سعداء
أرنوب :ربما تكلف نفسك مشقة لا فائدة من ورائها.
دبدوب [يوبخ أرنوب ] لا عليك.
صائب :كم أنا فخور بكم.
أرنوب :نحن على استعداد أن نفعل لك ما تريد.
دبدوب : لكن احذر كل الحذر.
أرنوب : ربما سيكون الأمر سهلا.
صائب : أنا قد عقدت العزم على أداء واجبي. إلى اللقاء ياأعز الأصدقاء.
[صائب يسير بضع خطوات باتجاه المغارة وخلفه الحيوانات بخطوات بطيئة ويبدو عليهم الخوف واحدهم يريد أن يدفع زميله الأخر خلف صائب إلى أن يستقر صائب أمام المغارة وعلى مقربة من الصخرتان يرفع سيفه للأعلى ويقول]
اططموش. ططمش: دعني أرى الباب –افتح- افتح
[ يتصاعد الدخان والأصوات غير المفهومة مع لمعات برق أرنوب يهرب بعيدا ألا أن دبدوب من شدة خوفه يتمسك بصائب ومن شدة الصوت يسقط على الأرض]
المشهد العاشر:
المكان: مملكة الساحرة
صائب [ساقط على الأرض]
الساحرة [ضحكة قوية] أهلا بالفارس ضيفنا.
صائب [يستجمع قواه ثم ينهض] ما جئت ضيفا بل منقذا للأمير
الأمير [من مكان مرتفع] صائب! ما الذي جاء بك؟
صائب :هل أنت بخير أيها الأمير.
الأمير :أنا بخير فلا داعي للقلق
الساحرة :لهذه الدرجة أنت واثق من نفسك؟ أصغ لما أقول.
صائب :أنا على استعداد لأفعل كل ما تطلبينه مني ! لكن شرط أن تفكي قيد الأمير
سلام.
الساحرة:ما اطلبه منك ؟
صائب [بلهفة] نعم. قولي؟ هذا ما أردت أن اعرفه.
الساحرة :أن تجلب لي حزام الجان الأزرق من بوابة العجائب.
صائب : حسنا لن يطول الأمر حتى احصل عليه.
الساحرة [ضحكة قوية مع المساعد] أحكم قيد الأمير جيدا.
صائب [بغضب شديد] ما سبب هذه الرغبة.
الساحرة :حتى تكون مستعدا لكل الاحتمالات وتجلب لي الحزام.
الأمير :احذر من مراوغتها واحترس جيدا.
صائب :وداعا أيها الأمير سلام.
الساحرة :سأنتظر عودتك وبيدك الحزام.
صائب :سأعود بعد أيام.
المشهد الحادي عشر:
المكان: باب العجائب
[ إنارة متذبذبة ومؤثرات صوتيه لخلق جو الرعب والخوف ويطغى صوت رنين خاص لهذا المشهد. أما الديكور عبارة عن باب يتوسط واجهة المسرح و ملك الجان الأزرق يجلس على كرسي غريب يسار الباب ذو عين واحدة ]
ملك الجان [يتثاءب كأنه استفاق من نوم عميق وصوته صدى] من القادم؟
صائب [يشير صوته للأعلى باتجاه الصوت] أنا صائب.
ملك الجان [يضحك] من يكون صائب حتى يجرؤ على دخول مملكتي.
[بغضب] اغرب عن وجهي. ماذا تريد؟
صائب :لقد جئت لأحصل على الحزام الذي ترتديه.
ملك الجان :لا أطيق هذا الهذيان.
صائب :بل أنا مصمم على اخذ الحزام.
ملك الجان [بعصبية شديدة] ماذا دهاك؟ أتظن هذا باستطاعتك! حزامي
يعني قوتي السحرية الخارقة.سوف أضع حداً لوقاحتك
[ ينادي ] أيتها الأفعى ذات الرؤوس الثلاثة
الأفعى [تظهر من خلال الباب وتتقدم باتجاه صائب ثم يبارزها بالسيف بحركات
بهلوانية إلى أن يصيح بصوت عال]
صائب :آ. آ. [يضرب الأفعى ثم يسقط إلى أن تختفي خلف الباب]
ملك الجان [يضحك] لكنك تحاول بلا جدوى.
صائب :بل اعني كل ما أقول.
ملك الجان :نجوت من الأفعى ذات الرؤوس الثلاث
صائب [بصوت مرتفع] سأغلق تلك العين اللعينة إلى الأبد.
ملك الجان :أنت لا تثير في قلبي سوى الشفقة.
صائب :بل أنا يشفق عليك.
ملك الجان :تمهل ففي العجلة الندامة.
صائب [يضحك] بل أنت من سيندم.
ملك الجان :سنرى من هو الذي يضحك أخيرا.
صائب :هذا ما سنعرفه.
ملك الجان :لقد أخطأت الطريق.
صائب :جميل أن يموت الإنسان لأجل هدف.
ملك الجان :ما أعجب قولك [يرتفع مستوى الرنين على أثره يسقط صائب].
صائب :أنا في شوق إليك.
ملك الجان :كفى وهيا انهض أيها الجبان.
صائب [يستجمع قواه وينهض] عند الطعان يبين الفارس من الجبان [تبدأ المبارزة بينهما إلى أن صائب يضربه ضربة قاضية على أثرها يسقط على الأرض
ثم يأخذ الحزام ويضعه على بطنه]. حمدا لله, لقد انتصرت. أنا قادم
لأسحق الساحرة
المشهد الثاني عشر
المكان : مملكة الساحرة شم شم
الساحرة [تجلس وأماها الكرة السحرية بينما الأمير سلام قد تحنط بدون أي حركة وكأنه تمثال تضحك] أخيرا انطفأت وانكسرت قوة ملك الجان الأزرق.
المساعد :حقا. قضي على ملك الجان.
الساحرة :صائب يرتدي الحزام وهو في الباب. هيا افتح له الباب.
المساعد [يتحرك باتجاه الباب ثم يدخل صائب]
الساحرة :كيف كانت رحلتك؟
صائب :كانت رحلة شاقة ورغم العثرات التي لم توقفني عن هدفي ففيها الكثير من
من العجائب [يتحرك باتجاه الأمير لكنه بدون حركة] ماذا فعلت بالأمير أنه
لا يسمع ولا يتحرك
الساحرة [بإشارة من يدها باتجاه الأمير ليتحرك قليلا وكأنه استفاق من نوم عميق]
الأمير [يندهش حينما يشاهد صائب] احترس لقد جعلتني كقطعة جماد بلا حركة.
صائب :الآن توضحت الأمور. ولن تخدعني مرة أخرى.
الأمير :علينا أن نجد وسيلة للخروج معا.
صائب :لا تخف ما زال الحزام في جسدي.
الساحرة :هل نقضت عهدك؟
صائب :كلا. بل أحس أن مكيدة تكبر وتكبر.
الساحرة :هيا أعطني الحزام.
صائب :كل الغباء أن أعطيتك الحزام قبل أن يخرج الأمير من الباب.
الساحرة [بغضب] إن نفسي تغلي بالغضب تجاهك هيا أخلع الحزام.
صائب :لكن عندما تمضين بالشر هو الهلاك بعينه
[يخلع الحزام ويضربها به ثم يشهر سيفه ليغرزه بالساحرة ثم تسقط
على الأرض ثم يتصاعد الدخان مع المؤثرات]
الساحرة مع المساعد [صياح ثم بكاء ثم يتلاشى صوتهما]
صائب [يفك قيد الأمير] هيا لنغادر المكان بسرعة قبل أن نذوب في سحرها.
الأمير : لك كل الفضل في القضاء عليها
المشهد الأخير:
المكان: طريق زراعي
دبدوب:آه.. لو استطعت الذهاب مع صائب
أرنوب [باستهزاء] ماذا تفعل؟ هل تقاتل الساحرة؟
دبدوب:كلا. بل لأكون قصاص.
أرنوب :وما هو القصاص.
دبدوب:الذي كان يرافق الجيش أثناء الحروب ويقص على المقاتلين في ساحات
المعارك.
أرنوب :وهل صائب ذهب للقتال؟
دبدوب:نعم للقضاء على الساحرة ومن معها.
الأب :[يدخل بخطوات ثقيلة يبدو عليه الهم والحزن]
دبدوب :هل من أخبار؟
الأب :كلا.
أرنوب :لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي هكذا.
الأب :كل ما استطيع أن أقوله لكما . لينفذه الله من الشدائد. فلولا الصعاب لما
عرف الإنسان قيمة الحياة
دبدوب [ينظر خارج المسرح] على ما يبدو أن الملك وقائد الجند قادمون إلينا.
الأب [يهرع راكضا ليقدم تحية للملك] أهلا بقدومك سيدي.
أرنوب [يركض إلى خارج المسرح]
الملك :ننتظر ربما سيعود صائب. لكنها معجزة!!
الأب :سيعود منتصرا إن شاء الله.
ارنوب [يدخل فرحا] البشرى.. البشرى..لقد عاد صائب بصحبة الأمير سلام
الأب [بفرح غامر] حقا؟
الملك [غير مصدقا] حمدا لله على سلامتها
[أرنوب ودبدوب يخرجان من المسرح ثم يعودان بصحبة صائب وسلام]
الملك [يعانق سلام ثم صائب]
الأب [يعانق صائب ودبدوب وأرنوب بفرح غامر ]
دبدوب :حدثنا عن رحلتك؟
صائب :لحظات صعبة ومخيفه مرت علينا ما بين مملكة الساحرة شم شم وملك
الجان الأزرق وقمت أواصل الليل بالنهار حتى احصل على الحزام الأزرق
لأنقذ الأمير سلام.
أرنوب :هذا فعل رائع إن سوف تنالك الألسن بالثناء والشكر.
دبدوب :أخيرا عدت لنا سالما ومنتصرا.
صائب :إنهما وقعا ببساطة في شر أعمالهما.
الأمير :إن ما قام به صائب من اجلي كان عملا رائعا وبطوليا.
أرنوب :انتهى الشر وعلينا أن نفعل الخير ليسود الحب.
دبدوب [مع صائب] رأسك بالتأكيد ملئ بالحكايات عن باب العجائب.
أرنوب [مع صائب] حقا حدثنا عن مغامراتك.
صائب : ليس الآن. بل أثناء عملنا في الحديقة سأروي لكم تلك الأيام العصيبة.
الملك [يقترب من صائب] مثل ما أمرت. لكن قبل ذلك سأعطيك ما تريد من
الذهب والمال أيها البطل الشجاع بفضل حكمتك وشجاعتك عاد الأمير
سالماً.
أغنية الختام : الأب : عاد صائب المنصور
يحمل بسمات من نــور
وغردت لـه الطيـــور
أرنوب : يغمرنا فرح كبير
أنت البسمة والعبير
وقلبي لك يطير
دبدوب : أنت الغالي يـا منصور
نقطف لــك الـزهـور
ونكتب نصرك عالسطور
صائب : شكرا. شكرا. يـا أحباب
لنـكن دومــا أصحاب
ضـد الشر كان الحساب
-تسدل الستارة-