صدر مؤخرا.. التراث في المسرح الشعرى للكاتب والسيناريست محمد السيد عيد.. عن الأعلى للثقافة
المسرح نيوز ـ القاهرة| إصدارات
ـ
كتبت: نور مطاوع
صدر مؤخرا .. كتاب التراث في المسرح الشعرى للكاتب والسيناريست المصري محمد السيد عيد عن إصدارات المجلس الأعلى للثقافة.
ويضم الكتاب بين دفتيه ثلاثة كتب صدر كل منها من قبل منفرداً، وهذه الكتب هي:
- التراث في مسرح صلاح عبد الصبور
- التراث في مسرح نجيب سرور الشعرى
- التراث في مسرح عبد الرحمن الشرقاوى
وقد رأي محمد السيد عيد أن يضم الكتب الثلاثة معاً، علي أساس أنها تهتم بالتراث في المسرح الشعرى، ليتيحها لراغبي الاطلاع، وللباحثين بعد أن نفدت من الأسواق.
يقول الكاتب في مقدمته للكتاب الأول: إرتبط المسرح في العالم كله، منذ أقدم العصور، إرتباطاً وثيقاً بالتراث، ففي مصر القديمة كانت أسطورة إيزيس وأزيريس هي المحور الذي دارت حوله المسرحيات الدينية الفرعونية(١)، وفى اليونان كان التراث الأسطوري هو الأساس الذي استلهم منه كتاب التراجيديا العظام معظم أعمالهم، أما الكتاب الرومان فلم يكونوا سوى تابعين لأسلافهم من الكتاب اليونانيين.
وكان التراث الديني المسيحي، في عصر النهضة، هو المنهل الذي نهل منه المسرح الأوروبي، أما في عصر الإحياء فقد حاول كتاب المسرح أن يستفيدوا إلى أقصى الحدود من التراث اليوناني.
ويعتبر شيكسبير، عملاق المسرح العالمي، أبرز مثل على الارتباط بالتراث، خاصة التراث التاريخي، حتى إن مسرحه يقسم عادة إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الكوميديا، التراجيديا، والمسرحيات التاريخية.
وفي العصر الحديث لا يكاد كاتب مسرحي كبير يتخلى عن التراث في مسرحه، فبرنارد شو يأخذ بجماليون من الأساطير اليونانية، والقديسة جون من التاريخ الفرنسي. وأونيل يعالج إليكترا بصورة عصرية في مسرحيته “الحداد يليق باليكترا”، وجيرودو أيضاً يكتب عن اليكترا وعن حرب طروادة. وكوكتو يكتب عن أوديب، وبريخت يأخذ أكثر من مسرحية من التراث الشرقي. ولا تزال المسيرة مستمرة، والكتاب لا يتوقفون عن الأخذ. والتراث لا يكف عن العطاء.
وارتبط المسرح العربي منذ بداياته بالتراث، ففي المسرح الشعرى تتعانق أعمال شوقي مع التراث الفرعوني (كليوباترا، قمبيز) والتراث العربي الإسلامي (عنترة، مجنون ليلى، على بك الكبير)، وكذا عزيز أباظة (في العباسة، قيس ولبني، الناصر، شجرة الدر، غروب الأندلس، قيصر، وغيرها)، والشرقاوى في (الفتى مهران، النسر الاحمر، الحسين ثائراً وشهيداً) ونجيب سرور في (ياسين وبهية) التي استلهم فيها التراث الشعبي الى أبعد الحدود.
وفي المسرح النثري أيضا تستطيع أن تجد معالجات للأساطير، والأحداث التاريخية، والشخصيات التراثية. وحسبنا أن نلقي نظرة سريعة على أسماء مسرحيات مثل: براكسا، أوديب، كليوباترا، الفلاح الفصيح، إيزيس وأوزوريس، شهرزاد، الحجاج، الحاكم بأمر الله. وغيرهم، وغيرهم لنتأكد من العلاقة الوثيقة بين مسرحنا النثرى والتراث.
وتختلف الصور التراثية، من كاتب لكاتب، ومن مسرحية لأخرى. فقد يكون التراث عبارة عن: واقعة تاريخية، أو أسطورة من الأساطير، أو حكاية شعبية، أو مثل شائع، أو مقتطف من كتاب مقدس، أو عمل أدبي شهير، أو غير ذلك..
ويضع محمد السيد عيد تصوراً للعلاقة بين المسرح والتراث في كتابه التراث في مسرح عبد الرحمن الشرقاوى، الذى طبع من قبل ثلاث طبعات.
إنه كتاب مهم لكل من يرغب في معرفة كيف استفاد شعراؤنا بالتراث في أعمالهم المسرحية.