ضمن منشوراتها.. الهيئة العربية للمسرح.. وأربعة إصدارات جديدة في المسرح لإثراء المكتبة العربية
المسرح نيوز ـ الشارقة| إعلام الهيئة العربية للمسرح
ـ
فن المخرج لزخافا، المسرح الشعبي لحيدرمنعثر، العناصر الدرامية لراجي عبد الله، و المنظومة الضوئية لعلي السوداني
أربعة كتب جديدة صدرت ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح، لتشكل إضافة جديدة للمنشورات الأكثر تميزاً في مجال المسرح في الوطن العربي، و هذه الكتب هي :
الإصدار الأول:
فن المخرج. تأليف بوريس زاخافا. ترجمة توفيق المؤذن. تقديم د. عبد الله حبة.
أهم ما يميز هذا الكتاب المترجم للمرة الأولى إلى اللغة العربية، هي أن المترجم و المقدم يعرفان زاخافا جيداً، و قد عاصراه و تلقى د. عبد الله حبة دورة لدى زاخافا،
يعتبر د. بوريس زخافا ( 1896- 1976) أحد أبرز المربين المسرحيين في روسيا ، بالإضافة إلى كونه ممثلاً ومخرجاً بارعاً. وقد جمع في كتابيه “فن الممثل ” و”فن المخرج” حصيلة تجربته الغنية في العمل في الاستديو الثالث التابع لمسرح موسكو الفني ومن ثم في مسرح فاختانغوف ومعهد بوشكين المسرحي بموسكو . ويعتمد هذان الكتاب كمرجع تعليمي نظري – تطبيقي في المعاهد الفنية بروسيا وخارجها.
كما عمل زاخافا في فترة 1923-1925 ممثلاً في مسرح ميرهولد الذائع الصيت بكونه مسرحاً تجريبياً طليعياً ومؤسسه صاحب نظرية ” البيوميكانيكا” في عمل الممثل.ولقب بفنان الشعب. وتولى إدارة معهد شوكين المسرحي و رئاسة قسم الإخراج في أكاديمية الفن المسرحي (غيتيس) بموسكو.
أما المترجم توفيق المؤذن فهو من أبرز المترجمين الذين أثروا المكتبة العربية بترجماتهم لعيون الإصدارات الروسية كما ترجم العديد من الكتب العربية للروسية، ولد في عام 1944 بمدينة حلب في سوريا.جاء الى موسكو في عام 1969 وإلتحق للدراسة في قسم الاخراج بمعهد الفن المسرحي بموسكو ” غيتيس” بإشراف فنان الشعب يوري زافادسكي وتخرج منه في عام 1977.في فترة الدراسة ترجم مسرحية ” السلطان الحائر ” لتوفيق الحكيم الى اللغة الروسية وأخرجها. كما ترجم ” أريد ان أقتل ” و” الطعام لكل فم ” و” أهل الكهف” بالاشتراك مع تمارا اوتينتسوفا. ومن مسرحيات لسعد الله ونوس منها ” رأس المملوك الجابر”. كما ترجم كتاب بوريس زاخافا ” فن الممثل” الى العربية الذي نشرته دار نشر مدبولي في القاهرة.
يعمل حاليا بصفة كبير المذيعين في قناة روسيا اليوم.
و يقول د. حبة عن هذا الكتاب :
إن مترجم هذا الكتاب يؤدي خدمة كبيرة إلى المهتمين بالعمل المسرحي لترجمته ” فن المخرج ” بعد ترجمة الكتاب السابق ” فن الممثل” وبهذا يقدم لنا صورة شاملة عن أفكار بوريس زاخافا المسرحية. ويتناول المؤلف في هذا الكتاب جوانب عمل المخرج كافة بعد اختيار المسرحية التي يجب أن يجد فيها تجاوباً مع رؤية المؤلف وليس مسخها كما يفعل الكثير من المخرجين في أيامنا لدى إخراج الأعمال الكلاسيكية. والجانب الآخر الذي يتناوله المؤلف وهو من أهم الأبواب ،عمل المخرج مع الممثل – الكائن الحي الذي كان دوماً عماد العرض المسرحي.
الإصدار الثاني:
المسرح الشعبي – جدلية التجربة الإنسانية. للدكتور حيدر منعثر.
هذا الكتاب نال عنه الفنان العراقي حيدر منعثر درجة الدكتوراةفي الآداب والعلوم الإنسانية،جامعة ابن طفيل ،المغرب، و منعثرمخرج وممثل ومؤلف في الفرقة الوطنية للتمثيل العراقية ورئيس اتحاد المسرحيين العراقيين، محاضر في معهد الفنون الجميلة لمادتي التمثيل والإخراج، أخرج للمسرح أكثر من 45 عرضاً مسرحياً، كما اشترك ممثلاً في أكثر من 50 عرضاً مسرحياً/ حائز على جائزة السينوغرافيا (تصميم شامل) من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 2005. له اهتمام خاص بعروض المسرح الشعبي، وحائز على جوائز المركز العراقي للمسرح ونقابة الفنانين وجائزة الدولة التشجيعية في الإخراج المسرحي لأكثر من مرة.
يقول د. منعثر في مقدمة الكتاب عن إشكالية المسرح الشعبي:
يظل مصطلح (المسرح الشعبي) موضع جدل وسوء استخدام من قبل العاملين في حقل المسرح ومن قبل جمهور المتلقين.. ويظل (المسرح الشعبي) سائراً في مسارين قد يفترقان أحياناً وقد يتحدان في أخرى.
فمن جهة يعتمد المسرح الشعبي على الموضوعات التي يتبناها والتي لها علاقة بمشاكل عموم الشعب ومعاناة أبنائه وطموحاتهم، ومن جهة ثانية يعتمد المسرح الشعبي على الشكل الذي تستسيغه جماهير الشعب وعلى وجه الخصوص لغة العرض المسرحي.
يتناول في متن كتابه إشكالية المصطلحات في التجربة العملية، ويرصد المسرح الشعبي تاريخيا، و كذلك توجهات فرق المسرح التجريبي لتأسيس مسرح شعبي،كما يتناول في الفصل الثاني عناصر الدراما بناؤها وقيمها واشتغالاتها في العرض المسرحي، فيما يتناول في الفصل الثالث مهام المخرج في المسرح الشعبي، و يخلص د. كمنعثر إلى م عبر عنه بقوله :
وبذلك نصل إلى مفهوم واضح إذا ما وضعنا هذا التصور الجامع لإشكالية العمل في هذا المسرح الذي يسعى في كل أشكاله وتصورات العاملين فيه إلى زيادة المشاركة من قبل الجماهير كمشاهدين ومتلقين .
– المسرح الشعبي: يفترض أن تعكس مسرحيات المسرح الشعبي دوافع فئات واسعة من أبناء الشعب في هذا البلد أو ذاك، والواقع الذي يحتوي مختلف المشاكل التي تواجه تلك الفئات الشعبية وتعبر عن معاناتهم وطموحاتهم وما يمرون به من أحداث في حياتهم اليومية سواء كانت في الحاضر أو في الماضي وأن تجد لها صدى في الحاضر، ولا يهم أن تتحدث المسرحية باللغة الرسمية الفصحى أو باللغة العامية اللهجة، ولا تقتصر مسرحيات المسرح الشعبي على لون أو أسلوب مسرحي معين ولكن المهم أن تكون أقرب إلى الواقع حتى وإن احتوت على لمسات خيالية.
الإصدار الثالث:
العناصر الدرامية في الإخراج المسرحي( بحث تفصيلي معاصر لمراحل تطور المسرح ) . د. راجي عبد الله
يقع هذا الكتاب في 174 صفحة، و يذهب فيه د. راجي عبد الله إلى رؤية معاصرة للإخراج المسرحي و يعبر عن ذلك بقوله:لقد انتهى ذلك الزمان الذي كان المخرج يتحمل كل أعباء الإخراج المسرحي منفرداً، فهناك ( الدراماتورك ) و (السينوغراف ) ومصمم الحركات ، وغيرها من اختصاصات العلوم الأخرى التي سيشار إليها في فصول هذا البحث لاحقاً.
علاوة على ذلك فإن مهمة هذا البحث هي التركيز على عمل المخرج وعلى أدواته الفنية وشروط عمله الإبداعية . فكثيراً ما يظن بعض العاملين في حقل المسرح وبعض المهتمين الآخرين ، أن الوظيفة الأساسية للمخرج لا تتعدى قراءة النص و رسم الخطوط البيانية الحركية التي يقوم بها . بيد أن الحقيقة غير ذلك . … وهكذا يمكن القول إن التجارب المسرحية ومدارسها ومذاهبها لن تتوقف عند حد ، لأن المسرح يرتبط ارتباطاً وثيقاً في الحياة ، الحياة متطورة دائماً وأبداً ، اعتماداً على ما يستجد من أفكار وتجارب في هذا المضمار الذي لا يمكن لأحد أن يلم بجميع جوانبه.
وقد جاء الكتاب في تسعة فصول، تناول فيها المسرحية والمراحل التاريخية .أنواع المسرحيات وتعدد أساليب تأليفها وإخراجها .مسرحيات برتولد بريشت وتحليلنظريته المسرحية إخراجياً . البناء الدرامي والإخراج المسرحي ( مسرحيتا هاملت وعطيل لشكسبير ). عمل المخرج على النص ( مسرحيتا ما بعد السقوط لهنري ميللر وأنتيجونا لسوفوكليس) . الإخراج المسرحي والتمثيل . الإيقاع والإخراج المسرحي .الإخراج المسرحي والتجريب. الإخراج المسرحي ومدارسه .
الإصدار الرابع :
المنظومة الضزئية و تغير المكان في العرض المسرحي. أ . علي محمود السوداني
مؤلف هذا الكتاب علي محمود السوداني عراقي من مواليد 1979، واحد من أبرز الأسماء الشابة المشتغلة بالسينوغرافيا في المسرح العراقي خلال السنوات الأخيرة، حيث عمل على سينوغرافيا ما يزيد على 25 مسرحية، و قد نال عن كتابه هذا درجة الماجستير.
يقول د. كريم عبود في مقدمته لهذا الكتاب: في تعامله وتفاعله وتواصله مع الأبواب بعدها مفاتيح الجنة القادمة يؤسس (السوداني) مملكته المضيئة ليبحث عن كشف الأسرار فيحول صمتها وغموضها إلى لغة لا نعرف نحن العاديون مطالع حروفها أو اكتمال جملها .. تضاء الخشبة بقدرة هذا الساحر ليس من أجل إظهار الكتل والخطوط والمساحات وحركة الممثل لإبصارها ، بل يختار وينتقي بروح نقية صافية وتجريد تام عن التحولات الأيقونية .. إنه يتعامل مع السينوغرافيا بكل عناصرها التأثيثية بوعي حدسي حتى يخلق تركيبة في مغادرة مدركات التلقي التقليدية و يعوضها بحقيقة إدماج وعي المتلقي بالعرض وإعادة إنتاج الفعل المسرحي بقدرات ملء فجواته .. واكتشاف معنى فاعلية الفضاء المضاء في العرض.
تحولات السينوغرافيا هي الكل واشتغال المنظومة الضوئية هي الجزء ، السوداني يتعامل في بناء هذه المعرفة من منطلق زمكاني يكتشف فيه محأور ومساقط للضوء ليزحزح فيها المعتقد السائد عن اشتغال الضوء في المسرح ، ويجعل من الخشبة عالماً سرمدياً جليلاً بدلالاته وذا سلطان ساحر ديناميكي في حركته ورموزه الباثة ويعرض ويقترح للمتلقي أسئلة حداثية حول جماليات الضوء في العرض المسرحي واشتغالاته الإبداعية .
إنه رجل السينوغرافيا الذي نحلم معه لتأثيث فضاء الإبداع في مسرحنا القادم .
الكتاب المؤلف من مائة و ستين صفحة احتوى ملحقاً خاصاً بالصور الشواهد على محتوياته التي جاءت في أربع فصول، المكان في العرض المسرحي، المنظومة الضوئية في العرض المسرحي، المتغيرات المكانية و علاقتها بالمنظومة الضوئية، تحليل نماذج من العروض، و من ثم يخلص إلى النتائج.