مقالات ودراسات

عبد المحسن الشمري يكتب: العرض الكويتي “ريا وسكينة”.. يناقش قضايا المهمّشين بلا وطن!


المسرح نيوز ـ الكويت | عبدالمحسن الشمري

ـ

في محاولة منه لثبر أغوار المتغة .. يواصل المؤلف والمخرج أحمد العوضي تقديم رؤيته الخاصة من خلال إعادة قراءة بعض النصوص الشهيرة، وإلباسها ثوبا يقربها كثيرا من التأليف الخاص، وفي عرضه الأخير «ريا وسكينة» يؤكد نضوجه الفني، خصوصا على مستوى التأليف المسرحي، إذ بدا متمكنا إلى درجة كبيرة من أدواته، العرض اختتم عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، وقدم مساء أمس الأول على مسرح الدسمة وسط حضور جماهيري كبير.

يشارك في بطولة العرض مجموعة كبيرة من العناصر الواعدة، التي أثبتت موهبتها في الأداء، إلى جانب عناصر فنية أخرى في الإضاءة والصوت والعزف.

تأليف مسرحي
تخلص أحمد العوضي من العيوب التي كانت تصاحب كتابته في أعماله السابقة، وعلى الرغم من أنه اختار المسرحية الشهيرة «ريا وسكينة» فانه قدمها برؤية جديدة، ناقش من خلالها قضايا إنسانية غاية في الأهمية، تتركز أساسا على المهمشين في كل مكان، المهمشون الذين يفتقدون أبسط الأمور الإنسانية، ويقدم المؤلف شخصية من خياله هي يوسف ابن ريا، وهي شخصية غير موجودة في النص الأصلي للمسرحية، يوسف ذلك الإنسان المشوه، المنبوذ، الذي يرفض أفعال أمه وخالته، ويقف بالمرصاد لأفعال والده، لكنه في نهاية الامر يصبح ضحية ويموت.

النص المسرحي

النص المسرحي الذي كتبه العوضي، يركز بالدرجة الأولى على مهمشين من دون أن يحدد مكانا لهم، هؤلاء الذين يجدون أنفسهم ضحية لمجتمع يرفض الاعتراف بهم، ويرفض إعطاءهم أبسط حقوقهم الإنسانية، ويصبحون بلا وطن وبلا انتماء.

قراءة ذكية يقدمها المؤلف ويغوص من خلالها في قضايا لفئة من المجتمع هي «البدون» تحديدا. ويقدم القضية بذكاء واضح من دون أن يشير بشكل مباشر الى هذه الفئة التي تعاني الأمرّين من ظلم المجتمع.

ويقدم المؤلف صورة للفساد المستشري في المجتمع، من خلال الشرطي الذي يتآمر مع أسرة ريا، ويقدم صورة سلبية لبعض الموظفين المرتشين في كل مكان، وربما هي المرة الأولى التي يكشف العوضي عن قدرته الفائقة في التأليف، ليس من خلال تطويع الفكرة فقط، ولكن ايضا من خلال رسم الشخصيات، مما يدل على مدى النضوج الذي وصل إليه بعد سنوات في العمل المسرحي.

رؤية إخراجية

نجح المخرج في قراءته الإخراجية، وأكد أن بإمكان الفنان الجمع بين التأليف والإخراج من دون أن يكون احدهما على حساب الآخر، وكانت رؤيته الإخراجية متوازنة مع قراءته للنص، وربما كانت عناصر التمثيل التي اختارها لعرضه سببا رئيسيا في نجاحه، خاصة أنه اعتمد على أسماء سبق له التعاون معها في أكثر من عمل، وشهد العرض تنافسا واضحا بين الممثلين، خاصة علي الحسيني، وسماء العجمي، وخالد السجاري، وحسين الحداد، وبرز في العرض مدى التناغم والانسجام بين عناصر التمثيل الذين تعاملوا مع النص بروح جماعية، وشارك في العرض أيضا نوف السلطان، محمد عاشور، فرح الحجلي، دانة حسين.

التقنيات

على مستوى التقنيات، كان مصمم الديكور عبدالله النصار الأبرز حضورا وفهما للنص، كما يمكن الإشارة إلى عناصر أخرى منها فاضل النصار (ديكور)، عبدالله عباس (موسيقى)، إلى جانب عناصر العزف.
وأخيرا «ريا وسكينة» عرض مسرحي ناجح إلى درجة كبيرة.

جريدة القبس


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock