عرّاب المسرح السعودي « فهد ردّه الحارثي » في أحدث أعماله مونودرام « شروق مريم » عرض سعودي تونسي مشترك
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
حامد محضاوي ـ تونس
* مصدر الصور: صفحة مركز الفنون الدراميّة والركحيّة بأريانة
احتضن مسرح الجهات بمدينة الثقافة في العاصمة تونس يوم السبت 1 جويلية 2023 عرض مونودرام « شروق مريم » في عرضه ما قبل الأوّل أمام المسرحيّين والإعلاميّين وبحضورة لجنة شراءات العروض المسرحيّة. عرض مسرحي جديد لمركز الفنون الدرامية والركحية بأريانة. تأليف عرّاب المسرح السعودي الدكتور فهد ردّة الحارثي، درماتورجيا إخراج وأداء الفنانة التونسيّة منال عبد القوي، إدارة إنتاج: رمزي عزيّز، إدارة ممثّل: حمزة الورتتاني، غناء: جمعي العماري، توظيب إضاءة: زينب المرزوقي، توظيب صوت: عز الدين بشير، توظيب عام: جميلة شطا
عرض شهد عودة الممثّلة التونسيّة منال عبد القوي بعد مدّة من الغياب عن الركح، إلى جانب خوضها لأوّل مرّة تجربة الإخراج، هذا ويعتبر أهمّ ما أعطى العرض رونقه هو العمل المشترك التونسي السعودي والذي تمثّل في تأليف االدكتور السعودي فهد ردّة الحارثي لهذا العمل الوليد، وهي تجربة فريدة من شأنها دعم المنجز الإبداعي العربي المشترك بما يفتح مآلات التبادل والثراء الفرجوي وتوسيع دائرة التلقّي.
في تصريح « لموقع المسرح نيوز » حول ولادة هذا المنجز المشترك أكّد الدكتور فهد ردّة الحارثي: ” منال صديقة قديمة وخلال العام الماضي كنّا في حالة نقاش حول عمل يجمعنا فكان شروق مريم، قرأت منال النص وعلى مدار أشهر من النقاش وصلنا لحالة العرض وكان من الضروري أن يتمّ التدخّل دراماتورجيا؛ أوّلا لأنّ النص مكتوب بطريقة قد لا تصل للجمهور التونسي، الذي له طريقة تلقّي خاصّة تعتمد على التكوين اللفظي في العاميّة التونسيّة والفعل في الكلمة وردّ الفعل بها وحالات الإشارة والدلالة والعلامة، ومن ثمّ تمّ إضافة بعض الحوارات وتعديل بعض التكوينات في النص بنقاش شبه يومي بيني وبين منال “.
العمل الذي انبنى على طرح مسألة استيلاب المرأة في المجتمع الذكوري، كانت تجلّياته واضحة في ربط هذا المشكل بصورة المرأة العربيّة عموما وليست التونسيّة خصوصا، حيث مثّل اشتغال منال دراماتورجيا على النص تعزيزا لاحترافيّة الطرح، بما جعل الإلتقاء الثنائي بين اللغة الفصحى والعاميّة التونسيّة المستساغة إطارا شاملا لسلاسة التلقّي، ممّا فتح مواضيع المونودرام من الطلاق وعدم الإنجاب وتقدّم العمر… على رهان يومي تعيشه مختلف النساء في عالمنا العربي.
في هذا الإطار أضاف الحارثي: ” يتناول العمل مشاكل المرأة المستلبة وحكايتها مع حالات الاستلاب لصالح الرجل: الأب والزوج والأخوة، وكيف تناضل من أجل إعادة حقوقها وكيانها المصادر، وقد كان الطرح الدراماتورجي لمنال جيّدا وكنت معها تنتاقش في كل كبيرة وصغيرة، ولكنّي كما ذكرت لك الجمهور التونسي يحتاج دوما لحالة كتابية مختلفة ومميزة بالنسبة له وذلك مانجحت فيه منال “.
العمل في عرضه ما قبل الأوّل نال استحسان المتابعين، في انتظار الحكم له أو عليه بعد موافقة لجنة شراءات العروض واتاحة متابعته للجمهور العريض، وحسب مصادر لموقع المسرح نيوز فإنّ العرض سينطلق في سلسلة عروضه الرسميّة بداية من فصل الخريف.
وفي سؤال حول أهميّة المشاريع المسرحيّة المشتركة أفاد فهد ردّة الحارثي: ” لدي العديد من التعاونات مع مخرجين عرب من مصر والأردن والعراق وسلطنة عمان والسودان. وفي تونس مع الطاهر عيسي بن عربي ومنال عبدالقوي، أعتقد أنها حالة مهمّة لقراءة بعضنا بعض بصورة جيّدة وخلق حالة من التواصل الفكري الفني والمعرفي وحتى الاجتماعي، ولعلّ حظ الكاتب عامر بخيرات هذا التعاون من خلال تنقّل نصوصه بين البلدان وتنفيذها وعملها في أكثر من مكان وذلك يتيح له فرصة قراءات مختلفة لنصّه “.
وعن مشاريعه العربيّة القادمة أضاف الحارثي في ذات السيّاق: ” دوما لا تتوقّف أفاق التعاونات، مستمرّة، لدي نص سينفذ في مصر قريبا ونص أخر في البحرين إضافة لثلاث أعمال جديدة في المسرح السعودي مع مخرجين سعوديين.