المسرح نيوز ـ القاهرة| حاوره: كمال سلطان
ـ
- فكرة الهوية العربية المشتركة لا تشغلني، فالأفضل أن يحافظ كل مجتمع على هويته
- المهرجان التجريبى نجح فى تغيير ذوق المشاهد وتنمية ذائقته الفنية
أكد الدكتور سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر أن الدورة السادسة والعشرون و التى اختتمت فعالياتها مؤخراً، هى الدورة الأخيرة له فى رئاسة المهرجان، إيماناً منه بفكرة تداول السلطة، وإعطاء الفرصة لقيادة جديدة للمهرجان، وقد نجح مهران فى أن يحقق الكثير من الإنجازات طوال فترة رئاسته للمهرجان – الذى يقام تحت رعاية وزارة الثقافة – خلال الدورات الأربع الماضية، يأتى على رأسها نجاحه فى اجتذاب العديد من العروض المتنوعة من كافة دول العالم، واستقطابه للكثير من أساتذة التدريب على فنون الأداء المسرحي من جميع أنحاء العالم للتدريب فى ورش المهرجان المختلفة منذ عودته للنور من جديد بعد فترة التوقف التى دامت ستة أعوام. وفى هذا الحوار الشامل يفتح لنا الدكتور سامح مهران قلبه ليطلعنا على أبرز الإنجازات التى حققها خلال الدورة الحالية والدورات السابقة، وكذلك الصعوبات والمعوقات التى يعانى منها المهرجان .. حاوره/ كمال سلطان
*أعلنت خلال المؤتمر الصحفى أن هذه الدورة هى الأخيرة بالنسبة لك، فهل يمكن أن تتراجع عن هذا القرار إذا طلب منك الاستمرار فى موقعك؟
** لا.. فهذا قرار نهائي ولا رجعة فيه، وبالفعل طالبنى بعض الأصدقاء من كل الوطن العربى بالتراجع عن قرارى، لكننى اعتذرت لهم، فأنا مؤمن بتداول السلطة حتى لا يحدث احتقانات، ويجب أن نتعود أن يبقى المسئول فى مكانه مده محدودة، ويترك مكانه لغيره. * ما هى نصيحتك التى توجهها للإدارة القادمة للمهرجان؟ ** أنصحهم، بالحفاظ على مجلس الادارة، فلا يوجد عقل بمفرده يستطيع إدارة مؤسسة أو وزارة أو دولة، مهما ادعى المسئول، فقد تكون لدى بنية إدارية رائعة، لكن هناك من يملك بنية تنظيمية رائعة، لذا يجب العمل بشكل تكاملى، أما احتكار الفرد لكل شيئ يسقط كل شيئ.
* ما هى أبرز الايجابيات التى شهدها المهرجان هذا العام؟
** أهم الإيجابيات هي استعادة المهرجان للمطبوعات، وهذه المطبوعات ستشهد ازديادا خلال السنوات المقبلة مع القيادة الجديدة أن شاء الله ، إضافة إلى الورش التى تراوحت مدتها مابين الخمسة أيام أو ورش اليوم الواحد التى صاحبت بعض العروض، فالمهرجان لا تقتصر فعالياته على العروض فقط، وإنما لدينا ورش وندوات ومحاضرات، وحلقات نقاشية هامة مثل الورقة البحثية التى تناولت اشكاليات الهوية فى المسرح العربى، والتى أثارت العديد من الأسئلة والنقاشات الهامة، إضافة إلى تنوع العروض وهى السياسة التى ننتهجها فى اختيار العروض.
*ماهو الحلم الذى ما زلت تحلم بتحقيقه للمهرجان؟
** اسعى لتنفيذ فكرة وجود مركزا للتدريب الدولى يستمر نشاطه طوال العام ويعنى بتطوير أدوات الممثل ويخدم المنطقة العربية بأكملها لتخريج ممثل شامل يمتلك كافة الثقافات والامكانات، فسيكون بمثابة القاطرة التى تشد الحركة المسرحية، هذا هو حلمى والوزيرة د. إيناس عبد الدايم متحمسة جدا لتنفيذه ومتفهمة لأهدافه. *لماذا احتل الرقص والتعبير الحركى جانبا كبيرا من الورش التدريبية، كما كان قاسما مشتركا بين بعض العروض؟ ** نحن فى مصر والمنطقة العربية لا نملك ثقافة الاهتمام بأجسادنا، ونحن بحاجة لأن نحرر أجسادنا -فنياً- حتى يستطيع الممثل التعبير بجسده فقط حتى لو توقف الكلام، وقد حضرت ورشة تدريبية فى الولايات المتحدة الأمريكية يتدرب الممثل خلالها على التعبير عن الحزن والفرح من خلال عضلات ظهره.
*ككاتب مسرحى ألا تخشى أن يؤثر مسرح الجسد على المسرح التقليدى؟
** هذا الأمر حدث بالفعل، لكن التغيير لن يحدث إلا بتغيير وجه الحياة المادية من خلال تغيير الممارسات ثم السلوك ثم التفكير، وفكرة المشي القائمة على الحركة المادية هى اختبار للعوالم الجديدة، وقديماً قالوا “قدر لرجلك قبل الخطو موضعها”، وهذه الجملة تعنى التجريب.
* الدراماتورج كان محورا لإحدى الورش، فما هو التعريف الأمثل لمهنة الدراماتورج وما هى مهمته؟
** سأحكى لك من خلال تجربتى الشخصية، فى عرض “الطوق والاسورة” فقد قمت بعمل سياق يحوى السياق الأصلى واستدعى سياقا جديدا، فقد قمت بعمل كورس من الرجال والنساء ينتقد كل الأوضاع، التى أدت إلى ما ذكره الروائي، وجعلت مكانهم خلف المتفرج، لأن هذا هو اللاوعي والعقل الباطن للمتفرج، هذا مفهوم للدراماتورج، مثلما كان شكسبير، وبريخت، والكاتب هو دراماتورج بالأساس، ولكن أضيفت له وظائف جديدة، فأحياناً يساعد المخرج، وأحياناً يسوّق العمل .
*كيف يمكننا الوصول إلى هوية عربية مشتركة من خلال المسرح؟
** هذا الأمر لا يشغلني كثيرا، فأنا مؤمن بخصوصية كل مجتمع، قد نتشابه فى أشياء ولكن بيننا اختلافات، وانا لا أحب أن نتهم الفن بمصطلحات سياسية مباشرة، ففى كل مجتمع لديك سمات شخصية يجب الحفاظ عليها.
*هل استطاع المهرجان التجريبى كسر الحاجز النفسى بين الجمهور، وبعض العروض المسرحية الغير تقليدية؟
** أعتقد أن ذلك ظهر جليا من خلال استقبال الجمهور للعروض المشاركة فى تلك الدورة مثل عرض “روميو .. روميو” مع الأخذ فى الاعتبار أن الجمهور لم يعد متجانسا، فمن الممكن أن يتحفظ جيل الكبار على عرض بينما ينال إعجاب وتأييد الشباب، الذين ينشدون الحرية، وهناك بالتأكيد عروض قد تصدمك فى قناعاتك جميل سابق، وأنا واحد من هذا الجيل، لكننى لن أحكم ذائقتى وأصدر ذائقة الآخرين، ولن أفرض رأيى على غيرى، وأعتقد أن تلك هى الديمقراطية.