في دار الثقافة ابن رشيق “صابرة دوز”… أو كيف تكون مقاوما للأخر المحتل والمتطرف

المسرح نيوز ـ تونس| إعلام الهيئة العربية للمسرح

ـ

من يعرف مدينة دوز في حياتها البسيطة وارتباط أهلها بالبادية وخرافات الجدات وسيرة بني هلال ودور فرسانها في ثورة “باي الشعب” صاحب الحمار علي بن غذاهم، لن يفوته سحر لقاء الشعر بالمسرح في إنتاجات فرقة بلدية دوز للتمثيل، التي تعود مع أحد أبنائها ومن قضى طفولته على خشبتها المسرحي مكرم السنهوري في عرض “صابرة”..

تنتمي هذه المسرحية للمسار الثالث من برمجة الدورة العاشرة للمسرح العربي بتونس من 10 إلى جانفي/ يناير الجاري وهذا المسار تم اختيار عروضه من قبل وزارة الثقافة التونسية الجهة الشريكة لهيئة العربية للمسرح في تنظيم المهرجان.

وحضر عرض مكرم السنهوري عدد لافت من المتابعين أغلبهم من العائلات وأبنائها وكان مساء السبت عائليا بدار الثقاة ابن رشيق مع عرض “صابرة”.

يقول صاحب العمل أن “صابرة” هي قراءة كلاسيكية لحدث تاريخي مهم وهي معاهدة باردو بين فرنسا ومحمد الصادق باي وما تلاها من ثورة شعبية وطنية اعتمادا على نصوص شعرية لناصر بنعون، ومع ذلك لم تخلو هذه الكلاسيكية من تمرد تقني وجمالي ، عكسته دراماتورجيا مكرم سنهوري وسينوغرافيا شرف الدين بن علي.

فامتزجت السينما بالمسرح وحضرت التقنية الرقمية على شاشة عرض ركح “صابرة” من خلال سرد توثيقي لأحداث تاريخية عن الاحتلال الفرنسي وتخاذل الباي وغضب الشعب وصعود فرسانه للجبال.. “الفلاقة”، إعدام علي بن غذاهم، خيانة البعض للأرض وولادة أصوات جديدة للوطن ، كانت توليفة عرض “صابرة”، الذي لم يتجاوز ساعة من الزمن ومع ذلك كان شريطا موثقا للتاريخ والحب والفن والتراث في بلاد، رفضت أن تكون تابعا لآخر مهما اختلفت ألوانه وانتماءاته…

الإسقاطات لم تغب كذلك عن عمل المخرج مكرم السنهوري وتفاعل الجمهور المواكب للعرض مع مضامينه كان أبلغ تعبيرا عن حضور الراهن في “صابرة”..هي كذلك كانت حبيبة الفارس “بشير” تنتظر عودته من جبال المقاومة وهي كذلك تونس “صابرة” ومقاومة لكل غريب ومتطرف ومعادي لخصوصياتها وموروثها وهويتها وانفتاحها..

في “صابرة” روح شبابية جديدة تعيد إنعاش الفرقة العريقة لبلدية دوز للتمثيل وتستقبل لأول مرة ممثلات من بنات المدينة وتجسد التراث المادي واللامادي لدوز في إكسسوارات العرض وديكوره وملابسه وأغانيه وإيقاعاته

“صابرة” إنتاج فرقة بلدية دوز للتمثيل 2017 بدعم من وزارة الشؤون الثقافية (صندوق دعم الإنتاج الأدبي والفني) ، ساعد في إخراجها منصور الصغير عن دراماتورجيا وإخراج مكرم السنهوري ونصوص شعريــة الناصر بنعون ، سينوغرافيــــــــــــا شرف الدين بن علي والحان أغاني الحبيب مدّس وأداء كل من عبد الناصر عبد الدائم، بلقاسم بلحاج علي،رماح السنوسي، سلوى الشيباني، محمد بلحاج ، مكرم السنهوري، هادية عبيد ،عماد بناجي، محب الصغير ، لطيف بن عمر.