في مؤتمر صحفي لصناع عمل “صباح ومسا” ..المشرق والمغرب يلتقيات في تساؤلات الرفض والتمرد علي مجتمع “القيم المتخلفة “
المسرح نيوز ـ القاهرة| المركز الإعلامي
ـ
>> الكاتب الأردني يشهد للمخرج المغربي بالحفاظ علي “أمانات الفكر والفن والتقنية”
قال الكاتب المسرحي غنام غنام انه تابع لسنوات نشاط فرقة “دوزتمسرح” ونسقها الفكري وتجاربها المختلفة، وعندما طلب منه المخرج “عبدالجبار الخمران” تقديم نصه “صباح ومسا” قبل عامين وافق بسرعة قائلا له “هذا النص نصك ”
وأضاف غنام خلال المؤتمر الصحفي لفريق عمل العرض المغربي المشارك في فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي ، أقيم في العاشرة من صباح اليوم الجمعة ، أنه كان قلقا و”كأن الريح تحته” لأن النص مكتوب عام 1996، أي قبل 22 عاما ..
وتابع غنام : نص “صباح ومسا” كتبته لأعلن موقفي تجاه كثير من ثوابتنا الإجتماعية،فأنا “تربية ” مدارس التمرد، ورفض التبعية للمستقر والراسخ من الأفكار، تربية مدارس النقد النقض
واستطرد: النص كان صرختي في وجه مجتمع يحمل الكثير من القيم المتخلفة،الرثة، ومن هنا كتبت عن لقاء صدفوي بين شخصين كل منهما قادم من عالم لا نجترح ما هو قبل مشاهدة العمل، وذاهب إلي عالم لا نجترح أيضا ما هو بعد ان ينتهي اللقاء، وينتهي العرض
واعترف غنام أن تمرده بدأ تجاه أسرته بكلام وتعبيرات وصفها بأنها خادشة للأدب المفترض،من خلال تساؤلا ت هي ذاتها التي اعادها علي لسان شخصياته في هذا النص .
وكشف غنام عن غبطته لوجود النص بين يدي هذا المخرج وهذا الفريق موجها لهم تحياته الحارة
وردا علي تساؤل يخص رؤيته لتعامل عبدالجبار مع النص قال غنام أنه كمخرج يحرص علي في تعامله مع النصوص علي الأمانة الفكرية والفنية والتقنية ، ويعتبر ان تكنيك كتابة النص هو الأهم
وأضاف :أشهد أن عبدالجبار حافظ علي الامانت الثلاثة في تقديمه للنص
من جهته اجاب عبدالجبار الخمران عن سؤال لماذا نص “صباح ومسا” وكيف تعامل معه قائلا : أعبر بداية عن سعادتي بتواجدي في هذه الدورة من دورات مهرجان المسرح العربي ، بنص كتبه أستاذي وصديقي غنام،وهذا النص سبق وشاهدته في مهرجان كازابلانكا ، باسم “امرأة وخمس دمي” وقد بقي النص معي لعامين أو أكثر قليلا ، أعيد قراءته وأشتغل عليه، وأنا اعلم انه مكتوب في سياقات معينة ، وأي مخرج عموما يشتغل علي زمنين، زمن النص والزمن الراهن ،
وأضاف: بطبيعة الحال عليك كمخرج أن تكون وفيا للنص ، أن تتفق مع مقولاته وإلا فلتكتب نصا آخر،
وعن مراحل عمله علي النص قال : خطوة مهمة نحو تنفيذ النص كانت اتفاقي مع الكوريجراف توفيق الزيدجاوي، ثم انضمت الينا الصديقة خديجة ، ولا أنسي لقائي برفيق الغربة زكريا الحبتوشي، لم اقل له أريد موسيقي وألحان للعمل بل قلت له أريد أن نعيش تجربة مسرحية إبداعية الموسيقي مكون اساسي فيها
وفي إجابته عن سؤال ..لماذا تجريد الزمان والمكان وهل ستختلف رؤيتك اذا قدمت النص نفسه الآن عن رؤية عبدالجبار قال الكاتب والمسرحي غنام غنام : عندما كتبت النص عام 96 كان اسمه “امرأة وخمس دمي ” وقدمته مخرجا بممثلتين اثنتين وحقق صدي طيبا في الاردن وفي عدة دول عربية عرضناه بها، ومنها المغرب حيث شاركنا به في مهرجان المسرح الجامعي الذي أعتبره جزءا من تاريخي.
وتابع : في 2009 عندما أعدت عرضه بناء علي اقتراح من أسما مصطفي وجدتني أعيد النص للحياة عبر التغيير الجغرافي، فنقلت الحدث من أعلي الجسر الي أسفله وجعلت الجسر تحت الانشاء، وبالتالي امتلأ الجسر بحكايات أخري دون أن أغير حرفا واحدا وانا أحب نصوصي وأسكب فيها الكثير من روحي، وأعتبر انتزاع جملة منها بمثابة انتزاع ذراع مني وتركي بذراع واحدة.
وأضاف: بالنسبة للتجريد أعتقد أن التشكيليون عندما جردوا أعمالهم لم يغادروا الواقع بل ذهبوا إلي عمقه ، أراهم صوفيين يتجاوزون البصر إلي البصيرة
وأجاب غنام عن سؤال حول ملاحظاته علي ما قدمه الخمران قائلا : فرحت بالمقترحات الجمالية التي قدمها عبدالجبار ، وليس لدي ملاحظات أواعتراضات ، فأنا لا أضع ملاحظات علي مبدع أقتطع من قلبه قطعا ليضعها في هذا العرض.
ورد المخرج عبدالجبار الخمران علي سؤال حول تحويله النص من العربية الي المغربية الدارجة قائلا : سؤال اللغة مهم جدا ، ولدي تساؤل “عندما نشاهد عملا باللغة العربية لبرتولد بريشت ..هل يكون بريشت موجودا ؟”
وأجاب الخمران عن تساؤله قائلا : نعم يكون موجودا من خلال المفردات الجمالية العديدة، وأتفق مع أن انتزاع جملة من نص لكاتب يعني انتزاع تاريخ هذه الجملة، ونحن غيرنا للمغربية الدارجة لكننا حافظنا علي شعرية النص، وكان الحوار لغة من لغات العرض بين لغات أخري هي لغة الجسد، لغة الإنارة، لغة الجسد
وعن التحديات التي واجهته اثناء العمل قال الخمران : كانت امامنا جملة من التحديات بينها النجاح الذي حققته تجربتنا التي سبقت العرض، عن نص الخادمتان لجواد الأسدي، وتحد يتمثل في صعوبة النص الذي أعطاني كاتبه بعض مفاتيحه أو الكثير منها في حوارات مطولة جمعتنا في المغرب، وتحديات أخري تحولت لـ”كيميا”أعطتنا طاقة للإشتغال علي أنفسنا ، وعلي العمل حتي خرج كما ستشاهدونه غدا