لطفي العربي السنوسي يكتب: يتهافت عليها المتهافتون..أيام قرطاج المسرحية تبحث عن مؤلف!
المسرح نيوز ـ تونس| لطفي العربي السنوسي
ـ
يستخفون بكل شيء إلى حد انه لم يعد ثمة معنى لأي شيء..طموحاتهم أكبر من ٱمكانياتهم ومع ذلك تجدهم ينظرون بشراهة الى موائد لا أحد دعاهم إليها..وكلما اقتربوا قليلا أو كثيرا من السلطة..أي سلطة..ترى الدم وهو يتسرب من تحت انيابهم تأهبا لابتلاع الغنيمة..هم زبائن السلطة الوافدة على الحكم المشكوك أصلاً في كفاءتها..تراهم في طوابير الانتهازية سماهم على وجوههم تدل عليهم يفرحون إن ابتسم اليهم حاجب الوزير قبل أن يطردهم بلطف…فالوزير مشغول اليوم ومزاجه متعكر…ورغم ذلك يعودون مقتنعين بأن الحاجب الذي طردهم إنما ضرب لهم موعدا مع الوزير…
لا يتعبون أبدأ من الانتظار رغم استياء حاجب الوزير والذي يعاملهم صراحة بما لا يليق بهم كذوات بشرية على الاقل..
لا وقت للحاجب ليسألهم عن هوياتهم ومكانتهم…فقط هو يعلم أنهم يسعون لشيء ما ولعرض خدمات لا أحد دعاهم إليها…
يتهافتون اليوم على قرطاج المسرحية التي تخلت عن مديرها حاتم دربال بعدما دبروا له مكائد صغيرة أخرجته من الدائرة الوزيرية..وقد حاصرته الانتهازيات في الدورة الأخيرة وعلقت عليه كل الخيبات…ثم رجموه بكل الصفات التي أحطت من جهده وتعبه في الدورة الأخيرة بل ألبسوه جسد الممثل السوري الذي وقف عاريا تماما على خشبة المسرح البلدي بالعاصمة وعقبوا عليه ببيان اخواني سلفي متشدد كتبه ودبر نصه دكتور الخيبة الذي لم يتعب من الوقوف على باب الوزير رغم استياء الحاجب. من وجوده الممل… البيان ايضا ألبسوه لحاتم دربال ولم تكن له علاقة به أصلاً بل ان دكتور الخيبة المشار إليه وكان يتكلم وما يزال باسم الوزير هو الذي صاغه وقد طلب من حاتم دربال نشر البيان بتعليمات من الوزير……
والواقع ان دكتور الخيبة هذا كان وقتها بصدد توسيع دائرة الازمة من حول مدير الدورة حاتم دربال لارباكه ولاضعافه ولتصويره في صورة المدير الفاشل ومن الواجب انهاء مهامه…ما حصل بالفعل حيث قرر الوزير انهاء مهام حاتم دربال والدورة لم تكتمل (الدورة الأخيرة لايام قرطاج المسرحية) ورغم ذلك واصل دربال رغم الأحباط واختتم دورتة بمسؤولية رغم علمه بالمؤامرات الصغيرة التي أوقعه فيها دكتور الخيبة وهو شخصية انتهازية حديثة العهد بالنعمة…
نعود الى أيام قرطاج المسرحية التي أهدرت عمر فقيد المسرح التونسي المنصف السويسي وهو الذي جعل منها استثناء عربيا وافريقيا ودوليا وتداول على ادارتها من بعده مسرحيون حافظوا على ريادتها كتظاهرة مرجعية..ثم جاءت بعد ذلك” اللجان الشعبية” التي افرزتها الثورة لتتولى باسم الثورة أمر العزل والتعيين..تحت عنوان تدعي فيه الدفاع عن جيل الشباب وأحقيته في ان يتحمل المسؤولية…فليكن…مع اني لا أعتقد في غير شرط الكفاءة والخبرة والقدرة على ادارة مهرجان بحجم أيام قرطاج المسرحية والتي أصبحت اليوم محاطة بتظاهرات مماثلة بأكثر امكانيات مادية وبشرية تسعى لافتكاك مكانة قرطاج المسرحية وتعمل من أجل ذلك…وهذا حقها ما دمنا على هذا الاستخفاف بما بين أيدينا…..
أيام قليلة وينهي وزير الثقافة هذا الجدل وهو مطالب بتحمل مسؤولياته وأن يغلق باب المحاباة فليس الاقربون من مكتبه اولى بالمعروف..ولا الانتهازيون من البطانة ولا زبائن الوزارة ..فقرطاج المسرحية في حاجة الى قامة من قامات المسرح التونسي..تجربة ومنجزا ومعرفة ومصداقية وعلاقات..قامة يشار اليها بما يدل على مسارها….
نعرف ان الفاضل الجعايبي لا تستهويه هذه الأدوار ونعرف ان توفيق الجبالي غير معني أصلاً بالموضوع ولا يرغب في أن يكون مديرا ولا وزيرا..ونعرف أيضا أن الساحة المسرحية التونسية مكتظة بأسماء وتجارب لها ما لها من مصداقية ومعرفة وتجربة وعلاقات تؤهلها لهذه الأدوار ومن الجيلين الأباء والابناء….وعلى الوزير أن ينظر من حوله ففي جواره وبعيدا عن مكتبه المحاصر بالانتهازيات أسماء بتجارب ومصداقية تؤهلها لهذه الادوار ومن الجيل الذي لم يسبق ان تحمل مسؤولية بهذا الحجم…وعليه أن لا يغتر بالمستجدين حديثي التحصيل ممن يختفون وراء الدل المضللة ممن يقفون على بابه وبين أيديهم وشايات وتقارير صغار المخبرين…وهم يسعون بكل الأساليب الساقطة لالتقاط الغنيمة..
قرطاج المسرحية نهضت بجهد وتعب الآباء وقد دفعوا الثمن باهظا من الجسد والروح ولا سبيل للتفريط فيها للواقفين على باب الوزير رغم تذمرات حاجبه من وجودهم الممل..
الحقيقة..الحقيقة ..أشفق على صاحبي دكتور الخيبة من وقوفه المذل على أبواب الوزير…سأدعوه الى حفلة عشاء حقيقية لأساله كيف أصبح على هذه الحال المذلة…..
وللحديث بقايا….!!!!!