مسرح طفل

 “مؤامرة على سطح المريخ” نص مسرحي للأطفال.. تأليف الكاتب العراقي حامد شهاب الجيزناوي


المسرج نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل

ـ

 

تأليف: حامد شهاب الجيزناوي| العراق

 

مسرحية

( مؤامرة على سطح المريخ )

 

 

مسرحية من فصل واحد

 

 

شخصيات المسرحية :

1 – مراسل وكالة عرنوصيان الفضائية.

2 – لجنة كونترول الوكالة.

3 – التأريخ.

4 – الجغرافية.

 

مؤامرة على سطح المريخ

 

على جانبي المسرح في القاعة على جهة اليمين غرفة كونترول بشاشات عدة وهناك من يجلس ويراقب اما على جهة اليسار هناك شخص يقف وظهره الى الجمهور. عندما يبدا العرض يلتفت هذا الشخص وبيده مايك وعلى صدره كتابة باللغة العربية والإنكليزية (وكالة عرنوصيان الفضائية). يتقدم نحو الجمهور.

المراسل: اهلا وسهلا بكم مع مراسل مركز ابحاث الفضاء عرنوصيان(1).

(يتقدم نحو احد الجالسين) تسمح؟

………………………………………..

المراسل : ما هو رايك بوصول الانسان الى المريخ ؟

……………………………………….

المراسل : ( ينتقل الى شخص اخر ) هل تعتقد بان دول العالم ستتشارك

            في الموارد الطبيعية لخدمة الانسانية ؟

……………………………………….

المراسل : ( ينتقل الى شخص اخر ) هل تتوقع من ان دول العالم ستحول

            سطح المريخ الى مقبرة للنفايات النووية والسامة ؟

……………………………………….

ينطلق صوت من احد الجالسين في غرفة الكونترول .

الرجل : الان سيبدا العد التنازلي لانتصار الانسان في الهبوط على

سطح المريخ . 9876543210

في هذه الاثناء تفتح الستارة لنشاهد هبوط المركبة على سطح المريخ

وبعد لحظات يخرج شخصان احدهما من يسار المركبة و الاخر من

يمينها وهما مندهشان ويستطلعان المكان حتى يصطدم احدهما بظهر

الاخر . يجفلان ويختفيان كل ٌ وراء تلة صغيرة .

التاريخ : يا للهول ما هذا ؟

الجغرافية : اللعنة ( ينظر احدهما الى الاخر وبصوت واحد ) .

ت / ج : من انت ؟

ج : ماذا تفعل هنا ومن اين اتيت ؟

ت : وانت من تكون ؟ ( الاثنان كل منهما يحمل حجرا ويحاول رميه على الاخر ) .

ج : انا الذي اسال وانت الذي تجيب ؟

ت : ماذا تعني ؟ .. لا تتطاول والا .. ( يرفع يده ليرميه بالحجر ) .

ج : ( يبتعد قليلا ) اليس لديك  اسلوب اخر ؟

ت : انك تستفزني وتزعجني .

ج : ما هذا الهراء .. الم تر كيف اتينا الى هذا المكان ؟

ت : هذا لا يعنيك .

ج : وكيف لا يعنيني وقد اصبحنا في مكان واحد .

1

ت : انك نكد واحمق ولا يعنيني وجودك من عدمه . اتركني..

دعني افكر وحدي .( يجلس على صخرة كبيرة ) من هذا

و كيف وصل الى هذا المكان .

ج : ( يفاجئ التاريخ من الخلف ) بماذا تفكر ؟

ت : ( وكانه صعق . يسقط على الارض وهو يصرخ ) اللعنة

من انت ومن أي الاصقاع اتيت . من انت بحق السماء و اي

زمن احمق اتى بك الى هذا المكان .

ج : ( وهو يتراجع ) انت الذي اتيت . انا ساكن في مكاني وانت

تتحرك والذي يتحرك ينتقل من مكان الى اخر .

ت : ( يضرب كفا بكف ) الم اقل لك انك احمق اني احذرك لا

تتحرش بي ولا تقترب مني . ( ساخرا ) انك ساكن وانا اتحرك

ما هذا الهراء حتى الاشجار تتحرك . ( يجلس على احدى الصخور

المقابلة للصخرة الاخرى) من يكون هذا الاحمق المتطفل ؟ هل كان

معي في المركبة وانا لا اعلم .

ج : ( اثناء حديث ت يقترب منه من الخلف ويفاجئه ) كما انت انا .

ت : ( يجفل ويترنح ولكن لا يسقط على الارض . يمسك احدهما بقميص

الاخر ) لم اعد احتمل من تكون ومن اين اتيت ؟

ج : ( وهما يتصارعان ) عليك ان تعترف لقد قذفونا معا الى هذا المكان .

ت : من انت من انت ؟ ( يمزق احدهما قميص الاخر لنشاهد كلمة جغرافية

على صدر ج وكلمة تاريخ على صدر ت . يتوقفان عن الشجار وينظر

احدهما الى الاخر ) اهلا اهلا .

ج : اهلا اهلا ( يشير اليه بالجلوس على صخرة في وسط المسرح قريبة

من المركبة ) تفضل ما هذه الصدفة الجميلة .

ت : انا ايضا لم التق بك وجها لوجه .. ولم انتبه الى وجودك .

ج : انا كنت اراك على الدوام ( ت ينتبه ) ولكن لم تتح لي الفرصة لاحاورك .

ت : ماذا تعني انك كنت تراني على الدوام ؟

ج : هذه هي الحقيقة .

ت : ماذا تقصد انك تراقبني ؟ .

ج : بحكم وجودي معك على الدوام .

ت : بحكم وجودك ؟ يعني انك كنت تتبعني وهذا يعني انك تراقبني وتفسير ذلك

انك كنت تتجسس علي .

ج : انك تتجاور معي وبحكم هذا التجاور كنت اراك على الدوام .

ام انك تريد ان اغمض عيني وانت تملأ الدنيا ضجيجا .

ت : وهل انا ثرثار الى هذا الحد ؟

ج : وكذاب في بعض الاحيان .

ت : ( بغضب ) انك تتجاسر وتتطاول .

2

ج : لماذا لا تعترف بالحقيقة ؟

ت : انك تحقق معي مثل الشرطة السرية .

ج : هذا انطباع من لم يتعلم لغة الحوار .

ت : ( منزعجا ) ما هذه السخافة ؟ أي حوار . الحوار لاولئك الثرثارين

الذين يصنعون للحقيقة عدة وجوه .

ج : في الحوار يتم سبر الاغوار وكشف الاسرار والوصول الى الحقائق

الصادقة .

ت : وهل هناك حقائق كاذبة  ؟

ج : ومزورة كذلك .

ت : انك تدهشني .

ج : ذلك لانك ربما تكون تاريخا مزورا .

ت : ماذا تعني ؟

ج : ماذا اعني ..؟ انك تعرف جيدا .

ت : ( بعصبية ) اعرف ماذا ؟ ببساطة التاريخ خبر و ..

ج : ( يقاطعه ) بالضبط لقد اصبت كبد الحقيقة اني اهنئك ( يتصافحان )

ولكن …

ت : ولكن ؟

ج : اجل ولكن ( يسحب يده ) كيف .. ومن ينقل الخبر ولمن ينقل ؟

ت : عدنا الى الكلام الفارغ .

ج : وهل تعتقد ان عصبيتك ستغير من الحقيقة شيئا ؟

ت : أي حقيقة ؟

ج : حقيقة التاريخ .

ت : ( ينظر اليه بريبة ) وهل تمتلك حقيقة او حقائق بك وحدك ؟

ج : جميع الاشياء لها ..

ت : ( يقاطعه ) الاشياء … حسنا والافكار ؟

ج : ما تراه انت ربما انا اراه بشكل مغاير وكذلك الاخرون .

ت : انت تزرع الشك في المسلمات .

ج : ومن خلال الشك يتم الوصول الى الحقيقة او الايمان .

ت : هذا كلام خطير . كيف تسنى لك التفكير بهذه الطريقة ؟

ج : لاني شاهد عيان .

ت : وانا ؟

ج : سمّاع .. وبين الكذب والصدق اربعة اصابع كما يقولون .

ت : هذا تجن كبير على التاريخ .

ج : ليس على كل التاريخ لان هناك تاريخا غير مزور يرفض

الكذب والاملاء .

ت : وكذلك الجغرافية .

3

ج : كيف ؟

ت : هل تتمثل فيك وحدة الطبيعة بكل ما فيها ؟

ج : اجل والدليل على ذلك انظر الى السلاسل الجبلية

والسهول والصحارى كيف انها تتناغم فيما بينها .

ت : ( يضحك ) اتعرف للحظة راودني الشك بانك اذكى مني

ولكن في الحقيقة انك مثلي .

ج : كيف ؟

ت : انك تتصور ان لك حقيقة واحدة او انك الحقيقة المطلقة .

ج : وانا كذلك .

ت : بالتاكيد انك لست كذلك انك على وهم .

ج : انني حقيقة مادية مرئية ولا يمكن ان اكون وهما .

ت : هذا كما يبدو لك وليس كما يبدو لي .

ج : ( بعصبية ) هذا مستحيل عجبا ( يدفع ت فيسقط على الارض

ج يركله ) كنت على يقين من انك احمق .

ت : ( وهو يتدحرج على الارض ) انك تؤلمني .

ج : وكذاب .

ت : أي أي .

ج : ومزور .

ت : ( وهو يهرب الى الجهة الثانية ) وانت كذلك ( ج يعدو وراءه )

تمهل تمهل ارجوك اهدا .. اهدا لماذا نرتكب هذه الحماقات ؟ .

ج : انت الذي يرتكب الحماقات .. و ..

ت : ( يقاطعه ) كلانا يرتكب الحماقات

ج : عجبا لماذا تصر على ذلك .

ت : انها الحقيقة يا صاحبي .

ج : كيف ؟

ت : الم يقذفونا معا وجعلونا في هذه الورطة رغم انفينا .

ج : والى اين الى سطح المريخ .

ت : اليس هذا غريبا ؟

ج : والاغرب من هذا كنت اعتقد بانني الوحيد في المركبة .

ت : وانا تصورت هذا ايضا . ولكن لماذا لم يشعر احدنا بوجود

الاخر ؟

ج : تلك لعبة علماء الفيزياء . الزمن . الكتلة . الفراغ . انا . انت .

انها المصالح يا صاحبي .

ت : وتعارض المصالح يخلق الانانية والشراسة .

 

4

ج : هذا صحيح . لقد راقبت الطبيعة وشاهدت اشرس الحيوانات فيها

الذئاب . عندما كانت تفترس فريسة كانت تكشر عن انيابها ويصرخ

احدهم بوجه الاخر ولكن لا يتقاتلون . يلتهمون الفريسة ويغادرون

المكان صامتين .

ت : ولكن الذي صنعك وصنعني يتعامل بانانية لذلك تتحول شراستهم الى

قتال ويبيد احدهم الاخر .

ج : عندما يختلف الذئاب لا يقتل احدهم الاخر لقد شاهدتهم عندما يشبعون

يهدؤون .

ت : لانها تكون قد اشبعت احدى غرائزها .

ج : اما الذي صنعنا لديه غرائز لا تشبع لان محركها هو الانانية والجشع .

ت : اتعتقد باننا استغفلنا من قبل … ( يسكت ) .

ج : لماذا سكت ؟

ت : انك تحرجني .

ج : الحقيقة دائما محرجة لنقلها معا . واحد اثنان الانسان ( يصفقان ) هي ..

هي الانسان استغلنا ابشع استغلال هي هي ( ج لا ينطق كلمة الانسان

في المرة الثانية ) .

ت : لماذا لم تنطق كلمة الانسان في المرة الثانية ؟

ج : الا تعتقد بان الانسان على وزن سلطان ؟

ت : اتعتقد ذلك ؟

ج : من استغلنا بشكل بشع ليس الانسان بشكل مطلق بل الظلمة وبطانتهم .

ت : ماذا تقصد ؟

ج : هناك مقولة تقول التاريخ يكتبه الاقوياء والجغرافية يصنعها الجبابرة .

ت : طبعا وما حاجة الفقراء الى التاريخ والجغرافية ان وجودهم من عدمه

سواء .

ج : لا اوافقك الراي بواسطة الفقراء تتحقق جميع المكاسب المادية وبتعبهم

تبنى الصروح . وبموتهم تتحقق الانتصارات .

ت : ايه .. تلك حقيقة مرة . لو تركوني اكتب بحرية لكتبت عن ماساتهم

الشيء الكثير ولكن اجبرني الاقوياء ان اذكرهم على شكل ارقام او

اهمشهم بشكل كامل اما الجبابرة فلهم القاب التمجيد والعظمة .

ج : دعك من هذا الان . علينا ان نفكر في المشكلة التي نحن فيها . لقد

طلبوا مني معلومات مهمة عن سطح كوكب المريخ .

ت : وانا كذلك . طلبوا مني ان أؤرخ لهذا الانتصار لكي يكون امتيازا

للذين ارسلونا .

ج : وهل تعتقد ان المعلومات التي سنرسلها والتي سترسلها المركبة

الفضائية خدمة للعلم والعلماء ؟

ت : وكذلك المصالح .

5

ج : اصبت يا صاحبي انهم لا يريدون اكتشاف العالم فقط بل واستغلاله

ايضا .

ت : ومن هنا سيسعى الانسان لسحق الانسان . صراع جديد على

ثروات الكواكب الاخرى .

ج : و ماذا سنفعل لنوقف هذه المهزلة ؟

ت : نتامر عليهم مثلما تامروا علينا واول شيء نفعله نوقف جميع

اجهزة الارسال والاستقبال .

ج : حسنا لنوقف جميع الاتصالات مع الكرة الارضية وننطلق الى

عالم اخر تمجد فيه الطبيعة والانسان .

ت / ج : عالم يسوده السلام والمحبة هيا ( يخلعون اجهزة الاتصال التي

على خوذتيهما ويدخلان المركبة ) .

غرفة الكونترول يرتبك من فيها . تتوقف شاشات الاستقبال فيصرخ احدهم .

احدهم : الو الو المحطة عرنوصيان هل تسمعني الو الو لقد انقطع الاتصال

يا الهي لقد ضاعت المركبة عرنوصيان يا للمصيبة يا للمصيبة

( يخرج التاريخ والجغرافية وينزلان الى غرفة الكونترول ) .

ت : ما بك ولماذا تصرخ ؟

ج : لماذا تصرخ ؟

احدهم : لقد انقطعت جميع الاتصالات مع المركبة عرنوصيان .

ت / ج : ( ينظر احدهما في وجه الاخر ثم يضحكان ) اننا نمثل يا رجل .

احدهم : ماذا ؟ ( ينظر اليهم ثم يشاركهم الضحك . يصعد التاريخ و

الجغرافية والمراسل ومن في قاعة الكونترول ويؤدون التحية )

 

 

1: ( العرنوص : هو عرنوس الذرة )

 

النهاية

 

حامد شهاب الجيزناوي

 

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock