محتويات الأعمال الدرامية الرمضانية: جدلية.. معالجة الواقع ومناسبتها لجمهور المتلقي
المسرح نيوز ـ القاهرة| سينما وتليفزيون
ـ
صالح عزوز ـ الجزائر
يجتهد الكثير من المخرجين والمنتجين في الوطن العربي ككل، من أجل تقديم أعمالا درامية وفكاهية خلال الشهر الكريم، خاصة وهو الشهر الذي تجتمع فيه العائلة على مائدة واحدة
وربما أمام شاشة واحدة، وهي سنة حميدة إن صح التعبير، خلال هذا الشهر العظيم، حتى ولو ظهرت إلى الوجود الهواتف النقالة التي خلقت هوة كبيرة داخل الأسر، إلا أن هذا الاجتماع العائلي بقي في الشهر الكريم.
لكن الملاحظ في السنوات الأخيرة، أن محتوى الأعمال أصبح يخلق جدلا كبيرا عند المشاهد، وتتجدد هذه الجدلية كل سنة خلال شهر رمضان، وتطفوا إلى السطح نقاشات تكون في الكثير من الأحيان حادة، بين صناع هذا المحتوى من مخرجين ومنتجين وممثلين، وبين المشاهد من مختلف الأعمار والمستويات ومن كلا الجنسين. لأن الكثير من محتويات هذه الأعمال، لا تتناسب مع ماهية الشهر الكريم، بل في بعض الأحيان تكون خادشة للحياء، وهو ما لا يتوافق أكيد مع تقاليد المجتمع في هذا الشهر الكريم، على حد تعبير الكثير من المشاهدين الذين يرفضون هذا المحتوى على الأقل في أيام هذا الشهر.
في المقابل يرى المنتج والمخرج والممثل وممن يدافعون عن هذه الأعمال من المشاهدين، أنها مهما كانت فهي تعالج الواقع، فلا يمكن لنا أن نرضى بهذا الواقع في الواقع بالسكوت عنه، ونلعنه حينما يترجم في أعمال درامية، وهذا يعكس حقا التناقض الذي يعيشه الكثير من المشاهدين.
يتواصل هذا الصراع إن صح القول، طيلة الشهر، ويتحول المشاهد البسيط إلى مدقق لهذا الأعمال ناقد شرس، يقف على كل كبيرة وصغيرة في هذه المحتويات، بالرغم من كونه رافض أصلا لعرضها، لكنه كمن يبحث عن إقامة الحجة الدليل عليها، تجده في جدال دائم مع صناع هذه المحتويات.
هل المحتوى غير مناسب أو وقت العرض في شهر رمضان؟
إن الخلفية الثقافية وربما الدينية للأشخاص، هي ربما من تدفع بالكثير منهم لرفض هذه الأعمال والمحتويات بالرغم أنها تعالج الواقع كما يرى صناعها، لكن السؤال الذي يطرحه العديد منهم، لماذا يختار لها شهر الصيام والعبادة، ومن هنا تتغذى هذه الجدلية، فلو تعرض مثلا خارج الثلاثين يوما من شهر رمضان ربما لن تجد هذه المعارضة الشرسة من طرف المشاهد أو سوف يغض البصر على الكثير من تفاصيلها، لهذا يعتبرونها ضمن مفاسد الصوم، ويجب الابتعاد عنها وعدم الوقوع في فخ مشاهدتها، خاصة ونحن في شهر رمضان.
بين الأمس واليوم…
ذهب العديد من المشاهدين، المعارضين لعرض هذه المحتويات والأعمال في الشهر الكريم، إلى أبعد نقطة للبحث عن الحجج والبراهين التي تميل كفة ” الحق” لهم، وهذا في كل الوسائط الاجتماعية التي أصبحت اليوم، منبرا لمن لا منبر له، للتعبير عن رأيه بكل حرية، وفي بعض الأحيان يتجاوز حدود اللباقة في الطرح، ويتحول إلى تنمر أو طعن في شخصية الأفراد. ومن بين هذه الحجج، هو مقارنة المحتويات في الزمن الجميل كما يعبر عنه، و التي كانت تقتصر على محتويات خفيفة ومضحكة تليق برمضان بعد الإفطار، والأهم كذلك تليق بذلك الاجتماع العائلي المقدس في الشهر الكريم، فهي ليست خادشة بل تحمل رسالات كثيرة في شكل فكاهي كوميدي، عكس اليوم فكل الأعمال الدرامية التي تبرمج خلال شهر رمضان فهي تعالج الممنوع في الأيام العادية، فما بالك في شهر رمضان.