وجوه مسرحية
من فوانيس المسرح الجزائري.. الممثل والمخرج “أحمد بن عيسى”رفيق سيد أحمد أقومي
المسرح نيوز ـ الجزائر| وجوه مسرحية
ـ
رابـح هوادف ـ كامـل الشيرازي
أحمد بن عيسى ممثل ومخرج مسرحي جزائري من مواليد منطقة ندرومة بولاية تلمسان في الثاني مارس 1944.
نشأ أحمد بن عيسى في مدينة سيدي بلعباس، وكان والده يحلم أن يصبح ابنه فقيها في الدين بما يتماشى مع حياة ندرومة ثم مازونة، إلاّ أنّ الابن أحمد تمرد، وربطته الصدفة بالمسرح الذي أحبّه منذ الصغر.
زاول تعليمه الثانوي بمعهد التعليم الثانوي، وغادر إلى العاصمة في سن مبكرة (17) للالتحاق بالمسرح، وشارك في تربص تكويني نظمه المسرح الوطني عام 1964 بسيدي فرج، حيث كان ضمن المشاركين الـ 40، قبل أن يدخل المعهد الوطني للفنون الدرامية ببرج الكيفان عام 1965، ثمّ اشتغل كمدرّس إلى جانب الأستاذ “آلان فيتي”، بالتزامن، دعاه مصطفى كاتب إلى المسرح الوطني لأداء دورين في مسرحيتي “الخالدون” و”ما ينفع غير الصح”.
كانت لأحمد بن عيسى عدة تجارب مع حبيب رضا وعبد القادر سفيري، لينتقل في 1968 إلى الجامعة الدولية للمسرح بباريس ونال فيها جائزة أحسن تمثيل في الجامعة عن دوره في عرض “المطرقة” لـ “رامون لاميدا”.
شارك أحمد بن عيسى في عدة مسرحيات بفرنسا مثل: “فاجعة الملك كريستوف” لــ “جان مارك سيرو”، “الأسلاف يزدادون ضراوة” لــ “كاتب ياسين”، “أنظر إلى الحيطان وهي تسقط” لـ “جان لوي بريناتي”، كما عمل كمساعد مخرج في عدة مسرحيات أخرى.
لدى عودة أحمد بن عيسى إلى الجزائر سنة 1971، أمضى على أول عقد مع المسرح الوطني الجزائري بالتزامن مع رفيق دربه سيد أحمد أقومي، وأسهم تعامله مع علولة، مجوبي، الحاج عمر، بودية، مصطفى كاتب، ولد عبد الرحمن كاكي، وياسين كاتب، في تشكيل وعيه المسرحي كممثل وكمخرج.
من أبرز أعمال أحمد بن عيسى كممثل مسرحي: “غرفتان ومطبخ” لعبد القادر سفيري، “132 سنة” لولد عبد الرحمان كاكي، و”النقود الذهبية” لعبد القادر علولة.
تقلد أحمد بن عيسى منصب مدير مسرح سيدي بلعباس الجهوي في فترة عصيبة كانت تمر بها الجزائر (1995)، واستحدث مهرجان المسرح الممتاز الذي استقطب عدداً كبيراً من الجمعيات المسرحية.
على مدار 50 عاما، تكلّل المسار الفني لأحمد بن عيسى بأكثر من 120 فيلماً وعشرات المسرحيات، حيث أخرج عدة أعمال للمسرح الوطني الجزائري، مثل: “الزيتونة” عن نص محمد بودية و”الطير الأخضر” لــ “كارلو ڨودزي”، إضافة إلى ”عجاجبية وعجائب” (1986)، ”وصية دمنة” للأطفال (1994) وأعاد تقديمها في 2004، “الثمن” (2000)، ”المغارة المتفجّرة” (2008) و”المفترسون” (2008)، إضافة إلى “الرتيلة” مع مسرح عنابة الجهوي و”نجمة”، و”الحب المفقود” للمسرح الوطني الجزائري (2015).
شارك أحمد بن عيسى في أعمال تلفزيونية وسينمائية كثيرة، مثل: “كحلة وبيضا”، “الانتحار”، “أبواب الشمس”، “دليس بالوما”، “خارجون عن القانون”، “الصوت الخفي” و”الجزائر للأبد” (2015).
آخر أعمال أحمد بن عيسى، إخراجه مسرحية “ريح الحرور” (الفون) Le Foehn، إنتاج مسرح تيزي وزو الجهوي (نوفمبر 2017) عن تراجيديا كتبها الأديب الراحل مولود معمري سنة 1957، علما أنّ أحمد بن عيسى عايش إنتاج المسرحية ذاتها ”الريح” على خشبة المسرح الوطني الجزائري (1967).