من كنوز المركز القومي للمسرح.. وتعاون فني بين مصر وسلطنة عمان يتألق فيه العاملون في المركز القومي للمسرح
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ هدير عبد العزيز
ـ
تعاون فني بين مصر وسلطنة عمان بفضل جهود العاملين في المركز القومي للمسرح. وقد بدأ ذلك منذ شهرين والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في تقدم وازدهار كبيرين، بفضل نشاط العاملين فيه من الشباب الذين نالوا فرصة العمل بجد واجتهاد من أجل رفعة بلدهم الحبيبة مصر، في ظل رئاسة الدكتور سيد علي إسماعيل لهذا المركز المتألق. وعلى الرغم من أن المركز يحتفظ بالوثائق والصور والإعلانات المسرحية القديمة ذات القيمة التاريخية الكبيرة،
إلا أن أول معرض يقيمه المركز خارج مصر .. هو هذا المعرض الموجود الآن في الجمعية العمانية للسينما تحت عنوان (من كنوز المركز القومي للمسرح .. مركز لا نظير له)، والذي أقامه وأشرف عليه ونسق لوحاته وصممها الفنان (محمد الكومي) أحد فرسان المركز القومي وما أكثر فرسانه، لا سيما السيد/ باسم بركات الذي لا يكل ولا يمل من قيادة أخوانه وتوجيههم نحو النجاح دائماً؛ بوصفه المشرف العام في المركز!!
وهنا سيتعجب القارئ ويتساءل: ما علاقة مركز المسرح بالسينما؟ والإجابة تتمثل في الوثائق والصور المعروضة، فهي صور تثبت أن السينما خرجت من عباءة المسرح المعروف بأبو الفنون. بل وأن أغلب رواد السينما العربية أو المصرية، بدأوا عملهم الفني في المسرح. وأكبر دليل على ذلك مجموعة العقود المعروضة، وكلها معنونة بعنوان واحد وهو عقد اتفاق (شركة رمسيس فيلم للأفلام الناطقة والتمثيل المسرحي)، مما يعني أن المسرح والسينما فن واحد في هذه الفترة وهي فترة الثلاثينيات والأربعينيات، وهذه العقود في مجملها لأشهر الفنانين ممن عملوا في المسرح والسينما أمثال: أمينة رزق، ماري منيب، سراج منير، بشارة واكيم، استيفان روسني، على رشدي.
كما يلفت نظرنا في الوثائق والإعلانات المعروضة أعلان فيلم (أولاد مصر) عام 1934 وهو إعلان عن عرض الفيلم في سينما القليوبية!! مما يعني أن الثقافة السينمائية كانت منتشرة في أقاليم مصر ولم تكن محصورة في القاهرة والإسكندرية فقط كما يظن الناس. والأمر نفسه ينطبق على إعلان فيلم (الزواج) الذي عرض عام 1934 أيضاً في سينما المواساة بأسوان. واللافت للنظر أن هذا الفيلم من تمثيل وتأليف وإخراج ممثلة المسرح الشهيرة (فاطمة رشدي).
كذلك نجد وثيقة مهمة عن طلب المطربة أم كلثوم من مدير الفرقة القومية خليل مطران بعض ممثلي المسرح للاشتراك معها في أحد أفلامها عام 1936. وإذا انتقلنا إلى فترة الستينيات من القرن الماضي، وهي فترة تألق السينما المصرية، سنجد في المعرض مجموعة كبيرة من الوثائق والصور المتعلقة بالفنانة (نادية لطفي) بوصفها واجهة سينمائية مشرفة في المحافل الدولية، وكذلك وثائق سينمائية تتعلق بمجموعة من أشهر الفنانين أمثال: فؤاد المهندس وزوجته شويكار، وخيرية أحمد، ومحمد عوض، وفتوح نشاطي، وعمر الحريري. إن هذا المعرض يمثل ترابطاً فنياً بين الشعبين المصري والعماني، وهدفه إطلاع الشعب العماني على بدايات السينما في مصر، لعل هذه البداية تكون دافعاً للفنانين العمانيين في مجال السينما، وما حققته مصر ستحققه السلطنة في القريب العاجل وفقاً لإمكانياتها الفنية والبشرية.