ننشر أول ترجمة لمسرحية (رجل الرباب) للكاتب عبد القادر فراح .. ترجمة: الناقد جروه علاوه وهبي ـ الجزائر
المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص
ـ
تأليف: عبد القادر فراح
ترجمة: الناقد علاوي وهبة | الجزائر
أول ترجمة لمسرحية.. رجل الرباب
الإهداء
إلى
حفيدتي الملكة سلسبيل
الشخصيات:
- رجل الرباب
- جوقة استماع للراوي
- جوقة الجن
- إبليس- هو الشيطان
- ملكة المدينة المسحورة
- جوقة السكان العائدون إلى الحياة
استهلال
يجري الإستهلال في مكان غير محدد، في وقت لا يمكن أن تميز فيه الخيط الأسود من الخيط الأبيض. في مقدمة الركح المسرحي وأمام الستارة المسدلة يجري هذا المشهد الاستهلال:
(( رجل الرباب، جوقة الاستماع))
الرجل: لينسحب البخلاء والمنافقين. فقلوبهم جافة.
لكن الله غفور رحيم
أتعرفونني
الجوقة: آه أيها المسافر، كيف لا نعرفك؟
صوتك هو صوت الصدفة، عندما يدوي في أجواء المساء
صوتك هو صوت الجلجلة، عندما تطن عند أقدام الجميلات
أنت النهر الذي لا يتوقف في أي مكان
إبق معنا أيها الراوي
الرجل: “يعزف على الرباب” لم أعد أملك ثيرانا تزينها الأصداف، رغم أنني أعرف رقة الأخصاب ………..وتلك التي للولادة، أعرف الرقة التي تجعل المطر يتساقط، في حين يجرح الرجال الأرض ب بأسنانهم، بأظافرهم.
أعرف أغاني الندوب، والرماح، وارقص رقصة الخمسة، والثلاثة عشر، وعشرون ضربة سيف.
أعرف أغاني الدراويش، عندما يخرجون من وحدتهم لا ودية الكهوف، أو يدورون كالنجوم حين
تولد، ويتلقون أغنية الشمس السرية.
الجوقة: يبتعد البخلاء، ومعلموا المدارس عنك لأن قلوبهم جافة.
الرجل: أعرف لغة الملائكة، عندما يطردون من جذوتهم المرعبة، المذنب ذو النيازك، الشياطين الذين
جاءوا قبل الفجر:
أصابعي تعرف أداء الثمانية وعشرون حرفا للمكان القمري
أعرف أغنية، موتى، وموتك، موتنا عندما خلقها الخالد.
الجوقة: جئت
مسبوقا بالزيزان، اصفياءك
مسبوقا بالنجوم قرب طريق التبن
ابق بيننا أيها الراوي
الرجل: ” في تناغم إيقاعي”
في الحقيقة – الآن- سأتكلم. نعم سأقول السر الذي يلخصه الرباب في هذين الوترين
” يدوزن الرباب”
حمدا للذي خلق انسان الأرض شبيها بذاك من الخزف
” يداعب الوتر الأول من الرباب”
الوتر الأول يرمز للإنسان، عندما خلق من طمى الأرض.
“يداعب الوتر الثاني”
الوتر الثاني يرمز للروح
الروح ترفض الدخول في الجسد، هذا القبر المتاح- شمس مغروزة في رمل صحراء العزلة.
الأحفور يتسلق الريح، لكنه يسقط في بطن لم يغلق- مفرغ، معاند- بين الحياة والموت ارتجى،
أوتار الرباب
الجوقة: أوتار الرباب، أوتار الرباب ! …..
الرجل: ” يلعب على أعمدة مقدسة، ترتفع أغنية أصيلة”
كانت الروح في الأغنية، وظنت أن الجسد كله كان الأغنية.
لكن الجسد، كان عنيدا
دخلت الروح فيه
دخلت الروح فيه وغيرت خطواته
اختلاج الليل، أوكل الصباحات
يتنفس
بذراعيه الطويلتين بإفراط يتحاضن الإنسان ويلجلج أولى رقصاته
يا له من تناغم
الصدفة المفتوحة… تخرج منها صرخة الحب ويحترق الذهب في الغلاف، دمغة الطراوة.
الجوقة: يا اله، لمن كانوا ترابا، أعطيت روحا
لمن لم يكونوا سوى ترابا
الرجل: من هذه الشرايين المغسولة بالدم تنبثق ياقوتة حمراء
الماء والنار
يتقليان قداسة الإيقاع
الإنسان يشرب في كوب شفاف
الأعداد تنقلب إلى فسيفساء
علاقات لماعة، يتمدد الحضور فيه
وفي العالم اللانهائي، الذي يتلاقى ويتصادم
الجوقة: اصدحي أوتار الرباب! …..
الرجل: أيه أخبار
أية ارتعاشات عجيبة، تصعد نحو خياشمه
الشراع الأخير يتمزق
محيط مخبأ في لهاث صدره
طبل يغذي احشاؤه
ناقوس يوقع دوائره النحاسية
ناي من القصب، نهر بجلبة مباغتة و……
من جديد الرباب
الناي يرسل الأغنية لكل أقواس قزح.
الناقوس لكل الهلاميات في البحر
النخل للحيوانات التي تزحف تحت غلاف الأرض
( صمت .. فجأة الجوقة قلقة)
الرجل: أية أعجوبة هذه؟ بين الوترين أرى أنها مدينة
الجوقة: أين هي هذه المدينة؟ انني لا أراها
الرجل: منذ بدأت السير، إنها المرة الأولى التي تظهر لي… مدفونة في الصمت…تبدو… لا بد أن . أوقظها
الجوقة: يا للأعجوبة !
ما هي؟ ما هي هذه المدينة؟
لا شيء يحدث، ورغم ذلك أرى….
الرجل: بهلوان طويل الساقين، يقف ماسكا شيئا عجيبا فاتنا، امرأتين معا…
شاحذ سكاكين يجرب عجلة آلته الشاحذة خزاف يلمس بحيطة شكل جبل:
حارسان مثل العقارب
عجوز ناعس على نصب..
سقاء…تاجر أقمشة
الجوقة: وهناك في عمق الساحة
الرجل: شجرة بطنها مفتوح تنتصب، أغصانها مهلوسة
الجوقة: لماذا هذا السكون؟
الرجل: كل هؤلاء السكان، أريد التحدث إليهم
الجوقة: احذر أيها الراوي، إن وهم الحياة هذا هو ابتداع إبليس الملعون.
وهم الحياة هذا، هو جهنم، وجهنم فيك كما هي في
إبق معي ستكون ربابي، ولن تتمكن منك جهنم.
جهنم لن تتمكن من شيء تقريبا
ابق معي وسوف نغني الأغاني القديمة
سوف نفرغ الأكواب، ونغرس كروما أخرى
الرجل: “يدخل إلى المدينة الغريبة. فتتجلى”
ألا ترون إذن إنه ينادي
بالقرب من سيد العالم
ضد إبليس الملعون
فجأة
الجوقة: كل هؤلاء السكان ينتظرونه… ويومئون دون أن يتحركوا
آه لماذا هذا التمثيل في اليوم الأخير
وحسرتاه… وحسرتاه
لا يمكنني سوى الاستماع.
المشهد الأول: رجل الرباب وحده في المدينة.
هل من أحد هنا؟.. أحييك أيها الشيخ. وأنت أيها الشحاذ، وأنت أيها الخزفي والجندي، لقد ظهرت لي مدينتكم من بعيد، من بعيد جدا…
أفخر التحيات لكم جميعا، من كل الأصناف، أضع يدي على قلبي وأركع.
لماذا هذا الصمت ؟ ، أظنني
فهمت أنتم حذرون مني !!، أنا الغريب لست سوى راوي قصص فقير ….لا شيء، وإن شئتم أمير كل المغنيين في السيرك. في ربابي توجد شهادة من جلد الديك، تشهد علي ذلك. إنني أبيع أغنيات الحب، وقرون سحرية تحتوي على لغة كل أسماك البحار. يمكنني صنع دواء من العسل الذي يرضع دوريا من بين لوحي الكتف يمكن كل الشيوخ ودون تمييز بين الأجناس ولا التصرفات العيش حتى المائة وأربعة عشرة وربع السنة، ذلك لأنني بعد هذا لا أضمن أي شيء.. لأن الجسم محكوم عليه بالتفسخ البطيء. أنتم تعرفون ذلك أفضل مني لكن طيلة الحياة لا فم عفن بسن واحدة يتهالك حرا مثل عقب سيجارة ، ولا بطن يطن ولا وجود لخصل الشعر في الأنف أو الأذنين، لا عرق مُتخمر . مائة وأربعة عشرة وربع من الشباب بالضبط في متناول أيديكم. هل تسمعون… أيديكم… ويمكنني كذلك إن أردتم….. أعرف أنكم تحبون القصص… إن الحياة أمينة الحمام المجوز ..آه القطيفة عيونه المتعبة… !!، إنها تدور أمينة الحمام العجوز آه كم ترتعد خدودها
المخضبة .. !! .
سألتها آه يا عمتي إلى أين
بهذه الخطوات ؟
اجابتني ، إلى وظيفتي الرسمية.
ما هذا الموكب يا سيدة الخير؟
إنهم خدمي أربعون ظريفا بخدود ملساء وأجسام ابنوسية اضحكوا إنني أمركم بالضحك هاها..هاها..ها .. انتم متحجرون، باردون، انطمست أعينكم وشفاهكم. هذه الأقنعة في كل مكان.. إنني خائف تنتظرون أن التفت وتهجموا علي وتحملونني معكم لأي مكان. أقول رأيي ثم اتركوني بدل أن ترموني لا أريد الذهاب معكم… كل هذه الأوراق الميتة. كل هذه الأيدي ماذا تخفي ؟، آه أنتم النائمون أبيعوني تثاؤبا واحدا، لا شيء غير المراوحة عزلة بقناع خزفي، قل أي وجه قبل الإنسان قبل ميلادك، قد عرفت عزلة تتضمن جروحكم وكل الكوابيس الممكنة.. أنتم تشكلون حلما مشروخا.. فيكم وحولكم زمن شبحي ينضح، تذكروا حبكم القديم كل الذي كنتموه والذي رغبتم فيه أنا من يعرفه ويرغبه ، انساب فيكم وتنسبون في .. وأحملكم نحو الحياة، أنا حيّ في أمواتكم وعلي التوالي. إنني أتضمنكم جميعا لا تنكروني، خلاصكم وحده يقيني.
المشهد الثاني
جنيون وجنيات يغنون : ابليس أنا نار ابليس صاعقة سقطت ابليس في عروق الشجرة ..إبليس أحشاء الأرض.
جنيون : أوه..
جنيات : إبليس خليط، ماليط.. ابليس جن ابن جن ابليس لجوج ماجوج يستكشفون الساحة
جني : الخزاف
الجميع : مازال لم ينته
جني الشيخ .
جنیات: إنه هنا جني.
جنيات جثة مخضبة
جني : والأخرى؟
جنيات مغرورة.
جني : المشعوذة
جنيات: إنها باردة في كل مكان لا شيء يذكر في كفنهم الأعمى المخوط .. لا شيء يذكر في عروض الأرض.. في أحشاء الأرض..لا شيء. لا شيء.
جني: أظنني شممت رائحة ابن الأرض.
الجميع : في أحشاء الأرض لا شيء يذكر تقريبا.. أه ابليس اظهر. تجلي
ملاحظة : كل حركات جوقة الجنيون تدل على وجود ابليس لكننا لا نسمع سوى صوته. رقصة بإيقاع سريع تنبئ بوجود دوران نجومي يرقصون ورؤوسهم منحنية إلى . الأمام وأيديهم متصالبة فوق صدورهم. يبدأ كل واحد في الدوران حول نفسه. ووفق سرعة الدوران تفتح أيديهم وتمتد في وضع أفقي، فجأة يتوقفون. إنهن نساء صارمات
الجميع : المجد بالقرب منك، لسنا سوى فزاعات أطفال….
صوت إبليس:.. ضروري للإعتقاد بأنني غير موجود.
جني مرتلا : خلقت قبل الإنسان. عشت بين الملائكة وعليه عقدوا الآمال الكبيرة أمام أدم الغاضب أبيت السجود منبوذا ..مجردا ..
يقولون لكنه .نبيل.. حصلت من الآخر على تأجيل انتقامه إلى يوم البعث، في انتظار ذلك أنت تعادله .. في سيادة العالم.
إبليس: ذات يوم وصلت المدينة في رحلة ترفيهية.. سألت عن طريقك قدموا لك شراباً .
إبليس ..موسيقى خجول ، غير متأثر .
بمدرسة إلهية : علمتهم كيف ينبحون وفق الإيقاع تنسق الصدى والحشرجات، قتلتهم بموسيقي الزواحف بعد أن أخرجتهم من القلق، بعد أشهر الجميع تحجر إلا هي .
صوت ابليس، إنها حية، لا يمكنني الاعتداء على حياتها وهذا أفضل للجميع.
أنت وحدك من يعرف ما معنى هذا، أنت وحدك، لقد شممنا رائحة الإنسان…أنت هو الأقوى.
صوت إبليس : أعرف أن الإنسان يمشي في المدينة اتركوه حرا ما يراه يكفيه ليلتقي الجموع الشاهدة على إبقائي له ، على ما هو أهم .. بدأت أنزعج.
يتثاءب بصوت مسموع.
الجميع : نحن عند اقدامك .. إننا نمجدك
صوت ابليس: كفى… إنه يتجول…مجنون ولكه ليس وحده..
الجميع: بالقرب منك.. آه ابليس
صوت ابليس: .. انصرفوا .
غناء.. انصراف الجنيون
المشهد الثالث
صوت ابلیس : وحيد أو تقريبا ، ثم أنا إبليس لا يمكنني السجود أمام صورة من طين ، أنا أتحول إلى ما أشاء ، كل واحد برى في معبود الإنسان مليء بالظلمات، وهكذا أتواجد مرات للرضا العام… أوضح أن الليل ، ليس ليل ولكنه نوع من النهار.. إذ الأشجار تواصل النمو ، الحرية الحقيقية تنسي | الآخر الذي يرمز للخلود. جاء عندي… هو يعدكم بالجنة بعد موتكم. أنا أعطيكم كل ما ترغبون فيه الآن …
أعرج يصرخ: نحن واقعيون. نريد أفعالا .. نعم أفعالا ، انتم كلكم جميلون. أجساد بأجزاء رائعة في الأيام السعيدة كما في الأيام الحزينة ، المستقبل لنا لن أخيبكم أبداً. أنا صديقكم .. هذا الطائر أتعتقدون أنه يطير.. ؟؟ ، أنتم مخطئون وما يخدعكم كونكم تفضلون الرمان على الحنظل، أغني لهم كثيرا، حتى كدت أبحّ، اعتقدوا أنهم في الجنة طلبوا مني توقيعات، اقترحت العكس ويسرعه الادمغة أعلمه أن الإنسان رذيلة لا يمكنه بلوغ النور الذي هو أنا، ليعرفوا ما يعج به.. هنا الخلاص أعرف نفسك بنفسك. بالحب أدمر ، اللحم النيئ مصدره الحياة الكل يحب نفسه أكثر أو يكرهها، أقول أن الإنسان مذنب ليعترف بذلك الإنسان كائن منحط بشكل نهائي، حفلات التنكر وحدها تبعده عن التشتت، لذلك يتذكر كثيرا، أذهب إلى أبعد قليلا، في مصلاتكم توجد متاهة . مريض من صنعها فاقد وعي دنس.. أتمارض وأرسم كل الرموز. ويصبحون أذكياء كانت هناك احتفالات . يطلبون مني توقيع أصيل وكانت النهاية .
بالقرب من الشيخ إبليس: تحية أبها الشيخ المتجول بين المعارف والفتيات الصغيرات نهم راشي تنقصه الحشمة . ساعدتني كثيرا .. أعطيتك مفتاح العلوم وبقدر ما تتعلم بقدر ما يندمج فيك الجهل، تقول إن الخير هو أكثر الرغبات فحشا
لا يمكنني فعل الأفضل من ذلك ، هذا تنقصه الهيئة…
لماذا إذن قيدت نفسك في هذه الصورة الساخرة وكل هذه المزاهر من الطقوس السوداء.؟ ، من ضفادع تقتل يوم الجمعة وقلوب حميرة تنزع عند الغروب… استهزاء دناءة وسأم حد الفضيحة.. أيها المشعوذ لأجلك حولت نفسي إلى امرأة.. أحببتك كثيرا، لكنك لم تبالي بحناني عند اقترابي تلف قلبك في الحفلة.. نحن نفهم بعض دعوا الفنانين يجيئون إلي … الجوالون .. المنتجعون الذين يعرفون ارتجافات الموجة ، كل الحواة بغالي الراكضة كما الصمغ ينفخ بعض الورود ، كنت مضطهدا من هم؟، هم الحراس يا حراس احذروا كل الأسماء التي رتبتموها بالآلاف في الملفات ، يوم البعث سوف يقومون ملفعين ويأمرونكم أن تنفخوا فيه الحياة سوف تكونون عاجزين…. حينها تتفرقون في الاتون والتورم ومن جديد .. الأسماء والملفات بالآلاف… أنت أيها الشحاذ أكل الخردل. تحب حليب الاتان، غذاؤك الوحيد شحاذ له حركة محددة هي نفسها في كل حياته خرافي أخرق في عشقه .. ويديه مملوءتين بالطين اقترحت عليك سرا يجعلك نساويا للآخر، ليس فقط يمكنك من إضحاك جرارك. ولكنه يجعلهم أحياء كذلك، يسيرهم ، يعطيهم أيدي وأرجل. وكل المقذوفات وفق قوانين الواحد الذي يعرفها، لأجل هذا عليك أن تحبني قليلا. لذلك لا تفكر في تلك البلهاء التي لا تنظر إليك.. وتجعل منها جرة ها ها ها، هذا الخزافي المتبجح يريد الذهاب… ثبات مضحك: ماذا قال لك الرجل ؟ .. أهو عطشان تعس؟ ، إنك تحركت حين عاد.. سوف يلاحظ نورا في عينيك يحاول إقناعك ويعدك…. ابق كما أنت سوف يبلغ هذيانه كماله عندها نحرره..
المشهد الرابع
رجل الرياب ، أصوات لا مرئية .
رجل الرباب: شحاذ السكاكين قطعني إلى ثلاثة قطع بقدر ما يمكن لألسنة العقارب ، سوف أعود لأخذ كل شيء بعد ساعة كل هؤلاء الموتى من أين جاءوا ؟ ، إلى أين يذهب بهم رحيلهم ، هذا ميت على نعش من خشب وهذا الميت يقرأ في ورقة بيضاء الامه ضحكاته المكبوتة هذا القمر غير المحدود بالحركات أيها الشحاذ خلف المزار ، لقد قررت التوقف عن الرحيل، توقفت ولا أحد جاء، نساء بشعر أبيض كما وجوههن، دون أطفال أيها الشحاذ لم يعد هناك أطفال في المدينة اسمع ..؟.. لا أحد !!.
مشيت كثيرا، وبدا لي ظل يرتدي حجابا يبدو متموجا بين السماء والأرض، كلما حاولت أن أمسك به لا يعود ، أحيانا يبدو امرأة أخرى، حشرة بين الأعمدة، أنا أميت عطشا بحثت عن الماء تمثال أسود لمس كتفي عيناه الفارغتان تترصداني لا بد من الاعتراف بدعائه..
عليك أن ترتاح كما الصدى تعيد الأصوات اللامرئية ما قاله …
إنها أصوات عجائز مرتجفة. اصوات لا مرئية : يجب أن ترتاح .
رجل الرباب: اقترب جواد ودون حس قال لي صائد الطيور أو . أنني توهمت الفهم في عمرك كنت.
أصوات لا مرئية: كنت مثلك.
رجل الرباب: شيخ بعمامة كهنوتية همس لي ، كل شيء هنا ليس سوى عبرة سأعلمك الزهد.
أصوات لا مرئية: سأعلمك الزهد.
رجل الرباب : جمهرة لا تنتهي من العباد مستعدة ومتحدة، تشير إلى يا ابن آدم الأفكار مبهمه یا ابن آدم أنت مجنون قليلا. اعترف إذن العباد نيام وحين يموتون يستيقظون الحياة لیست سوی حلم
يضحك الرجل ضحكة جنون فتعيد الأصوات اللامرئية ضحكته كالصدى الأصوات اللامرئية قوية أكثر فأكثر.
مرحبا بأمير كل مطربي السيرك .
رجل الرباب: ولقد جئتم قبل الوقت ، لكنني سأعود عندما تصبح
الشمس سوداء، وتشرق كل الكواكب، عندما يذوب القمر وتهب رياح الموت لمدة سبعة ليال وثمانية أيام، عندما يرن الدفن ليعلن بأن الحياة الدنيا انتهت، عندما القبور تلفظ العظام وتتزاحم العظام كالجراد والأرواح مثل مجموعات النحل، نذهب استجابة لنداء الدفن، عندها يكون آخر العروض المسرحية ، عندما التحق بكم.
أصوات لا مرئية : يا ابن آدم بحثت عنا كثيرا ونحن انتظرناك ، يا ابن آدم سوف نحميك من نفسك، يا ابن آدم الحياة ليست سوى حلم في حلم، يا ابن آدم لقد قرأت جيد .. توقف ممنوع الرحيل .. الرحيل..الرحيل
رجل الرباب: ربنا إن الشيخ على حق..لن تكون الحياة سوى حلم حلم. في حلم .. اصمتوا انتم أريد أن انام.
يتمدد قرب السجاد وينام
المشهد الخامس
ملكة المدينة المسحورة : تجاوز الوقت منتصف الليل، إنها ساعة اللفافة على عرش سندال أبيض ، ملكة جزر الواق واق ابنة عمي محاطة بفتيات التشريفات تأكل المربي الجاف وتستمع لأشجار الثمار التي تشبه رؤوس الآدميين تقول واق واق .. واق أنا ملكة هذه المدينة المحاطة بموت النسمات أؤكد أن عمتي عنكبوت حديدي مختلطة بأبنائها وبشعري. أستمع لرعاياي المحولون إلى ملكة، هي لا تعتقد أن في نحيب الجنيات العنكبوت، بلغت الرابعة عشر وتلعب بالكعاب عمتي أين أنت إذن؟ .
في الساعة المائية ضاعت قافلة الساعات وانكفأت كل الاسطوانات خيوط على بلاطة مختومة شمرى جلابيك وتعالي.. إنه وقت التفكير جواهر زواجك. عند الجواهري تختارين قلادة .صدر. وخلاخل أرجل سوف تفتح كل خزائن حرير التاجر وبالنسبة للعطور سوف تجدها.
عند خياط البلاط تشبها ببعض البطلات سوف تمسكين بقوس سيجعل صورتك لدنة وكلك كتابة ويعلو رأسك سوسن أسود .. نتركه يهبط بين عينيك لتنبت دالية، ويفتن المعجبون بكل الزخارف ومن باب إلى باب تطوفين بكل العصافير ، من باب إلى باب تشحذين صدقة . من فضلك سلة واحدة وأعطي كل كنوزى.
في الساعة الثانية الطواويس أغمضت عيونها، إنها ساعة أخواتي العاليات الطيران جئن من الجزر المنيعة مكسوات بالريش الأبيض، ها قد جئن مستعدات لحملي بعيدا، أخواتي بقفزات الظلال… عيونهن مثل عيون الزرافات الأكثر جمالا في العالم.. أظهروا في عمق عيوني، لا تلمسوني دون رد عليّ إني الملكة، عند أقدامكم ربما تجدونني أكثر غموضا، أنتم تملكون مفتاح الكنز المطلق. سنوات الملك تشهد، سحب مرئية بنظام، في خزائنكم بجرورات مملوءة بالأوهار والزبد، أسميكم فتيات الموج الشاحبات.. أفواه ضاحكة مثل ينابيعكم، أخوات براقات عند حافة موتي. علي أن أجمل هذا الجسد الذي هو أنا، أدخل يدي في الإناء…
جرعة ابتسامات وانغماسات الزعانف.. أنتم جنيات من خرير، سوف تغرق الموت سوف تهيج مزمجرة عند سقوطها، لكن الوقت يكون قد فات، الإصبع في الفم سوف تلقي الحجارة في المياه لنشجعها على الموت، انتظروني آه انتظروا وجودي بين هذه الجدران سوف أضيع حتى ذكرياتكم، آه تعالوا، أصواتنا المتناوبة ستفرح، إنسان الحجارة وكل كنوز همومي وحجراتي المهجورة يا للأسف في أعماقي أنتم مقيدين بأزهار جنوني المألوفة، أزهار الصبر التي تضم كل الأغاني بلا هوادة ومخيفة دوما.
أنا الملكة، آمر بأنه لا يجب قطف الأزهار أبدا، وإلا لن ترجع بنات الأمواج أبدا لتعطيني الأجنحة الكبيرة اللامعة، ولن أستطيع اللعب في ضوئها.. لن أتمكن أبدا من مسح هذا الطريق بنفسي نحو نفسي.
المشهد السادس
جنيون وجنيات .. رجل الرباب
الجميع : أوه إبليس… خليط ماليط.. ابلیس جن ابن جن ابليس لجوج ماجوج
جني: إذا كان هنا، فإنه نائم.
جنيون قرب المشعوذ .
الجني: ابتعدوا.. لأعرف أنه حقا رجل دجال.. انظروا الآلات
الجنيون: إنه جميل، نريد نسخ صورة واضحة.. مكان القلب
جنية: وتضعني مع عملك.
الجني: ضروري الإتيان برحم السنونوات
جني آخر: خنزير أبيض.
الجميع .. صمتا .
جني مرتلا ببلادة: بأمر إبليس. أبدا الطقوس، أوزع البرد أيها الإنسان سوف أنظم ما يفصل نومك عن موتك ، أيها الإنسان سأجلس على جبهتك، أيها الإنسان سأطفئ كواكبك، أيها الإنسان.. سأطفئ حياتك
الجميع : ليصبح لسانه من الملح ، ليكن الجني الموجود في المكان فوق الجليد
جنينان .. واحدة تقف قرب رجلي رجل الرياب، والثانية قرب رأسه، بينما تذهب جنيتان إلى الشجرة المجوفة وتخرجان قرينا لرجل الرياب كله أبيض وجه حلم أو كابوس ولكن ليس له رباب وكل ما يتبع يكون مع رقص القرين النائم ، وكذلك الجنيتين المحيطتين به.
الجنية الأولي: أنت معشوقي من كل الكواكب العقرب الحقد . فمي علي فمك.
الجنية الثانية: لا تبعدني انت في حاجة إلي هذه الليلة حتى تنسي كل ما هو ليس لهب.
الجميع: ليخرج من ذاته. وينظر إلى نفسه نائما
الجنية الأولى: أحملك إلى العالم الوسيط، الأكثر غرابة من كل هلوسات الإنسان.
الجنية الثانية: سوف أحملك مثل طفل ونذهب، القمر حلقة في أذنك، وتحمينا الظلال عند المرور.
الجنية الأولى: هنا لا جوع ولا عطش، وحيث ما يشبه الجوع أو العطش يجعلانك تكتشف ملذات التشرد.
الجنية الثانية: بحيرات متحركة تدخلها دون تجمد سطحها، أشجار تنتظرك، وتتحدث إليك بصوت الألم، دم ينقل ذهبا، إذ تشق الطريق الساطعة الأنوار.. هذا الجسد.
الجنية الأولى: أعبر لحلمك، وما يحيط بك مازال فاترا. أحفر دون انتهاء.
الحنية الثانية: دون انتهاء قرب الشريان البستاني، قرب العمود الذي يشكل كل شيء.
الجنية الأولى: أعرف السقف المقدس، بدن منقلب، واقترب من القلب.
الجميع: إبليس يناديكم ، ادخلوا البطن…استخدموا خواتمكم
الجنية الأولى: سلسلة من الحفر، أكثر فأكثر عمقا، ومنذ غابر الأزمنة.. زيادة على كل التقييمات بظاهرة الظلال…رؤى وأيدي تتوالد دون توقف.
الجنية الثانية: متنافرة، وترغب بشغف في الموت..أيدي أشباهك تفرز دما أسودا. الجميع: إبليس يناديكم.
الجنية الأولى: لتكون مستعدا ،احبس كواكبك، وأشوهها.
الجنية الثانية: أيتها النجمة التي تسكنه عودي إلى سمائك، اخرجي من الإنسان، لقد أذيته.
جني: أيها الإنسان ، فلتدمر الجميع..لتدمر.
رجل الرباب يطلق تنهيدة كمن في كابوس..يختفي قرين النائم..مايزال حيا ، من يكون هذا الرجل؟
يرتلون بصوت حزين: إبليس….خليط.. مليط، جن ابن جن ، لجوج مجوج.. في أوج الهياج يختفي الجنيون في تجويف الشجرة.
المشهد السابع
الملكة: من يدعوني إلى الرحلة الطويلة، ناقل الماء بقرب فارغة ، الراعي بجيوب مليئة بالنجوم ، الحداد بسندان الصمت، صياد الأسماك المعدنية ، بهلوان الحركات القاسية الخزاف ذي الأيادي السمراء ، الحراس المزورون منتوفي الريش ، العجوز ذو العين البيضاء، الصقور الجائعة…ودورات الأفلاك انطفأت، …عيناي لم تعد تعكس شيئا سوى انطفاءهما، إنهما تعتمان مضغوطتين لبعضهما ، يداي ممدودتين لتجاوز ما يفصلنا
تصل قرب الرجل النائم.. ثم تطلق صرخة: لا يا إبليس ، ليس هكذا لحد الآن تجنبتني، الآن أصبحت رجلا، إنني أعرفك..بجذعه وشعره لا تتحرك إبليس..إنني جاهزة…تعالي أنهيني ، هو إذن رجل..إنه نائم ، هناك ميت فيه..في رحيله ، في الكل كما في كتاب الطبيب إنه يتنفس..إنه حي تحت أشفاره ، عيناه مغلقتين..بنات الموج ، في أذنه حلقة فضية…غريبة لصق صدره رباب.. موسيقى ..بأيدي الوهم .. ستأتي إلي القصر غدا..وتعزف لي قطعة رجل ينام في مدينتك..بهلوان..في المدينة خزاف…أتسمعونني…؟، الحياة تجري في عروقه. وترسمه في مدينتي جسد قاسي يفتنني رجل نائم….رجل رسول جاء من بعيد…علي استقباله، سأوقظه.
تلمس الرجل
الرجل كل شيء فيه يدور: أمي..أمي ارقدي في سلام لا ..لا تأتي…احترسي..إنني مضاعف أربعة عشرة مرة ذاتي، مثل الأيدي التي تحاول
الموت في جهنم، التي أهبط إليها في صمت.. في نومي حيث كل شيء يحسني يقيدني…آه… رقبتي…أين أنا… من أنت؟.
الملكة: إنني أنا هي فقط.
الرجل: ما تفعلين في هذه المدينة؟، منذ متى؟ أجيبي.. !!
الملكة: أنا الملكة.
الرجل: الملكة… !!
الملكة: هذه المدينة مدينتي.
الرجل: هؤلاء العبيد…أتهزئين…؟؟.
الملكة: أفق، هم ما عادوا يهمونني.
الرجل: تقولين أنك الملكة، طيب، أتعرفين أنني أنا رئيس الملائكة الأخضر الزمردي…آه…. !!، قولي أنك لست مثلها…الملتصقة بي والتي تغمني.
الملكة: عيناك…افتحهما.
الرجل: لا شيء حدث ولا أي شيء يحدث حتى الآن، لقد اتخذت قرارا ثابتا بالنوم حتى يحدث شيء ما، أتذكر…بين الأعمدة كنت أنت إذن.. !!، جريت كثيرا…. البهلوان والجياد البحرية.
الملكة: من أين جئت…؟ أي هدف هو هدفك؟، آمرك أن تتكلم، هل أنت حقا رئيس الملائكة؟ هل سيأتي آخرون؟
الرجل: إنني رئيس الملائكة الأخضر الزمردي… إنني أقولها حتى تغلي الأرض، ويهز الرعد السماء، وإن الرياح لن تتوقف من خلال هذه الثياب المشقوقة، أخصّب الأرض لتلمع القطرة الأولى، التي منها يولد البحر وأعلن الفواكه التي تمسك تجويف اليد…كرة نار تدمي… ثلج معانق كله في فمي.
الملكة: أين أجنحتك؟
الرجل: ليس لي أجنحة ولا شعر زعفراني…ولا عيون بالملايين ولكن ربابي هو رعدي….أنت جميلة ، تعالي نغادر هذه المدينة ، لك أكون شقائق البحر …لي عدة أيدي وأحملك إلى البحر. سوف تضحكين لي، ونكون كلانا من رحالة البحر.
الملكة: أنت مضيء وسوف أتبعك.
الرجل: أغلقي عينيك… وسوف يبدو لك العالم براقا بكل أنواع النجوم
الملكة: إحداها تنظرني، أنا عطشى.
الرجل: إنها الزهرة . النجمة الموسيقية التي تساوي كل ما هو موجود..إنها التي أنظرها قبل أن أغني ، والتي من حينها تنزلق بين القوس والأوتار..هنا يصبح الرباب سماءها أو إن أردتي معبدنا.
الملكة: أكشف ..آه…تكلمت…خذني، ضع يدك على عيني ، إنه يشبه عرض البحر ، إنني أسمع النداء.
الرجل: إنها النجمة الموسيقية التي تصب فينا كل الإيقاعات ، لغتها لم تعد مبهجة.
الملكة : كل هذا كان متواجدا في كل الأنوار منذ الأزل، إنك تكتشفني، وإنني اعترف
الرجل: أغنيتي.. هجستك كل الأنوار التي تتفتق طامحة . ثم تغيب في الدورات الحاسمة للطائرة، تحليقه الأفقي، الليل المرتعش هو أول كل الصباحات، تنفس كأنه نهر منساب.
الملكة : نحن الشيء ذاته.. مرتكب بحراسة النهر .
الرجل : به وفيه نحن الموجة ذاتها نحن الرباب آه …ابقي.
الملكة : كأنها عجاجة حلم. ريح محملة بالأمطار كالأيل المتضرع في عقد صبابي.
الرجل: ريح محملة بغبار الطلع مع كل الحشرات المفرقعة.
الملكة : أي قلق يخنق حلقي ..!!
الرجل : أنا معك لنغادر هذه المدينة .
الملكة : لا انتظر.. !!
الرجل : لنهرب من هذا الكابوس
الملكة : فيما بعد …
الرجل: ماذا؟ ، أترفضين..؟، تريدين البقاء معهم..؟، ملكة جذوع جافة.. ملكة الرماد والتجاعيد التي تقيّد في حديقتها المغلقة المربوطة من لدنهم.
الملكة: لا تتكلم هكذا، ألا ترى أنهم نائمون؟.
الرجل: إنهم يتعفنون.. لا تحدث ضجيجا.. قد توقظهم، لقد تعودوا ذلك.
الملكة: لا يمكنك أن تفهم.. إن الباب الذي منه دخلت المدينة، قد أغلق.
الرجل: الباب. !!
الملكة: قلت كلهم فيّ.. لأنني وحدي من يسمع شكواهم، كل شيء يُحسب بالسحر، غالبا ما تهمس أصوات النار طويلا..
اسم إبليس أسرار المدينة.. المدينة وحدها ترد على هذا الإسم، نعم إنه إبليس من مسح وجوههم.. عندما يظهر فإنه لا وجه له، إنه في كل مكان.. إنه يسكن هذه الأجسام وعندما أكلمهم يرد عليّ إبليس ويناديني إبنة أخيه.. يجب إحياءهم، لقد قلت بأنك رئيس الملائكة مرتديا الزمرد وحامل الرعد عليك، ترقب الآخر، عليك أن تعرف كيف هو، أنت قوي، عليك قتله، قل أنك ستقتله، سوف أحبك وسوف يحبونك.
تأخذ الملكة الرمح القصير الذي يمسكه الحارس على يمين الشجرة.. تضعه على الأرض أمام رجل الرباب، فيأخذه الرجل، نعم سوف يحيون إبليس، عليّ انتظاره.. اذهبي.. تتصرف الملكة وتنفجر ضحكة طويلة.. إنه صوت إبليس
المشهد الثامن
صوت إبليس رجل الرياب، جنيون جنيات الملكة
صوت إبليس من الذي يدعو الخالد.. ها أني
قريب منك
الرجل : أنا لا أراك.
صوت ابليس : من أنت ماذا تقول؟ . انتظرت ولا أحد جاء جنيون يخرجون من تجويف الشجرة إبليس خليط سليط جن ابن
جن لجوج مجوج
جني : إنه هو ذاك.
الجميع : بقربك لسنا سوى لإخافة الأطفال الصغار، لقد فعلنا ما استطعنا، لقد أطفأنا كواكبه . . نعم كل ما نستطيع، لكنك أنت الأقوى.
الرجل: أعرف من أنت أعرف أنك إبليس.. انتظرتك .
ابليس يضحك …توقف .. لهات مرعب للجني، ثم موسيقي إيقاعية قوية ضحك مخيف من الجنيين الذين بقوة علوية يحولون الهجوم إلى لحظة مرعبة ، أعد إلى الرمح
صوت ابليس : القطه جربه .
الرجل مغموما : رمح رمح رمح أمرك أن تعود إلى هنا .
.
صوت إبليس: انظر إلى هذا إنه الإنسان أيها الرّجل، سوف تنسى كل شيء، أخرج من ذاتك… هل تختار أن تكون . اختر له.
جنيون.. عفريت.. صرصار .. حقير .. عجوز
جميل .. إيقاع مرعب.. تصل المملكة.
الملكة : انهض ، انظر ، إنني جميلة..
تذكر. أحبك.
صوت ابليس : لك الملكة .. أية نظرة تلذذ
… جنيون يحيطون بالملكة ويغنون.
جنيون : جميلة عاشقة، يا لها من ظاهرة تهز القلب أعد لها رجلها العنكبوت، ستنجب
مينا آخر بعيون مثل کشمشة، اعترفي لنا . الرجل ريابي لا بد أن أصل إلى الرباب. يزحف نحو الرباب ويصل إليه، يعزف لحنا
على أول وتر، ثم على الوتر الثاني، جمود .. فجأة إيقاع تبشيري. الرجل يعزف، كما أننا نسمع لأول مرة آلة موسيقية حتى نهاية المشهد…
إنه صوت الناي العجيب بين موسيقى الرباب وصوت إبليس الذي سيخرج في الأخير…
يتضاعف عزف الرباب صدى وكأنه يتردد في تلاحق غير واضح لقافلة.. في كل مرة ينتقل فيها رجل الرباب على إيقاع نقري، الرجل يبدو له امتداد في الفضاء، ربابه هو خوان قوته العجيبة التي لا يستطيع، إبليس فعل أي شيء ضدها…
خلاصة المشهد: هي أنه لا يجب استخدام نفس أسلحة إبليس.. إنها الجملة الحقيقية لرجل الرباب مع عناصر تشقق في ملامح الوجه.
إبليس: في قلق أجيء.
الرجل: من أنت..؟ لقد رأيتك من قبل.
إبليس: أنا أخوك أعز وأفضل أصدقائك، إن كنت تفضل “أنا أنت” ذاتك، لنقل أنه لنا نفس الأم.. أتذكر.. !! ذات يوم عندما غنيت.. الرجال الذين ضدك أطلقوا كلابهم.. كان الوقت حرّا.. وجدتك قرب النبع.. كنت تهلوس وعطشانا، كان النبع حلم ليالي بيضاء، كنت رائقا نداؤك يومض تحت ابتسامتك الدائرية. ما إن لمستني شفاهك حتى أنمحي، وتعود تلاحق وجهي، وضحكتك كأنك تشربني، عيناي ترسل لك حبا غريبا، ومن الفم في الفم وفي ذاتك تفكر، صوت خرير المياه فوق الحجارة، وفي هذا اليوم كان النبع يغني بكل قيثاراته، خرير المياه هل يمكنه أن يملأ كوبا من الكريستال وتدلك جسدك بالرمال المبللة.. ثم نمت.. إنني جميل عندما أنام.. جميل جدا حتى إنني لا يمكنني زيارتك في الحلم لا أريد إيذائك.. إنما مداعبتك فقط .
الرجل يعزف على الرباب، أعرف من أنت.
إبليس: لا يمكنك أن تعرف، لا بد أن أفتح عينيك.. أنت تعرف دون ضوابط.. إن شئت منعت الوقت مكن المضي.. أو أسرعه.. عليك أن تختار؟ هل تريد أن تكون في بداية العالم أم في نهايته..؟، توقف.. سأعرّفك على الآلات.. سأعلمك كيف تبدع كل المظاهر.. كيف تكون لك أصابع الزئبق وعيون متغيرة اللون…
طريقة العزف مع النجوم، تبعدها أو تجرها إليك، وهكذا تعيد بناء غرائب الحياة والموت طريقة أن تصبح أجزاء من الشمس في أحشاء الأرض، نعم أعلّمك صعوبة فن أن تكون في طريق الملذات، ضع ربابك.
يرسل الجنيون تأوهات.
أمامك أشباهك، إنهم يرون بعيونك ما لا تراه إنهم يرون الجالس على العرش العظيم يعرفون، ما أريد قوله الرحمان الرحيم أنا رأيته.
وانت كذلك سوف تراه. بما أنني أنا أنت.. حين أناديه كما ناديتني .. يجيبني يا ابن الأرض. هل ترغب في أن يولي نحو الوجه الثابت المتسامي.
ينادي: آه أنت أيها الجالس على العرس. آه أناشدك أن ترد علي، الرجل يريد رؤيتك. ولهذا آتي.. صغر نفسك. إنه قادم .. تسبقه الملائكة ثلاثية الأجنحة يا بهاك..!!
الرجل: قرد
إبليس: لا شيء يفيد. هذا الذي ظنك تقبض روحه عند الموت..موت أخلاقي ، هذا الذي سيرفع العالم على أعمدة ، هذا لا يحس بصلواتنا.. إحدى رغباته المفضلة العذاب. في حين إنني معك.
جنيون: إنك العلامة الخالدة والعظمى ، احميني..آه احميني مثل جيش عندما ينام نصفه يقوم النصف الثاني بالحراسة.
يتواصل عزف الرباب
إبليس: عشت قبل ولادتك بكثير.. لا تترك نفسك تؤخذ بما بيننا..(يتثاءب) ، الجنة المائدة المحروسة إنها الصورة التي خلقتها، وهي التي يحاول الآخر تقليدها عندما يقول لا الأرض ولا السماء تسعني، لكنني في قلب المؤمن ، عليك التخلص..أنت سيد ذاتك لا بد أن تحقق الوحدة.. و الوحدة هي أن تكون وحدك ، يعني حر. ضع ربابك.
الرجل يعزف
أنت ثقيل كالرصاص. ومظلم. ولكن بداخلك نار نبتية.. حب الأشياء الجميلة. اللهب يلتحق بالنار التي تدير عالم الأحياء في ذاكرة الجميع. تعالي إلي ، لا تكن عنيدا سوف أعطيك إمكانية أن تكون عقلا يرتدي الأنوار.. دع ربابك.
الرجل يعزف
أنت متعطش لمعرفة كل شيء..سوف أكشف لك السؤال الذي يسأله من لا يدرك. أعلمك الضحك دون أن تتعب. ترى نفسك تنحدر إلى عمق الهاوية التي تبدعها ، وكلانا نكون هناك أقوياء.
يقوم إبليس بإعطاء إشارة. الجنيون يخفون الملكة دون أن ينتبه رجل الرباب.. البعض يعجب بالتماثيل ، والبعض بالفكرة، والبعض بالغدر ، وهذا يرجع للمنطق.. لكن الجميع يعترف، يدافع…والبعض يخرج.
قل لي آما زالت عندك أوهام لتدمير سعادتي…؟ لك سأكون دون هوادة. بين شفاهنا سنمسك الخلود..أتأملني في عينيك..آه أنت الذي أحب أكثر في العالم…سوف يكون لك سبعة أفواه لتقبيلي ، قبلني حالا ابتسم لك ، تعال عبر عيوني ، سوف تكون وجه الآخر .
أنبئتك بمثل هذه الحجة ليست سوى أنا وأنت في الخلد، وأنا أحيا فيك، في البعد كنا في القرب ، سوف أكون العين التي بها تبصر ، المنبع الذي منه ترتوي ..أنا أنفاسك ، معك في مركز الكل الواحد ، في الآخر..نتحول إلى أية ثمرة عصارية، شيء واحد لا غير الحب .
جني: إبليس احميني السماء ترتعد، وصدري يتمزق، أصفر كالرياح التي تملأ رئتاي.
إبليس: توقف ..!!، إنك تخنقني ، السكان أحسن حال هكذا ، لن تشيخ لتأكل الفرع الناعم، لا يمكنك فعل ذلك، أتظن أن جهنم هي النار ؟ ، قمل وكبريت وآلام الليالي الباردة. جهنم هي أنا ، هي أن لا نعيش معا الجميع يفهمني لأجل هذا يغطون نهائيا كل ظلال النوم ، في كل مكان .
الرجل: الهدوء و الراحة يتوليان إقراضك الشر في هالة لا تتبدل وقلق لا يفتت.
إبليس: سأعود ملكي ، لا أحد. إنني ولدي ووريثي الأوحد ولست ذاته ، إنني فيك ولست أنت ، ذاتك في كل مكان فراغ..توقف ..!!، لا بد أن يكون الكثير من الحب.. سوف تموت الملكة فينا ، سنتحاب حتى يوم القيامة. سوف نعيد خلق الحب.
الملكة أين هي؟ أيها الرجل قل لي أين هي ؟ ، أريد الملكة رؤيتها لآخر مرة.
الرجل: أين هي؟ ماذا فعلت لها ؟ يتوقف عن العزف ، ثم يعود بقوة أكثر فأكثر.
إبليس: حتى تعرف الحب… وفي انتظار أن تأتي إلي لتفهم قلبك قد أحييت صورتها وجعلتها تتكلم ، إنها ليست سوى صورة ، وأنت أحببتها ، لقد جعلت منها خلق الخالد.. . آه لم تكن سوى ريح، وأحببتها وعذبتها ، كم هو مرعب…!! ، يمكنني بعدها من حبة رمان تعضها ، تمصها.
مضى الوقت تقريبا ، إنني ذاهب في الليل آه…!!، يطلق صرخة ويتجمد.
يرفع الجنيون إبليس على أكتافهم ويختفون عبر تجويف الشجرة.
الرجل وحيدا فجأة: لا أريد العودة إلى الآخرين الذين تركتهم… الذين يكررون..احذر كل هذا ليس سوى إبداع إبليس ، لا وجود لملكة، كل ذلك كان حلما ، ومع ذلك أحسست بها، تلاصقني تتنفس في يدي ، يجب أن أجدها. يخرج مسرعا من أحد الشوارع ، الرباب متدليا في رقبته.
المشهد التاسع
عاصفة أمطار مدمرة وشيطانية لم يعد من وجود للحلم….تعود الحياة و الحركة كل شخص حسب إتمام تحرره وكل واحد يكمل الحركة التي كان يقوم بها قبل تحجره. البهلوان يجرب أوضاع مختلفة الخزاف يداعب عنق جرة …الحارسان ينفصلان كاليين… هذا المشهد يؤدي في أغلبه بحركات البانتوميم…وراقصا ولكن هذا لا يستبعد الكلام.
نسمع كل الضجيج الذي يدل على الاستيقاظ والعمل والإيقاع كأنه في مصنع بدأت كل آلاته الصدئة في الإشتغال.
صوت: أيها الخزاف أما زلت في الأعلى؟
الخزاف: أهذا أنت أيها الراعي؟، سأنهي هذا الوعاء…..غريب أظافري طويلة مثل أظافر الموتى.
الراعي: إنني أبحث عن قطعاني..عادة ، لماذا نحن كلنا في الخارج…؟. ، يضحك الشيخ…ثم صوت الفتاة المدعوة صدفة.
صدفة: مرة أخرى أنت تقلقني.
الشيخ: انتظري سأعطيك حذاء جديدا
صدفة: لا….اتركني….. لا أحبك.
الشيخ: لا تزيدي آلامي….الخزاف سيخونك…..كوني لطيفة .
الخزاف: هذا الشيخ فاسق.. اتركها في سلام…لولا لحيتك …!!
العطار: اطلبوا العطر الذي يحافظ على الشباب، معه لا أحد يحتاج حليب الأتان.
حارس أول: الأوامر هي الأوامر.
حارس ثاني: اسكت.. !!، الجدران لها آذان.
حارس أول: الأوامر هي الأوامر.
تاجر أقمشة: تعالوا انظروا….رفوفي ، كل الفصول موجودة في أدراجي التفتة، الموسلين، والبرومار ، إنني أنا نفسي رفوفي.
السقا: مياه اسماعيل: إنها صرخة القلب هوب.. هوب… هوب. الكريستال الذي يبهج الروح اليوم بدون مقابل.
الشحاذ: أنا شحاذ لا أحب الماء…لا. أحب شربة العدس ، لكنني أحب الخمر ، أريد إبريقا.
السقا: إنك أنت الإبريق ذاته جوفة.
السكان: الحية الشمالي غمرته المياه…كثيرون هربوا نحو الجبال أحدهم قال: الأمطار مفيدة للزرع،
وقال آخر: الأمطار مارئة.
الشيخ يشاهد فتاة: ها نحن لوحدنا.
فتاة: لا تلمسني…انت تفوح ثوما… ايتها الآلة العاطلة.
الشيخ يمكنني اسعادك انت ملاك وانا افضلك على الحليب الرائب سوف احميك.. وحتى اعجبك سوف ازيدك تشحما.
الخاطبة: في ما يخص كل ما يحتاجه الزواج استشيروا امراة الدار الدائمة التي هي انا…. انا الخاطبة… انا التي تزوج الاغنياء… والفقراء…
انا المتعهدة إئتمنوني على لحمكم إئتمنوني على عرائسكم سوف اعد الاذان اضمن الزواج السريع… والاستقرار. للمتخلي عنهن اللواتي عانين… البيضوات الحساسات… اعطي كل التفاصيل ولا اخيب ابدا الدفع فيما بعد عني ستقال اشياء قبيحة لكن انا بالي واسع اخاف الله اؤدي كل الصلوات هل عندكم ابن للزواج انني امراه البيوت الدائمة….
بائع: النار دون دخان… والدخان دون نار .بالمناسبة انا منظف المداخن وفمي اسود وقلبي ابيض اعمل ليلا وكل الليالي بيضاء، ابتداء من هنا وبالتدريج تتجمد المدينة بشكل غريب أكثر من البداية الى حد الصمت نهائيا.
الخاطبة: إئتمنوني علي عرائسكم
وسأحضر الأذان، أؤدي كل صلواتي… وأخاف الله هل عندكم ابن للزواج…زواج ….زواج .
حارس ثاني: الجدران لها آذان…. أذان. صوت أعمل ليلا … وكل الليالي بيضاء… كل
الليالي بيضاء .
جوق السمان: كثيرون هريوا نحو الجبل. أحدهم قال : الأمطار مفيدة للزرع، وقال الآخر: المطر ..كارثة.. مفيد للزرع…كارثة.. مفيد للزرع… كارثة مفيد للزرع … إنه كارثة .. صمت ظلام تام…
خاتمة :
تجري أحداث الخاتمة في مكان غير محدد كما في البداية .. الاستهلال رجل الرباب يحيط
بجمهور المستمعين وهو ينهي الحكاية.
رجل الرباب : استشيروا لهب البيت الدائم. أشتغل في منتصف الليل… وكل الليالي البيضاء حتى لو قال أحدهم أن المطر مفيد للزرع كارثة حقيقية .
واحد من الجوق: انتهى استهزاوك . الجوق ويواصل الموكب نحو القصر المضاء.
واحد من الجوق: والملذات… أبدا لم أصدق هذه الخرافة .
رجل الرياب : أقدم كل التفاصيل… ولا أخذل أبدا.. عني ستقال أشياء قبيحة ستدفعون لي لاحقا.. ينهار .. لم أعد قادرا.
الجوق: لنغطيه بالمعطف حتى تعود له الذاكرة … إنه ليس على ما يرام. بمجرد انتهاء
الراوي لم نعد بخلاء .
رجل الرباب: لا يمكنكم أبدا اتباعي.
واحد من الجوق : اختفى ربابه …
إيقاعي خلق فضاء.. في وصلة ممتدة.. عزف رباب غير مرئي، يبدو كأنه قادم من العالم كله. إنارة قوية وبالتدريج أكثر فأكثر. تصل الملكة وقد خرجت من الخرافة.. ينتصب رجل الرياب
واحد من الجوق : من تكون هذه الصاعدة من الصحراء.
الجوق: من تكون هذه الصاعدة من الصحراء
الملكة: أريني وجهك ، لقد وجدت من أحبه قلبي
رجل الرباب: كم أنت جميلة يا ملكتي….نعم أنت جميلة يداك مثل الورود بسيقان طويلة.
واحد من الجوق: الوتر الأول والوتر الثاني من الرباب، رني أيتها الأوتار المقدسة .. أوتار الرباب .. أوتار الحب.
الجوق ينقسم إلى مجموعتين… بينما يختفي رجل الرباب والملكة في البعد، وتنقص الإضاءة .. يقال إنه يوم القيامة سيذهب القمر ليتحد بالشمس … انتهى