ورشة فن الممثل لتوفيق الجبالي.. بفضاء التياترو.. مسرح لا يتطابق واحتياجات الجمهور!
من هو الممثل المسرحي؟ كيف يتم بناء الشخصية داخل المسرحية؟ وهل يجب أن يتطابق المسرح مع الواقع وأن يلبي المسرحي انتظارات الجمهور؟
أسئلة حاول المسرحي توفيق الجبالي الاجابة عنها في ورشة فن الممثل صباح الأحد 14 جانفي2018 ، بفضاء التياترو وذلك ضمن سلسلة الورشات الفنية التي ينظمها مهرجان المسرح العربي في دورته العاشرة، تحت عنوان “ورشة فن الممثل” والتي يؤطرها الى جانب الجبالي كل من مروان الروين وخولة الهادف.
شباب من تونس والعراق ومصر وسوريا، والجزائر والأردن، حملهم هوسهم بالمسرح وتعلم أبجدياته، من أستاذة لهم من الدراية والمعرفة الكثير لأن، يتحولوا الى هذه الورشة، ويقتربون من خبرات الجبالي في ادارة الممثل واكتشاف عوالمه
. ورشة هدفها اعادة انتاج معارف هؤلاء المتدربين على الطريقة الجبالية التي أسّست لبروز عدد هام من الممثلين في المسرح التونسي، وبلا شك فان المعلومات النظرية أو التطبيقية التي سيمنحها لهم مؤسس فضاء التياترو ستحفر وتترك بصمتها في تجاربهم
. انطلقت ورشة فن الممثل بتمرينات كوريغرافية قدمها مروان روين، كان هدفها الرئيسي اكتشاف الجسد وتطويعه بالحركة الايقاعية والتعبير الجسماني, نفس الفريق واصل العمل مع الفنانة والأستاذة خولة الهادف التي قدمت للمتدربين مجموعة معلومات حول كيفية تطويع ملامح الوجه وابلاغ الشعور وكيفية استغلال الفضاء، كما تطرقت الى بعض المرجعيات التي يجب اعتمادها.
من جانبه وضح الجبالي بعض المفاهيم على غرار الممثل الكلاسيكي والمسرح الحيّ والمسرح التجاري، مشيرا الى أنه ليس من الضروري أن يقدم المسرح شخصيات متطابقة للواقع، و أن النصوص المسرحية الحديثة تكتب بلا ارشادات، كما عرج على مهمة المؤلف الذي تخلى عن دوره كشريك ومحدّد للصورة النهائية للعمل المسرحي
. وذكر الجبالي أن مهمة الممثل المسرحي تكمن في مفاجئة المتلقي وليس تلبية انتظاراته واحتياجاته، مؤكدا أن ما يصح في السينما لا يصح بالمسرح، قائلا ان المسرح الذي يخضع للتطابق لا يثير الانتباه، وأن المسرح الذي لا يوجد به تجريب لا تجديد فيه مستشهدا بقوله ايطالية مفادها :” عندما أهذي في البيت يقال عني مجنون وعندما أهذي في المسرح يقال عني فنان”. ولم يكتف الجبالي بالنظري حيث قدم بعض الارشادات والتمارين التطبيقية التي تفاعل معها الشباب الحاضر وطبقوا تعليماته.