بالصور.. ضمن عروض التجريبي والمعاصر الـ 24.. “ماسكارا ضد كابلييرا” عرض مكسيكي مليء بالجمهور الحاشد و بالمواقف المثيرة والمفارقات
المسرح نيوز ـ القاهرة | خاص التجريبي والمعاصر
ـ
• الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء
• مخرج العرض المكسيكي: فرقتي لم تتلق دعما من أية جهة- ونحرص على الارتقاء بمستوى فنانينا قبل أي شئ.
• الجمهور: الإسقاطات السياسية واضحة.. يعترض على سياسات أمريكا تجاه المكسيك.. ويؤيد فلسفة الثورة..
مفارقات ومواقف مثيرة كانت حليفة ليلة العرض الأخيرة للمسرحية المكسيكية “ماسكارا ضد كابلييرا” أو “القناع ضد الشعر” المشاركة ضمن فعاليات الدورة ” 24 ” من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران؛ والتي عرضت على خشبة مسرح متروبول بالعتبة.
المشهد الأبرز في تلك الليلة هو محاولة استخدام العرض لإقامة حفل تأبين لضحايا زلزال المكسيك المدمر الذي راح ضحيته ما يقرب من 200 إنسان؛ ومئات المصابين؛ حيث قام أبطال العرض ببيع أزيائهم المسرحية من أقنعة حلبة المصارعة والإكسسوارات المكسيكية الشعبية ليذهب إيرادها لصالح ضحايا الزلزال؛ بالإضافة إلى وقوف الجمهور دقيقة حداد على أرواح الضحايا.
أما المفارقة الأخرى هو تزامن موعد العرض مع مباراة النادي الأهلي مع الترجي التونسي في بطولة أبطال إفريقيا والذي تسبب في انخفاض في عدد الحضور مقارنة بليلة عرضه الأولى. التي كانت كاملة العدد .
تدور كل أحداث العرض في حلقة غير متصلة في وسط ثلاثية من الجمهور الأمامي كما أن كل الديكور مصنوع من استخدام أربع براميل مختلفة الأحجام يروى في العرض قصتين مختلفتين تدور الأولى حول قصة المصارع الشعبي أبولو جارسيا والثانية حول مفهوم الوطنية لدى الناس
العرض يعبر عن نظرة المكسيكيين للحياة في الوقت الحالي في ظل ظروف محيطة متردية يملؤها الفساد وفضائح السياسية وأزمات وظلم؛ ويمزج العرض بين العناصر الصوفية والسحرية من الثقافة الشعبية المكسيكية لكي يوضح رغبة المكسيكيين الشديدة في الحصول على العدل والمساواة والمجتمع الديموقراطي النظيف مما يجعل المصارع أبولو في النهاية قائد عظيم.
وفي لقاء خاص مع مخرج العرض “إيروين فيتا”: قال إن فرقته “الريكساتي سي أي أيه” عملت على سلسلة مسرحيات حركية منذ العام 2007 كان آخرها هذا العرض؛ الذي عرض بالمكسيك منذ إنتاجه 4 مرات فقط وهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها خارج المكسيك وبالتحديد في القاهرة.
يؤكد “فيتا” أن فرقته عانت الكثير حتى ترى عروضها النور؛ حيث أن الفريق لا يتلق أية دعم من أية جهة فتمويلهم الأساسي تمويلا ذاتيا وعندما سنحت لهم الفرصة للذهاب إلى مصر لم يتلقوا من الحكومة المكسيكية سوى دعم ضئيل أقل من 100 دولار للفرد الواحد طيلة أيام الإقامة في مصر؛ لكن فيتا أعرب عن سعادته بالقاهرة وأعرب عن ردود الفعل الإيجابية التي حاز عليه عرضه أمس.
العرض أثار إعجاب عدد كبير من الحاضرين؛ فيقول الشاعر والكاتب المسرحي حازم حسين أن الإسقاطات السياسية واضحة في العمل فالعرض يبزر مأساة أو صراعاً بين الخير والشر الخير المتمثل في الطبقات الشعبية والشر المتمثل في أي سلطة تطغى على آمال الشعوب؛ يتجدد الصراع داخل حلبة المصارعة بين أبولو وجماعته وبين مصارع آخر يرمز للشر حيث يعتاد كسب خصومه بطرق غير مشروعة وخارج قوانين اللعبة؛ وينتهي الصراع بموت أبولو الذي يوحي اسمه بالخيال والتطلعات والبعد الصوفي والروحاني فالاسم أصلا يرجع إلى إله الشعر عند الإغريق؛ إذن فالعدالة لن تتحقق إلا بالواقع وفي إطار صراعاته.
بينما أشار إبراهيم إسماعيل “مهندس معماري- 27 سنة” إلى دقة الحركة والمرونة لدرجة انهم يطيرون ويقفزون قفزات قد أذهلت الجميع ويبدو أن الممثلين ليسوا لاعبي أكروبات أو سيرك بينما ممثلون عاديون أتقنوا التدريب فوصلوا إلى هذا المستوى لكن “إبراهيم يعترض على طول العرض ويرى أنه كان يجب أن يكثف فيه استزادة في الحوار لا مبرر لها وقد تبدو مجانية ، مشيراً إلى تفاعل الممثلين مع الجمهور والذي وصل إلى أقصاه حيث شعر الممثلون للوهلة الأولى أنهم من مشجعي أبولو في حلبة المصارعة؛ وهذا يرجع لسببين هو عبقرية المخرج والممثلين في النزول عن خشبة المسرح ومحاولة إقحام الجمهور في المشاهد والأمر الآخر يرجع إلى هوس المصريين بالمصارعة الحرة.
فيما يرى محمد أسامة مخرج مسرحي- 30 عاما؛ أن الفريق برع في رصد الواقع والالتحام بأحداث العصر من خلال عدة مشاهد كان من بينها مشهد الاخبار والذي غض فيه خبر عن دونالد ترامب والجدار العزال المقرر بنائه بين أمريك والمكسيك؛ أيضا ترديد وعزف أغنية بورتوريكو الشهيرة “ديسباسيتو”.
فريق العمل إخراج إيروين فيتا تأليف فيكتور باندا؛ تمثيل: أوسكار سيرانو- فيليكس تيران- كليمنتينا جواداراما، هوزي هيرنانديس، ميدين فيلاتورو، إميليانو يانيز، جبريال تلاكومولكو، مارسيلا فيريجرينو، إلينا جور، ألبيرتو سانتياجو، فرانشييسكو مينا؛ مهندس إضاءة: براولو رودريجس؛ مساعد: أكسلألدوجارسيا؛ جهة الانتاج الريسكاتي سي أي أيه.
حضر العرض عدد من المثقفين والفنانين وجمهور المسرح ومن إدارة المهرجان د. سامح مهران رئيس المهرجان، والمنسق العام المخرج ناصر عبد المنعم ، وعدد من المسرحيين المصريين والعرب والأجانب من بينهم الشاعر والكاتب المسرحي جرجس شكري.
يذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران يقام في الفترة من 19 وحتى 29 سبتمبر الجاري على مسارح القاهرة، ويحفل بعدد كبير من العروض المصرية والدولية، إضافة لتكريم نخبة من المسرحين المصريين والدوليين، وعقد ورش مسرحية بمدربين دوليين في مختلف عناصر العرض المسرحي، و تعقد على هامشه محاور فكرية لنخبة من الباحثين المصريين والدوليين ، منسق عام المهرجان المخرج ناصر عبد المنعم، مدير المهرجان د. دينا أمين، المديرتان التنفيذيتان د. أسماء يحيى الطاهر عبد الله، والفنانة منى سليمان.