حوارات
ميدو عبد القادر لـ “المسرح نيوز”: الجوائز ليست هدفي .. وأستعد للسفر مع “الجلسة” للمشاركة في مهرجان الهيئة العربية للمسرح
المسرح نيوز ـ القاهرة|حاوره: كمال سلطان
ـ
شارك المخرج الشاب ميدو عبد القادر فى مهرجان نقابة المهن التمثيلية فى دورته الثانية والتى اختتمت فعالياتها الثلاثاء الماضى على مسرح النهار، وجاءت مشاركته من خلال عرض “اختبار” الذى أعده عن فيلم إنجليزى تأليف ستيوارت هازلدين، ديكور إيهاب النوبى، موسيقى محمود شعراوى، أزياء زينب طعيمة، إضاءة وليد درويش، مخرجان منفذان نوران طارق، محمد درويش وبطولة كريم عبد الجواد، أحمد وهبة، نورهان أبو سريع، محمود حجاج، دنيا سامي، محمد نصار، إيمى الجندي، هدير سمير، أندرو أيمن.
وفى هذا الحوار الحصري مع “المسرح نيوز” يحكى لنا ميدو عبد القادر تفاصيل تجربته في هذا العرض ورؤيته للمهرجان بصفة عامة ..
فماذا قال؟
حرص ميدو فى البداية على تهنئة جميع زملاءه الفائزين بجوائز المهرجان فى جميع تخصصاتهم وخاصة زميليه رامي الطمبارى وعمرو حسان الفائزان بجائزة أفضل مخرج وقال أنه فخور بعرضه وبالفنانين المشاركين معه وأن كل منهم بذل أقصى ما لديه من طاقات فنية وإبداعية..
* ما سر اختيارك نص “اختبار” للمشاركة به في فاعليات المهرجان؟
** أهوى مشاهدة الأفلام الأجنبية وعندما شاهدت هذا الفيلم والذي يعتمد على حدث معين في موقع تصوير واحد رأيت أنه مناسب جدا لتحويله لعرض مسرحي بتكلفة قليلة، لكن أكثر ما جذبني فكرة الفيلم نفسه والتي تتناول موضوع الاختبار والورقة التي تحوى سؤالا غير مكتوب والفلسفة وراء ذلك والتي ترمى إلى أننا جميعا خلقنا ولدينا سؤال نبحث له عن إجابة ، هذا التساؤل الذي يطرح على مدار العرض .. ماهو السؤال أو ماهى الإجابة لنكتشف أن صيغة السؤال مفقودة ، نفس التساؤلات التى تواجهنا فى حياتنا ولا نجد لها صيغة محددة.
* ولكن العرض لم يطرح السؤال وبالتالى لم يطرح الإجابة عليه؟
** فكرة أن اقول لك كلام مهم جدا ودائما هناك تفاصيل غائبة عنك حتى لو قلت لك ركز معى فيما أقول جيدا، فشخصية المراقب فى بداية العرض يعطيهم الإجابة وهو يسألهم حين يقول لهم أى أسئلة؟ هذا هو السؤال الوحيد الذى تم طرحه طوال العرض فبالتالى إجابته الوحيدة هو أنه لا توجد أسئلة ، فالموضوع بقدر بساطته بقدر انه يضع الشخصيات فى ضغوط رهيبة طوال مدة العرض فالجميع طامع فى الوظيفة بسبب مميزاتها الكثيرة، رغم عدم علمهم بطبيعة عمل الشركة او طبيعة الوظيفة نفسها.
* ماهى الوسائل التى اعتمدت عليها لصياغة العرض مسرحيا وهل تأثرت بالفيلم السينمائى؟
** قدمت العرض على المسرح لأننى شعرت أن التأثير سيكون أقوى كثيرا من السينما، مثل لحظات الإضاءة التى اعتمدت عليها بشكل كبير ، واضفت لحظات إضاءة على المسرح ، بعيدا عن الإضاءة الموجودة أساسا بالدراما التى كان بها لحظات تحول مهمة كان يجب العمل عليها وقد استطعت أن أصنع ذلك بالتعاون مع مهندس الإضاءة وليد درويش ومهندس الديكور إيهاب النوبى وقد استطعنا عمل أشياء اكثر من الفيلم، وانا وجهة نظرى اننا يجب ان نبدأ من حيث انتهى الآخرون لأننا لو كنا نريد الاختلاف فعلينا ان نرى إلى ماذا وصلوا فى التمثيل والإخراج وأكمل بعدهم ، وهذه نصيحتى لكل القائمين على الفن فى مصر.
* ما الذى قصدته من فكرة أن يجلس الممثلون وظهورهم للجمهور وليس العكس كما تعودنا؟
** كنت اقصد أن المقاعد على المسرح هى امتداد للصالة وكأن الممثلين هم جزء من الجمهور لكننى كنت حريص على ان يرى الجمهور كلةممثل على خشبة المسرح ، وكان غرضى هو عدم حرق الشخصيات منذ البداية وكأني اعرض شخصياتي بالتدريج لأن إيقاع العرض يتصاعد بقوة في نهاية العرض فكنت أريد أن أبدأ بشكل أبطأ وهادئ وخاصة أن كل شخصية منهم تحمل لغزا خاصا بداخلها له تأثيره فى الأحداث ولذلك فقد كنت قاصدا لذلك ولأن ارسل رسالة للجمهور بأن كل منا مرشح للوقوف أمام هذا الاختبار الذى نعيشه.
* هل اختياراتك للممثلين جاءت متوافقة مع رؤيتك منذ البداية؟
** أنا كنت في حرب مع الوقت في الفترة التي سبقت ليلة العرض، وبكل صراحة الفنانين النقابيين والخريجيين مثلى أصبح لديهم مسئوليات وأعباء مادية كبيرة فأن تطلب ممثل منهم ليشارك فى المهرجان بدون مقابل على أمل الحصول على جائزة فلن تجد كثيرا منهم يفعل ذلك وحسب ظروفهم الخاصة ، فأنا كان لدى عدة ترشيحات وهناك من بدأ بروفات بالفعل، وهذه التغييرات أخذت منى وقتا كبيرا فاضطررت للضغط على الفنانين والسهر حتى صباح اليوم التالي ، ولكن من بقى معى منهم وأكمل للنهاية، أعتقد أنهم من أفضل العناصر وآمنوا بالفكرة وتعبوا معي جدا وكان لدى توليفة مختلفة من الفنانين من أعمار مختلفة فهناك ممثلين يدرسون بالسنة الأولى بالمعهد وكان معى خريجين وعملوا بعروض مختلفة مثل كريم عبد الجواد وأحمد وهبة وشيكا، ونورهان أبو سريع وهم عملوا بالمعهد وخارجه كثيرا وهذا التنويع أعطاني الفرصة لأقلص المسافات بينهم وأنا راض عنهم بشكل كبير.
* هل تعتقد أن اللغة العربية وقفت حائلا بين العرض وبين المتلقى؟
** هذا كان تحديا بالنسبة لى لأن عروض اللغة العربية تكون ثقيلة على الجمهور لكنني حاولت أن تكون الإثارة في الأحداث أكبر وكان بإمكاني أن أحول العرض للهجة العامية لكن ذلك يدفع الممثلين للخروج عن النص وتبادل الايفيهات والإسقاطات ويدفع الجمهور للتساؤل هل العرض سياسي وماذا يقصد بالشركة وبالمراقب ، وأنا لم أكن أحب ذلك فجعلت العرض باللغة العربية وحاولت تعويض ذلك من خلال المؤثرات ولإضاءة والديكور التى جذبت الناس والحمد لله أن العرض شهد حضورا كبيرا وشاهده البعض وقوفا طوال مدة العرض وهو أمر مبشر عندما يتم إعادة افتتاح العرض للجمهور مرة أخرى.
* هل ضايقك عدم حصول العرض على أية جوائز من المهرجان؟
** لم يكن هدفي منذ البداية الحصول على جائزة ، لكنني كنت أنتظر تقدير مجهودنا الذي بذلناه خاصة أننى اخترت نصا ينافس بقوة في المهرجانات خاصة الديكور والسينوغرافيا التى كنت أنتظر أن يتم تقديرهما، وأنا شخصيا نلت جوائز عديدة من أكثر من مهرجان لم تكن الجائزة هدفا لى وإنما الهدف الأسمى هو الاستمتاع بالعمل ويسعدني أنني عملت ما علىّ وكذلك كل عناصر العرض.
* هل إقبال الجمهور على العرض عوضك عن عدم الحصول على جوائز؟
** بغض النظر عن الجوائز لكنني بالفعل شعرت بالسعادة أن هناك جمهور مازال يهتم بالمسرح ويذهب إليه في أي مكان وهذا شيئ مبشر جدا وأنا سأستمر فيه وأنصح كل المخرجين أن يشحذوا عزيمتهم ويهتموا بالمسرح لأنه أبو الفنون ومهما كانت جاذبية السينما والتلفزيون وما يحققونه من شهرة ولكن المسرح أكثر شيء يحقق استمتاع بالنسبة للممثل وللجمهور، ويجب أن نعيد الجمهور للاستمتاع بالمسرح وليس المسرح الكوميدى البسيط فقط وإنما ذلك الفراغ المسرحى أستطيع أن أحقق به عوالم أخرى مقارنة بالسينما والتلفزيون ، المسرح أراه نافذة للإبداع يجب أن نستغله وألا نهمله.
* وما هى أحدث أخبارك بعيدا عن المهرجان؟
** استعد للسفر مع أسرة عرض “الجلسة” للمشاركة فى مهرجان المسرح العربي إلى تونس الشهر القادم بعد أن وقع عليه اختيار الهيئة العربية للمسرح ليمثل مصر هناك ، وبعد المهرجان لدينا مشاركة أخرى بالعرض فى مهرجان بالهند، وهناك تجربة إخراجية أستعد لتقديمها على خشبة مسرح الدولة خلال الموسم الشتوي.