الناقد والمؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة .. يكتب: هؤلاء هم المسرحيون العرب الراحلون في عام 2017
المسرح نيوز ـ القاهرة | د. عمرو دوارة
ـ
الميلاد والموت هما اللذان يكونان معا تلك الثنائية القدرية التي تحمل بداخلها جميع مفردات المفارقة الدرامية، وهما معا الحقيقة الأبدية التي لابد لها أن تتكامل بانتهاء حياة الإنسان لتصبح بعد ذلك – بجميع تفاصيلها وأعماله – مجرد جملة اعتراضية بين شرطتين أو جملة شارحة مفيدة بين قوسين يغلق القوس الأخير منهما بمجرد رحيله، وتبقى الذكرى حياة أخرى منفصلة يختلف طولها وبقاؤها عبر الزمان باختلاف الأفراد وتباين إنجازاتهم ومساهماتهم الحقيقية في خدمة مجتمعاتهم وإبداعاتهم الفنية التي تتسم بدعوتها لتحقيق قيم الخير والحق والجمال.
تمضي الأيام وينفذ قضاء الله – ولا رد لقضائه – وتتساقط أوراق بعض المسرحيين العرب من شجرة الإبداع العربي كما تتساقط أوراق الشجر التي انقضى عمرها في موسم الخريف، فلا نملك في نهاية العام إلا تذكر انجازات كل منهم والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة جزاء ما عملوا بإخلاص لإسعادنا ولخدمة مجتمعاتنا العربية، وأن ندعو الله أن يطيل أعمار مبدعينا المعاصرين الذين ما زالوا قادرين على مواصلة الإبداع وإضافة المزيد من الإسهامات الفنية إلى خريطة الفن المصري والعربي.
– الفنان السوري/ رفيق السبيعي:
الفنان الراحل فاروق السبيعي
ممثل ومنولوجست سوري من مواليد 9 فبراير عام 1930 بحي “البزورية” في مدينة دمشق. وهو رائد من رواد الفن فقد شب على حلم الفن متحديا إرادة والده والأسرة، واستمر في العطاء حتى لقب بفنان الشعب، متزوج وله ستة أولاد من بينهم المخرج/ سيف الدين سبيعي والممثل الراحل/ عامر سبيعي. لم يكمل رفيق دراسته بعد الإنتهاء من المرحلة الابتدائية وبدأ وهو في سن مبكرة المشاركة في نوادي الكشافة والتي تمكن من خلالها إظهار مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل. بدأ مسيرته الفنية آواخر أربعينيات القرن الماضي بتقديم مقاطع كوميدية ارتجالية على مسارح “دمشق” ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في عدة فرقٍ فنية،
ومن فرقة “المسرح الحر” بدأ بتقديم مسرحيات يتخللها أغنيات خاصة به، كما أسهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال (1946). قدم شخصية “أبو صياح” – الشخصية الأشهر له – أول مرة عن طريق المصادفة آواخر خمسينيات القرن الماضي، وذلك حينما اعتذر أحد الفنانين عن أداء فصل كوميدي يلعب فيه دور العتال في إحدى مسرحيات الراحل عبد اللطيف فتحي، وكان “رفيق السبيعي” يعمل وقتها ملقنا في مسرحه، واعتبر هذا الدور نوعا من الإمتحان الذي يمهد له الطريق كممثل، بالفعل نجح في تجسيد الشخصية على طبيعتها كما تبدو في الحياة. وقد حضر وقتها عرض هذه المسرحية “صباح قباني” (أول مدير للتلفزيون السوري) وتنبأ له بالنجومية. وعندما تأسس التلفزيون تعرف “رفيق” إلى الراحل/ نهاد قلعي، والفنان/ دريد لحام، فبدأ مسيرته بشخصية “أبو صياح” التلفزيونية معهما، كانت بداية ظهوره معهما في التلفزيون في مسلسل مطعم السعادة (عام 1960)، وتوالت الأعمال بعدها، حيث شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية السورية ومن أهمها: ليالي الصالحية، الطير، أيام شامية، رقصة الحبارى، مقالب غوار، صراع الزمن، طالع الفضة.
نال خلال مسيرته بعض الجوائز: وكان أول وسام ناله في حياته هو “نوط الفداء” الذي منحته إياه “منظمة التحرير الفلسطينية” في عام تأسيسها 1964، كما أطلق عليه الرئيس السوري الراحل/ حافظ الأسد لقب “فنان الشعب” في ثمانينيات القرن الماضي، كذلك منحه الرئيس السوري/ بشار الأسد في عام 2008 وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة. ونال في نفس العام جائزة “أدونيا” عن مجمل أعماله بعد مسيرة فنية طويلة كان خلالها أحد أعمدة الدراما السورية في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما.
توفي بدمشق في 5 يناير (عام 2017) عن عمر ناهز 86 عاما.
– الفنان المغربي/ محمد حسن الجندي:
الفنان المغربي القدير/ محمد حسن الجندي مؤلف إذاعي مسرحي وتلفزيوني، ومخرج وممثل في السينما والتلفزيون والمسرح. وهو من مواليد أول يوليو عام 1938، واستطاع أن يبني الجسور بين المغرب والمشرق العربي بأعماله الفنية. عرفه الناس من خلال أدائه لشخصيتي “أبو جهل” و”عمرو بن هشام” في فيلم “الرسالة” بنسخته العربية والإنجليزية على التوالي، وكذلك دور “رستم” في فيلم “القادسية” .وتمكن عبر الإذاعة من نقل نبض التراث المغربي إلى المجال الفني الحديث حتى حقق نسبة استماع ومشاهدة غير مسبوقة.
انتقل من مدينة “مراكش” إلى مدينة “الرباط” عام 1957 برفقة زوجته الفنانة المغربية/ فاطمة بنمزيان، حيث رزقا عام 1960 بأول أبنائهما عبد المنعم الجندي مؤسس فرقة “فنون المسرحية”، التي احتفلت عام 2013 بالذكرى الثلاثين لإنشائها في احتفالية كبرى تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة/ محمد السادس وبحضور رئيس الحكومة، ثم رزقا عام 1961 بثاني أبنائهما المخرج والمؤلف والممثل المسرحي/ أنور الجندي، الرئيس الحالي لفرقة فنون وصاحب شركة “فنون آر للإنتاج”، ثم رزقا بإبنتهما الوحيدة، وأخيرا بثالث الأبناء الدكتور/ حسن الجندي المسئول بمؤسسة “محمد السادس للأعمال الاجتماعية” ورئيس جمعية “الجندي لمسرح الطفل” والتي تلتزم بتقديم عروض هادفة للناشئين، (يجدر الذكر أن الفنان/ حسن الجندي متزوج منذ عام 1983 من السيدة/ حياة زروال وله منها ثلاث بنات).
عمل الفنان القدير/ محمد حسن الجندي بالإذاعة البريطانية (ال بي بي سي) في سنوات السبعينيات بلندن معدا ومقدما لبرنامج “كشكول المغرب”، كما عمل محاضرا لمادة الإلقاء بالمعهد “العالي للتنشيط الثقافي والفن المسرحي” بالرباط، كما ترأس مندوبية الثقافة الجهوية (الإقليمية) بمراكش من عام 1992 حتى عام 1999، وكان يدير شركة “جندي للإنتاج الفني” التي أنتجت مسرحيات: شاعر الحمراء، المتنبي في جامع الفنا، سلسلة غضبة، وعام 2010 فيلم ثعلب أصيلة.
وتضم قائمة الأفلام التي شارك ببطولتها عدد كبير من الأفلام من بينها: ظل الفرعون، طبول النار (لسهيل بن بركة)، القادسية) لصلاح أبو سيف(، الرسالة) لمصطفى العقاد)، بامو (لإدريس المريني)، مطاوع وبهية، وذلك بخلاف مشاركاته في بطولة عدد كبير من المسلسلات الدرامية ومن بينها: صقر قريش (إخراج / حاتم علي(، آخر الفرسان (إخراج /نجدة إسماعيل أنزور(، الخنساء، فارس بني مروان، عمر (في دور عتبة بن ربيعة.(
وكان من الطبيعي أن يحصد بعض الجوائز ومظاهر التكريم خلال مسيرته الفنية ومن بينها: حصوله على وسام الثقافة من جمهورية الصين الشعبية، وسام “عملة باريس” من” معهد “العالم العربي “بباريس عام 1999، جائزة نجمة مراكش الذهبية في الدورة الثانية في” المهرجان الدولي للفيلم” بمراكش، كما تم تكريمه في الدورة التاسعة بالمهرجان “الدولي للفيلم عبر الصحراء” بمدينة زاكورة، وكذلك بالدورة الثالثة لمهرجان “مغرب المديح” بالرباط في فبراير 2013.
فارق الفنان القدير الحياة في وقت مبكر من صباح يوم السبت الموافق 25 فبراير (عام 2017) “بمدينة مراكش“، عقب نزلة برد حادة ألمت به تطورت إلى التهاب رئوي.
– الفنان العماني/ سالم بهوان:
ممثل عماني من أبرز مؤسسي ونجوم الدراما المسرحية والتلفزيونية والسينمائية في” سلطنة عمان” ودول الخليج العربي، وهو أول منتج ومخرج وبطل لفيلم عماني (يعرض في الطيران العماني وطيران الإتحاد الإماراتي). وينتمي إلى عائلة كريمة وثرية من ولاية “صور” في المنطقة الشرقية، وله إسهامات كثيرة في مجال الأعمال الخيرية والمساعدات في البلاد.
ويعتبر ممثل من نوع خاص للعمانيين بتنوع أعماله ومشاركته في بطولة أكثر من ثلاثين مسلسلا تلفزيونيا وما يقرب من ثلاثين مسرحية وأربعة أفلام سينمائية، كما يحسب له اكتشافه لكثير من المواهب في “سلطنة عمان” سواء في مجال التلفزيون أو السينما، وبرغم ندرة ظهوره الإعلامي إلا أنه موجود بقوة على الساحة الفنية، ويطلق عليه “شيخ الممثلين” بحكم أن والده شيخ في قبيلته.
تضم قائمة الأعمال الدرامية التي شارك بها المسلسلات التالية: جمعة في مهب الريح، آخر العنقود، غصات الحنين، الغريقة، ود الذيب ) جزئين)، الاتجاهات الأربعة، قراءة في دفتر منسي، إنسان من الزمن المستحيل.
كما تضم مجموعة من المسرحيات من أهمها: شيخ الحارة، الكره خارج الملعب، بيت الدمية، 24 ساعة، المشكاك، الصنارة.
وجدير بالذكر أنه أول ممثل خليجي يحصل على وسام من “مصر” وذلك عن دوره في مسلسل “إنسان من زمن المستحيل”، كما كرم بالدورة الرابعة عشر لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه “الجمعية المصرية لهواة المسرح” عام 2016.
توفى في يوم السبت الموافق 11 مارس (عام 2017) أثر نوبة قلبية مفاجئة.
وهي ممثلة مسرحية قديرة من مواليد عام 1953، وكانت مع “جليلة بكار” من المجددات في المسرح التونسي، كما كانت من أوائل الذين أسسوا لتجربة الرقص المسرحي في تونس، وذلك من خلال التدريبات التي كانت تنظمها سواء في فضاء “مدار” أو في الفضاءات الأخرى التي تنظمها بعض المهرجانات المسرحية، مما جعلها محل دراسات من قبل أغلب النقاد والباحثين ومصممي الاستعراضات بتونس خاصة وأن التعبير بالجسد كان هو جوهر ومحور عملها المسرحي.
بدأت رحلة رجاء بن عمار ككل أبناء جيلها في ذلك الزمن الجميل من المسرح المدرسي والجامعي في أواخر ستينات من القرن الماضي، عندما كانت طالبة في كلية “دار المعلمين العليا” (قسم اللغة والآداب الفرنسية)، وذلك بالتوازي مع دراستها اللغة الألمانية في معهد “جوته” في تونس. وهذا ما أهلها لاحقا للالتحاق ببعض الدورات وورشات العمل والإقامات الفنية في ألمانيا، وخصوصا في مدينة “ميونيخ” عاصمة مقاطعة “بافاريا” التي أقامت فيها عام ١٩٩١ لمدة ستة أشهر..
شكلت ثنائيا فنيا مع الفنان/ منصف الصايم وأسست معه “مسرح فو” بمطلع ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يستقرا بفضاء “مدار” في منتصف التسعينات.
قدمت مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية المهمة من بينها: “الأمل”، “ساكن في حي السيدة”، “أهل الهوى”، “فاوست” “وراء السكة” و”الباب إلى الجحيم” وكان آخر أعمالها من إنتاج المسرح الوطني بعنوان: “نافذة على جناته” (الذي افتتح مهرجان الحمامات الدولي في دورته الأخيرة.(
والحقيقة أنها لم تكن مجرد ممثلة أسرت جمهورها بجمالها فقط، بل إنها تميزت أيضا بحضورها على الركح وقدرتها على صنع الحدث الثقافي، فهي لم توقف يوما حروبها ومعاركها مع البيروقراطية والاستبداد والظلاميين، ولم تتوان يوما عن الدفاع عن المسرح والفن والجمال.
توفيت في 5 أبريل (2017)، وذلك خلال خضوعها لعملية جراحية بالقلب.
– الفنان الكويتي/ عبد الحسين عبد الرضا:
ممثل كويتي كوميدي ويعتبر من أشهر وأبرز الفنانين الخليجيين والعرب، كما يعد من مؤسسي ورواد الحركة الفنية والتمثيل في منطقة” الخليج العربي“، وأحد قلائل الممثلين في الخليج الذين تجاوزوا الخمسين عاما في التمثيل منذ بداياته. وهو من مواليد 15 يوليو عام 1939 بدروازة عبد الرزاق بفريج العوازم (في منطقة شرق في الكويت)، لأب يعمل بحارا أنجب أربعة عشر ابنا (وترتيب “عبد الحسين” السابع من بين أخوته)، وقد تلقى تعليمه في” الكويت” حتى مرحلة الثانوية العامة (وذلك في مدرستي المباركية والأحمدية)، ثم عمل في وزارة الإرشاد والأنباء في قسم الطبع، ومن خلالها سافر في بعثة إلى” مصر ” عام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وأيضا في بعثة إلى ألمانيا عام 1961 لاستكمال الدراسة في فنون الطباعة، وتدرج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام عام 1959 إلى أن تقاعد في 30 سبتمبر عام 1979.
تزوج أربع مرات ولديه ثلاث بنات وولدين أكبرهم “عدنان” وأصغرهم” بشار” الذي يعمل في المجال الفني وله محاولات في كتابة الشعر وإعداد البرامج التلفزيونية، ومنال (فنانة تشكيلية خريجة جامعة الكويت)، وهو ينتمي إلى أسرة فنية، حيث أن أخيه/ أمير فنان تشكيلي وأيضا قدم بعض المسرحيات والأوبريتات بفن الدمى بشخصية “بو زعلان”، كما إن ابن أخيه هو الممثل/ علي محسن، وأيضا ابن عمه المغني/ غريد الشاطئ.
كانت بداياته في أوائل ستينات القرن العشرين، وتحديدا في عام 1961 ، وذلك من خلال مسرحية “صقر قريش” بالفصحى، حينما كان بديلا للممثل/ عدنان حسين، ولكنه أثبت نجاحه واستطاع كسب ثقة المخرج الكبير/ زكي طليمات، وتوالت بعدها الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها الإنجازات والشهرة والجوائز وغيرها.
وهو أحد مؤسسي فرقة “المسرح العربي” عام 1961، وفرقة “المسرح الوطني” عام 1976، كما قام في عام 1979 بتأسيس “مسرح الفنون” كفرقة خاصة، وفي عام 1989 قام بتأسيس شركة “مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع”، وكان قد قام في عام 1971 بتأسيس شركة “مطابع الأهرام”. ونجح خلال مسيرته الفنية في تقديم أشهر المسلسلات الخليجية على الإطلاق والذي لا يزال المسلسل الأول بالخليج وهو مسلسل” درب الزلق “مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبد العزيز النمش وعلي المفيدي، كذلك مسلسل” الأقدار” من تأليفه، وعلى جانب المسرح كانت له مسرحيات كثيرة أشهرها: باي باي لندن، بني صامت، “عزوبي السالمية” و”على هامان يا فرعون” وغيرها الكثير، كما قام بتأليف بعض أعماله المسرحية والتلفزيونية ومن بينها: سيف العرب، وفرسان المناخ، عزوبي السالمية،30 يوم حب وقاصد خير وغيرها، كما إنه خاض مجال التلحين والغناء والتأليف المسرحي والتلفزيوني كما أصبح منتجا أيضا. اشتهر بالشخصية الساخرة المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع العربية بقالب كوميدي.
قدم الفنان/ عبد الحسين عددا من الثنائيات في الإذاعة والتلفزيون لعل أشهرها مع الفنان/ سعد الفرج والذي اتضح في مسلسلي:” درب الزلق “و” الأقدار” وعدد من المسرحيات، وكذلك مع الفنان / خالد النفيسي في مسلسلات:” محكمة الفريج“، “ديوان السبيل“ و”الحيالة“، ومن أشهر الثنائيات التي قدمها أيضا كانت مع الفنانة/ سعاد عبد الله في عدد من الأوبريتات ومن أشهرها أوبريت “بساط الفقر“، وذلك بالرغم من أن بدايته مع الثنائيات كانت مع كل من الفنانين: عبد العزيز النمش ومحمد جابر في مسلسلي:” مذكرات بوعليوي “و”الصبر مفتاح الفرج“.
اشتهر بجمال صوته وهذا ما أعطاه تميزا عن بقية الفنانين في جيله، مما جعله يخوض تجربة تقديم بعض الأوبريتات التمثيلية الغنائية – كرائد في هذا المجال – وقد لاقت نجاحا كبيرا، وذلك بالإضافة إلى مشاركته بالغناء ضمن بعض أعماله التلفزيونية والمسرحية، ويذكر أنه قدم أغنية بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي السابق/ جورج بوش للكويت بعد التحرير بعنوان “مستر بوش”. (شاركه فيها بالغناء كل من الفنانين: حياة الفهد وداوود حسين.
أسس” قناة فنون التي بدأت بثها عام 2006 لتكون بذلك أول قناة تلفزيونية متخصصة بمجال الكوميديا على مستوى الوطن العربي.
المسرحي العربي الكبير/ د.فاضل خليل – وهو من مواليد أول يوليو عام 1946 بمحافظة “ميسان” – أحد القامات المهمة بالمسرح العراقي بصفة خاصة والمسرح العربي بصفة عامة، وهو يعد من الشخصيات البارزة على الساحة الفنية العراقية، والتي لها أثر ملموس وبصمة مميزة في مجالي التمثيل والإخراج المسرحي، وهو رجل مسرح من الطراز الأول مارس المسرح ممثلا ومخرجا ومؤلفا وأستاذا أكاديميا أيضا، كما كان له بصمة واضحة ومشاركات ثرية في كثير من المهرجانات المسرحية العربية والدولية.
وقد تخرج من قسم الفنون المسرحية بأكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد عام 1970، كما حصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة الفنون والعلوم المسرحية من “المعهد العالي للفنون المسرحية” بصوفيا/ بلغاريا عام 1985.
وسبق تناول مسيرته العطرة وإسهماته المسرحية الثرية تفصيليا بالعدد: 529 بتاريخ 16 أكتوبر (2017)
وقد رحل عن عالمنا يوم الأحد الموافق الثامن من أكتوبر (2017).
– الأديب المغربي/ عبد الله شقرون:
ولد في 14 مارس 1926 بمدينة “سلا”، اشتغل رئيسا لقسم التمثيل العربي بالإذاعة المغربية ثم التحق للعمل بتونس، كما عمل بعد ذلك مديرا ومستشارا في ديوان وزارة الشؤون الثقافية بالرباط.
انضم إلى إتحاد كتاب المغرب عام 1961، وله عدد مهم من المسرحيات بالإضافة إلى مجموعة من المقالات حول المسرح، كما له عدة مؤلفات مهمة في التراث، وتضم قائمة مؤلفاته الإصدارت التالية: ” نظرات في شعر الملحون”، و”دولة الشعر والشعراء على ضفتي أبي رقراق” و “جولة في عالم الشعر والشعراء بالمغرب” و”فجر المسرح العربي بالمغرب” و “حياة في المسرح “، كما له كتاب خاص عن مسار رفيقة دربه الممثلة المعروفة/ أمينة رشيد يحمل عنوان “أمينة رشيد ممثلة في الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما”، ويعد الأديب الراحل مع زوجته من أشهر الأزواج الذين عمروا في الحياة والفن (أكثر من 50 سنة زواج).
وهو من رواد الإذاعة والتلفزيون بالمغرب حيث عمل محررا ومذيعا ومنتجا بالإذاعة الوطنية المغربية “راديو المغرب”، ومديرا للتلفزيون المغربي ومديرا عاما لمنظمة إتحاد إذاعات الدول العربية للراديو والتلفزيون (التابعة لمنظمة جامعة الدول العربية)، وله عدد هام من المسرحيات والتمثيليات الإذاعية والتلفزيونية بالإضافة إلى مجموعة من المقالات حول الممارسة الإذاعية، وتضم مجموعة مؤلفاته في هذاالمجال الكتب المنشورة التالية: فن الإذاعة (1957)، شعراء على مسرح التلفزيون (1983)، مسرح في التلفزيون والإذاعة (1984)، حقوق المؤلف في الإذاعة والتلفزة (1986)، الشعر الملحون في الإذاعة (1987)، فجر المسرح العربي بالمغرب (1988).
توفي بمدينة الدار البيضاء عن عمر يناهز تسعين عاما صباح يوم 16 نوفمبر (2017).
الفنان الليبي/ محمد الجفيلي:
الفنان القدير/ محمد الجفيلي من مواليد 1951 بسوق الجمعه بمدينة “طرابلس”، ويعد أحد المؤسسين الأوائل لمسرح الطفل في طرابلس (الذي تأسس عام 1976)، وأحد رواد فرقتي “طلائع المسرح” و”المسرح الجديد”. بدايته الفنية كانت عبر المسرح وبالتحديد عبر “فرقة الأمل” التي قدم من خلالها عديد الاعمال منها: المهزلة الأرضية، كاليجولا، الضفادع، الجانب الوطي، كما قدم من خلال فرقة “المسرح الوطني” (الذي تأسس عام 1966) عدد كبير من الأعمال ومن بينها: نقابة الخنافس، ما يقعد في الوادي إلا حجر، حوش العيلة، محاكمة العبدان، النبع، زرقاء اليمامة. شارك بالتمثيل في عدد كبير من المسرحيات الأخرى، وتعامل مع معظم المخرجين الليبيين، فقدم من خلال فرقة “المسرح الليبي” بعض الأعمال منها: كلام ايجيب كلام، الرؤية، كما قدم لمسرح الطفل العديد من الأعمال منها ثعلب من غير ذيل، الكلمات الطيبة.
أما في مجال الغناء فقد اعتمد كمطرب عام 1980، وعرف بتأديته للعديد من ألوان الغناء، ولعل من أشهر أغانياته “أنشودة أفريقيا للأفريقي”، يا وداده، قطار الموت، معاك الملايين، أزهي يا عين، يا وجه وطني، خسارة ما عرفيتش تحبي، هدي السرعة، القرمه عادة سيئة، يا ماما يا حنينة، كما قدم عبر مسيرته الغنائية العديد من الأعمال، وذلك بخلاف بعض الأعمال الغنائية عبر مسرحياته مثل مسرحية “النبع” وكذلك بمسرحية “محاكمة العبدان” وقد وضع الألحان لكل منهما الفنان/ عمر الجعفري.
الى جانب الغناء والتمثيل المسرحي قدم للتلفزيون عدة أعمال من بينها: فارس النجعين، بالإضافة إلى مشاركته المهمة في سلسلة “رفاقة عمر”، وكانت آخر أعماله في برنامج “الكاميرا الخفية” الذي قدمه التلفزيون الليبي في شهر رمضان المبارك.
وجدير بالذكر أنه أنه عمل موظفا بالهيئة العامة للمسرح والفنون منذ عام 1974، وشارك في دورة تدريبية في مجال مسرح الطفل بالمجر، كما تم تكريمه عام 2004 بمهرجان الأغنية الليبية بهون.
توفي في إحدى مصحات العاصمة “طرابلس” إثر أزمة صحّية لم تمهله طويلا وذلك مساء يوم الاربعاء الموافق 16 نوفمبر (2017)
– الفنان العراقي/ بدري حسون فريد:
ولد الفنان العراقي/ بدري حسون فريد في مدينة “كربلاء” أول يوليو عام 1927، وقد أنهى دراسته في المرحلة الابتدائية والثانوية داخل مدينة “كربلاء”، ثم انتقل إلى “بغداد” من أجل الالتحاق بكلية الحقوق، وبعدها التحق بمعهد الفنون الجميلة (قسم الفنون المسرحية) عام 1950 وتخرج منه عام 1955 بترتيب الأول على دفعته، وفي الوقت نفسه كان يزاول نشاطه الفني في الفرقة الشعبية للتمثيل (مع الفنانين/ جعفر السعدي وجاسم العبودي). حصل بعد ذلك على بعثة دراسية لدراسة المسرح في معهد “كودمان ثيتر” في مدينة “شيكاغو” الأمريكية في الفترة من 1962 إلى 1965 حيث حصل هناك على البكالوريوس والماجستير في المسرح بتفوق، كما أخرج هناك مسرحية “الشارع الملكي” (كإحدى متطلبات نيل درجة الماجيستير)، وفي العام التالي عاد من جديد إلى موطنه وعمل مدرسا في معهد “الفنون الجميلة” قسم الفنون المسرحية إلى جانب إخراجه عددا من المسرحيات أبرزها: “عدو الشعب” (1967)، “الساعة الأخيرة” (1969) و”بيت أبو كمال” (1969)، “الحصار” (1971)، “مركب بلا صياد” (1973)، “بطاقة دخول إلى الخيمة”، “الجرة المحطمة” (1974)، “جسر آرتا” (1975)، “هوراس” (1985)، “الحاجز” (1987)، كما كتب وأخرج مسرحية “خطوة من ألف خطوة” (1993)، أعد وأخرج “الردهة” عن قصة أنطوان تشيخوف الشهيرة “ردهة رقم 6” (1994). شارك بالتمثيل في عدد كبير من العروض المسرحية ومن أهمها: مسرحية “الطوفان” تأليف/ عادل كاظم وأخراج/ إبراهيم جلال حيث جسد دور الكاهن/ آنام (عرضت المسرحية في مهرجان دمشق الثالث عام 1973)، ومونودراما “في المنفى” من تأليف وإخراج/ جواد الاسدي (وعرضت في كل من بيروت والرباط عام 1995(، وكتب كذلك عدد من المسرحيات للمسرح العراقي كان أشهرها مسرحيات: “نشيد الأرض” و”بيت أبو كمال”، “الحاجز”، “خطوة من ألف خطوة” و”الجائزة”.
شارك بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد كبير من الأفلام السينمائية من بينها: ارحموني، نبوخذ نصر، القادسية، بابل حبيبتي والعاشق.
وجدير بلذكر أن مسرحيته “الحصار” التي أخرجها فازت بجائزة أفضل إنتاج متكامل عام 1971، كما حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973 عن إخراجه لمسرحية “مركب بلا صياد”، وكذلك على جائزة أفضل ممثل مسرحي للموسم المسرحي 1974 عن دوره في مسرحية “الطوفان الكاهن آنام”، كما حصلت مسرحيته “الردهة” لأفضل إخراج في وزارة الثقافة عام 1995.
سافر في نهاية عام 1995 إلى المغرب وعمل هناك مدرساً لمادة التمثيل في “جامعة الرباط”، ثم عاد من جديد إلى “العراق” في عام 2010.
توفي في منزله بمدينة أربيل (شمال العراق) بعد صراع طويل مع المرض مساء يوم الجمعة الموافق 17 نوفمبر (عام 2017) عن عمر ناهز الـ 94 عاما.
– الفنان الأردني/ نادر عمران:
أحد الوجوه المشرقة في مسيرة المسرح الأردني، وهو من أصل فلسطيني حيث ولد بمحافظة “الخليل” الفلسطينية عام 1955، وقد أضطر إلى مغادرة بلدته والإقامة في الأردن بصفة دائمة عام 1982. حصل على بكالوريوس الديكور المسرحي في المعهد “العالي للفنون المسرحية” بمصر عام 1979، وتمتع بعضوية “رابطة نقابة الفنانين الأردنيين”، وهو رجل مسرح حيث مارس التمثيل والإخراج والكتابة وتصميم السينوغرافيا، ويحسب له مشاركته المهمة في تأسيس فرقة “فوانيس المسرحية” عام 1982، وكذلك مشاركته في تأسيس وتحمل مسئولية إدارة مهرجان “فوانيس المسرحي عام 1984، والذي تحول مع بداية التسعينيات إلى مهرجان “أيام عمان المسرحية، ثم أصبح منذ عام 1994 مهرجانا دوليا.
وقد سبق تناول مسيرته العطرة وإسهماته المسرحية الثرية تفصيليا بالعدد السابق بتاريخ 4 ديسمبر (2017).
رحل عن عالمنا مساء يوم الأثنين الموافق 27 نوفمبر (2017).