حوارات
الفنانة الجزائرية “نوال مسعودي” في حوار حصري لموقع “المسرح نيوز “: عودتي بعرض “العطب” بعد غياب ثلاث سنوات.. حبا للخشبة واحتراما لفني!
المسرح نيوز ـ الجزائر |ريان اسماعيل عزيز
ـ
تمكنت من ان تثبت كعادتها قوة موهبتها على خشبة المسرح من خلال اخر اعمالها المسرحية ” العطب ” من إخراج الفنان فوزي بن براهيم حيث ابهرت الجميع بدورها الجميل والمحوري والذي استطاعت من خلاله ان تغازل الجمهور في نهاية العرض وتبكيه بحرارة وهي التي تغلبت على أزمتها بفقدانها لوالدتها ايام قبل العرض من خلال مشاركتها في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة متحدية كل ظروفها العصيبة عائدة الى الخشبة بكل قوتها انها المتالقة دائما النجمة نوال مسعودي التي خصت موقع “المسرح نيوز” بهذا الحوار الحصري .
* كيف تقيمين اخر اعمالك المسرحية ” العطب “؟
** العطب كانت بالنسبة لي اصلاح العطب بداخلي للعودة مجددا لفضائي ومتنفسي الوحيد ” الخشبة ” بعد انقطاع دام ثلاث سنوات …بسبب حادث أليم ومرير وقع لي على الخشبة في آخر عرض كان أمام الجمهور على خشبة محي الدين بشطارزي لتشاء الصدف أن أعود من عليها بمهرجان المسرح المحترف….بمسرحية العطب التي أسميتها ” العودة “….لمخرجها الشاب الموهوب فوزي بن براهيم… كان صعودي أول حصة من البروفات على الخشبة بركوع لها وتقبيلها أمام المجموعة شوقا واحتراما ….فحمدا لله لم تخيبني يوما فكلما أعطيتها ابداعا زادتني بريقا بعيون الجماهير….ومحبي الفن الرابع.
* نجاح عرض العطب جماهيريا ونقديا كان له تأثيرا عليك خاصة وان المسرح الجزائري افتقد لمثل هذه اعمال ؟
** تأثيرا ايجابيا..ففرحة الفنان في نجاح عرضه ومايقدمه أمام الجمهور بمختلف المستويات….كنت جد سعيدة بعودة مشرفة بعرض رشحه الجمهور والنخبة العريضة والمثقفة من اعلاميين ومخرجين ودكاترة نقد وفنانون واهل اختصاص بأنه العرض المتكامل في نظرهم….لاحتوائه على مكونات العرض المسرحي من اخراج وآداء جيد للممثلين وسينوغرافيا متماشية وأحداث العرض وتوظيفها الجيد ناهيك عن فكرة النص المترجمة في حلة أنيقة تعكس الواقع المعاش في كوميديا الموقف… كل هذا يجعلني أسعد لسببين: أنني عدت وعودتي لم تكن هكذا من أجل العودة وفقط وانما عودة تليق بمستوى نوال مسعودي فنيا أي أن العطب استمرارية مشرفة لأعمالي السابقة التي اختارها بعناية. والسبب الثاني: أن العطب الآن يعد من بين الأعمال المسرحية الجزائرية التي أعادت للمسرح الجزائري مكانته وقيمته ومستواه المعهود الذي افتقدناه منذ فترة.
* اعتبر الكثيرون من اهل الاختصاص انه عدم حصولك على جائزة بالامر الغريب كيف كان ردك انت شخصيا على هذا ؟ صراحة وأولا سافرت للعاصمة من أجل المسرح لا الجائزة…مسؤوليتي نحو هذا ” الساحر ” ألزمتني السفر للمشاركة بفعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف للأخذ بيده …رغم الظروف القاهرة وقد كنت فقدت والدتي ولم يعتد على دفنها ثلاثة أيام بل لم ينته عزائها بالبيت …كنت واقفة شامخة على خشبة بشطارزي بقلب دامي وعيون دامعة…أبكت الجمهور الغفير في نهاية العرض كان الأمر خارجا عن طاقتي ونطاقي…ما أتذكره أنني في لحظتها كنت لاارى كوني غير مسؤولة عن عرض..عن مجموعة وطاقم فني اشتغلنا سويا طيلة شهر ونصف من التحضيرات المكثفة…وبرنامج مسرحي وطني في تظاهرة وطنية مسرحية تناديني رغما عني تقول المسرح يحتاجك ماقولك؟
اجابتي كانت كبت حزني بقلبي وحمل حقيبتي والتوجه للعاصمة…..اذا هنا ردي لم يكن الا جائزتي أنتم…فخر وسعادة كبيرة غمرتني بحب الجميع اعجابهم بما قدمت باخلاص للخشبة التي عشقت دوما زكلي لها وهبت…….لم يزعجني الأمر نهائيا من ناحية أن الفائزة كانت أخت وزميلة وصديقة وفنانة متألقة أيضا أشهد لها بالتميز صبرينة قريشي فنانة وعرش عظيم كما نسميها جميعا فرحت لتتويجها كثيرا…تستحق فعلا….قالوا لي وأنت ايضا تستحقين قلت لهم الجائزة ماكانت ابدا لتقيمني بل شهاداتكم هاته هي نجاحي واستمراريتي لتقديم الأفضل للفن للمسرح للجزائر…..كل همي…وتبقى الجوائز رأي مجموعة من أشخاص هم لجنة التحكيم ورغم كل شيء واختلاف الآراء…يبقى رأيهم وحكمهم على العين والراس نحترمه ونحترمهم أيضا . المهم أن لانتوقف …المهم الاستمرارية والبرهان دوما يكون على الخشبة…على فكرة كنت على مدى 10 طبعات من نفس المهرجان مرشحة لأحسن دور نسائي ولم اتحصل عليها…..مالذي غير في ابداعي؟ لاشيء ….الجائزة مجرد تشجيع وعرفان وتنويه على عرق ومجهودات مبدعين.
* هل كنت راضية كل الرضا عما قدمته في مهرجان المسرح المحترف بمسرحية العطب الحمد لله كنت مرتاحة…كيف ؟
** الفنان عندما تسأله دوما عن ماان كان راضيا عن ماقدمه يظل بداخله تردد في الاجابة لأنه يريد دوما الأفضل عن الافضل الذي قدمه…..لهذا اجبتك بمرتاحة لأنني شعرت من تجاوب الجمهور بقاعة العروض…ورأي المختصين بقاعة المناقشات بعد العرض…ورأي أهل الميدان والجمهور العادي بالقرب من بناية بشطارزي بالرضى والفرح والسعادة وشهادتهم بتذوقهم المسرح والمتعة ينهي الي والى المجموعة بأكملها بأننا قدمنا عرضا جميلا بمستوى عالي مشرف وهذا الأهم على الاطلاق.
*في السنوات الماضية شاهدنا ان المسرح الجزائري تدهور الى من ترجعين السبب في هذا ؟
** ان قلت لك وبصراحة أن السبب يعود لاهله؟؟ نعم نحن السبب وقد تركنا الميدان والمسرح لغير أهله يعيثون فيه رداءة وفسادا ومنكرا حتى عدنا واياهم الى سنوات قبل انعاشه من جديد…. للأسف لكن ماباليد حيلة حين يصبح المتصرف بالمسرح ليس فنانا ليس مسرحيا ليس مثقفا ليس محترما الاكيد ننزل ونتهاوى ونتراجع….. لابد من التصفية والتنقية الحل الوحيد…ثم وضع قوانين وشروط للمهنة. حتى لايصبح الفن والمسرح على وجه الخصوص مهنة من لامهنة له ….غزو الدخلاء شتتنا واهملنا وداس على قيمة ابو الفنون جميعا….لايستحق منا ومنهم هذا …..الوزارة الوصية عليها أن تتخذ القرار الصارم …هي السلطة الوحيدة ولااحد غيرها يستطيع أن يفرض هذه الأمور…الكل وقتها عليه التطبيق وفقط. السؤال السادس : كيف تقيمين المشهد المسرحي الجزائري في الوقت الراهن بصفتك صاحبة مكانة مسرحية ثرية ؟ المشهد المسرحي الجزائري موجود نعم…. لكن حسب رأيي مايزال عليلا…يحتاج الى رعاية من كل الجهات …ويحتاج أكثر أن ينتبه ممارسيه والمسؤولين عليه خاصة… بأكثر احترافية ومسؤولية وعدم الاستهانة به ….المسرح….لم يسمى بأبو الفنون من عدم ….إذا كان الأب هو عضو العمود الفقري لبنيان الأسرة…. فإن المسرح هو الدعامة الرئيسية في بناء الفن…. ولهذا استحق عن جدارة لقب أبو الفنون……اذا خلاصة قولي : اذا خسرنا مسرحنا خسرنا الفنون جميعا…ومالحياتنا عيش دون فن….دون جمال …دون حضارة