حوارات

في حوار كمال سلطان مع د. هدى وصفي بمناسبة تكريمها في اليوبيل الفضي المعاصر والتجريبي تؤكد:

كنت مديرا للتجريبي لسنوات طويلة.. وعلي المسرحيين دعمه ليستمر فهو من أسباب تطور العملية المسرحية


المسرح نيوز ـ القاهرة| حاورها: كمال سلطان

ـ

ارتبطت الدكتورة هدى وصفى بعلاقة وطيدة بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، حيث تعاونت مع إدارته فى دورته الأولى من خلال ندوات المهرجان ثم عملت كمدير للمهرجان لأربعة دورات متتالية.

 

وهى واحدة من الشخصيات الهامة في العديد من مجالات الفكر والثقافة والنقد الأكاديمي فقد عملت كأستاذ بأكاديمية الفنون لخمسة عشر عاما وتقوم بتدريس النقد والمسرح المقارن فى كلية الآداب بجامعة عين شمس حتى الآن.

 

كما تمتلك خبرات كبيرة فى الإدارة حيث تولت إدارة المسرح القومي ومسرح الهناجر الذي استطاعت أن تنهض به لدرجة أن اليونسكو اختاره عام 2000 كأفضل مركز ثقافي في المتوسط. وفى هذا الحوار المهم نبحر معا فى عقل وقلب د. هدى وصفى لنتعرف معا على تجربتها فى عالم المسرح والإدارة وذكرياتها مع المهرجان التجريبي ..

 

* ما الذي يعنيه لك تكريمك من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي فى دورته الحالية؟

 

** عندما يجئ التكريم من كيان ثقافي كبير بحجم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، يحتفل يوبيله الفضي فإنه يسعدني أن أشارك بهذا الاحتفال، وسعيدة جدا بأن المهرجان الذي كنت يوما مديرا له استمر طوال هذه السنوات ويحتفل بمرور ربع قرن على إنشائه وأتمنى أن يمتد به العمر أكثر ويحتفل بيوبيله الذهبي والبلاتيني أيضا، وأتمنى له أن يقاوم بعض الأقلام الصحفية التي لا تعي معنى المهرجان التجريبي وتهاجمه بلا وعى حتى أن بعضهم أسماه “التخريبى” وهذا خطأ كبير لأن أي إبداع فني هو تجربة أولا وأخيرا بغض النظر عن مسماه، وأرجو عندما يكون هناك تراجع في الإنتاج المسرحي ألا يتم اتهام المهرجان التجريبي بأنه السبب وراء ذلك فهذا به سوء نية غير مقبول.

 

* تشهد هذه الدورة الاحتفال باليوبيل الفضي للمهرجان، فما هي ذكرياتك مع بداياته الأولى؟

 

** تعاملت مع المهرجان منذ الدورة الأولى مع المخرج الراحل سعد أردش وكنت مسئولة عن الندوات، ثم بعد ذلك تعاونت مع د. فوزي فهمي كمديرة للمهرجان وقضيت أكثر من أربعة دورات أشاد بها الجميع، وقد كنت أسافر لمشاهدة العروض على الطبيعة وشاهدت الكثير من العروض في الدول الأوروبية واطلعت على التقنيات الحديثة .

 

* ما الذي أضافه المهرجان للحركة المسرحية فى مصر، وهل ساعد في الانفتاح على العالم؟

 

** المهرجان قدم خدمات كبيرة للشباب وأطلعهم على أحدث ما يتم إنتاجه فى العالم ومثّل فرصة ونوافذ مفتوحة على العالم لأن ليس كل الشباب متاح لهم السفر للإطلاع على تجارب الآخرين، فكان المهرجان بالنسبة للكثيرين فرصة جيدة وسبب إلهام فى تطوير أعمالهم على خشبة المسرح، فالتجريبي كان له دور حقيقي فى تطوير أداء المخرجين وأستطيع الحكم على ذلك جيدا بحكم أننى متخصصة ودارسة وعملت لسنوات فى مجال المسرح ولدى القدرة فى الحكم على الأشياء بطريقة علمية.

 

* هل تؤيدين فكرة عودة المهرجان بدون تسابق؟

 

** هناك من يحبذ فكرة عدم وجود تسابق وهناك من يرى في الجوائز والمسابقة فرصة لشحذ الهمم، والجانبين لهم وجهات نظر تحترم.

 

* لديك مشروع رائد في إقامة الورش المسرحية بالهناجر، حدثيني عنه ؟

 

** بحكم خلفيتي التربوية وعملي الأساسي بالتعليم والتدريس فقد كان لابد أن أفعل نفس الشيء فى الهناجر ففكرت فى إقامة عدة ورشات تدريبية يحاضر فيها قامات مسرحية عربية وأجنبية لها وزنها فى بلادها والبلاد الأخرى ولذلك فقد تسابق العديد من المخرجين العرب والعالميين مثل بيتر بروك، وعونى كرومى، وروجيه عساف، ورجاء بن عمار، وعز الدين جنون بتقديم رغبتهم لعمل ورش بالهناجر وأغلب المخرجين العرب سواء من العراق أو المغرب أو تونس أو لبنان أو سوريا إلى جانب كبار المخرجين المصريين مثل كرم مطاوع وسمير العصفورى ونور الشريف.

 

* وما رأيك فى الورش الحالية والتى تقتصر أحيانا على يوم واحد وهل هى قادرة على تقديم جيل جديد للساحة؟

 

** الورشة يجب أن تأخد الوقت الكافى لترسيخ القيم والمفاهيم لدى الطالب أما تلك الورش التى تذكرها فلا يمكن أن تقدم جيل جديد من المبدعين.  فميزانية الهناجر لم تزد على 800 ألف جنيه، لكننى تبنيت فكرة تقديم العمل الجيد الذى يتمنى أى شخص أن يقدمه وأتذكر أن الفنان حسين الشربينى رحمه الله وكان يعمل بمسرح القطاع الخاص اتصل بى وأبلغنى أنه يريد تقديم عمل مسرحى لدى بغض النظر عن أجره مهما كان قليلا وقدم عرض مونودراما بعنوان “الخشبة” وحققت نجاحا كبيرا ونال أجر 5 آلاف جنيه ولكنه كان سعيدا جدا بالعرض.

 

* مركز الهناجر قدم للساحة العديد من النجوم، كما ساهم فى إعادة اكتشاف نجوم آخرين .. فمن هم أهم هؤلاء النجوم؟

 

** دلال عبد العزيز قدمت “الأم شجاعة” وكانت تتخوف من الأداء باللغة العربية لكن النجاح الكبير الذى تحقق للعرض جعلها تقوم بعمل دراسات حرة بالجامعة، وعرض “ليلة عيد الميلاد” بطولة بوسى وكتب عنها الناقد الراحل أحمد عبد الحميد أنه أول مرة يراها تمثل باللغة العربية، وصفية العمرى التى قدمت مع المخرج المبدع توفيق عبد اللطيف عرض مونودراما مقتبس عن أغنية البجعة لتشيكوف ولاقت إقبالا كبيرا وحضر عمر الشريف لمشاهدتها، وعادل إمام عندما أراد أن يقدم رامى إمام للساحة قدمه من خلال عرض “جزيرة القرع” على الهناجر وكان به فنانون شباب مثل خالد سرحان وتامر عبد المنعم، حتى جلال الشرقاوى قدم إبنته عبير للساحة من خلال الهناجر فى عرض “الخادمتان” مع المخرج جواد الأسدى، وخالد الصاوى الذى قدم “اللعب فى الدماغ” وكانت كامل العدد لمدة ثلاثة أشهر متتالية.

* شغلت العديد من المناصب الإدارية، فما هى روشتة النجاح الإدارى كما ترينها؟

 

** تفويض السلطة والعمل بطريقة “اللا مركزية” ، وإطلاق يد المدير فى اتخاذ القرارات ثم محاسبته فى نهاية الأمر ، ويجب على المدير أن يطلع على كل ماهو جديد فى المسرح المصرى والعالمى والإنترنت حاليا يوفر كل ذلك فأنت ترى جميع العروض المنتجة من خلاله.

 

نشرة التجريبي 2018


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock