صفاء البيلي تكتب: عروض للطفل بمهرجان الدن العربي.. ميّزها جودة السينوغرافيا والتقنيات..وعابها التغريب وشطح الخيال!
شهدتها دورته الثالثة التي انعقدت في سلطنة عمان من 12:7 من أكتوبر الحالي ..
المسرح نيوز ـ سلطنة عمان| صفاء البيلي
ـ
- معظم العروض استخدمت “البلاي باك” فحالت بينها وبين إمتاع الأطفال!
- ناقشت قضايا تهم الطفل.. كالتعاون والتسامح والحب.. وبعضها شطح بخياله عن عالم الطفل.!
- السينوغرافيا فرس رهان هذه الدورة
- استلهام التراث وحكايات الأجداد وإعلاء قيم الحب.. العمل والتضحية”!
- الإغراق في استخدام التقنيات والتكنولوجيا يخلق جو الغربة والركود!
من الجيد فعلا أن نرى الاهتمام بمسرح الطفل يتجسد بشكل واضح محليّا عربيّا وعالميا حيث صارت المهرجانات تفرد له مسابقات خاصة عبر فعالياتها.. سواء على “الهامش” كمهرجان المسرح القومي في مصر ـ بعد مناداتنا كثيرا ـ بهذا.. أوعبر المسابقات الرسمية مثلما تفعل مهرجانات عربية عديدة من بينها مهرجان الدن العربي الذي تقيمه فرقة مسرح الدن للثقافة والفن بسلطنة عمان والذي أختتمت فعاليات دورته الثالثة مؤخرا والتي حملت شعار “التسامح والسلام” وامتدت من 7 حتى 12ـ من أكتوبر الحالي.
خمسة عروض.. وجائزة كبرى
وكان قد تقدم ٣٤ عرضا للمشاركة تأهل منها خمسة عروض تنافست على الجائزة الكبرى برعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد بنت تركي بن محمود آل سعيد وقيمتها المالية 5000 دينار عماني أي ما يقارب 250 ألف جنيه مصري.
وهذه العروض هى:”المهرجون” “الحوريات” “مملكة الأسود” “في كل بيت” و”لوحة الزمن”.
“المهرجون”..ماذا لو كانت حكاية واحدة؟!
المهرجون.. لمسرح بني ياس بالإمارات، تأليف وإخراج مرعي الحليان، وتمثيل بدور الساعي، حميد عبدالله، خميس اليماحي، سمية داهش، بدر البلوشي، ومحمد إسحق.
ويدورالعرض حول صاحب السيرك الذي يطرد مهرجيه بدعوى تسببهم في جو الرتابة والملل مما جعل المتفرجين يهجرونه.. في نفس الوقت يرفض توسلاتهم للبقاء واختراع ألعاب جديدة.. ثم يعطيهم عربة السيرك القديمة المليئة بالعرائس والأقنعة بديلا عن أجورهم.. فيبدأون حياتهم من جديد بعيدا سطوته وجبروته.. ليتواصلوا مع الأطفال بالحكايا الممتعة.
قدم العرض لحكايتين فشتت ذهن الأطفال ولعله كان من الأفضل التركيز على حكاية واحدة.. خاصة أن العرض تمتع بصورة بصرية جيدة علاوة على استخدام الدمى.. مع ملاحظة لحظة بوح المهرجين بالأسباب التي دفعتهم للعمل في السيرك فمنهم من اشتكى الفقر ومنهم من اشتكى مرض أمه.. الخ.. وكان من الأفضل ذكر سبب مبهج كحب الفن لترسيخ قيمة أن الفن رسالة والعمل به لا يكون بسبب الفقر أوالعوز!
“الحوريات”..البلاي باك وأزمة التواصل!
“الحوريات” لمؤلفه ومخرجه حاتم المرعوب، إنتاج شركة كارمن، تمثيل:ريم هميسي، سماح التوكابري، ويسرا بن علي، حسان الحناشي، ومؤنس بوكثير.
حكاية العرض تتلخص في ثلاث حوريات، تعشن هانئات في أعماق البحار تستمتعن بالبذخ والرفاهية في مملكة أبيهن ملك البحار.. تتمرد أصغرهن خارجة لليابسة فترى الأمير الذي كاد أن يغرق فتهيم به حبا وتقرر أن تتحول لإنسية فتتضرع للساحر الذي يحولها إلى إنسية بالفعل مقابل تنازلها عن صوتها وبالفعل تتم المبادلة.. لكن الأمير يعرض عنها ويتزوج بأخرى.. فتكتشف خطأها مقررة العودة لعالمها من جديد.
رغم اعتماد العرض على تقنية الفيديو بعرض خلفيات متحركة لقاع البحار والاشتغال على الحوريات وتحوُّل أقدامهن إلى ذيول والصخور المثبتة فوق عجلات تحركهن فتظهرن كمن يسبح أمام الأطفال.. ورغم أن الأغاني خلقت ثراءً سمعيّا..إلا أن المخرج أخذته غواية الحكاية الجامحة للخيال على حساب المضمون.. ولم يلتفت للرسالة المقدمة للطفل وما تضمنته الأغاني من تعبيراتٍ لا تناسب الطفل إطلاقا.. فيما كان أداء الممثلين مسطحا..وربما يرجع السبب في ذلك لاستخدام تقنية “البلاي باك” طوال العرض مما أفقده روحه الحية وتفاعله مع الأطفال.
“مملكة الأسود”.. الأزياء القاتمة والقصة المرتبكة!
“مملكة الأسود” لفرقة الكويت تياترو، تأليف ابراهيم نيروز وإخراج شملان هاني النصار، تمثيل بدرالشعيبي، محمد الأنصاري،مشاري المجيبل، ميثم الحسيني،أريج العطار،عبدالرحمن الفهد، ابراهيم العلي، سارة التمتامي، عبدالله الهويدي، محمد المنصوري، فرح الحجلي وسماح.
والقصة مأخوذة عن نص “ملك الاسود” (ليون كينغ) الشهير،حيث الصراع التقليدي بين الخير والشر من خلال مجموعة الأسود التي تتنافس على مكانة البطل الأوحد عبرأحداث خالية من التشويق والإثارة والتتابع.. مع إن العرض كان من الممكن أن يكتب شهادة نجاحه بالاعتراف كونه إعدادا وليس تأليفا.. والاستفادة من وجود نجمة بحجم الفنانة سماح والابتعاد عن البلاي باك وقتامة السينوغرافيا.
“في كل بيت”.. حكاية شعبية أفسدها الديجيتال!
“في كل بيت” للمسرح الجهوي العلمة بالجزائر، تأليف”عبد السلام مخلوفي” وإخرج “سهيل بوخضرة” وتمثيل: بهلول حورية، طارق عراب، سفيان فاطمي، محمد راسم قسيمي وعبد السلام مخلوفي،
حيث يدعو العرض إلى الترابط الأسري وعدم الذوبان في العالم الافتراضي، والعودة للحكايا الشعبية التي تربى عليها الآباء والأجداد.. وأكثر ما عابه الاستخدام المغرق لخيال الظل والبلاي باك..
“لوحة الزمن”.. الدمى تصنع النجاح!
“لوحة الزمن” من إنتاج ة “ميديا فورس” تأليف عثمان الشطي، وإخراج عبدالرحمن الهزيم، وتمثيل ملك أبو زيد وسعاد الحسيني ومحمد عبدالرزاق وعبدالعزيز المسعود وخالد أحمد وجنى الفيلكاوي، فيصل الصفار وهبة مطيع و تالين الفيلكاوي.
القصة تدور حول “رنا” الطفلة التي تكره المدرسة وتحب الدمى فتملأ بها غرفتها، وتهمل مذاكرتها فتضعف علاماتها وتكاد أن ترسب فتلتف الدمى حولها وتأخذها لعالم الخيال عبر آلة الزمن لتلقنها درسا في الاجتهاد.. وهو يُعد من العروض التربوية الجيدة التي تناقش مشاكل الأطفال في المراحل الأولى من الدراسة.. وتساعدهم على تجاوزها. جاء استخدم “اللغة العربية” جيدا وللسينوغرافيا أثرها الواضح في إدخال الطفل في اللعبة رشحه لاقتناص الجائزة الكبرى بجدارة.
الجائزة الكبرى.. وجوائز أخرى
اقتنص عرض لوحة الزمن الجائزة الكبرى وقدرها 5000 دينار عماني، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت لمملكة الأسود، كما حصلت الطفلتان ملك وجنى على جائزة أفضل ممثل طفل، وحصل خميس المياحي على أفضل ممثل، أما أفضل ممثل دور ثان فذهبت للفنان مؤنس بو كثير ونالت بدور الساعي جائزة أفضل ممثلة دور أول، وأفضل ممثلة دور ثاني ذهبت ليسرا علي وحصل على أفضل إخراج المخرج عبدالرحمن الهزيم وأفضل سينوغرافيا مسرحية في كل بيت كما اقتنص جائزة أفضل نص الكاتب مرعي الحليان مناصفة مع عثمان الشطي.