الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: الكاتب المسرحي السوري الكبير رواس عبد الفتاح قلعه جي يواصل صولاته في مجال الكتابة المسرحية
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
علاوة وهبي
الكاتب المسرحي الكبير المبدع رواس عبد الفتاح قلعه جي يواصل صولاته في مجال الكتابة المسرحية التي هو سيدها الان في سوريا دون منازع مما تشهد نصوصهوالكثيرة والتجريبية .والعبثية وحتي ذات الصور السوريالية الجميلة.رواس نشر مؤخرا نصا جديدا له في مجلة المسرح نيوز التي تشرف عليها الكاتبة المسرحية والناقدة صفاء البيلي نص عبد الفتاح عنوانه يوتوبيا الطريق. هذا النص تحس وانت تقرأه ان رواس اخرج شخوصه من عمق الخرافات والاساطير .كتبه بشاعرية لغة جميلة وبسيطة .ويدفعك بموضوعه الي طرح الكثير من الاسئلة قد تكون الاجابة عنها بداية لاسئلة جديدة.قد تجد لها اجابة وقد تبقي معلقة من غير اجابة..النص بالشكل الذي نشر به ونحن قراناه فيه به رمزية كذلك .ومجموعة من الاحالات علي اشياء كثيرة
بدءا من شخصية الشيخ صانع الاواني الفخارية الي نجمة المرأة الحورية التي لا تغادر غرزاله والمنهمكة في غزل هدية لحبيبها الغائب ذي الجدائل المنسكبة علي كتفيه والحوريات اللواتي يطلعن من البئر .الي كل الذين يمرون بالشيخ الخارجي الباحثين عن الطريق.ثم السؤال عن الطريق الذي بحث عنه هؤلاء العابرون والذين منهم المحارب ومنهم المرشح للانتخابات .ومنهم القتلة.اي ان قلعه جي حاول ان يضع امامنا كلانواع البشر في هذا العالم الذي نعيش فيه
ومنذ البدء الي اليوم.الحاضر بما فيه من نفاق وحروب والبحث عن السلطة والجاه بتوهم السير نحو نهاية الطريق او بدايتها اليس كل نهاية بداية.والعكس يمكن ان يكون صحيحا كذلك ولكن لا احد يعرف الياين سيصل به الطريقولا يعرف مساره الحقيقي سوي الشيخ الفخارجي الذي يبيعهم من مصنوعاته ويرفض قبض ثمنها في الحين ولكن يعدهم بانه سيقبض الثمن في نهاية الطريق .ووصولا الي المراة التي تزوجت خمس مرات وفي كل مرة تنجب فيها ولدا يحدث ما لم تتوقعه فمن هي ومن هم الابناء التي انجبت .
هي تقول انهم المنافق والمحارب والقتلة والمرشح.اي كل الذين مروا من امام الشيخ الفخارجي والذين دلهم عليكيفية الوصول الي نهاية الطريق حيث سيقبض منهم ثمن الذي باعهم من مصنوعاته. اليس نهايةالطريق هي نهاية الانسانية وان السائرون اليها هم القوي المتناحرة عليسلطة التحكم في العالم.ولكن من يكون الشيخ الخالق لمصنوعات من الطين هل هو رمز للرب الذي خلق الانسان من من طين .وهو الذي يوجهه منذ ميلاده الي طريق سيره وانه في النهاية هو من سيحاسبه علي افعاله.
الحقيقة اسئلة كثيرة ومحرجة تطل علينا برؤوسها ساخرة منا تطل من ثنايا النص وتطلب منا كما عبد الفتاح حل طلاسمها
يوتوبيا عبد الفتاح.هي حلم الطريق والوهم الذي بلهث خلفه الانسان من ولادته الي موته اذن يوتوبيا نص مشحون بالرموز التي علينا تفكيكها لمعرفة مدلولاتها والقصد منها.اعتقد انها باختصار رموز حياتنا ووجودنا في هذه الدنيا الفانية..
قلت رموز تحتاج الي تفكيك مثل رمز الحورية ساكنة العرزال والتي اسمها نجمة .والطفل الخامس الذي تلده المراة دون ات تكون لها علاقة جنسية مع رجل والذي اسمه هو الاخر نجم وله جدال شعر منسدلة علي كتفيه مثل الفارس الذي تحلم به نجمة وعنه تقول المراة انها كانت لوحدها وفجاة شعرت بلذة لم تعرفها من قبل وبشئ في رحمها .ثم ولدته.اليس في هذا احالة علي قصة السيدة مريم واانبي عيسي عليه السلام والذي له هو الاخر جدائل شعر منسدلة علي كتفيه واشارة اخري الي الثلاثي المقدس في المسيحية.
كل هذه الرموز المبثوثة في النص تحيلنا الي الكثيرمن القصص والاساطير التي تروي عن الخليقة منذ ادم وحواء
نص مثقلة بالرموز التي تعطيه متعة في القراءة وتدفعك الي البحث في الكتب التاريخية والمقدسة في ديانات الشعوب سعيا لاجلاءها ومعرفة هدف الكاتب منها وماذا يريد قوله لنا نحن القراء او المتفرجينوفي المسرح في حال تجسيد النص علي الركح.