مقالات ودراسات
د. علي خليفة يكتب عن مسرحية “افعل ما يحلو لك” لملك مسرح برودواي الكاتب الأمريكي نيل سايمون
المسرح نيوز ـ القاهرة: مقالات ودراسات
ـ
د. علي خليقة
مسرحية افعل ما يحلو لك
للكاتب الأمريكي نيل سايمون
نيل سايمون من كتاب الكوميديا في المسرح الأمريكي في العصر الحديث، وهو يهتم في مسرحياته بمعالجة قضايا المجتمع الأمريكي، ونرى أسلوبه الساخر في عرض هذه القضايا، ووضع المواقف الطريفة، وبعض الأنماط الكوميدية فيها.
وبعض القضايا التي يعرضها نيل سايمون في بعض مسرحياته لا تناسب مجتمعاتنا لما في هذه المسرحيات من جرأة في عرض بعض قضايا المجتمع الأمريكي، ولا تعاني منها مجتمعاتنا، ومن ذلك مسرحية افعل ما يحلو لك.
وتدور مسرحية افعل ما يحلو لك عن أسرة أمريكية تتكون من أب :أم وللدين شابين، والابن الأكبر هو ألان، وهو قد تجاوز الثلاثين من عمره، ويساعد والده في أعماله الصناعية والتجارية، ولكنه قرر أن يستقل عن أسرته، ويعيش في شقة وحده، ويفعل كل ما يحلو له دون رقيب عليه.
وقد انزعج والده السيد بذكر من أسلوب حياة ابنه الماجن، ولذلك أطلق عليه العربيد، وكان كثير الشجار معه؛ لأن عربدته أثرت على انتظامه في عمله معه، وقللت من كفاءته في ذلك العمل.
وبينما كان السيد بذكر يضع أحلامه في ابنه الأصغر بادي – الذي يبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما – إذا به يفاجأ أن هذا الابن قد ترك بيت الأسرة، وذهب ليعيش في شقة أخيه، مستجيبا لدعوة الأخ الأكبر له في أن يستقل بحياته، ويفعل ما يحلو له.
ويبدو الأخ الصغر بادي خجولا في البداية، وليست لديه الجرأة على أن يبتعد عن بيت الأسرة ومخافة والده، كما أن لا يرى في نفسه الجرأة على تقليد أخيه ألان في حياته اللاهية، ولكن ألان يدفعه لهذا الجو الغريب، فيسبح فيه، ويصبح بعد ثلاثة أسابيع نسخة مكررة من أخيه ألان في عربدته ومجونه؛ مما بدفع والدهما فطردهما من العمل معه، ولمقاطعتهما.
ويشعر ألان بالضيق من تقليد أخاه التام له، ويستفزه ذلك بشدة بعد أن كان يستحثه للسير في ذلك الطريق، ثم يشعر ألان أنه لم يعد يرى في نفسه الرغبة للعيش بهذا الأسلوب المستهتر، ويفاجأ والده ووالدته بأنه سيترك طريق العربدة، وسيتزوج، ويفرحان بذلك.
وتنتهي المسرحية بترحيب أسرة ألان بإعلان ألان الزواج من كورنيل التي كان يراها ٥تاة مخلفة عن كل النساء اللائي عرفهن، وأدرك في النهاية أنه يحبها، و#رغب في الزواج منها.
أما الابن الأصغر بادي فتتركه الأسرة يسير في طريق العربدة حتى يشعر أنه قد أخذ كفايته من ذلك، ويفرح بادي كثيرا بهذا القرار من أسرته.
وكما قلت فموضوع المسرحية يناسب المجتمع الأمريكي، ولا يناسب مجتمعاتنا المحافظة، ومن ثم فإن كثيرا من المواقف الكوميدية في هذه المسرحية لن تضحك المشاهد والقارئ العربيين، فهي كوميديا أثرب لأن تكون محلية.
ومن عناصر الكوميديا في هذه المسرحية المفارقة بين ما كان عليه بادي من خجل واضطراب حين يتعامل مع فتاة، ثم انقلاب حاله بأن صار عربيدا ماجنا كأخيه ألان بل إنه زاد عليه في هذا الأمر.
وأيضا من عناصر الكوميديا في هذه المسرحية – التي تدور أحداثها كلها في شقة ألان الصغيرة – المفاجآت التي تحدث فيها بمجيء أشخاص غير متوقع مجيئهم، فبينما بادن ينتظر فتاة إذا به يفاجأ بوصول أمه له في تلك الشقة، وكذلك نرى بادي في نهاية المسرحية بدلا من أن تأتيه فتاة أخرى إذا به يفاجأ بمجيء عمته إليه.