سندريلا الشاشة الأردنية الفنانة عبير عيسى: شكرا بغداد.. حينما يكون التكريم على الإنجازات.. وليس لأسباب أخرى.
المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات
ـ
بغداد| صفاء البيلي
سندريلا الشاشة الأردنية الفنانة عبير عيسى:
شكرا بغداد.. حينما يكون التكريم على الإنجازات.. وليس لأسباب أخرى.
كرم مهرجان بعداد الدولي في دورته الثالثة الممتدة من 20إلى 28 من أكتوبر الحالي والذي يقام في بغداد العاصمة سندريلا الشاشة الأردنية الفنانة القديرة عبير عيسى. التي ولدت في عاصمة الأردن عمان سنة 1961م، وبدأت مشوارها الفني سنة 1977م واشتهرت بأدوارها المتميزة في المسلسلات التلفزيونية البدوية، ولها أعمال بارزة في المسرح والسينما كما أن لها العديد من المشاركات العربية الناجحة.
في هذه السطور اعترفت الفنانة القديرة بعدة اعترافات مثيرة.. فقالت: شعرت بالسعادة لهذا التكريم بعد أكثر من ثلاثين عاما منبلد عريق كالعراق الشقيق، ولو أن لكل تكريم من تلك التكريمات التي حصلت عليها له خصوصيته ولكنني شعرت بالشجن، بسبب هذا التكريم .. أتدرين لماذا؟ إنه نوع من الحنين إلى الماضي!
كما اعترفت عيسى قائلة: لم أزر بغدادا منذ التسعينيات، ولكنني حينما دخلتها بالأمس، شعرت بأنها لم تغب عني ولم أغب عنها، وأنها في قلبي، مما أشعرني بالسعادة والصفاء، ثم أردفت: إنني لا أجد من الكلمات ما يعبر عن حالة الفرح والفخر التي أشعر بها وكأن كل مشاعري انصهرت معا في بوتقة من المحبة والجمال اللامتناهي..
وبعينين مغرورقتين بدموع الفرح والامتنان أشارت على نهر دجلة بهدوء: آه.. يا إلهي! لقد كنت هنا منذ ثلاثين عاما، وكأنه كان بالأمس القريب، حينما سجلت عملين دراميين للفنان فيصل الياسري. وحينما صلتني دعوات عديدة للتكريم في العراق ورغم حبي الشديد للبلد وأهله لم أستطع لأسباب خارجة عن إرادتي تنصب كلها في مواعيد العمل وانشغالاته.
ولكنني لا أدرى لماذا أصررت على المجيء بمجرد دعوتي للتكريم هذا العام.. لقد قبلت فورا، لا أدري لماذا هذه الرغبة في تلبية الدعوة الآن بالذات وفي هذا المهرجان وهذه الدورة ؟ لكن إحساس عظيم مفعم بالحنين ملأني .. فقررت المجيء، لذا حينما نزلت من الطائرة هذه المرة شعرت بمشاعري كأنها تبلورت وتلونت بألوان الطيف المختلفة، ألوان عديدة كلها تدفعني لمحراب الجمال والفن والعشق بغداد العظيمة بلاد الرافدين، فعلى مسارحها الشامخة، شاهدت أجمل العروض في الثمانينيات والتي قدمها الأساتذة الكبار الذين قرأت كتبهم لأتعلم منها على راسهم أستاذي العظيم سامي عبد الحليم، والأستاذ الكاتب يوسف العاني، والكبير عوني كرومي، لقد كوّن هؤلاء وغيرهم من الفنانين العراقيين عالما وكونا بحد ذاته جميلا، يثير الشجن في روحي ويدفع في قلبي المحبة، هكذا يكون الشعور حينما يكون التكريم في المكان الصحيح والتوقيت الأصح.. وتكريم مع نخبة من الفنانين من العراق وخارج العراق خاصة حينما يكون تكريما على أساس المنجز الذي تقدمه الشخصية وليس لأسباب أخرى.
واشارت: الى انها وإن لم تأتي للعراق منذ مدة طويلة إلا إنها تتابع المسرح العراقي وتطوره كلما أتيحت لها الفرصة لذلك، من خلال لجان التحكيم التي تترأسها أحيانا أو تلك التي تكون عضوة فيها ، وترى ان المسرح العربي ككل يحتاج لنهضة كبيرة، حيث إنها تشعر ببعض التراجع بسبب الانتفاعات والهرجانات.. وهذه النتائج حتمية للمقدمات التي قلتها.
سعادتي الأكبر بخلاف لتكريم، هو أنني أتيت إلى بلد عريق، واكتشفت أن فنانيين كثيرين لم يلبوا الدعوات تخوفا من حدوث بعض الظروف أو المنغصات، إلا أن هذه التخوفات لا وجود لها ولا أثر، فمجرد وحود أكثر من عشرين دولة تشارك في فعاليات المهرجان بخلاف العروض المحلية فهذا هو الجمال بعينه، وهو جهد مشكور لكل القائمين على المهرجان جميعهم بلا استثناء.
وأقول لمن لم يأتوا: إن هذا العراق بلد الأمن والأمان، ومهرجان بغداد الدولي قدم صورة رائعة للفن والفنانين العراقيين .
ومن قلبي أدعم العراق، هذا البلد الذي ناضل كثيرا من أجل استعادة عافيته، وارجو من الله أن يكون لبلادنا العربية الكثير من القدرة والأمل في استعادة قدرتها وجمالها لأنه هناك ثمة دول لا يمكن أن تكل أو تمل أو تسقط لأنها تعد ركيزة من ركائز الأمة العربية.
وبمحبة شديدة أردفت: من هنا.. أقول للعراق الحبيب: شكرا على هذا التكريم وشكرا لله على وجودي بينكم هذه الدورة.. ولأن المسرح يضيء الحياة.. وسأظل أتذكر عام 2022 لأن بها أعزالتكريمات، والمنن، وأول هذه المنن أن أعاد الله عافيتي بعد كورونا، وتكريم جلالة الملك بوسام مئوية الاستقلال، من وزارة الثقافة الأردنية، ومن مصر. وكل هذا بالتأكيد نتلج تجارب مهمة.. تعلمنا فيها من الكبار.. واستشففنا منها أن الجهد والتعب والعناد في الدفاع عن الحق ما ضاع هباء.. رغم ما لاقينا ونلاقي من مصاعب، ففي النهاية لا يصح الا الصحيح.
ثم نظرت بعيدا وقالت: كل الشكرأهديه للعراق الشقيق ولمسرحه وفنانيه وشعبه.. وكل المحبة لكل من منحونا جمال هذه الحياة.